شرح نص نسبية المعرفه الحسيه محور في التفكير العلمي للتوحيدي تحليل شرح نصوص
بكالوريا رابعة ثانوي بكالوريا
تحضير نص نسبية المعرفه الحسيه 4 ثانوي مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح نص نسبية المعرفه الحسيه للتوحيدي من كتاب النصوص رُؤَى شعب علمية تندرج
ضمن المحور الاول سنة رابعة ثانوي باكالوريا تعليم تونس
تقديم النص:
النص من كتاب “المقابسات” لأبي حيان التوحيدي، وينقل فيه قولًا فلسفيًا لأفلاطون حول نسبية إدراك الحقيقة، مستعينًا بمثال رمزي لتوضيح محدودية المعرفة الحسية. يُعالج النص قضية معرفية وجودية بأسلوب حواري يجمع بين العمق الفلسفي والتجسيد الحسي، يندرج هذا النض ضمن الحور الاول في التفكير العلمي للسنة الرابعة ثانوي باكالورية شعب علمية تعليم تونس.
موضوع النص:
موضوع النص هو بيان نسبية المعرفة الحسية، حيث يُبرز أن الإدراك عبر الحواس لا يُنتج معرفة كاملة، بل جزئية تختلف من شخص لآخر حسب زاوية التجربة، مما يؤدي إلى اختلاف في الفهم وتكذيب متبادل رغم صدق كل إدراك جزئي.
التقسيم:
تقسيم النص إلى ثلاث وحدات معنوية مع تحديد حدودها وعناوينها:
- الوحدة الأولى (السطور 1–2) العنوان: إقرار نسبية الحقيقة عند أفلاطون تتضمن قول أفلاطون بأن الحق لا يُدرك كاملًا، بل جزئيًا من كل إنسان.
- الوحدة الثانية (السطور 3–10) العنوان: مثال العميان والفيل لتجسيد نسبية الإدراك عرضٌ تمثيلي يُجسد كيف يختلف الإدراك الحسي حسب الجزء الملموس.
- الوحدة الثالثة (السطور 11–12) العنوان: مفارقة الصدق والخطأ في الإدراك الحسي تحليل فلسفي يُبرز كيف يجمعهم الصدق ويفرقهم الخطأ الناتج عن التعميم.
الفهم والتحليل:
-1- سمعت أبا سليمان يقول: “قال أفلاطن…” حدد أطراف الخطاب الواردة في هذه الجملة مبرزا ما لمنهج رواية الخبر من قيمة معرفية إنسانية.
أطراف الخطاب في الجملة هم:
- الراوي المباشر: أبو حيان التوحيدي (يقول: “سمعتُ”).
- الناقل عنه: أبو سليمان السجستاني.
- القائل الأصلي: أفلاطون.
القيمة المعرفية لمنهج رواية الخبر: يعكس هذا التسلسل تعددية وجهات النظر وتراكم الخبرة الإنسانية، ويُبرز أهمية التوثيق والنقل في بناء المعرفة، حيث يُحترم المصدر ويُحفظ السياق، مما يُعمّق الفهم ويُعزز الحوار بين العقول عبر الأزمنة.
2- يقوم بناء النص الحجاجي على المعطى والضمان والنتيجة، دل على ذلك من النص.
- المعطى: قول أفلاطون إن الحق لا يُدرك كاملًا، بل يُدرك جزئيًا من كل إنسان.
- الضمان: مثال العميان الذين لمسوا أجزاء مختلفة من الفيل، وكلٌّ وصفه حسب إدراكه الحسي.
- النتيجة: إدراك جزئي يقود إلى خلاف وتكذيب، رغم أن الصدق يجمعهم والخطأ يفرقهم.
-3- صرح التوحيدي بأطروحة مدعومة. استخرج الأطروحة المدحوضة المضمنة.
الأطروحة المصرّح بها هي أن الحقيقة لا تُدرك كاملة، بل يُدرك كل إنسان منها جهة، كما قال أفلاطون. أما الأطروحة المدحوضة المضمّنة فهي الاعتقاد بأن الإدراك الحسي الفردي كافٍ لمعرفة الحقيقة الكاملة. وقد دُحضت هذه الأطروحة من خلال مثال العميان والفيل، حيث أدرك كل واحد جزءًا وادّعى امتلاك الحقيقة ونفى الآخرين. هذا يُبرز محدودية الحواس وضرورة التعدد والتكامل في إدراك الحقيقة.
4 وظف الكاتب تشابيه محسوسة لتقوية الشعور لدى المتلقي بالفكرة وجعل حضورها أقوى ووقعها أشد. اختر نماذج من هذه الصور دالاً على مساهمتها في الإقناع.
وظّف التوحيدي تشابيه محسوسة مثل تشبيه رجل الفيل بـ”أصل الشجرة والنخلة”، وظهره بـ”الهضبة والرابية المرتفعة”، ومشفَره بـ”شيء لين لا عظم فيه”، وأذنيه بـ”منبسط رقيق يُطوى ويُنشر”. هذه الصور تُقرّب الفكرة إلى الحسّ، وتُجسّد محدودية الإدراك الحسي، مما يُعزز الإقناع عبر تجسيد التناقض بين صدق التجربة الفردية وخطأ تعميمها، ويُعمّق الشعور لدى المتلقي بأن الحقيقة أوسع من الإدراك الجزئي.
