شرح قصيدة المغتسلة محور التجديد في الشعر العربي في القرن الثاني للهجرة تحليل شرح نصوص ثانية ثانوي تندرج ضمن المحور الاول من كتاب النصوص عيون الأدب لغة عربية تحضير وتحليل قصيدة المغتسلة لـ أبونواس شرح نص المغتسلة – للسنة 2 ثانوي تعليم تونس – محور التجديد في الشعر العربي اصلاح قصيدة المغتسلة مع الاجابة على اسئلة فكك حلل قوم توسع
نص المغتسلة مع الشرح والتحليل والاحابة عن جميع الاسئلة
تقديم القصيدة:
قصيدة “المغتسلة” لأبي نواس من روائع الغزل الحسي، تصوّر لحظة استحمام امرأة في الطبيعة بلغة رقيقة وإيقاع متماوج. يتدرج المشهد من الانكشاف إلى الحياء، ومن الضوء إلى الظلام، في بناء شعري متكامل. وتنتهي القصيدة بتأمل في جمال الخلق وتسبيح الإله، مما يمنحها بعدًا روحيًا راقيًا.
الموضوع:
تصوّر القصيدة مشهد استحمام امرأة في الطبيعة، متدرجًا من الانكشاف الحسي إلى الحياء الروحي والتأمل في جمال الخلق.
فكك
في المقطوعة انتقال من الضياء» إلى «الظلام». تبين حدودهما موضحا كيف تم الانتقال من هذا إلى ذاك.
الانتقال من “الضياء” إلى “الظلام” في مقطوعة “المغتسلة” لأبي نواس يمثل تحولًا دلاليًا وفنيًا بالغ الرهافة، يعكس تغيرًا في الحالة النفسية والمشهد البصري، ويُوظَّف بلاغيًا لتكثيف المعنى الجمالي والرمزي.
الجزء الأول: حدود الضياء يمتد مشهد الضياء من السطر 1 إلى السطر 4، حيث تظهر المغتسلة في حالة انكشاف وانسجام مع عناصر الطبيعة كالنسيم والماء والضياء.
الجزء الثاني: لحظة التحول يبدأ التحول في السطر 5، حين “رأت شخص الرقيب”، فتتغير حالتها النفسية وتنتقل من الحرية إلى الحياء.
الجزء الثالث: حدود الظلام يكتمل الانتقال إلى الظلام في السطر 6، حيث “أسبلت الظلام على الضياء”، في مشهد رمزي يجسّد فعل الستر والانكماش.
حلل
1 – ما هي الصورة التي يرسمها الشاعر في هذه الأبيات ؟ وما هي الأساليب البلاغية المعتمدة في ذلك؟
في هذه المقطوعة، يرسم أبو نواس صورة شعرية حسية رقيقة لامرأة تستحم في لحظة انكشاف طبيعي، ثم تنتقل إلى الحياء والستر، في مشهد يتدرج من الضوء إلى الظلام، ومن الجسد إلى الروح، ومن الجمال الحسي إلى التأمل الإلهي.
الصورة الشعرية المرسومة
- المشهد العام: امرأة تستحم في الطبيعة، تتعرى أمام النسيم، تمد يدها إلى الماء، ثم تفاجأ بوجود رقيب فتسدل الظلام على جسدها، ويقطر الماء من جسدها كأنما يقطر من جمالها.
- التحول الدرامي: يبدأ المشهد بالضياء والانكشاف، وينتهي بالستر والتسبيح، في حركة شعرية تصاعدية من الحسي إلى الروحي.
- المرأة ككائن طبيعي: تتماهى مع عناصر الطبيعة (النسيم، الماء، الضوء)، وكأن جسدها امتداد لها، ثم تعود إلى الحشمة حين يظهر الرقيب.
الأساليب البلاغية المعتمدة
| الأسلوب | المثال | الوظيفة البلاغية |
| الاستعارة | “أسبلت الظلام على الضياء” | تحويل الحجاب إلى ظلام والضياء إلى جسد، تكثيف رمزي للستر والانكشاف |
| التشبيه | “راحة كالماء منها” | إبراز نعومة اليد وتماهيها مع عنصر الماء |
| الكناية | “قضت وطرًا” | كناية عن الانتهاء من الاستحمام دون تصريح مباشر |
| التضاد | “الضياء / الظلام”، “الصبح / الليل” | إبراز التحول النفسي والبصري في المشهد |
| التدرج الفني | من الانكشاف إلى الستر، ومن الجمال الحسي إلى الجمال الروحي | بناء مشهدي متكامل ومتنامٍ |
| التعجب والتسبيح | “فسبحان الإله” | انتقال من وصف الجمال إلى التأمل في صنعة الخالق، تعميق البعد الروحي |
2 ادرس الحركة في هذا المشهد مبينا كيف صاغها الشاعر، وربط بين عناصرها.
