شرح نص نفسي الفداء محور الشعر الاندلسي الغزل تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي آداب شرح قصيدة نفسي الفداء 3 ثانوي آداب مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح وتحليل نص نفسي الفداء لــ ابن زمرك من كتاب النصوص لغة عربية شعبة آداب تندرج ضمن المحور الاول سنة ثالثة آداب تعليم تونس شرح نص نفسي الفداء المحور الاول
التحليل والشرح والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
قصيدة “نفسي الفداء” لابن زمرك هي نص غزلي أندلسي يصوّر جمال المحبوبة من خلال مزج فني بين أوصاف المرأة والطبيعة والخمرة والنسيم. تتميّز بصورها البلاغية المركّبة، وتوظيفها للمجاز واللف والنشر المرتب، مما يمنحها طابعًا رمزيًا وتأمليًا. كما تُبرز ثقافة الشاعر التراثية من خلال ختام ساخر يوظّف أسلوب الإسناد الحديثي في سياق شعري.
الموضوع:
تصوّر القصيدة جمال المحبوبة من خلال مزج رمزي بين أوصاف المرأة والطبيعة والخمرة والنسيم، في سياق غزلي تأملي.
التقسيم:
معيار الموصوفات لتقطيع النص:
- المرأة: من السطر 1 إلى 6
- الخمرة: من السطر 10 إلى 13
- النسيم والطبيعة: من السطر 14 إلى 17
- الختام الثقافي الساخر: السطران 18 و19
الفهم
وضعية التلفظ
1- هل حدد المتكلم بدقة مخاطبه في النص؟ ما دلالة ذلك؟
لم يحدد المتكلم مخاطبه بدقة، بل اكتفى بوصف المحبوب بصيغة الغائب دون نداء مباشر أو تعيين. يدل ذلك على تعميم تجربة العشق وجعل المحبوب رمزًا للجمال المثالي لا شخصًا بعينه. كما يعكس انشغال المتكلم بذاته وانفعالاته أكثر من اهتمامه بالتواصل المباشر مع الآخر.
لف ونشر
2 حدد وحدات النص معتمدا معيار الموصوفات ( المرأة – الخمرة – النسيم ) و تبين العلاقة بينها .
الوحدات وفق الموصوفات:
- المرأة: من السطر 1 إلى 6، حيث يصف جمالها، شعرها، ثغرها، وهلال وجهها.
- الخمرة: من السطر 10 إلى 13، بوصف الكأس، الزجاجة، وروح الأنس.
- النسيم: من السطر 14 إلى 17، حيث يرتبط بالسحر، والقلوب، والزهور، وينقل الحديث.
العلاقة بينها: تشترك في كونها رموزًا للجمال والفتنة، وتُوظّف لخلق جو غزلي ساحر، حيث تتداخل المرأة والخمرة والنسيم في تصوير حالة العشق والانبهار الحسي والروحي.
3 في البيت الثاني بين صدره وعجزه «لف ونشر» اربط بين عناصر كل منهما.
في البيت الثاني:
الصدر: “فضح الغزالة والأقاحة والقنا” العجز: “مهما تثنى أو تبسم أو نظر”
هذا تركيب بلاغي يسمى “اللف والنشر المرتب”، حيث يرتبط كل عنصر في الصدر بما يناسبه في العجز:
- الغزالة ↔ تثنّى: يشير إلى رشاقتها وحركتها.
- الأقاحة (الزهرة) ↔ تبسّم: يرمز إلى نضارتها وجمال ابتسامتها.
- القنا (الرماح) ↔ نظر: يدل على حدة النظرة وسهام العيون.
كل صورة في الصدر تجد مقابلها الحركي أو التعبيري في العجز، مما يعمّق المعنى ويثري التخييل.
4 – استخرج من البيتين الثالث والرابع أساليب التعبير الشعري المعتمدة فيهما.
