شرح نص من المقامة المجاعية محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي تحضير نص من المقامة المجاعية 3 ثانوي مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح وتحليل نص من المقامة المجاعية لبديع الزمان الهمذاني من كتاب النصوص علامات شعب علمية تندرج ضمن المحور الاول سنة ثالثة ثانوي تعليم تونس شرح نص من المقامة المجاعية المحور الاول
التقديم:
مقامة ذات طابع قصصي طغى عليها الوصف والحوار لـ “بديع الزمان الهمذاني”، تندرج ضمن أدب الضيافة بين عيسى
بن هشام وأبي الفتح ولا تخلو من حيلة. تندرج ضمن المحور الأول الفكاهة والهزل في القص العربي القديم
يندرج النص ضمن المحور الاول الفكاهة والهزل في القص العربي القديم من كتاب النصوص علامات للسنة ثالثة ثانوي تعليم تونس
الموضوع:
حيلة وخدعة أبي الفتح على عيسى من خلال دعوة وهمية إلى وليمة في زمن المجاعة والسخرية والاستهزاء منه
التقسيم :
المقاطع:
المعيار: حسب بنية الحدث
رغبة عيسى في الطعام (وضعية الهدوء): من بداية النص إلى مبلغا
الدعوة إلى الوليمة (سياق التحوّل): من «قال إلى لو كانت
انكشاف حقيقة المكدّي (وضعية الختام): بقيّة النص
الشرح والتحليل والاجابة على جميع الاسئلة
لنتفهم معا
1 بني النص على السرد والحوار اضبط حدود كل منهما في النص وأبرز التكامل بينهما.
أولًا: حدود السرد في النص
السرد هو الإطار الذي ينقل الأحداث ويصف الشخصيات والمواقف، ويظهر في المقامة عبر صوت الراوي “عيسى بن هشام”. حدوده تشمل:
- الافتتاح السردي:
- الوصف الخارجي للمشهد:
- ردود فعل الراوي وتعليقاته:
- الخاتمة السردية:
ثانيًا: حدود الحوار في النص
الحوار هو تبادل الكلام بين الشخصيات، ويُستخدم هنا لإبراز التناقض بين الواقع والخيال، ويبدأ من:
- سؤال الفتى للراوي:
- رد الراوي:
- سلسلة الأسئلة والوصف المغري للطعام:
- ردود الراوي المتفاعلة:
- البيت الشعري الختامي للفتى:
Code
أنا من ذوي الإسكندريه
من نبعة فيهم زكيه
سخف الزمان وأهله
فركبت من سخفي مطيه
ثالثًا: التكامل بين السرد والحوار
- السرد يهيئ المشهد: يضعنا في زمن المجاعة، ويصف المكان والشخصيات، مما يمنح الحوار خلفية واقعية.
- الحوار يخلق التوتر والتشويق: عبر وصف الطعام والردود المتبادلة، يتصاعد التوتر بين الجوع والخيال.
- السرد يعلق ويكشف المفارقة: حين يقول الراوي “أحييت شهوات قد كان اليأس أماتها”، نرى كيف أن الحوار أثار الأمل ثم خيّبه.
- الحوار يختتم بالشعر: مما يضفي طابعًا فنيًا ويكشف عن هوية الفتى، ويغلق الدائرة الدرامية.
2 يصعد الإطناب في الوصف الرغبة ويضخم الحلم، في حين يقوم الحوار في آخر النص بخلاف ذلك. تبين دور هذه المفارقة في إشاعة الفكاهة وإثارة الضحك.
المفارقة بين الإطناب والحقيقة: كيف تُصنع الفكاهة؟
أولًا: الإطناب في الوصف يصعد الرغبة ويضخم الحلم
- الفتى يصف الطعام والنعيم بأسلوب بلاغي مفرط، يراكم الصور الحسية:
- “رغيف على خوان نظيف”، “بقل قطيف”، “أقداح ذهبية من راح عنبية”، “مطرب مجيد له من الغزال عين وجيد”…
- هذا الإطناب لا يكتفي بوصف الطعام، بل يبني عالمًا من الترف واللذة، في تصعيد تدريجي للرغبة.
