شرح قصيدة نصر الاله على يديك عباده - لابن هانئ - بكالوريا شعبة الآداب

شرح نص نصر الاله على يديك عباده لـ ابن هانئ محور شعر الحماسة في القرنين الثالث والرابع للهجرة للسنة الرابعة آداب – شرح قصيدة نصر الاله على يديك عباده 4 ثانوي باكالوريا آداب تعليم تونس منهجية شرح نص تحليل تقديم شرح المقاطع شعر الحماسة شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا منهجية تلحليل النص الادبي تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص الادبية رابعة ثانوي

نص نصر الإله على يديكَ عِبَادَهُ مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة

تقديم القصيدة:

تُعدّ قصيدة نصر الإله على يديكَ عِبَادَهُ لــ ابن هانئ من شعر الحماسة الذي يمجّد فيه انتصارات المعز لدين الله الفاطمي على الروم. يصوّر الشاعر المعركة بوصفها تجليًا للعدل الإلهي، ويجعل من النصر امتدادًا للنور النبوي. تتداخل في القصيدة القيم الدينية والسياسية، ويُبرز فيها الشاعر قوة المعز وانهزام خصمه الدمستق.

الموضوع:

تمجّد القصيدة انتصار المعز لدين الله الفاطمي على الروم، وتُصوّر المعركة بوصفها تجليًا للعدل الإلهي وانهيارًا لقوة الباطل.

التقسيم:

تقسيم النص إلى ثلاثة مقاطع أولها يبدأ من البيت الأول وينتهي في البيت الخامس. حدد المقطعين الثاني والثالث وعلل التقسيم.

المقطع الأول (1–5): تمجيد النصر الإلهي وربطه بشخص المعز.

المقطع الثاني (6–13): وصف المعركة وسقوط الروم والمعاقل، وإبراز قوة الجيش الفاطمي.

المقطع الثالث (14–20): تأمل في نتائج النصر وربطه بالمجد والنبوة، وتأكيد شرعية المعز التاريخية والدينية.

الفهم والتحليل

1- يمكن تقسيم النص إلى ثلاثة مقاطع أولها يبدأ من البيت الأول وينتهي في البيت الخامس. حدد المقطعين الثاني والثالث وعلل التقسيم.

المقطع الأول (1–5): تمجيد النصر الإلهي وربطه بالخليفة المعز، وتأكيد أن النصر من عند الله يُمنح لمن يشاء.

المقطع الثاني (6–13): تصوير المعركة وسقوط الروم، إبراز القوة العسكرية للمعز، وانهيار حصون العدو وخيبة أمل البطارقة، مما يعكس الفعل الحربي المباشر.

المقطع الثالث (14–20): تأمل في نتائج النصر وربطه بالمجد والنبوة، تصوير الطبيعة كحليفة للمعز، وتأكيد شرعيته التاريخية والدينية، مما يمنح النصر بعدًا كونيًا ورساليًا.

2- في المقطع الأول تقابل بين منتصر ومنهزم حدد مقومات النصر وأصنافها ومظاهر الهزيمة حسب الشاعر مستثمرا الأساليب التي اعتمدها في ذلك.

في المقطع الأول (البيوت 1–5)، يقيم ابن هانئ تقابلًا حادًا بين المنتصر (المعز وجيشه) والمنهزم (الروم)، ويعتمد على أساليب بلاغية قوية لإبراز هذا التباين.

مقومات النصر وأصنافها

الإسناد الإلهي: “نصر الإله على يديك عباده”، يربط النصر بالمشيئة الإلهية، مما يمنح المعز شرعية دينية.
العدالة والنبوة: “ورأوا شهودك تعدل”، يشير إلى أن المعز يمثل العدل والنور النبوي.
القوة العسكرية: “جيوشك والقنا والأنصل”، يعدد أدوات الحرب التي يمتلكها المنتصر.
الهيبة النفسية: “خوف قلوبهم”، يبرز أثر الرعب في نفوس الأعداء قبل القتال.

مظاهر الهزيمة

السكر والغفلة: “لن يستفيق الروم من سكراتهم”، تصوير رمزي لانعدام الوعي السياسي والعسكري.
الاعتماد على الأماني: “لهم الأماني الكاذبات تغرهم”، يفضح وهمهم وخداعهم الذاتي.
التحول المستحيل: “أو حدثوا أن الطباع تحول”، يسخر من اعتقادهم بإمكانية تغيير طبيعتهم الضعيفة.

