شرح قصيدة أسفي على الأحرار لـ ابن هانئ محور شعر الحماسة في القرنين الثالث والرابع للهجرة للسنة الرابعة ثانوي شعبة الآداب – شرح نص أسفي على الأحرار 4 ثانوي باكالوريا آداب تعليم تونس منهجية شرح نص تحليل تقديم شرح المقاطع شعر الحماسة شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا منهجية تلحليل النص الادبي تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص الادبية رابعة ثانوي
نص أسفي على الأحرار مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
تصوّر قصيدة “أسفي على الأحرار” واقع الأمة الإسلامية في لحظة انكسار تاريخي، حيث يتفشى الذل وتتسلط العصبيات غير العربية على الحكم. يعبّر الشاعر بلهجة حماسية عن الحسرة والتقريع، مستنهضًا الضمير الجمعي ومبشرًا بالخلاص عبر قائد منتظر من المغرب الإسلامي. وتُعد القصيدة خطابًا توعويًا حجاجيًا يدمج بين النقد السياسي والدعوة إلى النهوض.
الموضوع:
تصوّر القصيدة حال الأمة الإسلامية في زمن الانكسار، وتستنكر التخاذل الداخلي والغزو الخارجي، داعية إلى النهوض والتمسك بالقيم عبر قائد منتظر يعيد المجد والكرامة.
التقسيم:
تقسيم القصيدة وفق المعيار الدلالي ر:
- السطور 1–4: الحسرة والتقريع على حال المسلمين.
- السطور 5–9: تصوير الانهيار والذل واستباحة المقدسات.
- السطور 10–12: الاستنكار والدعوة إلى الصحوة.
- السطور 13–15: التبشير بالخلاص على يد المعز من المغرب الإسلامي.
الفهم والتحليل
1- للنص بنية حجاجية. حدد مكوناتها مركزا على الحجج.
النص الشعري “أسفي على الأحرار” لابن هانئ يتمتع ببنية حجاجية واضحة، حيث يوظف الشاعر مجموعة من الحجج والأساليب الإقناعية لتأكيد موقفه النقدي من الواقع السياسي والديني والاجتماعي. إليك تفكيكًا منظمًا لمكونات البنية الحجاجية:
مكونات البنية الحجاجية في النص
المكون الحجاجي | التوضيح |
الأطروحة | الواقع الإسلامي في حالة انهيار، والدين فقد نصيره، والأحرار غابوا عن الدفاع، مما يستدعي الأسى والغضب. |
الهدف الحجاجي | إثارة الوعي بالخطر المحدق، والدعوة إلى التغيير والاستنجاد بأهل الحق (آل البيت)، وفضح المتخاذلين. |
الحجج العقلية | – انقلاب القيم: “الفاضل مفضول والوجه القفا” يدل على فساد المعايير.<br>- المدن تُستباح واحدة تلو الأخرى، مما يثبت التدهور الممنهج. |
الحجج العاطفية | – الأسى على الأحرار: “أسفي على الأحرار قل حفاظهم” يستنهض المشاعر.<br>- تصوير مكة والمدينة في حالة انتهاك يثير الغضب والغيرة الدينية. |
الحجج الدينية | – الاستنجاد بآل بيت النبي كرمز للشرعية والنجاة.<br>- التهديد بإنجاز وعد الله، مما يضفي بعدًا أخرويًا على الحجاج. |
الاستفهام الإنكاري | – “أفما لكم من صارخ؟” و”أيسر قوما أن مكة غودرت؟” لتوبيخ المتخاذلين وإبراز فداحة الوضع. |
التضخيم والتكرار | – تكرار صور الانهيار في المدن (الشام، الحجاز، العراق) لتأكيد شمولية الأزمة. |
2- بدا الشاعر في النص متحسرا، مستنكرا، مقرعا. ما الأساليب المعبرة عن ذلك؟ وما الدواعي التي جعلت هذه المشاعر تملك عليه نفسه ؟
عبّر الشاعر عن تحسره واستنكاره وتقريعه بأساليب بلاغية حجاجية قوية، أبرزها:
- التحسر: باستخدام ألفاظ الندم مثل “أسفي”، والنداء بـ”يا”، والتعجب من تصرف الزمان.
- الاستنكار: عبر استفهامات إنكارية مثل “أفما لكم من صارخ؟”، وتعجب من سكوت الأرض رغم فداحة الأحداث.
