Press "Enter" to skip to content

شرح قصيدة مرقوم الخد  – شرح نص مرقوم الخد  – ثالثة آداب

شرح نص مرقوم الخد محور الشعر الاندلسي الغزل تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي آداب شرح قصيدة مرقوم الخد 3 ثانوي آداب مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح وتحليل نص مرقوم الخد للشاعر ابن الأبار من كتاب النصوص لغة عربية شعبة آداب تندرج ضمن المحور الاول سنة ثالثة آداب تعليم تونس شرح نص مرقوم الخد المحور الاول

التحليل والشرح والاجابة عن الاسئلة

تقديم القصيدة:

قصيدة “مرقوم الخد” لابن الأبار هي معارضة فنية لقصيدة الحصري “يا ليل الصب”، وتتناول وصف جمال المحبوبة وتأثيره الساحر والمؤلم على العاشق. يجمع الشاعر بين الصور الحسية والمفارقات النفسية ليُجسّد علاقة متوترة بين الانبهار والخذلان. بأسلوب بلاغي رفيع، تتحول القصيدة إلى مرآة لانكسار الذات أمام سلطة الجمال.

الموضوع:

تصوّر القصيدة حال العاشق المنكسر أمام جمال محبوبته المتقلب، بين الافتتان والخذلان، في صراع نفسي مرير.

التقسيم:

تقسيم النص وفق التحول الشعوري إلى ثلاث وحدات:

  1. الافتتان بالجمال (الأبيات 1–4): وصف ساحر للمحبوبة.
  2. الخذلان والتقلب (الأبيات 5–11): خيبة أمل وتناقض في سلوكها.
  3. الجمال المؤذي والتأمل الفلسفي (الأبيات 12–20): الجمال كسلاح، والحب كصراع وجودي.

الفهم

الغائب الحاضر

1 – من المتكلم في القصيدة؟ وماذا يقصد من استخدام ضمير الغائب المتصل (ه) بشكل مكثف؟

المتكلم هو الشاعر العاشق، ويستخدم ضمير الغائب “ـه” بكثافة ليُضفي على المحبوب هالة من الغموض والسمو، ويُبرز بعده وغيابه، ويُكثّف التعلّق والانكسار أمام سلطته الجمالية والعاطفية.

صور الغزل ومعانيه

2 يجتمع في القصيدة وصف المرأة و التعبير عن الذات. ما العلاقة بينهما ؟ وما طريقة الشاعر في نظم ذلك ضمن الأبيات؟

العلاقة بين وصف المرأة والتعبير عن الذات في القصيدة هي علاقة انعكاسية؛ فالشاعر لا يصف المحبوبة لذاتها فقط، بل يجعلها مرآة لحالته النفسية، وأداة لتجسيد ألمه وتوتره الداخلي.

العلاقة بين الوصف والتعبير:

وصف المرأةتعبير عن الذات
جمالها “مرقوم الخد مورده”يكسوه السقم، أي أن الجمال يمرضه
سحرها “وله في النحر لناهده”رمح يسدده، أي أن الجمال يؤذيه ويخترقه
دلّها وتفردهايُفرد الشاعر بالذل ويُخضعه
وعدها وخلفهايترجم خيبة الأمل والخذلان العاطفي

طريقة النظم:

  • التوازي البلاغي: كل بيت يبدأ بوصف ثم ينقلب إلى أثر نفسي على الشاعر.
  • الضمير الغائب: يُستخدم لتكثيف الغموض، مما يجعل المحبوبة كيانًا متعالياً، والشاعر تابعًا لها.
  • الصور المركبة: الجمال ليس ساكنًا، بل مؤذٍ، ساحر، قاتل، مما يخلق توترًا دائمًا بين الإعجاب والمعاناة.

3 ما الموصوف من المرأة ؟ وما أساليب الشاعر في تصويره والتعبير عنه؟

الموصوف من المرأة في القصيدة هو جمالها الجسدي والمعنوي: الخد، الفم، العين، النحر، الخطوة، الزينة، والدلال. كل هذه الأوصاف تُقدَّم بوصفها عناصر فتنة وسحر تؤثر في وجدان الشاعر.

أساليب الشاعر في التصوير والتعبير:

  • التشبيه والاستعارة: يشبّه الخد بالجمر، والعين بالرمح، والنحر بالسيف، مما يضفي طابعًا قتاليًا على الجمال.
  • المفارقة: الجمال يداوي ويؤلم، يعد ويخلف، يجفو ويهش، مما يعكس اضطرابًا داخليًا.
  • التكثيف الرمزي: يوظف عناصر الطبيعة (القمر، الجونة، السحر) لتضخيم أثر الجمال.
  • الإيقاع الداخلي: التكرار والضمائر يخلقان توترًا وانجذابًا دائمًا نحو المحبوبة.

4 بين طريقة الشاعر في إبراز الفعل وضده في موقف المعشوقة من العاشق.

