شرح نص ليسَ على نَاري حِجابٌ محور الشعر الجاهلي تحليل شرح نصوص ثانية ثانوي يندرج ضمن المحور الاول
من كتاب النصوص عيون الأدب لغة عربية تحضير وتحليل قصيدة ليسَ على نَاري حِجابٌ لحاتم الطّائيّ
شرح قصيدة ليسَ على نَاري حِجابٌ لحاتم الطّائيّ من كتاب النصوص عيون الأدب تندرج
ضمن المحور الاول سنة ثانية ثانوي تعليم تونس
الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
قصيدة “ليس على ناري حجاب” لحاتم الطائي هي فخرية تجسّد قيم الكرم والفتوة الأخلاقية، حيث يبرز الشاعر سماحته في استقبال الضيف، واستعداده للبذل رغم قلة المال، وصونه لأعراض الجيران، بأسلوب بلاغي يجمع بين الكناية والنفي والإثبات، ليُقدّم نفسه نموذجًا للمروءة العربية الأصيلة.
الموضوع:
موضوع القصيدة هو الفخر بالكرم والسماحة، حيث يُبرز حاتم الطائي انفتاح بيته للضيف، واستعداده للبذل رغم قلة المال، وصونه للأعراض، مجسدًا بذلك الفتوة الأخلاقية في أسمى صورها.
التقسيم
تقطيع القصيدة وفق المعيار الدلالي إلى ثلاث وحدات:
- نقد البخلاء ووصف بيته الآمن (الأبيات 1–3): يُقارن بين بيوت البخلاء وبيته الذي يألفه الضيف وتطمئن فيه الكلاب.
- إبراز مظاهر الجود والتضحية (الأبيات 4–7): يُظهر كرمه في القحط، واستعداده للذبح، وموقفه الرافض للبخل.
- الضيافة وصون العرض (الأبيات 8–11): يُبرز انفتاح بيته وناره، واحترامه لستر الجارة، مما يُجسّد الفتوة الأخلاقية.
فكك
تجلت سماحة حاتم في سلوك كلابه وحرصه على الجود وصونه الأعراض، قطع النص مستعينا بهذه
الإيضاحات.
أولًا، في سلوك كلابه، حيث يقول:
“وإن كلابي قد أقرت وعودت … قليل على من يعتريني هريرها” فقد روّضها الكرم حتى غدت أليفة لا تنهش الضيف، في مفارقة لبيوت البخلاء التي تملأها الكلاب النابحة، وكأن الحيوان نفسه يتأدب في حضرة الجود.
ثانيًا، في حرصه على الجود رغم شح النفس والظروف، إذ يصرّح:
“أشاور نفس الجود حتى تطيعني … وأترك نفس البخل لا أستشيرها” ويُبرز قدره في الفضاء، قليلها وكثيرها، دون حجاب، فيقول: “وأبرز قدري بالفضاء قليلها … يُرى غير مضنون به، وكثيرها” فهو لا يخفي طعامه، ولا يتردد في العطاء، حتى في أوقات المحل، مما يعكس فلسفة الكرم كقيمة أخلاقية لا ترتبط بالوفرة.
ثالثًا، في صونه للأعراض واحترامه للحدود الأخلاقية، رغم انفتاح بيته وناره، إذ يقول:
“وما تشتكيني جارتي غير أنني … إذا غاب عنها بعلها لا أزورها” فهو يحرص على أن يبلغها خيره دون أن يتعدى على سترها، فيقول: “سيبلغها خيري، ويرجع بعلها … إليها ولم تُقصر عليّ ستورها” وهنا تتجلى السماحة في أسمى صورها: كرم بلا ريبة، وعطاء بلا تجاوز.
حلل
1 – أبرز مكارم حاتم الطائي من خلال أحواله وأفعاله.
أبرز مكارم حاتم الطائي تتجلى في كرمه رغم قلة المال، وشجاعته في مواجهة البخل، وتواضعه في استقبال الضيوف، وصونه لأعراض الجيران، واستعداده للتضحية بإبله وطعامه من أجل إكرام المحتاج، مما جعله مثالًا للسماحة والنبل في القول والفعل.
2 – عمد الشاعر إلى الأسلوب الكنائي القائم على التلميح ، فما الكنايات التي اعتمدها وما غرضه من ذلك؟.