- كل وصف يُغري القارئ والراوي، ويُحيي شهوات كانت “قد أماتها اليأس”، كما يقول عيسى بن هشام.
ثانيًا: الحوار في نهاية النص يفجر المفارقة
- بعد كل هذا التصعيد، يسأل الراوي: “فمن أي الخرابات أنت؟”
- يرد الفتى بشعر يكشف أنه متشرد، لا يملك شيئًا مما وصف:
- هذا الانقلاب المفاجئ بين الحلم والواقع يخلق مفارقة ساخرة، تُضحك القارئ وتُربك الراوي.
كيف تُشاع الفكاهة؟
- الفكاهة تنبع من التناقض: بين ما يُوصف وما يُكشف، بين لذة الخيال وبؤس الحقيقة.
- الراوي ضحية الوهم: يُستدرج بلغة الفتى، ثم يُصدم بالحقيقة، مما يثير الضحك على المفارقة لا على الجوع.
- الفتى كمهرج بلاغي: يوظف اللغة ليُضحك ويُخدع، في دور يشبه “الحكيم الساخر” الذي يكشف عبث الواقع.
- اللغة كأداة خداع وفكاهة: الإطناب ليس فقط للزينة، بل وسيلة لخلق وهم يُضحك حين ينكشف.
3. ماذا تفهم من قول الغلام: “وأنا خادمها لو كانت.
قول الغلام: “وأنا خادمها لو كانت” يحمل مفارقة بلاغية دقيقة، ويكشف عن جوهر المقامة المجاعية من حيث التلاعب بالخيال والواقع. إليك ما يمكن فهمه من هذا القول:
المعنى الظاهري:
- الغلام يرد على قول الراوي: “أنا عبد الثلاثة” (أي عبد لما وصفه من النعيم: الطعام، الشراب، المضجع).
- فيقول الغلام: “وأنا خادمها لو كانت”، أي إنه مستعد لخدمة هذا النعيم… لو كان موجودًا أصلًا.
المعنى العميق:
1. مفارقة بين الحلم والواقع:
- الغلام يعترف ضمنيًا أن كل ما وصفه من نعيم هو مجرد خيال، لا وجود له.
- فكلمة “لو كانت” تنسف كل الصور السابقة، وتعيدنا إلى واقع المجاعة والخراب.
2. سخرية من التعلق بالوهم:
- الغلام يسخر من نفسه ومن الراوي، فكلاهما منجذب إلى حلم لا يمكن تحقيقه.
- هو “خادم” لما لا يوجد، مما يثير الضحك على عبثية التعلق بالمحال.
3. بلاغة التواضع الزائف:
- يظهر الغلام كمن يتواضع ويعرض خدمته، لكنه في الحقيقة يكشف فقره وعجزه.
- هذا التناقض يخلق طرافة لغوية وفكاهة مريرة.
دور العبارة في إشاعة الفكاهة:
- بعد وصف طويل للطعام والنعيم، تأتي هذه العبارة كصفعة ساخرة.
- تُضحك القارئ لأنها تكشف أن كل ما قيل كان مجرد وهم، والغلام لا يملك شيئًا.
- إنها ذروة المفارقة التي تجعل من الغلام “مهرجًا بلاغيًا” يضحكنا بذكائه وفقره في آنٍ واحد.
4 ذيل الهمذاني النص بالشعر. بين أهمية ذلك في بناء المقامة.