الأساليب البلاغية المعتمدة

المقابلة: بين النصر الإلهي والوهم الرومي.
التكرار والتوكيد: مثل “والله ينصر من يشاء”، لتثبيت المعنى.
الصور الرمزية: السكر، الخوف، الأماني، كلها صور تعكس الهزيمة النفسية قبل العسكرية.

3- الحرب بين المسلمين والروم مدارها المكان، كيف وصف الشاعر المكان ؟ وما هي القيم التي يعلقها به كل طرف ؟

في قصيدة ابن هانئ، يُعد المكان محورًا رمزيًا للصراع بين المسلمين والروم، ويتخذ أبعادًا دينية، حضارية، وعسكرية.

وصف المكان عند الشاعر

الجزيرة: “تلك الجزيرة، من تغورك بردة…”، تُصور كمسرح للفتح، يعلوها نور النبوة، مما يمنحها قداسة.
الأرض: “أرض، تفجر كل شيء فوقها بدم العدى…”، تتحول إلى فاعل في المعركة، تساهم في النصر.
المعاقل والهضاب: تُهدم وتُخترق، وتفقد حصانتها أمام جيش المعز، مما يدل على انهيار الرموز الدفاعية للروم.

القيم المرتبطة بالمكان

الطرف	القيم المرتبطة بالمكان
المسلمون	المكان هو مجال للفتح، تجلٍّ للنور النبوي، ومسرح لتحقيق العدالة الإلهية.
الروم	المكان هو حصن وملجأ، لكنه يتحول إلى وهم، إذ “منع المعاقل أن تكون معاقلا”، وتنهار أمام موج السيوف.

الأساليب البلاغية

التشخيص: الأرض والموج تتفاعل مع الحدث، وكأنها تساند المسلمين.
المفارقة: بين قداسة المكان عند المسلمين وانهياره عند الروم.
الرمزية: المكان ليس جغرافيا فقط، بل رمز للحق والباطل، للنبوة والوثنية، للثبات والانهيار.

4- استخلص من النص الخلال الحربية التي أسندت للمعز وأضدادها التي أسندت للدمستق.

خلال المعز الحربية: القوة الضاربة (ضرب أهرت), الطعن الحاسم (طعن أنجل), الذكاء العسكري (ماكر جيشك), السيطرة على الأرض والمعاقل (موج الأسنة يتصلصل), الحسم السريع (نفلت أطراف السيوف).

أضدادها عند الدمستق: الضعف والانكشاف (هدل مشافره), العجز عن الدفاع (منع المعاقل أن تكون معاقلا), الغفلة وسوء التقدير (هلا امتناع حريمه لو يعقل), الانهيار النفسي (رجا البطارق… فعُودر), الفشل في القيادة (أصيب الجحفل).

5- ما مفهوم المجد حسب الشاعر اعتمادا على البيت الأخير ؟ هل لك أن تقارن هذا المفهوم بما تعرفه لدى كل من أبي تمام وأبي الطيب المتنبي ؟

في البيت الأخير من قصيدة ابن هانئ:

ذا المجد لا يبغى سواه وذا الذي / يبقي لآل محمدٍ ويُؤتَلُ

مفهوم المجد عند ابن هانئ

المجد عند ابن هانئ هو:

مجد إلهي-نبوي: مرتبط بالشرعية الدينية، يُمنح لمن يخدم آل محمد.
مجد أبدي: لا يُطلب سواه، ولا يُنال إلا بالولاء للحق والنبوة.
مجد سياسي-روحي: يجمع بين النصر العسكري والرسالة الدينية.

مقارنة مع أبي تمام والمتنبي

الشاعر	مفهوم المجد	أبرز السمات
ابن هانئ	المجد هو خدمة الرسالة النبوية والانتصار للحق، يُمنح من الله ويُخلّد عبر التاريخ.	ديني، رسالي، مرتبط بآل البيت.
أبو تمام	المجد يُنال بالبطولة والتضحية، لا بالراحة أو التمني: “لا تحسب المجد تمرًا أنت آكله / لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر”	أخلاقي، بطولي، قائم على المعاناة والجهد.
المتنبي	المجد هو الذات العظيمة التي تصنع التاريخ، ويقول: “إذا غامرتَ في شرفٍ مروم / فلا تقنعْ بما دونَ النجوم”	فردي، نخبوي، قائم على الطموح والعبقرية الذاتية.