اعتمد الشاعر كنايات مثل “ناري بلا حجاب” للدلالة على انفتاح بيته وكرمه، و”هرير الكلاب” كناية عن الأمان والطمأنينة، و”لا أزورها إذا غاب بعلها” كناية عن صون الأعراض. وغرضه من ذلك إبراز مكارمه بأسلوب غير مباشر يعمّق المعنى ويُضفي جمالًا بلاغيًا.
3 – راوح الشاعر بين تراكيب مثبتة وأخرى منفية استخلصها وبين دورها في تحديد معاني الفخر.
استخدم الشاعر التراكيب المثبتة مثل “أشاور نفس الجود” و”أبرز قدري بالفضاء”، لإثبات صفات الكرم والسماحة، وراوَحها بتراكيب منفية مثل “ليس على ناري حجاب” و”لا أزورُها”، لنفي البخل والتعدي، مما عزّز معاني الفخر الأخلاقي والكرم النبيل.
4 – قدم الشاعر نفسه نموذجا للبذل والسخاء، فهل تجد بين هاتين الخصلتين وبين مفهوم الفتوة صلة؟ علل إجابتك
نعم، توجد صلة وثيقة؛ فالبذل والسخاء عند حاتم الطائي يعكسان جوهر الفتوة، التي تقوم على حماية الضعيف، إكرام الضيف، وصون العرض، وهي قيم أخلاقية واجتماعية تُجسّد الرجولة والمروءة في أسمى صورها.
قوم
أجر مقارنة بين هذه الفخرية وسابقتيها، إلام تخلص؟
· من حيث الموضوع: ركّزت هذه الفخرية على الكرم والسماحة وصون العرض، بينما سابقتاها قد تتناولان الشجاعة أو النسب أو القوة، مما يجعل هذه القصيدة أكثر إنسانية وأخلاقية في فخرها.
· من حيث الأسلوب: راوح الشاعر هنا بين الإثبات والنفي، واستخدم الكناية والتلميح، مما أضفى عمقًا بلاغيًا، بينما قد تكون السابقتان أكثر مباشرة أو وصفية.
· الخلاصة: تخلص المقارنة إلى أن فخر حاتم الطائي في هذه القصيدة يتجاوز الذات ليُجسّد قيمًا اجتماعية راقية، ويُقدّم نموذجًا للفتوة الأخلاقية لا البدنية فقط.
توسع
– ابحث في ديوان حاتم عن ن قصائد أخرى في موضوع الكرم مقارنا بينها وبين نص الحال.
من ديوان حاتم الطائي، نجد قصائد أخرى في الكرم مثل:
- “وقائلة أهلكت في الجود مالنا”: يرد فيها على لوم الإسراف، ويُظهر الكرم كقيمة لا تُقاس بالمال.
- “فلا الجود يفني المال قبل فنائه”: يُبرز فيها أن الجود لا يُفني المال بل يُخلّده.
- “لا تستري قدري إذا ما طبخته”: يدعو فيها إلى كشف الطعام للضيف، رمزًا للضيافة.
المقارنة مع “ليس على ناري حجاب”:
- جميعها تُجسّد الكرم، لكن النص الحالي يتميّز بجمعه بين الجود، صون العرض، وترويض الكلاب، مما يجعله أكثر اكتمالًا في تصوير الفتوة الأخلاقية.
اجعل القصيدة خبرا يروى على لسان أحد ضيوف حاتم ينوه في بشمائل مضيفه وحميد صفاته.
رويتُ عن ليلةٍ نزلتُ فيها على حاتم الطائي، فما رأيتُ نارًا تُوقد إلا وكانت ناره، وما دنوتُ من بيتٍ إلا وكلابه تهرّ، إلا بيت حاتم، فقد سكنت كلابه حين رأتني، كأنها ألفت الضيف كما ألفه صاحبها (البيت 3).
دخلتُ بيته، فوجدت القدر مكشوفًا، لا يُستتر، قليلها ظاهر وكثيرها مبذول (البيت 5)، وناره لا يحجبها ستر، تُنير للمستويص في الليل (البيت 8)، فقلت في نفسي: هذا بيت لا يُردّ فيه سائل، ولا يُهان فيه طارق.
