شرح نص تذكرت ليلى محور شعر الغزل تحليل شرح نصوص اولى ثانوي يندرج ضمن المحور الاول
من كتاب النصوص آفاق أدبية لغة عربية تحضير وتحليل قصيدة تذكرت ليلى لقيس بن الملوح
شرح قصيدة تذكرت ليلى لقيس بن الملوح من كتاب النصوص افاق ادبية تندرج
ضمن المحور الاولى سنة اولى ثانوي تعليم تونس
الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
قصيدة “تذكرت ليلى” لقيس بن الملوح هي نموذج راسخ في الغزل العذري، تعبّر عن حب روحي نقيّ يتجاوز الجسد إلى التعلّق الوجداني. يستعرض فيها الشاعر مراحل الحنين، الحيرة، والاستسلام للقدر، بأسلوب شعري رقيق ومفارق. وتُجسّد القصيدة ذاتًا عاشقة منكسرة، تبحث عن ليلى في الذكرى والخيال والدعاء.
موضوع القصيدة:
موضوع القصيدة هو الحنين العذري إلى ليلى والتعبير عن الحب المستحيل كابتلاء روحي يتجاوز الإرادة والوصال.
أفهم
1 قسم النص حسب معيار تختاره. اذكر المقاطع وعلل اختيار المعيار.
تقسيم النص إلى ثلاث مقاطع وفقًا لتطور شعور قيس تجاه حب ليلى:
- الحنين والذكريات (الأبيات 1–3) يتذكر ليلى وأيام اللهو، ويتمنى لو لم تفترق الركاب، مما يعكس شوقًا بريئًا وماضيًا مثاليًا.
- الاضطراب الوجودي والقدر (الأبيات 4–7) يظهر الحيرة في الليل، ثم يتأمل في جمع الله للشتيتين، ويعترف بعجزه أمام القضاء، مما يكشف صراعًا داخليًا بين الحب والإيمان.
- الإقرار والتعلق الرمزي (الأبيات 8–11) يدعو الله بالعدل في الحب، ويشهد بحبه، ويتعلق باسم ليلى وخيالها، مما يبرز عمق التعلق الروحي والرمزي.
هذا التقسيم يُظهر تطورًا شعوريًا من الذكرى إلى الحيرة ثم إلى الاستسلام والتعلق، ويعكس البنية النفسية للنص.
2 للزمان والمكان دور في التعبير عن أحاسيس الشاعر . ادرس هذا الدور وبين قيمته في هذه القصيدة
الزمان والمكان في القصيدة يشكلان خلفية شعورية تعكس ألم الفقد وحرقة الشوق؛ فالليل يرمز للحيرة والانكسار، إذ يأتي محمّلًا بالحاجة والضياع. أما “ذات الغضا” فهي مكان الذكرى واللقاء الضائع، يتمنى لو لم تفترق الركاب عنه. هذه العناصر تُضفي على الحب طابعًا قدريًا وتُجسّد التعلق بالماضي كملاذ نفسي، مما يعمّق البعد الوجداني للنص.
-3- يجعل الشاعر العشق ابتلاء من الله فما دلالة ذلك في الحب العذري ؟
في الحب العذري، يُنظر إلى العشق كابتلاء إلهي لأنه يتسم بالنقاء والتضحية دون وصال جسدي، مما يجعله تجربة روحية سامية. اعتبار الحب قضاءً من الله يعكس استسلام الشاعر للقدر وتقبّله للألم كجزء من التطهير النفسي. هذا التصور يمنح الحب العذري طابعًا قدسيًا ويُضفي عليه شرعية وجدانية.
4 تواتر الإنشاء الطلبي في هذا النص. ادرس ذلك وبين دوره في تصوير الذات العاشقة.
يتواتر الإنشاء الطلبي في النص عبر التمني والنداء والدعاء، مثل “فليت” و”فيا رب”، مما يعكس حالة التوسل والعجز أمام الفقد. هذا التواتر يُجسّد ذاتًا عاشقة منكسرة، لا تملك سوى التضرع والتمني في مواجهة قدرها. بذلك، يصبح الطلب وسيلة للتعبير عن عمق الحب واستحالته.
