شرح قصيدة دعاني من هويت فلم أحبه – شرح نص دعاني من هويت فلم أحبه – ثانية ثانوي

شرح قصيدة دعاني من هويت فلم أحبه محور التجديد في الشعر العربي في القرن الثاني للهجرة تحليل شرح نصوص ثانية ثانوي تندرج ضمن المحور الاول من كتاب النصوص عيون الأدب لغة عربية تحضير وتحليل قصيدة دعاني من هويت فلم أحبه لـ بشار بن برد شرح نص دعاني من هويت فلم أحبه – للسنة 2 ثانوي تعليم تونس – محور التجديد في الشعر العربي اصلاح قصيدة دعاني من هويت فلم أحبه مع الاجابة على اسئلة فكك حلل قوم توسع

نص دعاني من هويت فلم أحبّه مع الشرح والتحليل والاحابة عن جميع الاسئلة

تقديم القصيدة:

تصوّر قصيدة “دعاني من هويت فلم أحبّه” لبشار بن برد تجربة حبّ ممنوع، يتخللها الشغف والحرمان. يتبادل فيها الشاعر والجارية مشاعر مترددة، تعيقها سلطة الأم ونظرة المجتمع. القصيدة تكشف عن صراع بين العاطفة والرقابة، بلغة سهلة وإيقاع داخلي مؤثر.

الموضوع:

موضوع القصيدة هو تصوير مأساة حب ممنوع بين الشاعر وجارية تُبادله الود، لكن تُقيّدها سلطة الأسرة والمجتمع.

فكك

تقوم هذه القصيدة على جملة من العلاقات الشاعر – الجارية)؛ (الجارية – الشاعر)؛ (الجارية من خلال الوليدة – الأم). تبين حدودها، واذكر عنوانا لكل مقطع.

تفكيك العلاقات في القصيدة مع تحديد حدود كل مقطع وعنوانه:

العلاقة	من البيت	إلى البيت	العنوان المقترح
الشاعر ← الجارية	1	4	شغف ممنوع
الجارية ← الشاعر	5	7	حب تحت الرقابة
الجارية (عبر الوليدة) ← الأم	8	10	الوليدة تغني، والأم تمنع
الشاعر ← الأم	11	14	صرخة احتجاج

حلل

1 – استخرج من خلال أوصاف المرسل (الجارية) ومحتوى الرسالة صورة الحبيبة، مبديا رأيك في ما تعيشه من صراعات.

صورة الحبيبة تتجلى في القصيدة كامرأة جميلة النسب والخلق، آسرة الحضور، لكنها محاصرة اجتماعيًا. أوصافها تُبرز الفتنة والجاذبية، بينما رسالتها تكشف عن وعي داخلي وصراع بين الحب والواجب، إذ تقول: “إني وقيتك، لو أرى خللًا مضيتُ”، وتبرّر امتناعها بجنون الأم ونظرات الإخوة.

رأيي في صراعاتها: تعيش الحبيبة تمزقًا بين رغبة القلب وسلطة الجماعة، بين الحنين والحرج، فهي لا ترفض الحب بل تُجبر على كتمانه. صراعها يعكس مأساة المرأة التي تُحب، لكنها تُمنع من التعبير، مما يجعلها رمزًا للحرية المقموعة في مجتمع يراقب خطواتها ويقيد مشاعرها.

2 ادرس التراكيب التلازمية في القصيدة، وبين أهم دلالاتها.

أبرز التراكيب التلازمية ودلالاتها

التركيب التلازمي	الدلالة الشعورية أو الرمزية
دعاني من هويت ← فلم أجبُه	التوتر بين الحب والاستجابة، والعجز أمام القيود
قربت ← شفيت / شحطت ← بكيت	العلاقة بين المسافة الجسدية والحالة النفسية
نسجت القريض ← لتلبسه وتشرب ما سقيت	الشعر كعطاء وجداني، يُلبَس ويُشرب، أي يُعاش
أعين إخوتي ← يرون عارًا	الرقابة الاجتماعية التي تحوّل الحب إلى عيب
خشعت ← كما يتخشع الفرس السكيت	الخضوع العاطفي أمام الحبيبة، في صورة الفرس الهادئ
أبت صلتي ← أبيت	رفض الأم للعلاقة يقابله رفض الشاعر للامتثال
أمنع ما أحب ← وقد علِيت	المفارقة بين المكانة الاجتماعية والحرمان العاطفي
لو عشقت ← إذن رثيت	احتجاج عاطفي: من لم يعش الحب لا يفهم المعاناة

3 في غناء الوليدة جملة من الإيقاعات ولدها البحر والأصوات والأوزان الداخلية وتكرار الصيغ. تبين ذلك في المقطع، مبرزا ما فيه من جدة.

في مقطع غناء الوليدة (الأبيات 8–10)، تتولد الإيقاعات من تفاعل البحر الوافر (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) مع الأصوات الداخلية وتكرار الصيغ، مما يخلق نغمة حزينة مشبعة بالوجد. يظهر ذلك في:

• تكرار الأفعال: “أبت صلتي أبيت” بصيغة احتجاجية موزونة.
• التوازي الصوتي: بين “خشعت”، “الفرس السكيت”، “اشتكيت” مما يعمّق الإيقاع الداخلي.
• الزجل والنواحي: يوحي بإيقاع شعبي حزين، يدمج الغناء بالشكوى.