رأيت إبله مربوطة أمام البيت، كأنها تنتظر من يكرمه حاتم ليذبحها له (البيت 6)، وسمعتُه يقول: “أشاور نفس الجود حتى تطيعني، وأترك نفس البخل لا أستشيرها” (البيت 7)، فعلمتُ أن الكرم عنده خلقٌ لا يُستشار فيه، بل يُمارس بلا تردد.
ولم أسمع من جيرانه إلا الثناء، حتى جارته التي لا يزورها في غياب زوجها، صونًا لعرضها (البيت 10)، ومع ذلك يبلغها خيره دون أن تُقصّر في سترها (البيت 11).
فوالله، ما رأيتُ في حياتي أكرم منه، ولا أسمح نفسًا، ولا أصدق فتوًى في الجود والمروءة.
تحليل قصيدة لَيْسَ عَلَى نَارِي حِجَابٌ
قصيدة “ليس على ناري حجاب” لحاتم الطائي تُعد من أروع نماذج الفخر بالكرم في الشعر العربي القديم، حيث تتجلى فيها شخصية الشاعر بوصفه مثالًا للفتوة الأخلاقية، لا مجرد السخاء المادي. إليك تحليلًا مختصرًا ومنظمًا:
الموضوع العام
القصيدة تمجيد للكرم والسماحة، وتُبرز حاتم الطائي كنموذج يُجسّد القيم العربية الأصيلة: الجود، حماية الجار، صون العرض، والتضحية من أجل الضيف.
التحليل الفني والدلالي
| الجانب | التحليل |
| الأسلوب | تنوع بين التراكيب المثبتة والمنفية، مما عزز التوكيد والمعنى البلاغي. |
| الصور البلاغية | كنايات مثل “ناري بلا حجاب” للدلالة على انفتاح الضيافة، و”هرير الكلاب” كناية عن الأمان. |
| الإيقاع | الوزن والقافية التقليدية يعكسان نغمة فخر متصاعدة ومتزنة. |
| التراكيب | استخدم النفي لإبراز التميز الأخلاقي (ليس، لا أزور)، والإثبات لتأكيد الجود (أشاور، أبرز، أعقر). |
القيم المتجلية في النص
- الكرم المطلق: لا يُقيّده فقر أو شح، بل يُمارس كواجب أخلاقي.
- الفتوة الأخلاقية: تظهر في صون الجار واحترام العرض، لا في التعدي أو التفاخر الجسدي.
- الاستعداد للتضحية: إبله أمام البيت جاهزة للذبح، وقدره مكشوف، ونفسه مطيعة للجود.
- الوعي الاجتماعي: يُدرك أثر كرمه على الجيران، ويحرص على ألا يُساء فهمه.
الخلاصة الفلسفية
حاتم الطائي لا يفتخر بماله، بل بسلوكه؛ فكرمه ليس ترفًا بل موقفًا، وناره ليست مجرد نار، بل رمزًا للانفتاح، والكلاب ليست حراسة، بل مرآة لسماحة صاحبها. القصيدة تُجسّد كيف يكون الكرم فلسفة حياة، لا مجرد عادة قبلية.
من هو الشاعر حاتم الطائي؟
حاتم الطائي هو أحد أشهر شعراء الجاهلية، يُضرب به المثل في الكرم والسخاء حتى صار اسمه مرادفًا للجود في الثقافة العربية. ينتمي إلى قبيلة طيء، وعاش في شمال الجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي.
أبرز صفاته:
- الكرم المطلق: كان يطعم الضيف، ويذبح له الإبل، ويُشعل النار دليلًا على الضيافة.
- الشجاعة والمروءة: لم يكن كريمًا فقط، بل شجاعًا في الدفاع عن الضعفاء وصون الجار.
- الفخر الأخلاقي: كثيرًا ما افتخر في شعره بصفاته لا بنسبه، مما جعله نموذجًا للفتوة الأخلاقية.
أثره في التراث:
- وردت سيرته في كتب الأدب والمرويات الشعبية، ومنها “أخبار حاتم الطائي” و”الأغاني”.
- استُشهد بشعره في كتب البلاغة والنحو، لما فيه من وضوح المعاني وجمال الصور.