أناقش
* يرى قيس بن الملوح أن حبه ليلى كان قضاء وقدرا. هل توافقه الرأي ؟
أوافقه جزئيًا؛ فالحب العذري كما صوّره قيس يتجاوز الإرادة الشخصية ليصبح تجربة قدرية لا فكاك منها. لكنه أيضًا انعكاس لاختيارات الذات وتعلّقها، مما يجعل القدر هنا مزيجًا من الشعور العميق والاستسلام النفسي. فالحب ليس مفروضًا بالكامل، بل هو استجابة وجدانية تتجذر في الروح.
* ماذا تقول في الحب الذي يستبد بصاحبه حتى يؤدي به إلى الجنون ؟
الحب الذي يستبد بصاحبه حتى الجنون يكشف عن شدة التعلق واحتراق الذات في العاطفة، كما في حالة قيس بن الملوح. هو حب يتجاوز العقل ليصبح تجربة وجودية تمحو الحدود بين الواقع والخيال. ورغم قسوته، فإنه يعكس صدقًا نادرًا وعمقًا روحيًا لا يُحتمل إلا من النفوس الشغوفة.
أحرر
-1- هل ترى المعاني الغزلية الماثلة في هذه القصيدة قريبة من واقعك ؟
حرر إجابة عن هذا السؤال في خمسة أسطر .
المعاني الغزلية في قصيدة قيس بن الملوح تحمل طابعًا روحيًا عميقًا، وهي قريبة من واقع من يعيش الحب كحالة وجدانية تتجاوز الجسد. فالتعلق، والحنين، والتمني، والشعور بالعجز أمام القدر، كلها مشاعر قد تختبرها النفس في لحظات الفقد أو الشوق. رغم اختلاف الزمن، يبقى الحب العذري حاضرًا في تجاربنا، حين نحب بصمت ونحفظ المشاعر في القلب دون أن نبوح بها. هذه القصيدة تلامس وجدان من يرى الحب تجربة وجودية لا تُقاس بالوصال، بل بالصدق والاحتراق الداخلي.
2 وجدت أحد أصدقائك أو صديقاتك ) يعيش تجربة عاطفية كادت تؤدي به إلى الضياع.
اكتب رسالة تدعوه فيها إلى الترشد والتحكم في عواطفه الجارفة.
صديقي العزيز، أعلم أن ما تمرّ به ليس سهلًا، وأن العاطفة حين تستبدّ بالروح تُغلق منافذ العقل، لكنّي أكتب إليك اليوم لأذكّرك بأنك أثمن من أن تُهدر في حبٍ يؤذيك. الحب الحقيقي لا يُفقدك ذاتك، بل يُنضجك ويمنحك القوة. لا تجعل قلبك سجينًا لخيبة، ولا تسمح للحزن أن يسرق منك نورك. تحكّم في مشاعرك، وامنح نفسك فرصة للشفاء، فالحياة أوسع من لحظة ألم، وأنت تستحق السكينة والنضج لا الانكسار.
بمناسبة هذا النص.
القراءة
اقرأ البيتين 6 و 7 قراءة معبرة مستعينا بطرائق تعبير غير لغوية.
لقراءة البيتين السادس والسابع قراءة معبّرة، يمكن توظيف طرائق تعبير غير لغوية مثل:
- نبرة الصوت: تبدأ بنبرة حزينة منخفضة عند قوله “لا والله لا أملك الذي”، ثم ترتفع قليلًا في “قضى الله في ليلى” لتُظهر الانكسار، وتعود للانخفاض في “ولا ما قضى ليا” تعبيرًا عن الاستسلام.
- الإيماء الجسدي: يمكن إحناء الرأس أو رفع اليد إلى الصدر عند ذكر “ابتلاني بحبها”، للدلالة على الألم الداخلي، ثم حركة يأس خفيفة عند “فهلّا بشيء غير ليلى ابتلانيا”.
- الصمت المؤثر: بعد نهاية كل بيت، لحظة صمت قصيرة تُضفي عمقًا على المعنى، وكأن الشاعر يختنق بعاطفته.
هذه الوسائل تُجسّد ذاتًا عاشقة منكسرة، وتُضفي على القراءة طابعًا وجدانيًا يتجاوز الكلمات.
الحقل الدلالي
ابحث عن مختلف دلالات كلمة «خيال».
