شرح قصيدة الجواري المنشآت لـ ابن هانئ محور شعر الحماسة في القرنين الثالث والرابع للهجرة للسنة الرابعة آداب – شرح نص الجواري المنشآت 4 ثانوي باكالوريا شعبة آداب تعليم تونس منهجية شرح نص تحليل تقديم شرح المقاطع شعر الحماسة شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا شعبة الآداب منهجية تلحليل النص الادبي تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص الادبية رابعة ثانوي
نص الجواري المنشآت مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
تُعد قصيدة ابن هانئ في مدح الأسطول إحدى روائع الشعر السياسي الحماسي، حيث يصف فيها الأسطول البحري الفاطمي بوصفه قوة سماوية لا تُقهر. يستهلها باقتباس قرآني يوحي بالقداسة، ثم يُصعّد الوصف ليجعل من السفن كائنات مفترسة تنفث النار، مدعومة بالملائكة والرياح. القصيدة تمزج بين البلاغة والرمزية لتأكيد شرعية الدولة وقوة سلطانها.
الموضوع:
تصوّر القصيدة الأسطول الفاطمي كقوة سماوية مهيبة، تمزج بين الوصف الحربي والرمزية الدينية لتأكيد هيبة الدولة وشرعيتها.
التقسيم:
المقطع الأول (الأبيات 1–9)
: وصف السفن الفاطمية كقلاع سماوية ضخمة، مدعومة بالملائكة والرياح والنجوم.
المقطع الثاني (الأبيات 10–15)
: وصف الحراقات القتالية كسفن مفترسة تنفث النار والحديد وتبث الرعب في الأعداء.
الفهم والتحليل
-1 قسم النص إلى مقطعين وصفيين ثم اذكر الموضوع الوصفي الرئيسي في كل منهما.
المقطع الأول (الأبيات 1–9): وصف السفن الفاطمية كقلاع سماوية ضخمة، مدعومة بالملائكة والرياح والنجوم، ترمز إلى القوة الإلهية والهيبة السياسية.
المقطع الثاني (الأبيات 10–15): وصف الحراقات القتالية كسفن مفترسة تنفث النار والحديد، تجسد الفتك العسكري والرعب الذي تبثه في الأعداء.
القصيدة توظف الطبيعة والرموز الدينية لتصوير الأسطول كقوة كونية خارقة، تجمع بين الجلال السماوي والبطش الأرضي.
2 صور الشاعر في أول النص حراقات المعز تسندها قوى غير بشرية، ما هي هذه القوى ؟ وما مقصد الشاعر من ذلك ؟
القوى غير البشرية التي تسند حراقات المعز في أول النص:
- الملائكة: “أطاع لها أن الملائك خلفها”؛ تصوير للملائكة كجنود تساند السفن.
- الرياح: “وأن الرياح الذاريات كتائب”؛ الرياح تتحول إلى كتائب تقود السفن.
- النجوم: “وأن النجوم الطالعات سعود”؛ النجوم تُصور كطلائع نصر وسعد.
- الغمام والرعود والبرق: “عليها غمام مكفهر… له بارقات جمة ورعود”؛ الطبيعة كلها تتجند خلف الأسطول.
مقصد الشاعر من ذلك:
يريد ابن هانئ أن يُظهر أن قوة المعز ليست بشرية فحسب، بل مؤيدة من السماء، مما يضفي على سلطته طابعًا قدريًا وإلهيًا. فالسفن ليست مجرد أدوات حرب، بل تجسيد لإرادة إلهية تسيرها الملائكة وتدفعها الرياح وتبشر بنصر محتوم. بهذا، يعزز الشاعر شرعية المعز ويضفي على دولته هالة من القداسة والرهبة.
3 تدرج الشاعر في وصف ارتفاع الحراقات وضخامتها. استخرج القرائن الدالة على ذلك وبين الوظيفة التي نهض بها الوصف.
القرائن الدالة على تدرج وصف ارتفاع الحراقات وضخامتها:
- “قباب كما ترجي القباب على المها”: تشبيه السفن بالقباب العالية، يوحي بالضخامة والعلو.
- “عليها غمام مكفهر”: يدل على أن السفن بلغت من الارتفاع ما جعل الغمام يغشاها.
- “أنافت بها أعلامها وسما لها”: “أنافت” تعني ارتفعت، و”سما” يدل على العلو الفائق.
- “بناء على غير العراء مشيد”: يوحي بأن السفن كالبناء الراسخ المرتفع.
- “من الراسيات الشم”: تشبيه بالسفن الجبلية، “الشم” تعني الشاهقة.
