شرح نص وصف النار محور الشعر الاندلسي الطبيعة تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي آداب تحضير نص وصف النار 3 ثانوي آداب مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح وتحليل نص وصف النار لــ ابن صارة الشنتريني ابن خفاجة الأندلسي من كتاب النصوص لغة عربية شعبة آداب تندرج ضمن المحور الاول سنة ثالثة آداب تعليم تونس شرح نص وصف النار المحور الاول
نص وصف النار مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
التقديم:
يتناول المقطع الأول تصوير النار ككائن حيّ يزاحم الظلام ويتنفس، مما يمنحها طاقة كونية وانفعالية. في المقطع الثاني، تتحول النار إلى رمز للغضب المكبوت، تُشبه الزفرة والنظرة الغاضبة، وتكمن خلف الرماد. أما المقطع الثالث، فيُجسّد النار كأنثى شقراء تمرح، تُشبه الذهب والدرر، وتكشف عن الشمس في مشهد جمالي حيّ. تتضافر الصور في المقاطع الثلاثة لتمنح النار أبعادًا رمزية تجمع بين الانفعال والجمال والتحول.
الموضوع:
يتناول النص تصوير النار بوصفها رمزًا جماليًا وانفعاليًا يجمع بين الفتنة والغضب والتحول، من خلال صور شعرية كثيفة ومشحونة بالدلالة.
التقسيم:
وفق المعيار الدلالي إلى ثلاث وحدات:
- من السطر 1 إلى 2: تصوير النار ككائن حيّ يزاحم الظلام والسماء.
- من السطر 3 إلى 5: إبراز حركة النار وانفعالها وتشبيهها بالغضب والزفرة.
- من السطر 6 إلى 7: تصوير النار كأنثى شقراء تمرح خلف الرماد في مشهد جمالي رمزي.
الفهم
وضعية التلفظ
1 بين مظاهر حضور المتكلم في النصوص ؟
مظاهر حضور المتكلم:
المظهر | التجلّي في النصوص |
الانفعال الوجداني | يظهر في استخدام صور الغضب والزفرات (ابن خفاجة: “زفرة من محنق”، “نظرة من مغضب”)، مما يدل على إسقاط مشاعر داخلية على النار. |
التشخيص والتأنيث | ابن صارة يصور النار كأنثى راقصة (“لابنة الرند”، “رقصت في غلالة حمراء”)، مما يعكس نظرة جمالية ذاتية، ويُظهر حضور المتكلم عبر التمثيل الأنثوي. |
الخطاب المباشر والتفاعل | في قول ابن صارة: “خبروني عنها ولا تكذبوني”، يظهر المتكلم كمشارك في الحوار، يطلب التحقق ويُظهر فضوله، مما يعزز حضوره في النص. |
التمثيل والتشبيه الذاتي | في القطعة الثالثة، يشبّه الجمر بدمى معتجرة وبياض خدود، مما يدل على إسقاطات ذاتية وجمالية، وكأن المتكلم يرى في النار انعكاسًا لجمال بشري. |
الانخراط في المشهد | عبارة “لو ترانا من حولها قلت شرب” تُظهر المتكلم كمشارك فعلي في المشهد، لا كمراقب فقط، مما يعمّق حضوره في النص. |
الاختيار اللغوي والانزياح | استخدام ألفاظ مثل “يهيم بها المغرور”، “تذكو وراء رمادها”، “تمرّح”، كلها تعكس رؤية ذاتية وانزياحًا دلاليًا يدل على تدخل المتكلم في تشكيل الصورة. |
2 قارن بين نص ابن خفاجة ونصي ابن صارة الشنتريني على مستوى حضور المتكلم في الشعر، وبين نصي ابن صارة على مستوى حضور المخاطب فيه.