- التقريع: بالسخرية من انقلاب القيم، كقوله “الفاضل المفضول والوجه القفا”، وبتحقير المتسلطين “عبدان، مسود الضمير”.
أما دواعي هذه المشاعر، فهي:
- ضعف الدين وغياب النصير.
- تسلط من لا يستحق الحكم.
- تخاذل الأحرار عن نصرة الحق.
- استباحة المقدسات وصمت الأمة.
- تهديد خارجي يقابله خنوع داخلي.
كل ذلك جعل الشاعر يصرخ شعريًا، مستنهضًا الضمير الجمعي، ومبشرًا بالخلاص عبر المعزّ ابن النبي.
3- عمد الشاعر إلى إثارة الحمية في نفوس المسلمين المهزومين ما الأساليب التي اعتمدها في خطابه ؟ وما القيم التي استند إليها ؟ وما مقصده من ذلك ؟
اعتمد الشاعر في إثارة الحمية على أساليب بلاغية حجاجية قوية، أبرزها:
- النداء والاستفهام الإنكاري: مثل “يا ويلكم” و”أفما لكم من صارخ؟” لإيقاظ الضمير الجمعي.
- التعجب والتقريع: “فعجبت من أن لا تميد الأرض” و”الوجه القفا” لتصوير فداحة الانحطاط.
- التصوير الكارثي: استباحة المدن والمقدسات لإثارة الغيرة الدينية والوطنية.
- التبشير بالخلاص: عبر المعزّ ابن النبي، لإحياء الأمل والتحفيز.
استند إلى قيم:
- الكرامة والحرية
- الدين والولاء لآل البيت
- الغيرة على المقدسات
- العدل الإلهي المنتظر
ومقصده: شحذ الهمم، فضح المتخاذلين، والدعوة إلى نصرة الدين والحق قبل فوات الأوان
4- اعتمد الشاعر في الأبيات 11.10.9.8 حجة. بين نوعها ووضح قيمتها في مثل هذا المقام.
في الأبيات (8–11)، اعتمد الشاعر حجة واقعية تصويرية، تقوم على عرض مشاهد الانهيار والدمار في بلاد المسلمين، مثل استباحة المدن، وارتجاف ديار ربيعة، وزلزلة أرض العراق، وانهيار الشام، واقتراب الحجاز من السقوط.
نوع الحجة:
حجة واقعية قائمة على التوصيف الحسي والانفعالي، حيث يستند إلى وقائع ملموسة ومشاهد مرئية لإثبات فداحة الوضع.
قيمة الحجة في المقام:
- تعزز الصدقية: لأنها تنقل الواقع كما هو، دون تجريد أو مبالغة.
- تثير الحمية والانفعال: فالمتلقي لا يواجه فكرة مجردة، بل صورًا مؤلمة تستفز مشاعره.
- تدعم الدعوة إلى اليقظة: إذ تجعل السكوت على هذا الواقع ضربًا من التواطؤ أو البلادة.
هذه الحجة تندمج ضمن البنية الحجاجية العامة للقصيدة، وتُعد من أقوى أدوات الشاعر في شحذ الهمم واستنهاض الضمير الجمعي.
5- بم عزى الشاعر نفسه في آخر القصيدة ؟ ويم توعد أعداء الإسلام ؟
عزّى الشاعر نفسه بالأمل في تحقق وعد الله ونصرة الحق، مستبشرًا بظهور “المعزّ ابن النبي المصطفى” الذي سيذبّ عن الحرم، مما يرمز إلى عودة الشرعية والكرامة.
وتوعّد أعداء الإسلام بإنجاز الوعد الإلهي، مؤكدًا أن زمن الظلم قد شارف على الانكشاف، في تهديد ضمني بالعقاب الإلهي والانتقام التاريخي، يعيد التوازن ويحيي الأمة من سباتها.
6- استخلص من النص المعايب التي علقها الشاعر بالمسلمين المهزومين والقيم التي كانوا يفتقدونها.
عاب الشاعر على المسلمين المهزومين مظاهر الانكسار والتخاذل، وأبرزها:
- الخضوع والذل: إذ صاروا “خدمًا” تُسَيَّر أمورهم بغير إرادتهم.