ذيل بديع الزمان الهمذاني المقامة المجاعية ببيت شعري قاله الغلام، وهو:
أنا من ذوي الإسكندريه من نبعة فيهم زكيه سخف الزمان وأهله فركبت من سخفي مطيه
وهذا الختام الشعري ليس مجرد زينة بل يلعب دورًا بنيويًا وفنيًا عميقًا في بناء المقامة. إليك أهمية ذلك:
1. الوظيفة الفنية: إغلاق بلاغي للمقامة
- الشعر يأتي كخاتمة إيقاعية، تمنح النص نغمة موسيقية بعد حوار نثري طويل.
- يضفي على المقامة طابعًا أدبيًا متكاملًا، يجمع بين النثر والشعر، وهو من سمات المقامات الكلاسيكية.
2. الوظيفة الدرامية: كشف الهوية والانقلاب المفارقي
- البيت يكشف أن الغلام ليس صاحب النعيم، بل هو من “ذوي الإسكندرية” الذين ركبوا سخافة الزمان.
- هذا الانقلاب من الوصف الخيالي إلى الاعتراف بالخراب يخلق مفارقة ساخرة، ويغلق المقامة على نغمة فكاهية حزينة.
3. الوظيفة الفلسفية: تلخيص موقف الهمذاني من الزمان
- البيت الشعري يلخص فلسفة الهمذاني: الزمان سخيف، وأهله في انحدار، ومن يسير فيه يركب السخف لا الحكمة.
- الغلام يصبح رمزًا للإنسان الذي يملك اللغة ولا يملك الواقع، في مفارقة بين البلاغة والبؤس.
4. الوظيفة الساخرة: تعميق الضحك المر
- بعد أن يُحيي الغلام شهوات الراوي، يأتي الشعر ليقول: كل هذا وهم، وأنا خادم لما لا يوجد.
- هذا التناقض يثير الضحك، لكنه ضحك مرّ، يكشف عبثية التعلق بالأحلام في زمن المجاعة.
لنفكر معا
* واجه الإسكندري سخف الزمان بركوب السخف مطية. فما موقفك منه؟ علل رأيك.
موقف الإسكندري الذي “ركب من سخف الزمان مطية” يجسد فلسفة ساخرة وعميقة في آنٍ واحد، ويمكن النظر إليه من زاويتين متكاملتين:
أولًا: موقف نقدي متفهم
الإسكندري لا يواجه الزمان بالحكمة أو المقاومة، بل يركب سخافته، أي يتماشى مع عبثه ويجاريه بلغة ساخرة. هذا الموقف:
- يعكس وعيًا بالواقع المنحط: فهو يدرك أن الزمان قد فسدت قيمه، فلا جدوى من مواجهته بالحكمة.
- يوظف السخرية كدرع نفسي: بدلًا من الانكسار، يسخر من الزمان ومن نفسه، فيحافظ على كرامته البلاغية.
- يُظهر ذكاء لغويًا: فركوب السخف مطية هو استعارة بارعة، تجعل من العبث وسيلة للتنقل لا للانهيار.
إذًا، أراه موقفًا نقديًا ذكيًا، لا استسلامًا، بل مقاومة بلاغية للواقع عبر السخرية.
ثانيًا: موقف ساخر يثير الضحك المر
- الإسكندري لا يملك شيئًا، لكنه يملك اللغة، فيُضحكنا بوصفه للنعيم الذي لا يملكه.
- حين يقول إنه “خادمها لو كانت”، يكشف عن عبثية التعلق بالمحال، ويجعل من نفسه مهرجًا حكيمًا.
- هذا الموقف يثير الضحك المرّ، لأنه يُظهر كيف يمكن للإنسان أن يواجه البؤس بالبلاغة، لا بالثورة.
التعليل الفلسفي:
في زمن المجاعة والخراب، لا يملك الإنسان سوى لغته، فإن لم يستطع تغيير الواقع، فليفضحه بالسخرية. وهذا ما فعله الإسكندري: جعل من سخافة الزمان مطية، ومن البلاغة سلاحًا، ومن الضحك وسيلة للنجاة.