أولًا: حضور المتكلم في نص ابن خفاجة ونصي ابن صارة
الجانب المقارن | ابن خفاجة (الكامل) | ابن صارة (الخفيف والطويل) |
الانفعال الذاتي | يظهر المتكلم من خلال إسقاط مشاعر الغضب والانفعال على النار (“زفرة من محنق”) | في “الخفيف”: يظهر فضوله وتساؤله (“خبروني عنها ولا تكذبوني”)، وفي “الطويل”: يظهر إعجابه وانبهاره بالجمال |
الموقع من المشهد | المتكلم مراقب خارجي، يصف النار بوصفها ظاهرة كونية تتصارع مع الظلام والسماء | في “الخفيف”: المتكلم مشارك في المشهد (“لو ترانا من حولها”)، وفي “الطويل”: يصفها كأنثى مألوفة له |
اللغة الذاتية | يغلب عليها التوتر والرمزية، مما يعكس حضورًا داخليًا متأملًا | يغلب عليها التأنيس والتشبيه الجمالي، مما يعكس حضورًا احتفاليًا وانفعاليًا مباشرًا |
الوظيفة التعبيرية | تعبير عن صراع داخلي أو رؤية فلسفية للنار كرمز للغضب المكبوت | تعبير عن فتنة النار وجمالها، وتحويلها إلى مشهد اجتماعي أو أنثوي |
ثانيًا: حضور المخاطب في نصي ابن صارة الشنتريني
الجانب المقارن | نص “الخفيف” | نص “الطويل” |
وجود المخاطب الصريح | نعم، يظهر المخاطب بوضوح في “خبروني عنها ولا تكذبوني”، مما يخلق حوارًا ضمنيًا | لا يوجد مخاطب مباشر، بل يُوجّه الكلام إلى القارئ ضمنيًا عبر الصور الشعرية |
وظيفة المخاطب | المخاطب هو مصدر المعرفة، والمتكلم يطلب منه التفسير والتأكيد | المخاطب ضمني، دوره استقبال الصور الجمالية والانبهار بها |
طبيعة العلاقة | علاقة استفسار وتفاعل، المتكلم يطلب من المخاطب أن يشاركه المعرفة | علاقة عرض جمالي، لا تفاعل مباشر بل تقديم صورة مكتملة للمخاطب |
أثر المخاطب في النص | يعمّق حضور الذات ويمنح النص طابعًا حواريًا ديناميكيًا | يضفي على النص طابعًا تأمليًا، ويجعل المتكلم يبدو كمن يروي مشهدًا لا ينتظر ردًا |
مسالك الوصف
3- لم استخدم الشاعران الصفات والكنايات في تسمية النار؟
لماذا استخدم الشاعران الصفات والكنايات في تسمية النار؟
السبب | التفسير |
التشخيص والتأنيس | كلا الشاعرين يصوّران النار ككائن حي: ابن خفاجة يجعلها “تزاحم السماء بمنكب”، وابن صارة يسميها “ابنة الرند”، مما يمنحها حضورًا إنسانيًا وانفعاليًا. |
الإيحاء الرمزي | الصفات مثل “مشبوبة”، “شقراء”، “ياقوتية”، و”ذهبية” تُضفي على النار دلالات تتجاوز معناها الفيزيائي، لتصبح رمزًا للجمال، الغضب، أو التحول. |
التكثيف الشعري | الكناية تتيح للشاعر أن يقول الكثير بالقليل، فمثلًا “زفرة من محنق” توحي بالغضب المكبوت، و”رقصت في غلالة حمراء” توحي بالحيوية والفتنة دون ذكر النار مباشرة. |
الانفعال الذاتي | الصفات والكنايات تعكس مشاعر المتكلم، فالنار ليست موضوعًا خارجيًا بل مرآة داخلية، تعبّر عن الغضب، الشغف، أو الانبهار. |