في البيتين الثالث والرابع، اعتمد الشاعر على الأساليب التالية:
- التشبيه: “الليل ذوائب من شعره” يشبّه شعر المحبوب بالليل، و”عقد الثغر” يشبّه الفم بالعقد المنظّم.
- الاستعارة: “الوجه يسفر عن صباح” استعارة لضياء الوجه كأنه صباح مشرق.
- المفارقة: بين جمال المحبوب ودموع العاشق التي تنتثر على ثغره، مما يعكس التوتر بين اللذة والألم.
- اللف والنشر المرتب: كما في الربط بين الغزالة والتثني، والأقاحة والتبسم، والقنا والنظر في البيت الثاني، وهو ممتد دلاليًا هنا أيضًا.
بلاغة الوصف
5 بين أوجه توظيف وصف الطبيعة والخمرة في تشكيل صورة المرأة .
وُظّف وصف الطبيعة والخمرة لتكثيف صورة المرأة وجعلها أكثر فتنةً وتوهجًا:
- الطبيعة: شُبّه شعرها بليلٍ حالك، ووجهها بصباحٍ مشرق، وثغرها بالأقاحي، مما يربط جمالها بعناصر الطبيعة الحية والمتناقضة، ويمنحها حضورًا كونيًا ساحرًا.
- الخمرة: جُعلت الكأس مرآةً لوجهها، والزجاجة جسدًا يسكب فيه روح الأنس، مما يضفي على المرأة طابعًا نشوانًا، يجمع بين اللذة والبهاء.
كلا الوصفين يعمّق رمزية المرأة كمصدر للجمال والفتنة، ويمزج بين الحسي والروحي في تشكيل صورتها.
6 في القصيدة أساليب مجاز و بديع . تبين دورها في بناء الوصف وتشكيل الإيقاع
في القصيدة، تتكامل أساليب المجاز والبديع لتشكيل صورة شعرية آسرة وإيقاع داخلي متناغم:
- المجاز: مثل الاستعارة في “الوجه يسفر عن صباح” و”أفرغت في جسم الزجاجة روحها”، حيث يتحول الوصف إلى صور رمزية تعمّق المعنى وتمنح المرأة والخمرة والنسيم أبعادًا فلسفية وجمالية.
- البديع: يظهر في الطباق مثل “ليل / صباح”، والجناس في “الخبر / الخبر”، والتورية في “هلاله / نصف الشهر”، مما يضفي على النص إيقاعًا موسيقيًا داخليًا ويعزز التوتر بين المعنى الظاهر والمضمر.
هذه الأساليب تُثري الوصف وتخلق انسجامًا بين الصورة والإيقاع، فتجعل النص نابضًا بالحس والرمز.
7- ما قيمة البيتين الأخيرين في إدراج الشعر ضمن ثقافة حاضنة له؟
البيتان الأخيران يضفيان على النص طابعًا ثقافيًا ساخرًا، إذ يُوظَّف أسلوب الإسناد الحديثي (“روى عن الضحاك… عن مطر”) في سياق شعري غزلي، مما يربط الشعر بمنظومة ثقافية حاضنة تشمل التراث الديني واللغوي. هذا التداخل يضفي شرعية فنية على النص، ويُظهر قدرة الشعر على استيعاب رموز الثقافة الكبرى وتوظيفها بأسلوب إبداعي، مما يعزز مكانته داخل الوعي الجمعي. كما يكشف عن وعي الشاعر بالتراث، وقدرته على اللعب به وتجاوزه، فيمزج بين الجمال والمرجعية، وبين الطرافة والعمق.