خلاصة فلسفية

ابن هانئ يرى المجد امتدادًا للنبوة.
أبو تمام يراه ثمرة الجهد والمعاناة.
المتنبي يراه انعكاسًا لعظمة الذات.

النقاش

* كيف ترى مقومات السلم بعد انتصار المسلمين في هذه الحرب ؟

مقومات السلم بعد انتصار المسلمين كما يصورها ابن هانئ تقوم على:

الردع العسكري: انهيار الروم أمام قوة المسلمين يجعلهم يحجمون عن المواجهة، مما يرسّخ السلام بالقوة.
الشرعية الدينية: ربط النصر بالإرادة الإلهية يعزز مشروعية الحكم ويمنح الاستقرار.
تفكيك أوهام العدو: سقوط المعاقل وخيبة البطارقة يفضح ضعف الخصم، ويمنع تكرار العدوان.
الهيمنة الرمزية: الطبيعة تساند المسلمين، مما يضفي على النصر طابعًا كونيًا يفرض السلم كقدر لا يُقاوم.

* شهد حوض المتوسط في العهود القديمة والوسيطة صراعات دامية بين ضفتيه، كيف يمكن تجاوز هذه الصراعات في عصرنا ليكون المتوسط بحيرة سلام ؟

لتحويل البحر الأبيض المتوسط من ساحة صراع تاريخي إلى بحيرة سلام في عصرنا، يقترح المفكرون والدبلوماسيون عدة مقومات استراتيجية مستخلصة من المنتديات الإقليمية والتجارب الحديثة:

مقومات تحويل المتوسط إلى فضاء سلام

المقوم	التوضيح
التعاون الإقليمي	تأسيس شراكات اقتصادية وثقافية بين دول الضفتين، مثل الاتحاد من أجل المتوسط، لتجاوز الانقسامات التاريخية.
معالجة القضايا المشتركة	مثل الهجرة، التغير المناخي، والإرهاب، عبر سياسات جماعية لا فردية، كما أكدت منتديات غرناطة وتونس.
تحالف الحضارات	تعزيز الحوار الثقافي والديني، والاعتراف بالتنوع كقوة لا كتهديد، وهو ما دعت إليه مبادرات المغرب والاتحاد البرلماني المتوسطي.
التنمية المتوازنة	دعم المناطق الفقيرة في الجنوب عبر الاستثمار والتعليم، لتقليص الفجوة الاقتصادية التي تغذي التوترات.
الذاكرة المشتركة	إعادة قراءة التاريخ المشترك بروح نقدية ومصالِحة، تسمح ببناء سردية سلام لا سردية صراع.

خلاصة فلسفية

السلام في المتوسط لا يُبنى على نسيان الماضي، بل على تجاوزه عبر الاعتراف، التعاون، والعدالة. حين تتحول الجغرافيا من حاجز إلى جسر، يصبح المتوسط فضاءً للعيش المشترك لا ساحةً للتنازع.

بمناسبة هذا النص

الكتابة

من معاني الحماسة التغني بالحمية الدنية. اكتب نصا تبين فيه كيف تعرض شعراء الحماسة لهذه القيمة وادعمه بشواهد.

تغنّى شعراء الحماسة بالحمية الدينية باعتبارها دافعًا للبطولة ومصدرًا للشرعية الأخلاقية في القتال. فقد ربط ابن هانئ النصر بالمشيئة الإلهية بقوله: نصر الإله على يديك عباده. وأكد أبو تمام أن السيف هو أصدق وسيلة لنصرة الحق في قوله: السيف أصدق أنباءً من الكتب. أما المتنبي، فربط المجد بالتضحية في سبيل العقيدة بقوله: إذا غامرتَ في شرفٍ مروم. وهكذا، جعلوا الحمية الدينية جوهرًا للبطولة ومصدرًا للفخر.

الايقاع

من كل ممنوع صياصيها يري … ليلا بحيث يرى السماك الأعزل

قطع هذا البيت وبين لماذا هو من الكامل وليس من الرجز

القطع العروضي للبيت: مِنْ كُلِّ مَمْنُوعٍ صَيَاصِيها يُرَى … لَيْلًا بِحَيْثَ يُرَى السِّمَاكُ الأَعْزَلُ الوزن: متفاعلن متفاعلن متفاعلن … متفاعلن متفاعلن متفاعلن

السبب في كونه من الكامل لا من الرجز: لأنّ تفعيلة “متفاعلن” هي التفعيلة الأساسية في بحر الكامل، وتكرارها ثلاث مرات في كل شطر يثبت انتماء البيت لهذا البحر. أما بحر الرجز، فتفعيلته الأساسية هي “مستفعلن”، وهي مختلفة وزنيًا عن “متفاعلن”، ولا تظهر في هذا البيت.

