شرح نص فخر السودان على البيضان – بكالوريا آداب

شرح نص فخر السودان على البيضان محور المنزع العقلي في الادب العربي القديم 4 ثانوي بكالوريا آداب نص فخر السودان على البيضان رابعة ثانوي شعبة الآداب ”الحيوان – الرسائل الجاحظ” شرح وتحليل واصلاح شرح فخر السودان على البيضان باكالوريا رابعة ثانوي شعبة الآداب مع الاجابة عن الاسئلة الفهم والتحليل النقاش بمناسبة هذا النص وابداء الراي و انتاج كتابي فقرة انشائية

نص فخر السودان على البيضان مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة

تقديم النص:

رسالة الجاحظ في “فخر السودان على البيضان” تندرج ضمن أدب المفاخرة، حيث يعرض فيها محاسن السودان وفضائلهم في السخاء والشجاعة والوفاء، ويردّ على من انتقصهم بضعف العقل. النص يقوم على حجاج عقلي يثبت أن هذه القيم هبات إلهية لا تُقاس باللون أو العقل، مما يجعل الرسالة دفاعًا أدبيًا واجتماعيًا ضد التمييز .. نص فخر السودان على البيضان من كتاب النصوص بكالوريا آداب رابعة ثانوي شعبة الآداب يندرج هذا النص ضمن المحور الثاني المنزع العقلي في الادب العربي القديم لـ الجاحظ.

الموضوع:

موضوع نص فخر السودان على البيضان للجاحظ هو الدفاع عن السودان وإبراز فضائلهم لإبطال التمييز العنصري.

الفهم والتحليل

1- النص ذو بنية حجاجية . قطعه وفق هذه البنية.

تقطيع النص وفق البنية الحجاجية:

عرض قول الخصوم (الأطروحة): من السطر 1 إلى 3
تفنيد الأطروحة بالأمثلة والقياس: من السطر 4 إلى 12
البرهنة المضادة (إثبات القياس الصحيح): من السطر 13 إلى 14
النتيجة (الخاتمة): من السطر 15 إلى 17

2- يمكن أن تكتمل بنية النص الحجاجية عند قوله “بالقياس الصحيح“. ما قيمة الفقرة التي أضافها الجاحظ؟ وهل تغير في بناء النص لو قدمت ؟

الفقرة التي أضافها الجاحظ بعد قوله “بالقياس الصحيح“ قيمتها أنها تعزيز وتوكيد للحجة، إذ يوسع القياس ليشمل صفات أخرى (الجبن/الشجاعة، الغدر/الوفاء) ليبرهن أن الفضائل ليست مرتبطة بضعف العقل بل هي هبات إلهية. ولو قُدِّمت هذه الفقرة قبل “بالقياس الصحيح” لما تغيّر البناء الحجاجي كثيرًا، لكنها كانت ستبدو جزءًا من التفنيد لا من التوكيد الختامي، فتفقد وظيفتها كـ خاتمة تأكيدية.

3- حدد طرفي الحوار وادرس كم التلفظ بالنسبة إلى كل منهما. ماذا تستنتج ؟

· طرفا الحوار:

الخصوم (القائلون إن سخاء الزنج سببه ضعف العقل).
الجاحظ (المفند والناقد).

· كم التلفظ:

الخصوم: نص

4- استخرج معجم الحجاج وحاول أن توظفه في تحليل النص.

معجم الحجاج في النص

أفعال القول: قالوا، قلنا لهم، قد رأينا، لا نعلم، أقررتم، ادعيتم، وقفناكم.
أدوات الاعتراض والنقض: بئس ما أثنيتم، فكيف صار، هذا القول يوجب، ولا حجة لكم.
ألفاظ البرهنة: بالقياس الصحيح، ينبغي، على قدر، هبة.
ألفاظ المقارنة والتفريق: أبخل، أسخى، أضعف، أكثر، أقل، أوفر.
ألفاظ النتيجة: فهذا ما لا حجة فيه، بل ذلك هبة من الله.

توظيف المعجم في تحليل النص

أفعال القول تُظهر أن النص قائم على حوار جدلي بين طرفين (الخصوم والجاحظ).
أدوات الاعتراض تكشف عن موقف الجاحظ الناقد، الذي يرفض أطروحة الخصوم ويصفها بالفساد.
ألفاظ البرهنة تؤكد أن الجاحظ يعتمد على القياس العقلي كأداة مركزية في الحجاج.
ألفاظ المقارنة توضح منهجه في الاستدلال بالمقابلة بين الفئات (الزنج، الصقالبة، الروم، النساء، الصبيان).
ألفاظ النتيجة تمنح النص خاتمة يقينية، حيث يحسم الجاحظ الجدل بإرجاع الفضائل إلى الهبة الإلهية لا إلى ضعف العقل.