يُبرز الشاعر موقف المعشوقة عبر المفارقة بين الفعل وضده، فهي تعد وتخلف، تجفو وتَهش، تُسكن القلب وتُهده، مما يكشف تقلبها ويُجسّد ألم العاشق وتعلّقه المتناقض بها.

تطريب الشعر

5 تشكلت صورة العاشق في النص من مواقف وأحوال. استخرجها وعلق عليها.

صورة العاشق تشكلت من السقم والاحتراق، والظمأ والتوق، والخذلان والانتظار، والذل والانقياد، والانبهار بالجمال؛ وهي تعكس عاشقًا مستلبًا، متألمًا، تتقلب مشاعره بين التقديس والخذلان، ويعيش صراعًا داخليًا أمام سلطة المحبوبة.

6 بين دور الإيقاع في إبراز غنائية الشعر في هذه القصيدة؟

الإيقاع في القصيدة يُبرز غنائيّتها من خلال وحدة الوزن والقافية التي تمنحها انسجامًا موسيقيًا، وتُعزّز التوتر الشعوري بين الوجد والخذلان. كما أن تكرار الضمائر والتراكيب المتوازنة يخلق إيقاعًا داخليًا يُضفي طابعًا إنشاديًا، يجعل العاطفة أكثر حضورًا وتأثيرًا في المتلقي.

التقويم

*إلى أي حد كانت صور الغزل ومعانيه تقليدية في النص ؟

صور الغزل في النص تمزج بين التقليدي والمبتكر؛ فهي تقليدية من حيث التركيز على جمال المحبوبة (الخد، العين، النحر) واستخدام مفردات مألوفة في الغزل العربي، لكنها تتجاوز ذلك بأسلوب المفارقة والتكثيف الرمزي، حيث يتحول الجمال إلى مصدر ألم وذل، مما يضفي على المعاني بعدًا نفسيًا وفلسفيًا غير مألوف في الغزل التقليدي.

* ما هو الجانب الذي ترى أنه أكسب النص قيمته الحقيقية؟ ولماذا؟

الجانب الذي أكسب النص قيمته الحقيقية هو المفارقة الشعورية بين الافتتان والخذلان؛ إذ يصوّر الشاعر الجمال بوصفه مصدرًا للسحر والألم في آنٍ واحد، مما يمنح القصيدة عمقًا نفسيًا وفلسفيًا يتجاوز الغزل التقليدي، ويجعلها تعبيرًا عن صراع داخلي وجودي لا مجرد وصف للمحبوبة.

الـتَّـوظـيف

هذه القطعة هي، كما ذكر من معارضة لقصيدة أبي الحسن علي الحصري التي عارضها، إلى جانب ابن الأبار شعراء كثيرون من القدامى والمتأخرين. ومن هؤلاء أحمد شوقي بقصيدة مطلعها : مضناك جفاه مرقده  … وبكاه ورحم عوده أبو القاسم الشابي بقصيدة مطلعها: غناه الأمس وأطربه … وشجاه اليوم فما غده؟ * ابحث عن القصائد الثلاث (للحصري وشوقي والشابي) ثم قارن المعارضات الثلاث بقصيدة الحصري مستجليا أهم مواطن التماثل والاختلاف

هذا النوع من المقارنة بين المعارضات الشعرية يكشف عن تطور الذائقة الفنية وتحوّلات التعبير العاطفي عبر العصور. إليك مقارنة مركّزة بين القصائد الثلاث التي عارضت قصيدة أبي الحسن الحصري، والتي مطلعها:

“يا ليلُ الصبُّ متى غدُهُ؟”

القصائد المعارِضة

الشاعرمطلع القصيدةالسياق الفني
الحصري القيروانييا ليلُ الصبُّ متى غدُهُ؟الأصل، غزل تقليدي، شكوى من طول الليل والبعد
ابن الأبارمرقوم الخد مورده… يكسوني السقم مجردهغزل أندلسي، تصوير جسدي رمزي، مفارقات وجدانية
أحمد شوقيمضناك جفاه مرقده… وبكاه ورحم عودهغزل رومانسي، تصوير نفسي، نغمة حنونة متأثرة بالمدرسة الكلاسيكية
أبو القاسم الشابيغناه الأمس وأطربه… وشجاه اليوم فما غده؟غزل حداثي، تأمل وجودي، نغمة حزينة فلسفية

مواطن التماثل

  • الموضوع المركزي: جميع القصائد تدور حول ألم الحب، والشكوى من الفراق أو تقلبات العاطفة.
  • الافتتاح بالسؤال أو التوجع: كل قصيدة تبدأ بتوتر وجداني، سواء بسؤال مباشر (الحصري، الشابي) أو بوصف الألم (شوقي، ابن الأبار).
  • الليل كرمز: الليل حاضر كرمز للوحشة والانتظار، خصوصًا عند الحصري والشابي.