التحرر من المباشرة | الكناية تمنح النص بعدًا جماليًا وتحرره من التقريرية، فالنار لا تُذكر بوصفها “نارًا” بل تُرى عبر استعارات: جمرة، شقراء، ياقوتية، زفرة، رقصة. |
الوظيفة التربوية والجمالية | في سياق شعري تعليمي أو نقدي، هذه الكنايات تفتح المجال للتأويل، وتدرب المتلقي على قراءة الرموز واستنباط المعاني العميقة. |
4 استخرج مواطن التوافق ومواطن الاختلاف بين الشاعرين في تصوير النار وفي التعبير عنها ؟
أولًا: مواطن التوافق بين الشاعرين
الجانب | التوافق |
التشخيص والتأنيس | كلاهما يصوّر النار ككائن حي: ابن خفاجة يجعلها تزاحم السماء وتتنفس، وابن صارة يسميها “ابنة الرند” ويرى فيها أنثى ترقص وتكشف عن الشمس. |
الرمزية الجمالية | النار ليست مجرد جمرة، بل رمز للجمال، الفتنة، أو الغضب. تُشبّه بالياقوت، الذهب، الشمس، والدرر. |
الحركة والانفعال | النار في كلا النصين متحركة، نابضة، تتنفس، ترقص، تلهب، مما يمنحها طاقة تصويرية عالية. |
الانزياح اللغوي | استخدام الكناية والاستعارة بكثافة، مما يخلق صورًا مركبة تتجاوز المعنى المباشر. |
الوظيفة التعبيرية | النار تُستخدم للتعبير عن حالات داخلية: الغضب، الانبهار، الشغف، أو التأمل، وليست مجرد وصف خارجي. |
ثانيًا: مواطن الاختلاف بين الشاعرين
الجانب | ابن خفاجة | ابن صارة الشنتريني |
الرؤية الفلسفية | النار رمز للغضب المكبوت والانفعال الداخلي، تُشبه الزفرة والنظرة الغاضبة. | النار رمز للجمال والفتنة، تُشبه الأنثى الراقصة والمصوغة كيميائيًا. |
الوظيفة الرمزية | تعكس صراعًا داخليًا أو كونيًا، وتظهر في لحظة سكون كقوة كامنة. | تعكس مشهدًا احتفاليًا واجتماعيًا، وتُستخدم لتصوير البهجة والدفء. |
اللغة الشعرية | يغلب عليها التوتر والجدية، مع صور كثيفة ومعقدة. | يغلب عليها المرح والفتنة، مع صور أنثوية ورقصات ضوئية. |
حضور المتكلم | المتكلم مراقب متأمل، يصف النار بوصفها ظاهرة كونية. | المتكلم مشارك في المشهد، يسأل ويتفاعل ويصفها كأنثى مألوفة. |
حضور المخاطب | لا يوجد مخاطب مباشر، النص تأملي. | في “الخفيف”: المخاطب حاضر بوضوح (“خبروني عنها”)، مما يخلق حوارًا شعريًا. |
5 بم تختص النار في النصوص ؟ وهل من تعارض بين سماتها في الشعر وسماتها في الوجود الموضوعي؟ وما القصد من ذاك؟
بم تختص النار في النصوص؟
النار في النصوص الثلاثة ليست مجرد ظاهرة فيزيائية، بل تختص بما يلي:
الاختصاص | التجلّي في النصوص |
الانفعال الداخلي | النار تُجسّد الغضب، الزفرة، النظرة الغاضبة، كما في نص ابن خفاجة. |
الجمال والفتنة | تُصوّر كأنثى راقصة، شقراء، ذهبية، ترقص وتكشف عن الشمس، كما في نصي ابن صارة. |
التحول والتجدد | تُنبت الثمرات من الرماد، وتتحول من جمرة إلى ذهب، مما يرمز للخلق من الألم. |
الطاقة الكونية | تزاحم السماء، وتبعثر نجوم الليل، مما يمنحها بعدًا كونيًا يتجاوز المحسوس. |
هل من تعارض بين سماتها في الشعر وسماتها في الوجود الموضوعي؟