التقويم
إلى أي حد يبدو وصف المرأة بعناصر من الطبيعة تجديدا في غرض الغزل؟ أبد رأيك موظفا قرائن من مكتسباتك في شعر الغزل. * قيل في ابن زمرك : إنه كلف بالمعاني البديعة والألفاظ الصقيلة إلى أي حد ينطبق هذا الرأي على نصه؟
وصف المرأة بعناصر من الطبيعة في نص ابن زمرك يُعد تجديدًا نسبيًا في غرض الغزل، لأنه لا يكتفي بالتشبيهات التقليدية (كالشمس والقمر)، بل يدمج الطبيعة الحية (الغزالة، الأقاحي، النسيم، الزهر) في تشكيل صورة مركّبة للمحبوبة، مما يمنحها طابعًا كونيًا ويُضفي على الغزل بعدًا فلسفيًا وجماليًا متجاوزًا للمألوف. هذا التوظيف يذكّرنا بتجارب شعراء الأندلس الذين مزجوا بين الحسي والرمزي، وقرّبوا المرأة من عناصر الطبيعة لا بوصفها جميلة فقط، بل بوصفها مركزًا للفتنة والانسجام الكوني.
أما رأي من قال إن ابن زمرك “كلف بالمعاني البديعة والألفاظ الصقيلة”، فهو ينطبق بوضوح على هذا النص؛ فالمعاني فيه مبتكرة، كتشبيه الخمرة بروح الأنس، واستعارة الحديث النبوي في وصف النسيم، والألفاظ منتقاة بعناية، تتسم بالرشاقة والصفاء، مما يعكس ذوقًا رفيعًا وحرصًا على الصياغة الفنية المحكمة.
التوظيف
* نسب ابن خفاجة إلى ابن رشيق قوله: فإذا بدا وإذا انثنى … وإذا شدا وإذا نطق شغل الخواطر والجوا … نح والمسامع والحدق وقال هو (بعد أن أبرز عيب البيتين) فإذا رنا وإذا مشى … وإذا شدا وإذا سفر فضح الغزالة والغمامة … والحمامة والقمر – قارن بين بيتي كل من الشاعرين لتتبين ما عابه ابن خفاجة على ابن رشيق. – قارن بين طريقتي ابن زمرك وابن خفاجة في استعمال اللف والنشر
أولًا: مقارنة بين بيتي ابن رشيق وابن خفاجة
العنصر | ابن رشيق | ابن خفاجة | الملاحظة النقدية |
الأسلوب | وصف تأثير المحبوب على الحواس | وصف المحبوب نفسه عبر تشبيهات | ابن خفاجة يعاب على ابن رشيق غياب الصورة الحسية |
الصورة | تقريرية: “شغل الخواطر والجوانح…” | تصويرية: “فضح الغزالة والغمامة…” | ابن خفاجة يفضل التشبيه بالطبيعة على الوصف المجرد |
الإبداع | تكرار الأفعال دون تجديد في الصورة | تنويع في الصور وربطها بعناصر الطبيعة | ابن خفاجة يبرز جمال المحبوب لا أثره فقط |
النتيجة: ابن خفاجة ينتقد ابن رشيق لأنه اكتفى بوصف الأثر دون رسم ملامح المحبوب بجماليات محسوسة.
ثانيًا: مقارنة في استعمال اللف والنشر بين ابن زمرك وابن خفاجة
العنصر | ابن زمرك | ابن خفاجة | |
الأسلوب | لف ونشر مرتب: يربط بين الغزالة ↔ تثنّى، الأقاحة ↔ تبسّم، القنا ↔ نظر | لف ونشر غير مرتب: يذكر الأفعال ثم يورد عناصر الطبيعة دون ترتيب مطابق | ابن زمرك أكثر دقة وتنظيمًا في الربط بين الصور |
الوظيفة | تعميق الصورة وتوليد مفارقات رمزية | إبراز الجمال عبر تشبيهات مباشرة | ابن زمرك يوظف اللف والنشر لبناء شبكة دلالية متماسكة |
الإيقاع | متوازن ومنسجم مع المعنى | أكثر بساطة ووضوح | ابن زمرك يدمج الإيقاع بالتركيب البلاغي بدقة أكبر |
النتيجة: ابن زمرك يستخدم اللف والنشر بأسلوب فني مركّب، بينما ابن خفاجة يوظفه بشكل مباشر أقل تنظيمًا، مما يعكس تفاوتًا في العمق البلاغي.