- غياب النصرة للدين: فالدين “قل نصيره”، مما يدل على ضعف الالتزام والغيرة الدينية.
- انقلاب القيم: حيث أصبح “الفاضل مفضولًا”، و”الوجه القفا”، في إشارة إلى فساد المعايير.
- الصمت أمام الانتهاكات: فلا “صارخ” في وجه الظلم، رغم استباحة المدن والمقدسات.
وكانوا يفتقدون قيمًا جوهرية مثل:
- الحرية والكرامة
- النخوة والغيرة على الدين
- الوعي الجماعي والمسؤولية
- الولاء للحق وأهله
هذه المعايب تعكس أزمة ضمير وانهيارًا في البنية الأخلاقية والسياسية، أراد الشاعر فضحها وتحفيز الأمة لاستعادة قيمها.
7- هل تعتبر هذا النص الحماسي في صنف المنذرات أم المنصقات ؟ (انظر النصوص التمهيدية) علل جوابك.
يُعد هذا النص الحماسي من صنف المنذِرات، لأنه يقوم على التحذير من واقع متدهور، ويصور مظاهر الانهيار والذل، ويستنهض الهمم عبر التهديد بإنجاز الوعد الإلهي. فالشاعر لا يمدح الواقع بل ينذر من عواقبه، ويقرع المتخاذلين، مما يجعل الخطاب إنذاريًا لا تحفيزيًا صرفًا.
النقاش
* ما رأيك في توعد الشاعر الأعداء في الشرق بقائد سياسي وعسكري من المغرب الإسلامي ؟
توعد الشاعر الأعداء بقائد من المغرب الإسلامي يحمل دلالة رمزية قوية؛ فهو يعكس الأمل في انبعاث النصر من أطراف الأمة بعد خذلان المركز، ويؤكد وحدة المصير الإسلامي، ويستحضر شرعية آل البيت كقوة روحية وسياسية قادرة على استرداد الكرامة.
* بعد قراءتك هذا النص، ما الوظيفة التي ترتضيها للشاعر :
. التعبير عن المشاعر الفردية ؟
. التعبير عن الالتزام بالمذهب أو بالحزب السياسي ؟
. التعبير عن التأملات في الحياة والكون ؟
. النهوض بدور التوعية والتعليم ؟
الوظيفة التي يرتضيها الشاعر في هذا النص هي: النهوض بدور التوعية والتعليم.
فهو لا يعبّر عن مشاعره الفردية ولا يتأمل في الوجود، بل يوجّه خطابًا حماسيًا نقديًا للأمة، يفضح فيه مظاهر الانحطاط، ويستنهض الهمم، ويذكّر بالقيم الدينية والسياسية، مستندًا إلى حجج عقلية وعاطفية وتاريخية، بهدف إيقاظ الوعي الجماعي وتحفيز التغيير.
* هل ترى أن ابن هانئ يلتقي هنا مع أبي تمام والمتنبي في دعوتهما إلى مقاومة أعداء الداخل من العصبيات غير العربية التي استولت على السلطة، وأعداء الخارج الروم ؟ علل جوابك.
نعم، يلتقي ابن هانئ في هذا النص مع أبي تمام والمتنبي في دعوته إلى مقاومة أعداء الداخل والخارج، ويشترك معهم في الرؤية النقدية والوظيفة التحريضية للشعر.
التعليل:
- مقاومة أعداء الداخل: مثل أبي تمام والمتنبي، ينتقد ابن هانئ تسلط من لا يستحق الحكم، ويصفهم بـ”الخدم” و”مسودي الضمير”، في إشارة إلى العصبيات غير العربية التي استولت على السلطة، وانقلبت فيها القيم.
- مواجهة أعداء الخارج: كما فعل أبو تمام في حماسياته والمتنبي في مدائحه لسيف الدولة، يتوعّد ابن هانئ الروم ويصور غزوهم لمكة والمدينة، مما يستدعي الحمية والدفاع.
- الرؤية الشعرية المشتركة: الثلاثة يوظفون الشعر كأداة مقاومة، لا مجرد تعبير ذاتي، ويجمعهم خطاب حماسي نقدي يستنهض الأمة ويؤسس لوعي سياسي.
هذا الالتقاء يعكس دور الشعراء في بناء الوعي التاريخي ومقاومة الانحطاط، ويجعل من الشعر وسيلة للتغيير لا مجرد فن.