نعم، هناك تعارض ظاهري، لكنه مقصود فنيًا:
السمة | في الوجود الموضوعي | في الشعر |
الوظيفة | إحراق، إنارة، طاقة مادية | فتنة، غضب، جمال، خلق |
الطبيعة | مادية، محدودة، خطرة | رمزية، متحولة، خلاقة |
اللون | أحمر، أصفر، متغير | شقراء، ذهبية، ياقوتية |
الحركة | اضطراب، لهب، احتراق | رقص، تمرّح، زفرة، تنفس |
ما القصد من هذا التعارض؟
البعد | التفسير |
فني | تحويل المادة إلى معنى، والجمرة إلى رمز، مما يثري الصورة الشعرية ويمنحها عمقًا. |
فلسفي | النار كرمز للتحول: من الألم يولد الجمال، ومن الاحتراق ينبثق النور، ومن الغضب يولد التغيير. |
اجتماعي/تربوي | النار تُستخدم لتجسيد حالات إنسانية: الغضب المكبوت، الشغف، الفتنة، مما يجعلها أداة لفهم الذات والواقع. |
بلاغي | الكناية والاستعارة تتيح للشاعر تجاوز المباشرة، وخلق صور مركبة تثير التأويل والتفاعل. |
6 بين تضافر الألوان والظلال والأنوار في تصوير النار ؟
تضافر الألوان والظلال والأنوار في تصوير النار في النصوص الثلاثة يُشكّل بنية جمالية متكاملة، تُحوّل النار من عنصر مادي إلى مشهد بصري حيّ ينبض بالحركة والانفعال. هذا التضافر لا يخدم الوصف فقط، بل يُعبّر عن حالات نفسية وفلسفية، ويمنح النار طاقة رمزية تتجاوز المحسوس.:
أولًا: الألوان
اللون | التوظيف الفني |
الأحمر | “حمراء نازعت الظلام” (ابن خفاجة): يدل على التوتر، الغضب، والاشتعال الداخلي. |
الذهبي | “ياقوتية ذهبية” (ابن صارة): يرمز إلى الفتنة والثراء الجمالي. |
الشقراء | “شقراء تمرح في عجاج أكهب” (ابن خفاجة): توحي بالحيوية والأنوثة، وتكسر نمطية اللون الأحمر. |
البيضاء | “الفضة البيضاء”، “بيض خدودها” (ابن صارة): تخلق توازنًا بصريًا، وتُضفي على النار طابعًا أنثويًا ناعمًا. |
ثانيًا: الظلال
الظل | التوظيف الفني |
الظلام | “نازعت الظلام رداءه” (ابن خفاجة): النار تُصارع الظلام، مما يخلق صراعًا بصريًا ووجوديًا. |
الدخان والعجاج | “سماء من دخان”، “عجاج أكهب”: يُضفي غموضًا ويمنح النار بعدًا دراميًا. |
الرماد | “وراء رمادها”، “الجمر تحت رمادها”: يرمز إلى الكتمان، العمق، والكمون قبل الانفجار. |
ثالثًا: الأنوار
النور | التوظيف الفني |
الشرر | “شر شرارها”، “بشرارها”: يوحي بالحركة والانفعال، ويبعثر الظلام. |
الوميض | “كالدراري”، “حاجب الشمس”: النار تُشبه النجوم والشمس، مما يمنحها طاقة كونية. |
الرقص الضوئي | “رقصت في غلالة حمراء”: الضوء يتحول إلى حركة، مما يضفي على النار طابعًا احتفاليًا. |
التضافر الفني
هذا التداخل بين اللون والظل والنور يخلق:
- صراعًا بصريًا بين الضوء والظلام، يعكس صراعًا داخليًا أو كونيًا.
- تشخيصًا حيًا للنار، يجعلها كائنًا متحوّلًا بين الجمال والغضب.
- رمزية فلسفية: النار ليست ثابتة، بل تتبدل بين الكمون والانفجار، بين الفتنة والخطر.
