Press "Enter" to skip to content

ثالثة ثانوي: شرح نص من المقامة الموصلية – محور الفكاهة و الهزل في القص العربي القديم

شرح نص من المقامة الموصلية محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي
تحضير نص من المقامة الموصلية 3 ثانوي مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج .. شرح وتحليل نص من المقامة الموصلية لبديع الزمان الهمذاني من كتاب النصوص علامات شعب علمية تندرج ضمن المحور الاول سنة ثالثة ثانوي تعليم تونس



شرح نص من المقامة الموصلية المحور الاول

الشرح والتحليل مع الاجابة عن جميع الاسئلة:

 

تقديم النص:

نص المقامة الموصلية لبديع الزمان الهمذاني يصوّر حيلة أبو الفتح الإسكندري في قرية مهددة بالسيل، حيث يستغل خوف أهلها ليقدّم نفسه كمنقذ بطقوس دينية ملفقة. يوظف الهمذاني السرد الساخر والمفارقة لفضح الغفلة الجماعية. تنتهي المقامة بانتصار المحتال وفراره، تاركًا القوم ساجدين في مشهد تهكمي لاذع.

 

الموضوع:

يتناول النص حيلة المثقف الهامشي في استغلال خوف الجماعة وجهلها لتحقيق مكاسب شخصية عبر الخداع والسخرية.

 

التقسيم:

1️⃣ المقدمة – المحنة والسؤال (سطر 1–4): عيسى بن هشام وصاحبه في ضيق بعد العودة من الموصل. 2️⃣ العقدة – الحيلة والخداع (سطر 5–15): الإسكندري يخدع أهل القرية بطقوس دينية لرد السيل. 3️⃣ الخاتمة – الفرار والسخرية (سطر 16–18): المحتال يفرّ ويتهكم على غفلة القوم بأبيات شعرية.

 

لنتعرف معا

بديع الزمان الهمذاني سبقت ترجمته في نص ” من المقامة الحلوانية”. الموصل مدينة بشمال العراق على نهر دجلة بها حقول نفط مركز زراعي وصناعي ينسب إليها نوع رفيع من القماش (القماش الموصلي)

بديع الزمان الهمذاني، الذي سبق تقديمه في “المقامة الحلوانية”، يُعد رائد فن المقامات، حيث يجمع بين السرد والحيلة والبلاغة. في “المقامة الموصلية”، يوظف مدينة الموصل — وهي مركز حضاري وزراعي وصناعي على نهر دجلة، تشتهر بالقماش الموصلي — كخلفية مكانية توحي بالخصب والثراء، ليبرز المفارقة بين واقع المدينة ووقوع أهلها ضحية الخرافة. هذا التوظيف المكاني يعمّق السخرية ويعكس نقدًا اجتماعيًا لسهولة انقياد الناس وراء الدجل، رغم انتمائهم لبيئة متقدمة.

 

 

 

النتفهم معا

1 قطع النص وفقا للبنية الثلاثية واجعل لكل مقطع عنوانا.

1⃣ المقدمة: السفر والمحنة (السطور 1–4)

يبدأ السرد بعودة الراوي من الموصل، حيث فقدوا الراحلة وتملكتهم القافلة، مما دفعه للتساؤل عن الحيلة، فيرد أبو الفتح بالتوكل على الله.

2️⃣ العقدة: الحيلة والخداع (السطور 5–15)

يستغل أبو الفتح خوف أهل القرية من السيل، ويعرض عليهم طقوسًا غريبة لرد الماء، فيذبحون البقرة ويزوجونه الجارية، ثم يطيل الصلاة حتى يفرّ مع الراوي ويتركهم ساجدين.

3️⃣ الخاتمة: الانتصار والسخرية (السطور 16–18)

يختتم أبو الفتح المقامة بأبيات شعرية تمجّد حيلته وتتهكم على غفلة القوم، مؤكدًا أنه غنم وهم خسروا.

 

 

2 بني الإسكندري حيلته على استغلال مصيبة القوم وغفلتهم. تبين في ذلك وجها من وجوه انتصاف المثقف الهامشي من مجتمعه

الإسكندري، كمثقف هامشي، استغل مصيبة السيل وغفلة القوم ليصنع لنفسه سلطة مؤقتة عبر حيلة دينية ملفقة. لم يكن يملك مالًا أو جاهًا، بل امتلك الخطاب والقدرة على الإقناع. بهذا الفعل، انتصف من مجتمع همّشه، فحوّل خوفهم إلى وسيلة للفرار والغنيمة. الحيلة هنا ليست مجرد خداع، بل فعل رمزي يكشف هشاشة الوعي الجمعي. إنها صورة ساخرة لانتصار العقل المحتال على الجماعة الغافلة.

 

 

3 انتق المشاهد التي يظهر فيها التصوير الساخر، وبين كيف وظفت للإضحاك.

في “المقامة الموصلية”، يتجلّى التصوير الساخر في مشاهد متعددة، وظّفها الهمذاني للإضحاك عبر المفارقة والتهكم:

1️⃣ ادعاء الإسكندري ردّ السيل بطقوس غريبة: مثل ذبح بقرة صفراء وزواج جارية عذراء، وهو تصوير ساخر من الخرافة واستغلال الدين، يثير الضحك من غرابة الطلب وتصديق القوم له.