صاغ أبو نواس الحركة في مشهد “المغتسلة” بأسلوب شعري متدرج يجمع بين الانسياب الجسدي والانفعال النفسي، حيث تبدأ الحركة بخلع القميص استعدادًا للاستحمام، ثم تتوالى الأفعال مثل “مدّت”، “تعرّت”، “قضت وطرًا”، لتصوّر جسدًا يتفاعل مع عناصر الطبيعة في لحظة صفاء وانكشاف. وعند ظهور الرقيب، تنقلب الحركة فجأة إلى ستر وانكماش، فتُسدل “الظلام على الضياء”، في تحول بصري ونفسي عميق. وقد ربط الشاعر بين عناصر الجسد والماء والنسيم والضوء والرداء، فجعلها تتكامل في بناء مشهدي حي، ينتهي بتأمل روحي في جمال الخلق، مما يمنح النص وحدة فنية متماسكة وحركة داخلية نابضة.
3- علام يقوم الوصف في هذه المقطوعة؟ علل جوابك.
يقوم الوصف في مقطوعة “المغتسلة” على الحركة الحسية والانفعالية، حيث يصوّر الشاعر مشهدًا متدرجًا يبدأ بخلع القميص والاستحمام، ويمرّ بلحظة التفاعل مع الطبيعة، ثم ينقلب إلى الحياء والستر عند ظهور الرقيب. هذا الوصف لا يكتفي بتصوير الجسد، بل يدمجه بعناصر الطبيعة كالماء والنسيم والضياء، مما يمنحه طابعًا رمزيًا رقيقًا. كما أن الأفعال الحركية والتدرج الزمني يضفيان على الوصف ديناميكية وانسيابًا، تنتهي بتأمل روحي في جمال الخلق، مما يجعل الوصف جامعًا بين الحسي والروحي، وبين الجمال الجسدي والتسبيح الإلهي.
4 في النص جملة من العناصر اللغوية أسهمت في تكثيف الإيقاع. استخرجها، وبين دورها في بناء إيقاع المغتسلة».
في مقطوعة “المغتسلة” لأبي نواس، يتكثف الإيقاع الشعري عبر مجموعة من العناصر اللغوية التي تمنح النص موسيقاه الداخلية وتُعزز من جمالية المشهد الحركي والانفعالي. إليك أبرز هذه العناصر ودورها في بناء الإيقاع:
العناصر اللغوية المكثفة للإيقاع
| العنصر اللغوي | المثال من النص | دوره في الإيقاع |
| الوزن العروضي (الوافر) | “نَضَتْ عنها القميص لصبِّ ماءِ” | بحر الوافر (مفاعلتن مفاعلتن فعولن) يمنح النص ترددًا إيقاعيًا متماوجًا يناسب حركة الماء والجسد |
| التكرار الصوتي | تكرار حرف الميم والنون في “مدّت راحة كالماء منها إلى ماءٍ” | يخلق انسجامًا صوتيًا يوحي بانسياب الماء ونعومة الحركة |
| الجناس | “الماء يقطر فوق ماء” | يكرّس الإيقاع الداخلي ويُبرز التماهي بين الجسد والماء |
| السجع الخفيف | “الضياء / الظلام”، “الصبح / الليل” | يخلق توازنًا صوتيًا بين الأضداد، ويعزز التحول الإيقاعي من الانكشاف إلى الستر |
| الفعل الحركي المتكرر | “نضت”، “مدّت”، “همّت”، “أسبلت” | الأفعال القصيرة المتتابعة تخلق إيقاعًا ديناميكيًا متسارعًا يعكس حركة المغتسلة |
| التقفية الموحدة | انتهاء الأبيات بحرف الياء الممدودة (ماء، هواء، إناء، رداء…) | يمنح النص وحدة صوتية متماسكة ويُضفي عليه طابعًا غنائيًا رقيقًا |
كيف يخدم ذلك بناء الإيقاع؟
- الانسجام بين المعنى والصوت: الإيقاع لا ينفصل عن المعنى، فحركة الماء والجسد تُترجم صوتيًا عبر الوزن والتكرار.
- التدرج الإيقاعي: يبدأ النص بإيقاع هادئ، ثم يتسارع مع ظهور الرقيب، ثم يهدأ في التأمل الأخير، مما يعكس التوتر والانفراج.