5- استخرج صيغ التفضيل التي وردت في النص واستخلص منها القيم التي اعتمدها الجاحظ في بناء حجاجه.

صيغ التفضيل في النص:

أعم، أغلب، أوفر، أكثر، أبخل، أبعد، أشد، أضعف، أكرم، أكذب، أنم، أشره، أقل، أقسى.

القيم المستخلصة:

الجاحظ اعتمد على المقارنة والمفاضلة بين الصفات (السخاء/البخل، القوة/الضعف، العقل/الجهل).
أبرز أن الفضائل لا تُقاس بضعف أو قوة العقل، بل هي قيم مستقلة وهبات إلهية.
وظّف صيغ التفضيل لإظهار تناقض الخصوم وإثبات أن السخاء والشجاعة وحسن الخلق قيم عليا لا ترتبط بالقصور العقلي.

6- تبدو لهجة الخطاب قوية. اذكر بعض الأساليب والعبارات الدالة على ذلك.

من الأساليب والعبارات الدالة على قوة لهجة الخطاب في النص:

أسلوب الذم: “بئس ما أثنيتم”.
أسلوب النفي والتوكيد: “ولا نعلم في الأرض شرًّا من صبي”.
أسلوب الاستفهام الاستنكاري: “فكيف صار قلة العقل هو سبب سخاء الزنج”.
عبارات القطع والحسم: “فهذا ما لا حجة فيه لكم”، “وقفناكم على إدحاض حجتكم بالقياس الصحيح”.

هذه الصيغ تكشف عن لهجة حجاجية قوية قائمة على التفنيد والقطع.

7- دحض الجاحظ حجج الخصم بالقياس الصحيح“، وضح ذلك.

الجاحظ دحض حجج الخصم بالقياس الصحيح حين بيّن أن ربط السخاء بضعف العقل يؤدي إلى نتائج متناقضة: فلو صح لكان أوفر الناس عقلاً أبخلهم، والنساء والصبيان – وهم أضعف عقلاً – أكثر سخاء، بينما الواقع أنهم أبخل. بهذا القياس أثبت أن السخاء فضيلة مستقلة وهبة إلهية، لا نتيجة لقصور العقل.

8- هل كان الاختلاف حول الأطروحة أم حول تأويلها ؟ وهل لهذا تأثير في الإقناع ؟

الاختلاف لم يكن حول الأطروحة نفسها (سخاء الزنج)، بل حول تأويلها: الخصوم نسبوه لضعف العقل، والجاحظ أثبته كفضيلة مستقلة وهبة إلهية.
هذا له أثر في الإقناع، إذ يجعل الجاحظ أكثر قوة لأنه لا ينكر الواقع بل يغيّر تفسيره، فيكسب الحجة مصداقية.

9 ألا ترى أن الحجج التي قدمها الجاحظ تعود في الأصل إلى حجة واحدة ؟ ماهي ؟

نعم، جميع حجج الجاحظ تعود في الأصل إلى حجة واحدة:
السخاء فضيلة مستقلة وهبة إلهية، ولا علاقة لها بضعف العقل.

10 أين يتجلى لك المنزع العقلي في حجاج الجاحظ ؟

يتجلى المنزع العقلي في حجاج الجاحظ من خلال اعتماده على القياس والمقارنة المنطقية، ونقضه حجج الخصوم بالاستدلال الواقعي (الصقالبة، النساء، الصبيان)، ليبرهن أن الفضائل لا تُفسَّر بضعف العقل بل هي هبات إلهية.

النقاش

* يعالج النص قضية اجتماعية أخلاقية تعامل معها الجاحظ تعاملا عقليا. إلى أي حد وفق في ذلك ؟

وفق الجاحظ إلى حد كبير، إذ عالج القضية الاجتماعية الأخلاقية (السخاء والبخل) بمنهج عقلي قائم على القياس والمقارنة، فأبطل التأويل التمييزي وأثبت أن الفضائل قيم إنسانية وهبات إلهية، مما جعل حجته أكثر إقناعًا ومصداقية.

