شرح نص الصديق الشافع محور شعر الغزل تحليل شرح نصوص اولى ثانوي يندرج ضمن المحور الاول
من كتاب النصوص آفاق أدبية لغة عربية تحضير وتحليل قصيدة الصديق الشافع لجميل بن معمر
شرح قصيدة الصديق الشافع لجميل بن معمر من كتاب النصوص افاق ادبية تندرج
ضمن المحور الاولى سنة اولى ثانوي تعليم تونس
التقديــــــــــــــــــــــــــم
قصيدة غزلية نظمت على بحر الطويل و اجريت على روي الراء المكسورة للشاعر جميل بن معمر
الموضـــــــــــــــــــــــــــوع
ينقل الشاعر مواجسه و يوصي الخليلين بإبلاغ شوقه الى الحبيبة داعيا الله الجمع
بينهما بعد الموت
الوحدات : حسب معيار الضمائر او الانشاء و الخبر
البيت الاول الى البيت الرابع” اسلوب الانشاء” وصية العاشق لخليليه .من بيت
1 الى بيت 8″ الاسلوب الخبري” حيرة الشــــــــــــــاعر على رد الحبيبـــــــــــة
2-البقيـــــــــــــــــة / اسلوب انشائي: دعاء الشاعر لربه
أفهم
1- يمكن تقسيم القصيدة إلى ثلاثة مقاطع حسب معيار الضمائر بين حدود هذه المقاطع والأسلوب المهيمن على كل واحد منها .
المقطع الأول (الأبيات 1–2)
- الضمير المهيمن: المخاطب “أنتما” (الصديقان)
- الأسلوب: نداء وتوسل
- يطلب جميل من صديقيه أن يذهبا إلى بثينة ويسلما عليها، في استعطاف حميم يعكس حاجته لمن يشفع له في غيابه.
المقطع الثاني (الأبيات 3–8)
- الضمير المهيمن: الغائب “هي” (بثينة)
- الأسلوب: تأمل وتحليل نفسي
- يتأرجح بين الأمل والخيبة، متسائلًا هل بقي الود أم تغيرت بثينة، في وصف داخلي يعكس قلقًا وجوديًا تجاه الوفاء والنسيان.
المقطع الثالث (الأبيات 9–10)
- الضمير المهيمن: المتكلم “أنا”
- الأسلوب: دعاء وتمني
- يختم جميل بالدعاء ألا يفرق الموت بينه وبين بثينة، متمنيًا أن يُدفن قريبًا منها، في تعبير عن حب يتجاوز الحياة.
هذا التقسيم يكشف عن تصاعد شعوري من الطلب إلى التحليل ثم إلى الابتهال، ويجسد مراحل الحب العذري في أرقى تجلياته.
2 بم أوصى جميل خليليه ؟ استخلص من وصاياه أخلاق كل من المحب والحبيبة.
أوصى جميل خليليه أن يذهبا إلى بثينة، يسقياها السلام، يشفعا له، ويخبراها بشوقه ووفائه، ثم يراقبا رد فعلها: هل تهش لذكره أم صدّت عنه، ويتمنى أن يُدفن قريبًا منها إن مات.
من هذه الوصايا نستخلص:
أخلاق المحب:
- الوفاء المطلق: لا ينسى محبوبته رغم البعد والموت.
- الحياء والتعفف: يستعين بالوسطاء ولا يقتحم مباشرة.
- الصدق والصفاء: لا يطلب إلا الذكرى والوصال الروحي.
- الاحترام والثقة: لا يتهم بثينة بالخيانة، بل يظل يأمل في وفائها.
أخلاق الحبيبة (كما يتصورها):
- الوفاء المحتمل: إن بقي الود، تظهر اللوعة والدموع.
- الخذلان الممكن: إن أصغت للمؤنبين، يظهر منها صدود.
- الطهارة الأخلاقية: ليست من أهل الغدر، حتى إن صدّت.