الوظيفة البلاغية للوصف:
إبراز الهيبة والقوة الخارقة للأسطول الفاطمي، وجعل الحراقات تبدو كقلاع سماوية لا تُقهر، مما يعزز صورة المعز كحاكم مدعوم بقوة إلهية، ويثير الرهبة في نفوس الأعداء. الوصف يخدم غرضًا سياسيًا ودعائيًا، ويحول السفن إلى رموز للسلطة والشرعية.
-4 وصف الشاعر في آخر النص آلة الحرب، ما مميزات هذه الآلة؟ وما الأساليب التي اعتمدها في الوصف ؟
مميزات آلة الحرب كما وصفها الشاعر:
- الفتك والدموية: “تشب لآل الجاثليق سعيرها”، “دماء تلقتها ملاحف سود”.
- القوة النارية: “القادحات”، “صواعق”، “مارج”، “وقود”، “شعل”.
- السرعة والانقضاض: “ترامت”، “زفرت غيظًا”.
- الهيبة والرعب: “فليس لها يوم اللقاء حمود”، أي لا تعرف الهدوء أو الرحمة.
الأساليب التي اعتمدها في الوصف:
- التشبيه: شبه الحراقات بالطير الجوارح، والصواعق، والنار المشتعلة.
- الاستعارة: أنفاسها صواعق، أفواهها حديد؛ تحويل أجزاء السفينة إلى عناصر قاتلة.
- التضخيم والمبالغة: استخدام صور كونية ونارية لتكبير أثر الحراقات.
- الإيقاع الحاد: كثافة الحروف الصلبة (ق، ص، د، ر) تعزز الإحساس بالعنف والبطش.
5- للوصف في النص بعد حماسي، وضحه.
البعد الحماسي في وصف ابن هانئ ينبع من تصويره الحراقات كقوة خارقة لا تُقهر، تُرهب الأعداء وتبث الرعب في قلوبهم. يتجلى هذا الحماس في:
- الصور النارية والدموية: مثل “تشب سعيرها”، “صواعق”، “وقود”، “دماء”، وكلها تعكس شدة المعركة.
- الإيقاع السريع والانفعالي: استخدام أفعال قوية مثل “زفرت”، “ترامت”، “تضرم”، يخلق توترًا وتصعيدًا.
- نفي الرحمة: “فليس لها يوم اللقاء حمود”، تأكيد على الفتك المطلق.
- العدو المذعور: “ما راع ملك الروم إلا اطلاعها”، تصوير الأثر النفسي المدمر.
الوظيفة الحماسية هنا هي التعبئة النفسية، وتعظيم القوة الفاطمية، وبث الفخر في النفوس، وكأن الشاعر يخوض المعركة بالكلمات.
6- استخلص من النص مقاصد الشاعر من استعراض مقومات هذه الآلة الحربية الجبارة.
مقاصد الشاعر من استعراض مقومات الآلة الحربية الجبارة في النص تتلخص في:
- تعظيم قوة الدولة الفاطمية: إبراز الحراقات كرمز للقوة المطلقة، المدعومة بالملائكة والرياح والنجوم، لتأكيد تفوق المعز العسكري والسياسي.
- ترهيب الأعداء: تصوير الحراقات ككائنات مفترسة تنفث النار والحديد، لبث الرعب في نفوس الخصوم، خاصة ملك الروم.
- إضفاء الشرعية الدينية: ربط القوة العسكرية بعناصر سماوية (الملائكة، النجوم، الرياح) يوحي بأن المعز مؤيد من السماء، مما يعزز شرعيته الدينية.
- التعبئة الحماسية: إثارة الحماسة في النفوس المؤيدة، وتحويل الشعر إلى أداة دعائية تعبّر عن الفخر والانتماء.
القصيدة بذلك ليست مجرد وصف، بل خطاب سياسي شعري يوظف الجمال الفني لخدمة السلطة والشرعية. هل ترغبين أن نحول هذه المقاصد
النقاش
* وصف الأساطيل موضوع شعري قل من طرقه ، فهل ترى ابن هانئ جدد في الخطاب الشعري تجديده في الموضوع ؟
نعم، ابن هانئ جدد في الخطاب الشعري بتناوله موضوع الأساطيل، إذ حولها من وسيلة حرب إلى رمز سماوي للسلطة، ودمج بين الوصف العسكري والقداسة الدينية، مما أضفى على الشعر بعدًا سياسيًا وعقائديًا غير مألوف في المدائح التقليدية.
* من البطل في هذا النص الأسود في البيت الثاني أم الملائكة في البيت الرابع أم القادحات النار في البيت الحادي عشر ؟ علل جوابك.
البطل في النص هو القادحات النار في البيت الحادي عشر، لأنها تمثل ذروة القوة الفاطمية الفاعلة في الميدان، فهي التي “تضرم للطلى” وتباشر الفتك يوم اللقاء، بينما الأسود والملائكة رموز تمهيدية للقوة والرهبة، أما القادحات فهي الأداة الحاسمة التي تُجسد الفعل الحربي وتحقق النصر، مما يجعلها محور البطولة الفعلية في النص.