إذن، البيت موزون على بحر الكامل لتكرار “متفاعلن”، وهو ما لا يتوافق مع بنية الرجز.

النحو

في البيت 16 قوله : “هلا امتناع حريمه لو يعقل ” فيه حذف وأصله هلا ضمن الدمستق امتناع حريمه

البيت يتضمن حذفًا بلاغيًا يُكثّف المعنى ويُبرز التوبيخ، فالأصل: هلا ضمن الدمستق امتناع حريمه لو يعقل. حذف الفاعل (الدمستق) والمفعول به (الامتناع) يُضفي على البيت طابعًا ساخرًا، ويُظهر غفلة الدمستق عن حماية أهله، وكأن الشاعر يحتقر حتى ذكره، مما يعزز المفارقة بين يقظة المعز وغفلة عدوه.

الحقل المعجمي

هات كلمات تنتمي إلى معجم الضرب – الطعن من النص أو من خارجه.

مجموعة مختارة من الكلمات التي تنتمي إلى معجم الضرب والطعن، مأخوذة من النص الشعري لابن هانئ ومن خارجه، وتُستخدم في السياقات الحربية والبلاغية:

من النص:

ضرب: “حسب الدمستق منك ضرب أهرت”
طعن: “وطعن أنجل”
الأنصل: جمع نصل، أي رؤوس السيوف الحادة
القنا: الرماح الطويلة
الأسنة: رؤوس الرماح، “موج الأسنة يتصلصل”
نفلت: أي قطعت أو سلّت، “نفلت أطراف السيوف”
جحفل: الجيش الكبير، وغالبًا ما يُرتبط بالهجوم
تجفل: تهرب أو تتفرق، غالبًا نتيجة ضربة أو هجوم

من خارج النص:

صفع: ضربة باليد
لكز: طعن خفيف
وخز: طعن دقيق
هشم: كسر بضرب
سحق: تفتيت بالقوة
قصف: ضرب عنيف غالبًا بالسلاح الثقيل
رمى: إطلاق سهم أو قذيفة
بتر: قطع نهائي
نحر: طعن في العنق
جلد: ضرب بالسوط

المعجم

ابحث عن عشرة مرادفات للسيف وميز فيها الأسماء من الصفات.

عشرة مرادفات للسيف، مع التمييز بين الأسماء والصفات:

مرادفات السيف

الكلمة	نوعها	التوضيح
المهند	اسم	سيف ماضٍ، نسبة إلى الهند لجودته
الحسام	اسم	سيف قاطع، من الحسم أي القطع
اليماني	اسم	سيف من اليمن، مشهور بجودته
الصرم	اسم	سيف قاطع، من الصرام أي القطع
البتّار	اسم	سيف شديد القطع
الذَكَر	اسم	اسم قديم للسيف، يدل على القوة
الصفّاح	اسم	سيف عريض النصل
القاطع	صفة	يدل على وظيفة السيف في القطع
الماضي	صفة	يشير إلى حدّة السيف
اللامع	صفة	يصف بريق السيف ولمعانه

من هو الشاعر ابن هانئ ؟

ابن هانئ الأندلسي هو أبو القاسم محمد بن هانئ بن سعدون الأزدي، وُلد في إشبيلية سنة 326هـ (938م) وتوفي سنة 362هـ (973م). يُلقّب بـمتنبي الغرب نظرًا لقوة شعره ومكانته في المغرب الإسلامي، وقد عاصر المتنبي في المشرق.

نشأ في الأندلس وتعلّم الأدب والشعر، ثم اتُّهم بميلٍ فلسفي ونزعة إسماعيلية في شعره، مما اضطره إلى مغادرة إشبيلية. انتقل إلى المغرب ثم إلى القيروان، حيث التحق ببلاط المعز لدين الله الفاطمي، وأصبح شاعر الدولة الفاطمية، فمدحه بشعر حماسي يمزج بين الدين والسياسة، ويُظهر المعارك بوصفها تجليات للعدل الإلهي.

تميز شعره بالقوة البلاغية، والتصوير الرمزي، والارتباط الوثيق بالقيم الدينية والسياسية.