القصيدة تجسد أخلاق الحب العذري: الوفاء، الاحترام، والتعفف، في مقابل صورة الحبيبة المترددة بين الوفاء والتأثر بالناس.
-3- ادرس التراكيب التلازمية في النص وتبين منها الحالة النفسية التي كان عليها الشاعر .
تتجلى التراكيب التلازمية في القصيدة في عبارات مثل “اشفعا لي وسلما”، “سقاها الله”، “اشتياق ولوعة”، “قول المؤنب والمزري”، و“أعوذ بك اللهم”، وهي تراكيب ترتبط عاطفيًا ودلاليًا لتشكّل مشهدًا نفسيًا متكاملًا.
من خلالها، يتضح أن الشاعر كان في حالة من الضعف الوجداني والحنين العميق، يتوسل ويتضرع، ويعيش بين أمل اللقاء وخوف النسيان. التراكيب تكشف عن حب صادق متألم، يتشبث بالذكرى، ويخشى الفراق الأبدي، مما يعكس قلقًا وجوديًا وتعلقًا روحيًا بالحبيبة يتجاوز حدود الزمان والمكان.
4 ماذا يرجو الشاعر من الله وما علاقة هذا الرجاء بعاطفة الحب ؟
يرجو الشاعر من الله ألّا يُفرّق بينه وبين بثينة في حياته ولا في حشره، متمنيًا القرب منها حتى بعد الموت. هذا الرجاء يعكس عاطفة حب عذرية خالصة، تتجاوز الجسد والزمن، وتطلب وصالًا أبديًا، حيث يصبح الحب دعاءً، والمحبوبة جزءًا من المصير الروحي للشاعر.
-5- تأثر سلوك المحب في هذا النص بعاملين مختلفين هما الدين والمجتمع . ادرس مظاهر التأثر بكليهما وأبد رأيك فيها .
تأثر سلوك جميل بن معمر في القصيدة بعاملين متداخلين:
الدين
يتجلى في دعائه: “أعوذ بك اللهم…”، حيث يلجأ إلى الله ليحفظ وصاله ببثينة في الحياة والممات. هذا يعكس تصورًا روحيًا للحب، قائمًا على الطهارة والخلود، ويمنح العلاقة قدسية تتجاوز الرغبة.
المجتمع
يظهر في استعانته بالخليليْن بدلًا من مخاطبة بثينة مباشرة، وفي قلقه من تأثير المؤنبين: “أصعت إلى قول المؤنب والمزري”. هذا يدل على ضغوط اجتماعية تحد من التعبير العاطفي، وتفرض الحذر والوساطة.
الرأي
الدين يسمو بالحب ويمنحه طهارة وامتدادًا أخرويًا، بينما المجتمع يقيده ويهدده بالقطيعة. ومع ذلك، يظل جميل وفيًا، متشبثًا بحبه رغم القيود، مما يكشف عن قوة العاطفة العذرية في مواجهة الأعراف.
أناقش
بدا الشاعر في القصيدة غير متأكد من وفاء حبيبته له، ورغم ذلك رجا الله أن يجاور بين
قبريهما، ما رأيك في هذا الموقف ؟
موقف الشاعر يعكس حبًا نقيًا يتجاوز الشك والرد بالمثل؛ فرغم عدم يقينه بوفاء بثينة، يظل متعلقًا بها حتى في الموت، راجيًا من الله جوارها الأبدي. هذا يكشف عن عاطفة عذرية سامية، ترى في الحب ارتباطًا روحيًا لا يُشترط فيه المقابل، بل يُمنح بكامل الإخلاص والتضحية.
ما هي شروط علاقة الحب الناجحة في نظرك ؟
شروط علاقة الحب الناجحة تقوم على:
- الصدق: أن تكون المشاعر حقيقية، لا مجاملة ولا تزييف.
- الاحترام: لكل طرف قيمه وحدوده، والحب لا يزدهر إلا في بيئة من التقدير المتبادل.