بمناسبة هذا النص
الكتابة
من عناصر الحماسة وصف المعركة والجيوش والمعدات وغيرها. اكتب نصا تعدد فيه هذه الموصوفات التي وردت في بعض أشعار المتنبي وابن هانئ.
في شعر الحماسة، برزت موصوفات المعركة عند المتنبي في تصوير السيوف والخيول والفرسان كامتداد لبطولته الذاتية، فجعل السيف يخترق الدجى والفرس يعرفه الليل والبيداء. أما ابن هانئ فصوّر الأساطيل والحراقات كقلاع سماوية، مدعومة بالملائكة والرياح والنار، فجعل من آلة الحرب تجليًا للسلطة الإلهية. كلاهما وظّف الجيوش والمعدات لتأكيد النصر، لكن برؤية: المتنبي فردية بطولية، وابن هانئ جماعية عقائدية.
البلاغة
* الاقتباس : من أقسام علم البديع في البلاغة ويتمثل في إيراد شيء من القرآن أو الحديث في الكلام، يأخذه المتكلم ويجريه ضمن كلامه نصا أو معنى ولا يكون من قبيل التمثل به مثل قال تعالى :…) في المقطع الأول من النص اقتباس، حدد العبارات المقتيسة وابحث عن الآيات التي تحيل عليها.
في المقطع الأول من قصيدة ابن هانئ، وردت عبارات مقتبسة من القرآن الكريم، أبرزها:
- “الجواري المنشآت”: مقتبسة نصًا من قوله تعالى: ﴿ وَلهُ الجَوَارِ المُنشَآتُ فِي البَحرِ كَالأَعلَامِ ﴾ (الرحمن: 24)، وتوظف لتصوير السفن الفاطمية كقلاع بحرية ضخمة.
- “الرياح الذاريات”: تحيل إلى قوله تعالى: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ (الذاريات: 1)، حيث تُصور الرياح كجنود تقود السفن، مما يضفي طابعًا قدريًا على الحركة العسكرية.
- “النجوم الطالعات سعود”: تستلهم من قوله تعالى: ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا ﴾ (الأنعام: 97)، وتُستخدم للدلالة على النصر والبركة المصاحبة للأسطول.
هذه الاقتباسات تمنح النص بعدًا دينيًا وتُضفي على القوة الفاطمية شرعية سماوية، مما يعزز وظيفة المدح السياسي في القصيدة.
* تأكيد المدح بما يشبه الذم : يوهم الاستدراك الماثل في البيت العاشر من الطير إلا أنهن جوارح بأن الشاعر سينفي أن قطع الأسطول من الطير، ولكنه في الحقيقة يؤكد أنها من نوع مخصوص من أقوى الطير وهي الجوارح. يقول النابغة الذبياني في هذا الأسلوب : ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
الأسلوب في البيت العاشر من قصيدة ابن هانئ هو تأكيد المدح بما يشبه الذم، حيث يوهم القارئ بالنفي ثم يُفاجئه بإثبات أعظم، فـ”من الطير إلا أنهن جوارح” لا ينفي كون الأسطول من الطير، بل يرفعه إلى مرتبة الطير المفترس، مما يعزز القوة والفتك. كما في قول النابغة: “ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول”، فالفلول ليست ضعفًا بل أثر كثرة الانتصارات. كلاهما يستخدم الاستدراك لتكثيف المديح عبر مفارقة بلاغية تثير الإعجاب وتُعلي من قيمة الموصوف.
الايقاع
اقرأ البيت الثالث عشر قراءة تبرز فيها التجاوب النغمي بين الصدر والعجز.
في البيت الثالث عشر، يتجلى التجاوب النغمي في التوازي الإيقاعي بين “زفرت غيظًا ترامت بمارج” و”تضرم للطلى وقودًا وشعل”، حيث تتكرر الأصوات الحادة (الظ، ط، ق، ش) ويتصاعد الإيقاع من الزفرة إلى الاشتعال، مما يعكس وحدة المعنى وانفجار الصورة.
الحقل الدلالي
ابحث عن المعاني التي تفيدها كل كلمة مما يلي : الجواري – الأعلام
· الجواري: جمع “جارية”، وتُطلق على السفن السريعة التي تجري في البحر، وتوحي بالحركة والانسياب، مما يضفي على الأسطول طابعًا حيًا وفعّالًا، وكأنها كائنات حية تخترق الماء بقوة ورشاقة.
· الأعلام: جمع “عَلَم”، ويعني الجبل العالي أو الشيء البارز، ويُستخدم لتشبيه السفن بالجبال في ضخامتها وثباتها، مما يعزز صورة الهيبة والعظمة في البحر.
Comments are closed.