كلمة «خيال» تدل على التصوّر الذهني غير المحسوس، وقد تعني الطيف أو الصورة الوهمية، وتُستخدم في الأدب للدلالة على الإبداع والتصوير الفني، وفي النفس للدلالة على التمنّي أو الهروب من الواقع، كما ترمز في السياق الصوفي إلى التجلي الروحي أو الحضور الغيبي.
المعجم
حدد جذور الكلمات التالية وابحث عن معانيها في أحد المعاجم :
تزجي – الشتيتين – أستغشي
· تزجي: الجذر ز ج و، ومعناها تسوق وتُسيّر، كأن تقول “تزجي القافلة”، أي تدفعها للسير.
· الشتيتين: الجذر ش ت ت، ومعناه المتفرقين أو المتباعدين، من “شتّ الشيء” أي تفرّق.
· أستغشي: الجذر غ ش و، ومعناه أطلب الغِشاء أو أستتر، كأن يغطي الإنسان وجهه أو عينيه.
البحث
– ابحث في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني عن خبر طريف من أخبار قيس بن
الملوح ولخصه في كراسك .
في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، ورد خبر طريف عن قيس بن الملوح أنه بعد أن قال بيتًا يعترض فيه على قضاء الله: “قضاها لغيري وابتلاني بحبها … فهلّا بشيء غير ليلى ابتلانيا” سمع صوتًا في الليل يناديه: “أأنت المتسخّط لقضاء الله والمعترض في أحكامه؟” فمنذ تلك الليلة اختلّ عقله، وخرج يهيم في البرية مع الوحوش، لا يأوي إلى بيت ولا يأنس ببشر.
هذا الخبر يُظهر كيف تحوّل الحب عند قيس إلى حالة جنونية روحية، ويُجسّد صورة العاشق الذي تجاوز حدود العقل في سبيل العاطفة.
المصدر: المكتبة الشاملة .. ص699 – كتاب شرح شواهد المغني – فائدة قيس بن الملوح – المكتبة الشاملة
تحليل القصيدة:
تحليل لقصيدة “تذكرت ليلى” لقيس بن الملوح، يراعي البنية الشعورية والفنية، ويُظهر عمق الذات العاشقة:
أولًا: البنية الشعورية
| المرحلة | الأبيات | الشعور المسيطر |
| الذكرى والحنين | 1–3 | شوق للماضي، تمني العودة |
| الحيرة والقدر | 4–7 | اضطراب داخلي، استسلام لقضاء الله |
| الإقرار والتعلق | 8–11 | حب روحي، تعلق رمزي، تساؤل عن المقابل |
ثانيًا: أبرز الظواهر الفنية
- الإنشاء الطلبي: تواتر التمني والدعاء والنداء يعكس انكسار الذات العاشقة.
- الرموز الزمانية والمكانية: الليل وذات الغضا يرمزان للحيرة والذكرى، ويُجسّدان البعد النفسي للحب.
- المفارقة: يحبها وهي لغيره، يتمنى العدل في الحب، ويشهد بحبه دون أن يعرف ما تكنّه له.
- الخيال: يوظف الخيال كوسيلة للتواصل الروحي، فيقول “لعل خيالًا منها يلقى خياليا”.
ثالثًا: دلالة الحب كابتلاء
يرى قيس أن حب ليلى قضاء من الله، مما يمنح الحب العذري طابعًا قدريًا، ويُضفي عليه شرعية روحية، ويحوّله من رغبة إلى تجربة وجودية.
من هو الشاعر قيس بن الملوح؟
اشتهر شعره بالصدق والعذوبة، وامتزج فيه الحنين بالحكمة، حتى صار رمزًا للعاشق الذي تجاوز حدود العقل. وقد خُلّدت قصته في الأدب العربي، وذكرها أبو الفرج الأصفهاني في كتاب الأغاني، حيث وصفه بأنه كان يتحدث إلى الطيور والوحوش، ويرى ليلى في كل شيء.
قيس بن الملوح، المعروف بـمجنون ليلى، هو شاعر عربي من العصر الأموي، يُعدّ من أبرز رموز الحب العذري، ذلك الحب الروحي الطاهر الذي لا يطلب وصالًا جسديًا. وُلد في نجد، وعاش قصة حب مأساوية مع ليلى العامرية، ابنة عمه، التي أحبها منذ الصغر، لكن أهلها منعوه من الزواج بها، فهام على وجهه في الصحارى ينشد الشعر ويتغنّى باسمها.