مواطن الاختلاف

الجانبالحصريابن الأبارشوقيالشابي
الأسلوبتقليدي، بسيطبلاغي، رمزي، مفارقرومانسي، عاطفي، سلسحداثي، تأملي، فلسفي
صورة المحبوببعيدة، مؤلمةساحرة، مؤذية، متقلبةحنونة، مريضة، مثيرة للشفقةمثالية، ثم خادعة، ثم شبحية
صورة العاشقمتألم، ينتظرمستلب، ذليل، متناقضمحب متعاطف، متألممتأمل، منكسر، وجودي
اللغةجزلة، مباشرةرمزية، مشحونة بالبلاغةرقيقة، موسيقيةتصويرية، فلسفية، متداخلة
الزمن الشعريلحظة الانتظارلحظة الافتتان والخذلانلحظة الألم والحنينلحظة التحول والانكسار

خلاصة تحليلية

المعارضات الثلاث تعكس تطورًا في فهم الحب وتعبيراته:

  • الحصري يعبّر عن الحب كألم بسيط ناتج عن الفراق.
  • ابن الأبار يصوّره كصراع داخلي بين الجمال والخذلان.
  • شوقي يحنو على المحبوب ويجعل الحب مصدرًا للشفقة.
  • الشابي يتأمل الحب كقوة خادعة، كانت مصدرًا للفرح ثم تحوّلت إلى شبح يؤلم الذات.

تحليل القصيدة:

القصيدة التي بين أيدينا هي من معارضة لقصيدة أبي الحسن الحصري “يا ليل الصب متى غده؟”، وقد عارضها ابن الأبار بأسلوب أندلسي رفيع، يجمع بين الوصف الحسي والتوتر النفسي. إليك تحليلًا مختصرًا ومركزًا:

الموضوع العام

القصيدة غزلية، تصور علاقة العاشق بالمحبوبة من خلال وصف جمالها وتقلباتها، وتُبرز أثر ذلك على نفس العاشق وجسده، في مزيج من الانبهار والخذلان.

🧠 البنية الفنية

العنصرالتوضيح
المتكلمعاشق متألم، يصف محبوبته الغائبة ويعبّر عن حاله معها.
المحبوبةجميلة، ساحرة، متقلبة، تجمع بين الجمال والصدّ.
الأسلوببلاغي، تصويري، يعتمد على المفارقة بين الفعل وضده.
اللغةجزلة، رمزية، مشحونة بالاستعارات والتشبيهات.
الإيقاعمتوتر، يعكس اضطراب العاشق وتقلّب المحبوبة.

صورة العاشق

  • مريض بالجمال: “يكسوني السقم”، “جمر بفؤادي موقده”.
  • مخذول: “يعد ويخلف”، “أقيم العذر لعذله”.
  • ذليل: “يفردني بالذل”، “يهده”.
  • مفتون: “قمر الأقمار”، “السحر يؤيده”.

أبرز الأساليب

  • المفارقة: بين الوعد والخلف، الجفاء والهشاشة، الحب والخذلان.
  • التشبيه: الخد بالجمر، العين بالرمح، النحر بالسيف.
  • الرمزية: الجمال كقوة خارقة، لا تُقاوَم ولا تُفهم.

مقارنة ضمن سياق المعارضة

  • الحصري: يشتكي من طول الليل والبعد.
  • ابن الأبار: يشتكي من الجمال المؤلم والتقلب العاطفي.
  • شوقي: يحنو على المحبوب المريض.
  • الشابي: يتأمل خيبة الحب وتحولاته.

القصيدة بهذا تمثل تطورًا في الغزل من الشكوى البسيطة إلى تصوير فلسفي عميق للعلاقة العاطفية. هل ترغبين في تحويل هذا

من هو ابن الأبار؟

ابن الأبار هو أبو عبد الله محمد بن عبد الله القضاعي البلنسي، المعروف بـ”ابن الأبار”، شاعر وأديب ومؤرخ أندلسي عاش في القرن السابع الهجري (13م)، وُلد في بلنسية بالأندلس سنة 595هـ تقريبًا، وتوفي سنة 658هـ في تونس.

أبرز ملامحه:

  • شاعر بارع: امتاز بشعره الرقيق، خاصة في الغزل والمعارضة، وله قصائد مشهورة منها “مرقوم الخد”.
  • مؤرخ وأديب: ألّف في التراجم والتاريخ، ومن أشهر كتبه الحلة السيراء الذي جمع فيه تراجم أدباء الأندلس.
  • سياسي ودبلوماسي: عمل كاتبًا في بلاط بني عبد الواد في المغرب، ثم انتقل إلى تونس، حيث قُتل بأمر السلطان الحفصي بسبب وشاية.

أهميته:

ابن الأبار يُعد من آخر أعلام الأدب الأندلسي قبل سقوطه، وتمثل أعماله صلة وصل بين أدب الأندلس والمغرب العربي، كما أن شعره يجمع بين الرقة والعمق، ويعكس ثقافة موسوعية وذوقًا فنيًا رفيعًا.

Comments are closed.