* ما نوع المسؤولية التي أراد الشاعر أن يعلقها برقاب أهل الشرق ؟ هل توافقه على ذلك؟
أراد الشاعر أن يعلّق برقاب أهل الشرق مسؤولية التفريط في الدين والمقدسات، والتخاذل أمام الغزو الخارجي، والصمت عن الظلم الداخلي. فهو يرى أنهم خذلوا الدين، وتركوا المدن تُستباح، ولم يصرخوا في وجه الانحراف السياسي والروحي.
هل أوافقه؟ من منظور نقدي، نعم، لأن الشاعر لا يحمّلهم المسؤولية عبثًا، بل يستند إلى مشاهد واقعية من الانهيار، ويهدف إلى إيقاظ الضمير الجمعي، لا إلى الإدانة المطلقة. فخطابه تحريضي توعوي، لا انتقامي.
بمناسبة هذا النص
معجم
– ابحث في الفروق بين : العتاب – اللوم – التقريع – الزجر – التوبيخ.
الفروق بين هذه المفاهيم الدقيقة تكشف عن درجات مختلفة من التعبير عن الاستياء أو التصحيح، وهي تتدرج من الأخف إلى الأشد. إليك مقارنة مختصرة ومعمقة:
جدول الفروق بين العتاب واللوم والتقريع والزجر والتوبيخ
المفهوم | التعريف | الدرجة | السياق | الهدف |
العتاب | إظهار الاستياء بلطف ومحبة، غالبًا لمن نحب | أخفها | عاطفي، شخصي | إصلاح العلاقة دون جرح |
اللوم | تحميل المسؤولية عن خطأ أو تقصير | متوسط | أخلاقي أو عملي | التنبيه إلى الخطأ |
التقريع | توبيخ شديد بنبرة قاسية | قوي | نقدي، ساخط | فضح الخطأ وإشعار بالذنب |
الزجر | نهي صارم وردع عن فعل خاطئ | شديد | سلطوي، تربوي | منع التكرار وردع السلوك |
التوبيخ | إهانة لفظية مباشرة بسبب خطأ جسيم | الأشد | عقابي، رسمي | إظهار الغضب والعقوبة |
ملاحظات تحليلية
- العتاب يحمل بعدًا وجدانيًا، بينما الزجر والتوبيخ يحملان بعدًا سلطويًا.
- التقريع واللوم يقعان بين العتاب والزجر، ويُستخدمان في السياقات النقدية أو التربوية.
- في الشعر الحماسي، مثل نص ابن هانئ، يكثر التقريع والزجر لتحفيز الأمة وهزّ الضمير.
البحث
– صور الشاعر وضع المسلمين بلهجة الحسرة والاستنكار والتقريع – ابحث في الشعر المعاصر عن قصيدة أو قصائد تصور الحال التي نعيشها اليوم.
في الشعر المعاصر، نجد قصائد عديدة توازي نبرة ابن هانئ في الحسرة والتقريع، وتصور حال الأمة الإسلامية والعربية اليوم بمرارة ووعي نقدي. من أبرز هذه النماذج:
1. قصيدة الطيب العقبي – “واذكر حديث جدود”
تصور حال المسلمين اليوم مقارنة بأمجاد الماضي، وتقول:
“ذاك التراث وهذا الفيء مقتسمٌ ومجدهم صار أمرًا ليس يعنينا“
تعكس هذه الأبيات الحسرة على ضياع المجد، وتنتقد انشغال المسلمين عن تراثهم، في لهجة قريبة من لهجة ابن هانئ.
2. قصيدة “في قيدها حسناء قد سُلبت” – ندى الورد
تصور الأمة كأنثى مسلوبة، تنتظر من ينقذها، وتقول:
“تُسائل القدس هذا الليل حائرةٌ ونحن بالقولة النكراء نعتذر“
القصيدة تدمج بين الحسرة والاستنكار، وتقرّع الأمة على صمتها وتخاذلها، تمامًا كما فعل ابن هانئ.
خلاصة:
يلتقي الشعر المعاصر مع ابن هانئ في تصوير الانهيار، وفضح التخاذل، واستنهاض الضمير الجمعي. لكن المعاصر يضيف بعدًا رمزيًا وإنسانيًا أوسع، ويستحضر قضايا مثل فلسطين، والهوية، والخذلان السياسي.