التقويم
* إلى أي حد ورد الشعر في النصوص الثلاثة رمزيا في تناوله موضوع النار ؟
الشعر في النصوص الثلاثة ورد بدرجة عالية من الرمزية في تناوله موضوع النار، حتى يمكن القول إن النار لم تُستخدم بوصفها عنصرًا ماديًا مباشرًا، بل تحوّلت إلى رمز مركّب يعكس حالات نفسية، اجتماعية، وجمالية:
أولًا: مستويات الرمزية في تصوير النار
المستوى الرمزي | التجلّي في النصوص |
الرمزية النفسية | في نص ابن خفاجة، النار تُجسّد الغضب المكبوت والانفعال الداخلي: “زفرة من محنق”، “نظرة من مغضب”، مما يجعلها مرآة للذات المتوترة. |
الرمزية الجمالية | في نصي ابن صارة، النار تُشبه الذهب، الياقوت، والأنثى الراقصة، مما يجعلها رمزًا للفتنة، الجمال، والبهجة الحسية. |
الرمزية الكونية | النار تزاحم السماء، تبعثر النجوم، وتكشف عن الشمس، مما يمنحها طاقة كونية تتجاوز المحسوس، كما في “حاجب الشمس”، و”سماء من دخان”. |
الرمزية الاجتماعية | في مشهد “يتعاطون أكوس الصهباء”، تتحول النار إلى مركز احتفال جماعي، مما يربطها بالدفء واللقاء، لا بالاحتراق. |
الرمزية الفلسفية | في صورة “تنبت الثمرات من الرماد”، تتحول النار إلى رمز للتحول والخلق من الألم، مما يعكس رؤية فلسفية للوجود. |
إلى أي حد كانت النار رمزية؟
التقدير | التفسير |
رمزية شبه كاملة | النار لم تُذكر بوصفها “نارًا” إلا نادرًا، بل ظهرت عبر صور: جمرة، شقراء، ياقوتية، زفرة، رقصة، ذهب، مما يدل على انزياح كامل نحو الرمز. |
غياب المباشرة | لا نجد وصفًا مباشرًا للنار بوصفها مصدرًا للحرارة أو الاحتراق، بل تُستخدم لتجسيد حالات وجدانية وجمالية. |
تعدد الوظائف الرمزية | النار تُستخدم في كل نص لوظيفة رمزية مختلفة: الغضب، الجمال، التحول، اللقاء، مما يدل على مرونة الرمز وتعدد دلالاته. |
* هل تجد في المقطوعات صدى الحركة تجديد الشعر في القرن الثاني؟ بين ذلك.
مظاهر التجديد في المقطوعات
مظاهر التجديد | التجلّي في النصوص |
الابتعاد عن الوصف التقليدي | النار لا تُوصف بوصفها مصدرًا للحرارة أو الاحتراق، بل تُجسّد ككائن حي، أنثى، فكرة، مما يعكس انزياحًا عن النمط التقليدي. |
التكثيف الرمزي | استخدام الكناية والاستعارة بكثافة، مثل “زفرة من محنق”، “ابنة الرند”، “حاجب الشمس”، يدل على ميل نحو الشعر الرمزي والتأويلي. |
تشخيص العناصر الطبيعية | النار تُشخّص وتُأنّث، وتُمنح صفات بشرية وانفعالية، مما يعبّر عن نزعة تجديدية في بناء الصورة الشعرية. |
الانفعال الذاتي | حضور المتكلم بوصفه منخرطًا وجدانيًا في المشهد، لا مجرد واصف خارجي، كما في “خبروني عنها”، و”لو ترانا من حولها”. |
التنوع الإيقاعي | استخدام بحور مختلفة (الكامل، الخفيف، الطويل) يعكس تجريبًا موسيقيًا، وتحررًا من الرتابة التقليدية. |
الوظيفة الجمالية لا التقريرية | الشعر لا يهدف إلى نقل معلومة بل إلى خلق مشهد جمالي وفلسفي، مما ينسجم مع روح التجديد الفني. |
صدى الحركة التجديدية
هذه المظاهر تتقاطع مع ما بدأ يظهر في القرن الثاني الهجري من:
- ميل نحو الصور المركبة والانزياح الدلالي.
- بروز الذات الشاعرة بوصفها فاعلًا لا مجرد ناقل.
- توظيف الرمز والطبيعة للتعبير عن حالات داخلية.
- ظهور الأنوثة والفتنة كموضوعات جمالية جديدة في وصف العناصر الطبيعية.
التوظيف
* لابنة الزند في الكوانين جمر، استعمل الشاعر الكناية في تسمية النار وهي وجه بلاغي يتمثل في استخدام قول يراد به غیر لازم معناه ، مع إمكانية إرادة ذلك المعنى، واستعمل الشاعر الكناية على التلطيف معرضا عن التصريح بلفظ النار ومدرجا قوله ضمن سياق ثقافي مشترك. – ابحث في محفوظك عن كناية تلطيف موضحا سياق استخدامها.
من الكنايات التلطيفية المشهورة في التراث العربي قولهم: “انتقل إلى جوار ربه” بدلًا من التصريح بلفظ “مات”.