* يقول الجاحظ في مقدمة هذه الرسالة مخاطبا من طلب منه هذا التأليف ” ذكرت أعاذك الله من الغش – أنك قرأت كتابي في محاجة الصرحاء للهجناء أو ردّ الهجناء …. وذكرت أنك أحببت أن أكتب لك مفاخر السودان … ج 1 ص 177 هل ترى أن الجاحظ كتب الرسالة تلبية لطلب أم له أغراض أخرى ؟

الجاحظ كتب الرسالة تلبية لطلب صديقه، لكنه في الوقت نفسه كان له أغراض أخرى؛ أبرزها إظهار قدرته الجدلية، الدفاع عن قيم إنسانية ضد التمييز، وتأكيد أن الفضائل هبات إلهية لا تُفسَّر بالانتقاص من العقل.

بمناسبة هذا النص

اللغة

أ – بئس

فعل لإنشاء الذم ويقابله ” نعم ” فعل لإنشاء المدح . وفي النص ورد هذا الفعل أول عبارة

تلفظ بها المحاج ” فقلنا لهم : بئس ما أثنيتم على السخاء والأثرة علام يدل هذا وما قيمته

في الحجاج ؟

ب بل

تستعمل للإضراب عن الحكم الأول وإثبات الحكم الثاني سلبا أو إيجابا

(القزويني – الإيضاح في علوم البلاغة ص (105)

أ- “بئس”: يدل على قوة الموقف ورفض قول الخصوم بشدة، وقيمته في الحجاج أنه يفتتح الرد بأسلوب ذم يضعف حجتهم ويُظهر فسادها.

ب- “بل”: تفيد الإضراب والانتقال من نفي الحكم الأول إلى إثبات حكم آخر صحيح، وقيمتها أنها تمنح الحجاج دقة منطقية وتؤكد قلب الحجة لصالح الجاحظ.

تفيد بل:

* إما الإبطال : “وقالوا اتخذ الرحمان وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ مُكْرَمون” (الأنبياء ص (105)

* وإما الانتقال إلى غرض آخر : قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة

الدنيا (الأعلى (16)

– تكون أيضا عاطفة. فإن تقدمها أمر أو إيجاب فهي تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه، فلا

يحكم عليه بشيء وإثبات الحكم لما بعدها ( قام زيد بل عَمْرُو). وإن تقدمها نهي أو نفي فهي

التقرير ما قبلها على حالته وجعل ضده لما بعده ما قام زيد بل عمرو)

– وتزاد قبلها “لا” لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب ولتوكيد تقريرها ما قبلها بعد النفي

عن ابن هشام مغني اللبيب دار إحياء التراث العربي (د.ت) ج 1 ص 113/112

إذن خلاصة دلالة “بل” في الاستعمال العربي كما عرضها ابن هشام:

تفيد الإبطال: نقض الحكم الأول وإثبات نقيضه لما بعدها.
تفيد الانتقال: العدول عن المعنى الأول إلى غرض آخر جديد.
تفيد العطف:
- بعد الإيجاب أو الأمر: تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه وتثبت الحكم لما بعدها.
- بعد النفي أو النهي: تُقرّ ما قبلها على حاله وتثبت ضده لما بعدها.
مع “لا” قبلها: تأتي لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب أو لتوكيد التقرير بعد النفي.

قيمتها البلاغية أنها أداة حجاجية قوية، تُستخدم لإبطال أو تصحيح أو تحويل مسار الكلام، مما يمنح الخطاب دقة منطقية وحسمًا في الجدل.

ج – اسم التفضيل

– التفضيل مقارنة بين شيئين غير متساويين في القيمة لبيان توفر هذه القيمة عند أحدهما

بنسبة تفوق الآخر. ويستعمل المتكلم التفضيل للمقارنة أو للتفضيل المطلق. وللتفضيل صيغ

غير قياسية مثل : خير وشر.

– في الحجاج، تستخدم المقارنة لتقوية حجة نتيجة أو حكم وذلك إما بإحداث أثر تعليمي

(نقارن لتجسم ولنفهم أكثر حين تكون المقارنة موضوعية وإما بإحداث أثر

إعمائي ( بصرف المخاطب إلى ظاهرة أخرى مماثلة من شأنه أن يمنع من اعتبار صدقية

الحجة حين تكون المقارنة ذاتية.