- الإيقاع كأداة تصوير: لا يكتفي الشاعر بالوصف البصري، بل يجعل الإيقاع نفسه وسيلة لتجسيد الحركة والانفعال.
قوم
قال الأستاذ توفيق بكار [الحياة الثقافية عدد 18 عام 1981] ص: 25 عن هذه المقطوعة :
وقد براها كأحسن ما يكون من الأشعار . » ما رأيك ؟ علل إجابتك من النص.
رأي الأستاذ توفيق بكار صائب، فالمقطوعة تُظهر براعة فنية عالية في تصوير مشهد المغتسلة بلغة رقيقة وإيقاع منسجم. استخدم أبو نواس تشبيهات واستعارات مثل “أسبلت الظلام على الضياء” لتكثيف المعنى والانتقال من الحسي إلى الروحي. كما أن التدرج الحركي والانفعالي يمنح النص وحدة فنية متكاملة. البيت الأخير يختزل الجمال في تسبيح الخالق، مما يضفي على النص بعدًا تأمليًا راقيًا.
توسع
* الحقل المعجمي: استخرج من النص المفردات التي تنتمي إلى مجالي الجسد والطبيعة وبين كيف تفاعلا في المقطوعة.
تتوزع المفردات في المقطوعة بين حقلين معجميين: الجسد مثل: الخد، القميص، الراحة، الرداء، النساء، والطبيعة مثل: النسيم، الهواء، الماء، الصبح، الليل، الظلام، الضياء. وقد تفاعل الحقلان بانسجام شعري، حيث تماهى الجسد مع عناصر الطبيعة، فصارت اليد كالماء، والضوء يشف عن الجسد، والظلام يُسدل عليه. هذا التداخل منح المشهد حيوية حسية وروحية. فالوصف الجسدي لم يكن غرضًا بذاته، بل مدخلًا لتأمل الجمال الإلهي.
* وردت في المغتسلة جملة من الأفعال المزيدة. استخرجها وبين معانيها موضحا أثرها في الوصف.
في مقطوعة “المغتسلة”، استخدم أبو نواس عدة أفعال مزيدة أضفت على النص حركة وانسيابًا شعريًا، منها:
- نَضَتْ (من نضو) → بمعنى خلعت، وتُوحي ببداية الانكشاف الجسدي.
- قابلت (من قابل) → بمعنى واجهت، وتُظهر تفاعل الجسد مع النسيم.
- تعرّت (من عرّى) → بمعنى كشفت جسدها، وتُكثّف لحظة الانكشاف.
- مدّت (من مدّ) → بمعنى بسطت يدها، وتُبرز حركة ناعمة نحو الماء.
- أسبلت (من أسبل) → بمعنى أسدلت، وتُجسّد فعل الستر بإسقاط الظلام على الضياء.
هذه الأفعال المزيدة تُضفي على الوصف ديناميكية وتدرجًا، وتُعبّر عن التحول من الانكشاف إلى الحياء، مما يعمّق البعد الحسي والرمزي في النص.
من هو الشاعر أبو نواس؟
أبو نواس هو الحسن بن هانئ الحكمي، شاعر عربي كبير من العصر العباسي، وُلد في الأهواز سنة 145 هـ / 762 م ونشأ في البصرة ثم انتقل إلى بغداد، حيث لمع نجمه في بلاط الخلفاء مثل هارون الرشيد والأمين. يُعد من أبرز المجددين في الشعر العربي، إذ كسر تقاليد القصيدة الجاهلية وابتكر أساليب تعبيرية جديدة.
أهم أشعاره وموضوعاتها
| النوع | أبرز القصائد | الخصائص |
| الخمريات | “دع عنك لومي فإن اللوم إغراء” | وصف مجالس الشراب، التمرد على الزهد، تصوير لذة الحياة |
| الغزل الحسي | “المغتسلة” | تصوير الجمال الجسدي بانسياب شعري وبلاغة رمزية |
| الزهد والتوبة | “يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة” | تأملات في التوبة والخوف من الآخرة |
| المدح | مدائحه للرشيد والأمين | امتزاج بين الفخر والتقرب السياسي |
| الهجاء والفكاهة | هجاء بعض الشعراء والفقهاء | نقد اجتماعي ساخر ولاذع |
أبو نواس جمع بين الجرأة الفنية والعمق الفلسفي، وكان شعره مرآة لتحولات المجتمع العباسي، من الانفتاح إلى التوبة، ومن اللهو إلى التأمل.






Comments are closed.