السياق البلاغي:
هذه الكناية تُستخدم في مقام الحديث عن الوفاة، وهي تلطيف للفظ الموت الذي قد يحمل وقعًا ثقيلًا على النفس. فبدلًا من المواجهة المباشرة مع الحقيقة القاسية، يُستبدل التعبير بما يوحي بالسكينة والرحمة، ويُدرج ضمن سياق ثقافي مشترك يرى الموت انتقالًا إلى عالم آخر، لا نهايةً مطلقة.
في الأدب:
ترد هذه الكناية كثيرًا في الخطب، والمراثي، والمجالس العامة، لما فيها من احترام للمقام، وتخفيف للصدمة، وتعبير عن الإيمان بالآخرة.
هل ترغبين يا حميدة أن نبحث في كنايات تلطيفية أخرى في الشعر العربي؟ مثل الكناية عن الفقر، أو المرض، أو الحب؟ يمكنني اقتراح جدول يوضح أنواع الكناية ووظائفها البلاغية.
* «مشكل الطرافة والتقليد في الشعر، إن لم يكن زائفا تماما بالنسبة إلينا، فإننا نعتقد أن من الطرافة ما يكون في التقليد نفسه وأن الطرافة لا تقوم أساسا على الجدة المطلقة والمغايرة التامة لما هو مألوف معروف بل تقوم على تغيير سياقاته وتلوين مظاهره وعلى إعادة صوره كما هي أحيانا في الظروف التي لا تنتظر عودتها فيها. إن قول المعاني المتشابهة بإمكانات متقاربة بدون أن يكرر بعضها بعضا مع ذلك هو القانون الذي ينتظم في رأينا شعر العرب في عمومه، والذي يدل على ثقل وطأة القديم فيه وعلى أن القديم بثقله هو عند العرب نبع اللذة الشعرية والفكرية الذي لا ينضب». محمد الهادي الطرابلسي مصادر التصوير في شعر ابن زيدون مجلة أوراق الاسبانية، مدريد، 1983
هذا النص النقدي لمحمد الهادي الطرابلسي يطرح رؤية دقيقة وعميقة حول مفهوم الطرافة والتقليد في الشعر العربي، ويعيد النظر في الفكرة الشائعة التي تربط الطرافة بالجدة المطلقة والانفصال عن المألوف.:
الفكرة المركزية:
الطرابلسي يرى أن الطرافة لا تعني بالضرورة الابتكار الكامل أو القطيعة مع القديم، بل قد تكون كامنة في إعادة إنتاج المألوف ضمن سياقات جديدة، وفي تلوين الصور التقليدية بظروف غير متوقعة، مما يمنحها طرافة من نوع آخر.
الطرافة في التقليد:
المفهوم | التوضيح |
الطرافة في التقليد | ليست نقيضًا للجدة، بل قد تكون في إعادة توظيف الصور القديمة بطريقة غير متوقعة أو في سياق جديد. |
التشابه دون تكرار | الشعر العربي قادر على قول المعاني المتشابهة بإمكانات متقاربة دون أن يقع في التكرار، مما يدل على ثراء التعبير رغم وحدة الموضوع. |
القديم كمصدر للذة | القديم ليس عبئًا بل هو نبع للذة الشعرية والفكرية، يُستعاد لا بوصفه ماضٍ جامد، بل بوصفه مادة حية قابلة للتشكيل. |
البعد الفلسفي والجمالي:
- هذا الطرح يُعيد الاعتبار لـ الذاكرة الشعرية بوصفها مصدرًا للإبداع، لا عائقًا له.
- يُبرز أهمية التحوير السياقي في إنتاج الطرافة، أي أن الصورة القديمة قد تصبح جديدة إذا وُضعت في ظرف غير متوقع.
- يُؤسس لفهم تراكمي للشعر، حيث الإبداع لا يعني القطيعة بل التحوير والتلوين.
تطبيق على شعر ابن زيدون:
في شعر ابن زيدون، نجد مثلًا صورًا مألوفة عن الفراق والحنين، لكنها تُقال بأسلوب جديد، في سياق أندلسي خاص، وبانفعال ذاتي يجعلها طريفة رغم تقليديتها.
Comments are closed.