2️⃣ الصلاة الطويلة المبالغ فيها: حيث يطيل الركوع والسجود حتى يظن القوم أنه نام، مما يخلق مشهدًا كاريكاتوريًا مضحكًا، يوظف الإضحاك عبر المبالغة الجسدية والانتظار العبثي.

3️⃣ فراره وترك القوم ساجدين: المفارقة بين جدية القوم وسذاجتهم، وبين فرار المحتال، تخلق لحظة ذروة ساخرة، توظف الإضحاك عبر كشف الغفلة الجماعية.

4️⃣ الخاتمة الشعرية التهكمية: أبيات أبو الفتح تمجّد الحيلة وتتهكم على القوم، مما يعمّق الإضحاك عبر الانتصار الرمزي للمحتال على الجماعة الغافلة.

كل مشهد يوظف السخرية لكشف خلل في الوعي الجمعي، ويحوّل الحيلة إلى أداة نقد اجتماعي عبر الضحك.

 

 

لنفكر معا

من المثقين من يقف على أبواب السلاطين ومنهم من يرتزق بالحيلة هل تجد أساليب أخرى يرتزق بها المثقفون في مجتمع صاحب المقامات وفي مجتمعك الراهن ؟

في مجتمع صاحب المقامات، يرتزق المثقفون بأساليب متعددة مثل الخطابة والوعظ، والتعليم، وتأليف الرسائل والشعر، مستغلين بلاغتهم وذكاءهم الرمزي. أما في مجتمعنا الراهن، فالمثقف يرتزق عبر الإعلام، وصناعة المحتوى، والاستشارات الثقافية، والعمل الأكاديمي، أو عبر التمويل والمنح. كلا النموذجين يكشف أن المثقف يتكيّف مع السياق، ويبحث عن منافذ للعيش بين السلطة والجمهور، أحيانًا بالوعي، وأحيانًا بالحيلة.

تحليل نص من المقامة الموصلية

تحليل نص من المقامة الموصلية لبديع الزمان الهمذاني، يبرز فيه البناء الفني والدلالة الاجتماعية والفلسفية:

 أولًا: البنية الفنية

العنصر

التوضيح

الراوي

عيسى بن هشام، ينقل الحدث بلسان المتفرج، مما يضفي مسافة سردية تسمح بالسخرية.

البطل المحتال

أبو الفتح الإسكندري، يجسّد المثقف الهامشي الذي يوظف الحيلة والبلاغة للارتزاق.

المكان

قرية قرب الموصل، مهددة بالسيل، مما يخلق ظرفًا دراميًا يُستغل في بناء الحيلة.

الحيلة

طقوس دينية ملفقة (ذبح، زواج، صلاة)، تُقدَّم كحلٍّ خارق، لكنها وسيلة للهروب.

الخاتمة

 

 ثانيًا: التصوير الساخر

  • المفارقة بين جدية القوم وسذاجتهم، وبين عبثية الطقوس، تخلق مشهدًا مضحكًا ومؤلمًا.
  • المبالغة في الصلاة والسجود توظف الجسد كأداة للتهكم، وتُضحك القارئ عبر الانتظار العبثي.
  • الفرار وترك القوم ساجدين يُجسّد ذروة السخرية، ويكشف هشاشة الوعي الجمعي.

 ثالثًا: الدلالة الفلسفية والاجتماعية

  • الإسكندري ينتصف من مجتمعه عبر الحيلة، لا بالثورة، مما يعكس مأزق المثقف المهمّش.
  • النص يفضح قابلية الجماعة للتصديق الأعمى، ويطرح سؤالًا عن العلاقة بين السلطة والخطاب.
  • المقامة تكشف أن البلاغة قد تكون سلاحًا للبقاء، لكنها أيضًا مرآة لخلل اجتماعي عميق.

 

 

من هو بديع الزمان الهمذاني؟

بديع الزمان الهمذاني هو أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد، أديب عربي فارسي الأصل، وُلد في همذان بإيران عام 969م، ويُعد من روّاد فن المقامات في الأدب العربي، بل هو أول من بلور هذا الفن بشكل أدبي متكامل يجمع بين السرد القصصي، والبلاغة، والحيلة، والسخرية.

 أبرز ملامح شخصيته الأدبية:

  • ذكاء لغوي خارق، وقدرة على التلاعب بالألفاظ والمعاني.
  • نقد اجتماعي ساخر، يُظهره من خلال شخصية المحتال الظريف “أبو الفتح الإسكندري”.
  • توظيف الحيلة والبلاغة كوسيلة لكشف مفارقات المجتمع وتناقضاته.

 أهم أعماله:

  • المقامات: وهي مجموعة من القصص القصيرة، تدور حول الحيل والمواقف الطريفة، وتُروى غالبًا على لسان “عيسى بن هشام”، وتُظهر براعة الهمذاني في المزج بين الفصحى والمحكية، وبين الجد والهزل.

بديع الزمان الهمذاني لم يكن مجرد كاتب، بل كان ناقدًا اجتماعيًا ساخرًا، استخدم الأدب ليكشف عن هشاشة الوعي الجمعي، ويمنح المثقف الهامشي صوتًا عبر الحيلة والبلاغة. هل ترغبين في مقارنة بينه وبين الحريري مثلًا؟ يمكنني تنظيم ذلك في جدول تحليلي.