- الثقة: غيابها يولّد الشك، والحب لا يحتمل التآكل الداخلي.
- التواصل: الصمت يخلق فجوات، والكلمة الصادقة تبني الجسور.
- الاستعداد للتغير: فالحب ليس ثباتًا، بل قدرة على النمو معًا رغم التحولات.
هذه الشروط تجعل الحب علاقة ناضجة، لا مجرد انجذاب، بل شراكة روحية وإنسانية.
أحرر
-1- تخيل جميلا وقد كتب رسالة إلى بثينة ولم يوسط بينهما هذين الخليلين الوهميين، فماذا لعساه يقول لها ؟ حرر في ذلك عشرة أسطر .
يا بثينة، ما عدت أطيق أن أبعث إليك بغيري، ولا أن أستودع الشوق في صدور الآخرين. هذه رسالتي، من قلبي إلى قلبك، بلا شفيع ولا وسيط.
أأنتِ تذكرين؟ أم أن الأيام قد غطّت ذكرى اللقاء؟ لقد سكنتِ في روحي كما يسكن الضوء في العين، لا يُرى لكنه لا يُنسى.
أشتاقك شوقًا لا يُقال، وأحبك حبًا لا يُقاس، فإن كنتِ على العهد، فكل شيء بعدك يهون، وإن كنتِ قد صدّيت، فإني لا ألومك، بل أظل أدعو لك بالخير.
لا أطلب منك وعدًا، ولا لقاءً، فقط أن تذكري أن هناك قلبًا ما زال يرفّ باسمك، وأنه إن مات، فليكن قبره إلى جوار قبرك، ففي القرب منك حياة أخرى.
جميل.
2 لخص القصيدة بنسبة 50% .
في هذه القصيدة، يوصي جميل بن معمر خليليه أن يذهبا إلى بثينة، يسقياها السلام، ويشفعا له عندها، راجيًا أن تذكره قبل أن يغيب في قبره. ثم يتأمل في حالها: هل بقي الود أم تغيرت؟ هل تهش لذكره أم صدّت بفعل المؤنبين؟ ويعبّر عن أمله في أن تظهر منها لوعة ودموع إن بقيت على العهد، مؤكدًا أنها ليست من أهل الغدر. وفي ختام القصيدة، يتضرع إلى الله ألا يفرق بينه وبينها في الحياة أو الحشر، ويتمنى أن يُدفن قريبًا منها، في تعبير عن حب يتجاوز الحياة والموت.
القصيدة تمثل الحب العذري في أسمى صوره: وفاء، تعفف، احترام، وشوق لا ينطفئ، حتى في لحظة الفناء.
من هو الشاعر جميل بن معمر؟
جميل بن معمر، المعروف بـ جميل بثينة، هو أحد أبرز شعراء الغزل العذري في العصر الأموي، وُلد في قبيلة بني عُذرة واشتهر بحبه العميق والصادق لفتاة تُدعى بثينة.أبرز ملامح شخصيته وشعره:
- عاشق صادق: لم يتزوج بثينة، لكن ظل يذكرها في شعره طوال حياته، حتى صار حبها رمزًا للوفاء العذري.
- شعره نقي وعفيف: امتاز شعره بالعاطفة الصادقة، والبعد عن الفحش، فكان حبًا روحيًا لا جسديًا.
- أسلوبه بسيط وعميق: استخدم لغة سهلة، وصورًا وجدانية مؤثرة، جعلت شعره قريبًا من القلب.
- أثره الأدبي: يُعد من مؤسسي مدرسة الغزل العذري، وتأثر به شعراء كثيرون لاحقًا، مثل قيس بن الملوّح.
جميل لم يكن مجرد شاعر، بل صوت وجداني لحبٍ لا يُنسى، جعل من بثينة أسطورة في الأدب العربي. هل ترغب أن نستعرض إحدى قصائده ونحللها معًا؟