– والمقارنة هي نتيجة تفكير وتتمثل في مقارنة صفات شخصين أو أكثر أو / و سلوكاتهم

Charaudeau. Grammaire de l’expression et du sens p 822

واستخلاص ما يتفق منها وما يختلف.

إذن يمكن تلخيص دور اسم التفضيل في البنية الحجاجية كما يلي:

وظيفته اللغوية: يبيّن تفوّق قيمة أو صفة عند طرف على آخر (أكثر، أقل، أشد، خير، شر…).
قيمته في الحجاج:
- يتيح للمحاج أن يقيم مقارنة تعليمية موضوعية توضّح الفروق وتقرّب الفهم (كما فعل الجاحظ بين الزنج والصقالبة والنساء والصبيان).
- وقد يُستعمل لإحداث أثر إعمائي حين يُصرف المخاطب إلى ظاهرة أخرى مماثلة، فيضعف صدقية الحجة الأصلية.
النتيجة: المقارنة بالتفضيل هي ثمرة تفكير نقدي، إذ تُظهر أوجه الاتفاق والاختلاف بين الصفات والسلوكات، وتُقوّي الاستدلال أو تُضعفه بحسب موضوعيتها.

عند الجاحظ، أسماء التفضيل كانت أداة مركزية لإبراز التناقض في حجج الخصوم، وجعل الحجاج أكثر وضوحًا وإقناعًا.

المعجم

اجمع مصطلحات الحجاج الواردة في النص.

مصطلحات الحجاج في النص عند الجاحظ يمكن جمعها وتصنيفها كالآتي:

أفعال القول والمحاجّة: قالوا، قلنا لهم، قد رأينا، لا نعلم، أقررتم، ادعيتم، وقفناكم.
أدوات الاعتراض والذم: بئس ما أثنيتم، فكيف صار، هذا القول يوجب، ما لا حجة فيه لكم.
أدوات البرهنة والتوكيد: بالقياس الصحيح، ينبغي، على قدر، هبة.
ألفاظ المقارنة والتفضيل: أعم، أغلب، أوفر، أكثر، أبخل، أضعف، أكرم، أقل، أقسى.
أدوات الإضراب والتصحيح: بل.

الكتابة

يقول السودان “ولنا بعد معرفة بالتفلسف والنظر، ونحن أثقف الناس“.

الجاحظ الرسائل تحقيق عبد السلام هارون ج 1 ص ص 160-161

اكتب نصا حجاجيا تدعم فيه هذا الرأي.

النص الحجاجي:

إن قول السودان: “ولنا بعد معرفة بالتفلسف والنظر، ونحن أثقف الناس” يفتح بابًا لإثبات أن التفلسف والنظر ليسا حكرًا على أمة بعينها، بل هما ثمرة العقل الإنساني حيثما وُجد.

أولًا: إن التفلسف هو إعمال العقل في البحث عن العلل والغايات، والنظر هو التعمق في فهم الظواهر. وهذه القدرة لا تنحصر في البيضان أو في الأمم التي ادّعت التفوق، بل هي موجودة عند السودان بما لهم من تراث في الحكمة، ومنهج في التأمل، وتجارب في الحياة.
ثانيًا: إذا كان معيار الثقافة هو السخاء، الشجاعة، وحسن الخلق، فقد أقرّ الجاحظ نفسه أن هذه الخصال أوفر ما تكون عند السودان، وهي قيم أخلاقية عليا لا تنفصل عن التفلسف والنظر، لأن الفلسفة في جوهرها بحث عن الخير والعدل.
ثالثًا: إن دعوى أن السودان أقل عقلًا أو أبعد عن النظر باطلة، إذ لو صحّت لانتفى عنهم السخاء والوفاء، بينما الواقع أنهم أكثر الناس عطاءً وأقربهم إلى معاني الإنسانية.

النتيجة: إن معرفة السودان بالتفلسف والنظر ليست ادعاءً، بل هي تأكيد على أن الثقافة لا تُقاس بلون البشرة أو الانتماء، وإنما تُقاس بقدرة الإنسان على التأمل، وبما يثمره عقله من قيم وفضائل. ومن ثم فإن قولهم “نحن أثقف الناس” هو حجة قائمة على واقعهم وتجاربهم، لا على أوهام الخصوم.

بهذا يصبح النص دفاعًا عقليًا وأخلاقيًا عن مكانة السودان، وإثباتًا أن التفلسف والنظر فضائل إنسانية عامة، لا تُختزل في أمة دون أخرى.