البلاغة
– استخرج التعابير المشتملة على الإنشاء الطلبي وبين سبب تواترها في النص.
في قصيدة “أسفي على الأحرار”، يكثر الشاعر من الإنشاء الطلبي بأنواعه، خاصة النداء والاستفهام والأمر، وذلك لأغراض حجاجية وانفعالية. إليك أبرز التعابير:
التعابير المشتملة على الإنشاء الطلبي
نوع الإنشاء | التعبير | الغرض البلاغي |
النداء | “يا للزمان السوء”، “يا ويلكم” | إثارة الانتباه، التعبير عن الأسى والغضب |
الاستفهام الإنكاري | “أفما لكم من صارخ؟”، “أيسر قوما أن مكة غودرت؟” | التوبيخ، استنكار الصمت والتخاذل |
الأمر | “فتربصوا” | التهديد، التبشير بإنجاز وعد الله |
التمني | “هلا استعان بآل بيت محمد” | التعبير عن الأمل واللوم الضمني |
سبب تواتر الإنشاء الطلبي في النص
- لتحفيز المتلقي: الشاعر يخاطب الأمة، ويستنهض ضميرها، فيحتاج إلى أساليب مباشرة.
- لتكثيف الانفعال: الإنشاء يعكس مشاعر التحسر والتقريع، ويمنح النص طاقة وجدانية.
- لتعزيز الحجاج: الطلب والاستفهام يفتحان المجال للتفكير، ويقوّيان الموقف النقدي.
الإنشاء الطلبي هنا ليس مجرد زخرفة بل هو أداة مركزية في بناء الخطاب الشعري الحماسي.
– تأمل في البيت الأخير، أين تبدو لك ظاهرة رد الأعجاز على الصدور ؟
في البيت الأخير:
“هذا المعز ابن النبي المصطفى / سيذب عن حرم النبي المصطفى”
تتجلى ظاهرة رد الأعجاز على الصدور بوضوح، وهي أن شطر البيت الثاني يعيد لفظًا أو معنى ورد في شطره الأول، مما يخلق توازيًا إيقاعيًا ومعنويًا.
موضع الظاهرة:
- اللفظ المردود: “النبي المصطفى”
- ورد في الصدر (نهاية الشطر الأول) والأعجاز (نهاية الشطر الثاني).
القيمة البلاغية:
- تعزز التوكيد على النسب الشريف للمعز، وتربط بين شخصه وبين مهمة الدفاع عن الحرم.
- تمنح البيت إيقاعًا دائريًا يوحي بالاكتمال واليقين، وتُضفي عليه طابعًا شعائريًا.
هذه الظاهرة البلاغية تخدم غرضًا حجاجيًا أيضًا، إذ تجعل النصر المرتقب مرتبطًا مباشرةً بقدسية النسب والرسالة.
النحو
* ربط الشاعر بالقاء في الأبيات 12.9.4. 15 ادرس العلاقة بين الجمل التي ربطت بالقاء هل أفاد الربط نفس المعنى ؟
الربط بـ”الواو” أو “الفاء” أو “ثم” أو غيرها من أدوات الربط في الأبيات (4، 9، 12، 15) يندرج ضمن ما يُعرف بـالربط بالإلقاء، أي وصل الجمل دون فاصل نحوي واضح، مما يخلق تتابعًا دلاليًا وانفعاليًا. لكن هذا الربط لا يفيد دائمًا نفس المعنى، بل تتنوع علاقاته بحسب السياق:
تحليل العلاقات بين الجمل المرتبطة بالإلقاء:
رقم البيت | الجمل المرتبطة | أداة الربط | العلاقة الدلالية | القيمة البلاغية |
4 | “أسفي على الأحرار” + “صاروا خدمًا” | الواو | نتيجة انفعالية | تعكس التحسر على تحولهم من أحرار إلى أتباع |
9 | “فارتجت ديار ربيعة” + “وزلزلت أرض العراق” | الواو | تراكب تصويري | يضخم مشهد الانهيار ويعمّمه |
12 | “هلا استعان بآل بيت محمد” + “فالله منجز وعده” | الفاء | تعليل وتبشير | يربط الرجاء بالخلاص الإلهي |
15 | “هذا المعز ابن النبي” + “سيذب عن الحرم” | الواو | توكيد وتخصيص | يثبت النسب ويحدد المهمة المنتظرة |
الخلاصة:
الربط بالإلقاء في هذه الأبيات لا يفيد نفس المعنى دائمًا، بل يتنوع بين:
- التحسر (بيت 4)
- التكثيف التصويري (بيت 9)
- الربط الحجاجي التبشيري (بيت 12)
- التوكيد والتخصيص (بيت 15)
وهذا التنوع يعكس براعة الشاعر في توظيف الربط لخدمة المعنى والانفعال، دون الوقوع في التكرار أو الرتابة.