التفكير وإبداء الرأي:
أقر النص فكرة نسبية المعرفة الحسية، فهل ترى هذا الرأي ممكنا في كل مجالات المعرفة؟ علل موقفك بحجج تراها مقنعة.
فكرة نسبية المعرفة الحسية ليست ممكنة في كل مجالات المعرفة، بل تنطبق أساسًا على المجالات التي تعتمد على الإدراك الفردي والتجربة الذاتية، مثل الفن، والأخلاق، والدين، وبعض جوانب الفلسفة. فالحواس تُدرك الظواهر من زوايا مختلفة، وقد تُضلل أو تُقصّر عن الإحاطة الكاملة بالموضوع، كما بيّن التوحيدي في مثال الفيل.
لكن في مجالات مثل الرياضيات والمنطق، حيث تُبنى المعرفة على قواعد عقلية مجردة، تكون الحقيقة أكثر ثباتًا وموضوعية، ولا تخضع لتعدد التأويل الحسي. كذلك في العلوم الطبيعية، رغم أن الملاحظة الحسية تلعب دورًا، إلا أن التجريب والتكرار يُقلّصان من نسبية الإدراك ويُقربان من الحقيقة الموضوعية.
إذن، نسبية المعرفة الحسية تُبرز حدود الإنسان في إدراكه، لكنها لا تُلغي إمكانية الوصول إلى معرفة أكثر دقة عبر العقل، الحوار، والتكامل المعرفي.
تحليل نص نسبية المعْرفَةِ الحِسَيَّة
تحليل نص “نسبية المعرفة الحسية” لأبي حيان التوحيدي يكشف عن بنية فلسفية عميقة تُعالج إشكالية الإدراك والمعرفة من منظور إنساني وتجريبي. إليك تحليلًا مختصرًا ومعمقًا:
الأطروحة المركزية
النص يُقرّ بأن المعرفة الحسية نسبية، وأن الحقيقة لا تُدرك كاملة من طرف واحد، بل تُدرك جزئيًا من كل فرد حسب تجربته وموقعه.
البنية الحجاجية
- المعطى: قول أفلاطون بأن الناس لا يصيبون الحق في كل وجوهه.
- الضمان: المثال الرمزي للعميان الذين لمسوا أجزاء مختلفة من الفيل.
- النتيجة: كل واحد صدق في جزئيته، لكنهم كذّبوا بعضهم بسبب تعميمهم، مما أدى إلى التفرقة رغم أن الصدق يجمعهم.
الصور الحسية والتشبيهات
- تشبيه رجل الفيل بـ”أصل الشجرة والنخلة”، وظهره بـ”الهضبة”، ومشفَره بـ”شيء لين”، وأذنيه بـ”منبسط يُطوى ويُنشر”.
- هذه الصور تُجسّد الإدراك الحسي وتجعل الفكرة أكثر قربًا وتأثيرًا في المتلقي، مما يُقوّي الإقناع ويُعمّق الشعور بمحدودية الحواس.
الأطروحة المدحوضة
أن الإدراك الحسي الفردي يُنتج معرفة كاملة وموحّدة، وقد دُحضت عبر المثال الذي يُبيّن أن الإدراك الجزئي يؤدي إلى خلاف وتكذيب، رغم صدق كل تجربة حسية في ذاتها.
القيمة الفلسفية والمعرفية
- النص يُبرز أهمية التعدد والتكامل في إدراك الحقيقة.
- يُحذر من الانغلاق المعرفي والادعاء المطلق.
- يُرسّخ فكرة أن الحوار والانفتاح على الآخر ضروريان لتجاوز الخطأ والوصول إلى معرفة أوسع.
من هو التوحيدي؟
أبو حيان التوحيدي هو أحد أبرز مفكري القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي)، عُرف بكونه أديبًا وفيلسوفًا ومتصوفًا، جمع بين عمق الفكر وجمال الأسلوب، وكان من أكثر الكتّاب تعبيرًا عن الذات والهمّ الإنساني في الثقافة العربية الإسلامية.
️ نبذة عنه:
- الاسم الكامل: علي بن محمد بن العباس التوحيدي.
- الولادة: حوالي سنة 310 هـ (922 م) في بغداد أو نيسابور.
- الوفاة: نحو سنة 414 هـ (1023 م).
أبرز أعماله:
- المقابسات: حوارات فلسفية عميقة مع كبار مفكري عصره.
- الإمتاع والمؤانسة: مجالس أدبية وفكرية مع الوزير ابن سعدان.
- البصائر والذخائر: تأملات في الحكمة والأخلاق.
- الهوامل والشوامل: أسئلة فلسفية يطرحها التوحيدي ويجيب عنها مسكويه.
ملامح فكره:
- مزج بين الأدب والفلسفة، وكان ناقدًا للمجتمع والسياسة والدين.
- دعا إلى العقل والتأمل، وعبّر عن قلق وجودي عميق.
- تأثر بالفكر اليوناني، خاصة أفلاطون وأرسطو، وناقش قضايا مثل المعرفة، النفس، واللغة.
مأساته:
عاش حياةً مضطربة، عانى من التهميش والفقر، واشتُهر بقوله: “أنا فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة”، لكنه مات مجهولًا تقريبًا، رغم عمق أثره.