الجدة تكمن في تحويل الغناء من طرب إلى وسيلة تعاطف واحتجاج، حيث يصبح صوت الوليدة صدىً لمعاناة الشاعر، في مشهد درامي يجمع بين الموسيقى والوجدان.

قوم

تميزت هذه القصيدة بلغة سهلة، بعيدة عن الغريب والحوشي. فما مقاصد بشار من ذلك؟ وهل وفق في تبليغ مقاصده؟ علل إجابتك.

اختار بشار لغة سهلة لتقريب تجربته العاطفية من المتلقي، وجعل الألم والحب مفهومين دون حواجز لغوية. أراد أن يُعبّر عن وجدان حيّ بلغة يومية، تُشبه حديث العشاق لا خطابة الشعراء. وقد وُفّق في ذلك؛ لأن بساطة التعبير لم تُضعف عمق المعنى، بل زادت من صدق العاطفة، وجعلت التوتر بين الحب والمنع ملموسًا ومؤثرًا، خاصة في مقاطع الرسالة والغناء.

توسع

* اكتب ردا على لسان الأم، بعد سماعها لغناء الجارية، تفسر فيه لابنتها لماذا تعترض على هذه العلاقة.

يا بنيّتي، سمعت غناءك وفيه من الشجن ما يقطع القلب، لكن اعلمي أن اعتراضي ليس قسوة، بل خوف عليك.
أنتِ في عين الناس عرضٌ وسمعة، وكل خطوة تُحسب، وكل نظرة تُفسَّر.
ذلك الذي تهوينه، مهما كان صادقًا، لن يحميك من ألسنة الناس ولا من عيون إخوتك التي ترى العار في خروجك.
الحب جميل، لكن المجتمع لا يرحم، وأنا لا أريد أن تُكسري في مكان لا يُصلح الكسر.
لو كنتُ في زمنٍ غير هذا، لقلت لكِ امضِ، لكني أراكِ تمشين على حدّ السكين، وأنا أمك، لا أملك إلا أن أقيكِ بما أستطيع، ولو بالصمت والمنع.
فاغفري لي، إن بدا لكِ أني أطفئ نورك، فأنا فقط أحاول أن أحميه من الريح.

* كثيرا ما تحضر الأم في الشعر العربي باعتبارها الرقيب والوازع، فهل تستحضر في ما قرأت من شعر بشار أو غيره هذا الدور ؟

نعم، تحضر الأم في شعر بشار بن برد، كما في هذه القصيدة، بصفتها الرقيب والوازع الأخلاقي والاجتماعي، لا بصفتها الحنون فقط. فهي تمثل سلطة المنع، وتُجسّد صوت الجماعة الذي يقيّد حرية الفرد، خاصة المرأة. في قوله: “إذا أمي أبت صلتي أبيت” يتجلّى هذا الدور بوضوح، حيث تتحول الأم إلى حاجز أمام الحب، خوفًا من العار أو خرق الأعراف.

وهذا الحضور ليس خاصًا ببشار، بل يتكرر في الشعر العربي، حيث تُستحضر الأم كرمز للضبط والرقابة، لا سيما في سياقات الحب أو التمرد، مما يعكس التوتر بين العاطفة الفردية والسلطة العائلية.

الوظيفة الرمزية للأم هنا تتجاوز الأمومة إلى تمثيل النظام الاجتماعي، وهو ما يجعل حضورها في الشعر أداة نقدية أو تبريرية، حسب موقف الشاعر.

من هو الشاعر بشار بن برد ؟

بشار بن برد هو شاعر عباسي مخضرم، يُعد من أوائل المجددين في الشعر العربي، وقد تميز بغزارة إنتاجه وسلاسة لغته وجرأته في التعبير. من أبرز أعماله ديوانه الشعري الذي يجمع قصائده في الغزل والهجاء والمدح.

نبذة عن بشار بن برد

• الاسم الكامل: بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي.
• الولادة: سنة 96 هـ في البصرة.
• الوفاة: سنة 168 هـ في بغداد.
• الأصل: فارسي النسب، عربي المنشأ.
• الصفة الجسدية: وُلد أعمى.
• الانتماء السياسي: عاش في أواخر الدولة الأموية وبداية الدولة العباسية.
• الطابع الشعري: مطبوع على الشعر، قليل التكلف، سريع البديهة، ساخر، جريء في التعبير.

أهم أعماله الشعرية

• ديوان بشار بن برد: يحتوي على قصائد في:
  • الغزل: تميز فيه بالجرأة والصدق العاطفي.
  • الهجاء: اشتهر بلسانه السليط وسخريته اللاذعة.
  • المدح: مدح الخلفاء والولاة بأسلوب فني متين.
  • الوصف والطبيعة: صوّر مظاهر الحياة اليومية ببراعة.
• قصيدة “دعاني من هويت فلم أجبُه“: نموذج من شعره العاطفي الذي يجمع بين البساطة والعمق.
• إسهاماته في التجديد: يُعد من أوائل من أرسوا ملامح الشعر العباسي، وفتح الباب أمام المولدين لتطوير اللغة والصورة الشعرية.