* انظر ظاهرة تواتر الأفعال المبنية للمجهول (خوفا – تستبى – تقتفى – تخسفا – ينسف ) ما قيمتها ؟ وبم تفسر تواترها ؟
تواتر الأفعال المبنية للمجهول مثل: خوفًا، تُستبَى، تُقتفَى، تُخسَف، يُنسَف، يحمل دلالة بلاغية عميقة في سياق النص.
القيمة البلاغية:
- إبراز الفعل دون الفاعل: يركّز الشاعر على حجم الكارثة لا على من ارتكبها، مما يضخم الإحساس بالانهيار.
- تكثيف الشعور بالضياع واللا مسؤولية: فغياب الفاعل يوحي بأن الأمة بلا قيادة، وأن الأحداث تقع دون مقاومة.
- إثارة الحيرة والذهول: كأن المصائب تحدث تلقائيًا، مما يعكس حالة الشلل والذهول الجماعي.
تفسير التواتر:
- انسجام مع نبرة الحسرة والتقريع: فالشاعر لا يحدد الجناة، بل يقرّع الأمة على سكوتها، وكأنها سمحت بحدوث هذه الأفعال.
- إيحاء بالعمومية والتكرار: فالأفعال المبنية للمجهول توحي بأن هذه الانتهاكات ليست حالات فردية، بل نمط متكرر في واقع المسلمين.
- توظيف بلاغي حجاجي: يخدم الحجاج الشعري، إذ يجعل المتلقي يشعر بأن الخطر شامل، والواجب أن يكون الرد جماعيًا.
هذه الظاهرة تعزز البنية الانفعالية للنص، وتمنح الخطاب الشعري طاقة تصويرية وحجاجية عالية.
* انظر كذلك تواتر الأفعال اللازمة ( قل – ذل – تصرف – ضاع – عفا – تزلزلت – أودى …) صنفها وبين قيمتها في الخطاب.
الأفعال اللازمة المتواترة في النص مثل: قَلَّ، ذَلَّ، تَصَرَّف، ضَاع، عَفَا، تَزَلْزَلَت، أَوْدَى، تنتمي إلى صنف الأفعال التي تكتفي بالفاعل ولا تحتاج إلى مفعول به، وهي ذات دلالة وجودية أو وصفية.
تصنيف الأفعال اللازمة:
الفعل | نوعه | دلالته |
قَلَّ | لازم | يصف ندرة النصير للدين |
ذَلَّ | لازم | يصف حال المسلمين المهزومين |
تَصَرَّف | لازم | يصف تحكم الأعداء في المسلمين |
ضَاع | لازم | يصف فقدان الكرامة أو الأرض |
عَفَا | لازم | يصف اندثار المجد أو الأثر |
تَزَلْزَلَت | لازم | يصف اضطراب الأرض أو الأمة |
أَوْدَى | لازم | يصف الهلاك أو النهاية |
القيمة البلاغية في الخطاب:
- تصوير الانهيار الداخلي: هذه الأفعال ترسم مشهدًا ذاتيًا للأمة، دون الحاجة إلى فاعل خارجي.
- تكثيف الإحساس بالانحدار: لأنها تصف حالات وجودية سلبية (الذل، الضياع، الزلزلة).
- تدعيم الحجاج الشعري: فهي تخلق خلفية مأساوية تبرر الدعوة إلى التغيير والنهوض.
- إيحاء بالعمومية: كونها أفعال غير موجهة، توحي بأن الانهيار شامل وعميق.
تواتر هذه الأفعال يعكس استراتيجية بلاغية واعية: تصوير الواقع المنهار دون تحديد مباشر للفاعل، مما يفتح المجال للتأويل ويحمّل الجميع مسؤولية التغيير.
Comments are closed.