* انطلاقا من تجربتك الشخصية، هل صحيح أن ما لا يتحقق بالفعل قد يتحقق بالحلم؟
الحلم كقوة مولدة للفعل
- كثير من المشاريع الريفية التي تحلمين بها، بدأت كأحلام في ذهن أصحابها، ثم تحققت حين وجدت من يؤمن بها.
- الشعراء الذين كتبوا عن الحب والقدر، لم يغيروا العالم مباشرة، لكنهم غيّروا نظرة الناس إليه، وهذا نوع من التحقق عبر الحلم.
- في المقامة المجاعية، الغلام لا يملك الطعام، لكنه يملك القدرة على وصفه، فيُحيي شهوة كانت ميتة. أليس هذا تحققًا جزئيًا للحلم؟
حين يكون الحلم فعلًا رمزيًا
- الحلم يخلق المعنى، حتى لو لم يخلق المادة.
- أن تحلمي بتغيير الريف، أو بإحياء القيم الأخلاقية، هو فعل فكري وروحي، يسبق الفعل المادي.
- في بعض السياقات، الحلم هو المقاومة الأخيرة حين يعجز الإنسان عن الفعل.
رأيي المستند إلى التجربة:
نعم، ما لا يتحقق بالفعل قد يتحقق بالحلم، إذا كان الحلم واعيًا، متجذرًا في الرغبة الصادقة، ومفتوحًا على إمكانيات التغيير. الحلم ليس هروبًا، بل استعدادًا.
تحليل المقامة المجاعية لبديع الزمان الهمذاني
السياق العام:
- تدور أحداث المقامة في بغداد زمن المجاعة، حيث يلتقي الراوي “عيسى بن هشام” بجماعة تحت سمط الثريا، فيطلب منهم شيئًا يسد به رمقه.
- يظهر فتى فصيح، يتلاعب بالألفاظ ويغريه بوصف أطعمة فاخرة، ثم ينتهي المشهد بالكشف عن حاله الحقيقي: متشرد من الإسكندرية، ركب سخافة الزمان.
البنية الفنية:
- الافتتاح التقليدي: “حدثنا عيسى بن هشام…” بصيغة سردية مألوفة في المقامات.
- الحوار البلاغي: بين الراوي والفتى، حيث تتصاعد الصور اللغوية من وصف الجوع إلى وصف الولائم.
- التصوير الحسي: استخدام ألفاظ مثل “رغيف على خوان نظيف”، “بقل قطيف”، “شواء صفيف”، “أقداح ذهبية”، يخلق تباينًا صارخًا بين الواقع والمأمول.
- الانقلاب الدرامي: بعد أن يحيي الفتى شهوات الراوي، يكشف أنه من “الخرابات”، مما يعمّق المفارقة بين الصورة والواقع.
الدلالات الفلسفية والاجتماعية:
- الجوع والغربة: يمثلان حالتين من العجز الوجودي، حيث لا يفلح صاحبهما، كما قال الراوي.
- الفتى كرمز للخيال أو الوهم: يحيي الشهوات بكلامه، لكنه لا يملك شيئًا، مما يعكس حال المثقف أو المتشرد الذي يملك اللغة ولا يملك الطعام.
- نقد الزمان وأهله: يظهر في البيت الأخير، حيث يركب الفتى “سخافة الزمان”، في إشارة إلى فساد الأحوال وانقلاب القيم.
- البلاغة كملاذ: المقامة توظف اللغة كوسيلة للهروب من الواقع، لكنها في الوقت ذاته تكشف هشاشته.
بيت الشعر الختامي:
أنا من ذوي الإسكندريه من نبعة فيهم زكيه سخف الزمان وأهله فركبت من سخفي مطيه
- يعكس هذا البيت التناقض بين الأصل النبيل والواقع المنحط، ويجسد فلسفة الهمذاني في تصوير الإنسان بين المجد والمهانة.
Comments are closed.