تحليل قصيدة نفسي الفداء
تحليل قصيدة “نفسي الفداء” لابن زمرك يكشف عن بنية شعرية غنية، تمزج بين الغزل والطبيعة والرمز، وتوظف بلاغة الأندلس في تصوير العشق كحالة كونية. إليك تحليلًا مختصرًا ومنظمًا:
🧭 الغرض الشعري:
غزلٌ رقيق، يتجاوز الوصف الحسي للمحبوبة إلى بناء مشهد شعري متكامل، تتداخل فيه المرأة والخمرة والنسيم، في جو من الفتنة والانبهار.
الوحدات الموضوعية:
الوحدة | الأبيات | الموصوف | الوظيفة |
وصف المرأة | 1–6 | المحبوبة | تصوير الجمال والفتنة |
وصف الخمرة | 10–13 | الكأس والزجاجة | تجسيد اللذة والأنس |
وصف النسيم | 14–17 | النسيم والزهور | نقل الأثر العاطفي والروحي |
الأساليب البلاغية:
- المجاز: “الوجه يسفر عن صباح”، “أفرغت في جسم الزجاجة روحها”.
- التشبيه: “كجبينه”، “كخلاله”، “فضح الغزالة والغمامة”.
- اللف والنشر المرتب: في البيت الثاني، ربط بين الغزالة ↔ تثنّى، الأقاحة ↔ تبسّم، القنا ↔ نظر.
- التورية والمفارقة: في وصف الهلال الذي يظهر من نصف الشهر، وفي توظيف الحديث النبوي في وصف النسيم.
البعد الفلسفي والجمالي:
- تعميم صورة المرأة: لم يُحدّد المخاطب بدقة، مما يجعل المحبوبة رمزًا للجمال المطلق.
- تداخل الطبيعة والخمرة والمرأة: يوظّف عناصر الطبيعة والخمرة لتكثيف صورة المرأة، مما يمنحها طابعًا كونيًا.
- الختام الثقافي: البيتان الأخيران يوظفان أسلوب الإسناد الحديثي في سياق شعري، مما يربط النص بالثقافة التراثية ويضفي عليه طرافة وسخرية.
مقارنة أسلوبية:
- ابن زمرك: يوظف اللف والنشر المرتب بدقة، ويصوغ صورًا مركّبة تمزج بين الطبيعة والرمز.
- ابن خفاجة: يستخدم اللف والنشر بشكل مباشر، ويعتمد على تشبيهات واضحة لعناصر الطبيعة.
- ابن رشيق: يصف أثر المحبوب دون رسم ملامحه، مما اعتبره ابن خفاجة ضعفًا في التصوير.
من هو الشاعر ابن زمرك ؟
ابن زمرك هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد الصريحي، وُلد سنة 1333م في غرناطة، وتوفي سنة 1393م. يُعد من كبار شعراء وكتّاب الأندلس في القرن 14، وكان وزيرًا لبني الأحمر، وتولى مناصب رفيعة منها كاتب سر السلطان الغني بالله، ثم متصرفًا برسالته وحجابته.
أبرز ملامح شخصيته وأدبه:
- تتلمذ على يد لسان الدين بن الخطيب، وتأثر بأسلوبه الأدبي.
- عُرف بشعره الرقيق، وموشحاته التي جمعت بين اللفظ الصقيل والمعاني البديعة.
- جمع السلطان ابن الأحمر شعره في مجلد ضخم بعنوان “البقية والمدرك من كلام ابن زمرك”، ونقل عنه المقري في نفح الطيب كثيرًا.
- رغم مكانته، انتهت حياته مأساويًا، إذ قُتل في داره بعد أن أساء إلى بعض رجال الدولة، وكان قد حرّض سابقًا على قتل أستاذه ابن الخطيب.
Comments are closed.