شرح نص الجبل محور الشعر الاندلسي الطبيعة تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي آداب تحضير نص الجبل 3 ثانوي آداب مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح وتحليل نص الجبل لــ الشاعر ابن خفاجة من كتاب النصوص لغة عربية شعبة آداب تندرج ضمن المحور الاول سنة ثالثة آداب تعليم تونس شرح نص الجبل المحور الاول
نص الجبل مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
تُصوّر القصيدة رحلة الشاعر في الفيافي، حيث يلتقي بالجبل في لحظة تأمل وجودي عميق. يتحوّل الجبل إلى شخصية ناطقة، تستعرض مشاهد الفقد والزمن، وتفتح حوارًا فلسفيًا مع الذات. تنتهي القصيدة بتضرع روحي، مما يمنحها بنية قصصية وتأملية تُجسّد تفاعل الإنسان مع الطبيعة والمصير.
الموضوع:
تتناول القصيدة رحلة تأملية وجودية، يجسّد فيها الشاعر حواره مع الجبل لكشف معاني الفناء والثبات وتفاعل الذات مع الطبيعة والمصير.
التقسيم:
التقسيم وفق معيار التحول في وضعية التلفظ:
- السطر 1–4: وصف الرحلة ووحدة الذات
- السطر 5–8: تأملات وجدانية في الليل والآمال
- السطر 9–14: تصوير الجبل ككائن حيّ
- السطر 15–19: الجبل يتكلم ويعرض تجربته
- السطر 20–24: الجبل يعبّر عن الحزن والفقد
- السطر 25–27: تضرع وخاتمة الرحلة
الفهم
اتساق النص
1- تتبع تغير المتكلم والمخاطب من قسم إلى آخر في القصيدة، وبين أثره في وضعية التلفظ.
في قصيدة “الجبل” لابن خفاجة، يتغير المتكلم والمخاطب عبر الأقسام، مما يخلق تنقلاً في وضعية التلفظ بين الذات المتأملة، والطبيعة المحاورة، والرب المرجو:
تغير المتكلم والمخاطب ووضعية التلفظ
القسم | المتكلم | المخاطب | وضعية التلفظ |
الافتتاحية (الأبيات 1–4) | الشاعر | الجبل (ضمناً) | وصف ذاتي في سياق الرحلة، يهيئ المشهد الوجودي. |
القسم الثاني (5–8) | الشاعر | نفسه/الليل | تأمل داخلي، يصف الليل والآمال، وضعية وجدانية. |
القسم الثالث (9–14) | الشاعر | الجبل | وصف خارجي للجبل، بصيغة الغائب، وضعية تصويرية. |
القسم الرابع (15–19) | الجبل | الشاعر | يتحول الجبل إلى متكلم، في حوار رمزي، وضعية حوارية فلسفية. |
القسم الخامس (20–24) | الجبل | الشاعر | استمرار الحوار، بنبرة حزينة عن الفقد، وضعية اعترافية. |
الختام (25–27) | الشاعر | الرب/الليل/الجبل | دعاء وتوديع، وضعية تضرع وإنهاء الرحلة. |
الأثر في وضعية التلفظ
- التعدد الصوتي يمنح القصيدة عمقًا دراميًا وفلسفيًا، حيث لا تبقى الذات الشاعرة وحيدة، بل تدخل في حوار مع الطبيعة والوجود.
- تحول الجبل إلى متكلم يضفي عليه طابعًا أسطوريًا، ويجعل من القصيدة مرآة لتجربة إنسانية كونية.
- الختام بالدعاء والتوديع يربط بين التجربة الشعرية والتجربة الروحية، ويغلق دائرة التأمل بوعي الفناء والرحيل.
2 القصيدة من الشعر القصصي استخرج مقومات القصة فيها وبين دورها في بنائها.
القصيدة تتضمن مقومات الشعر القصصي التي تمنحها بنية سردية ذات طابع درامي وتأملي، ويمكن تلخيص هذه المقومات ودورها في البناء كما يلي:
تتضمن القصيدة مقومات القصة مثل:
- الشخصيات: الشاعر، الجبل، الليل، المسافرون
- الحدث: رحلة الشاعر وتأمله وحواره مع الجبل
- الزمن: ليل السرى وتعاقب المشارق والمغارب
- المكان: الفيافي والجبل
- الحوار: بين الشاعر والجبل، ثم التضرع للرب
هذه العناصر تمنح القصيدة بنية سردية متصاعدة، تبدأ بالوصف، تمر بالحوار، وتنتهي بالدعاء، مما يخلق وحدة درامية وتأملية تجعل من النص قصة شعرية ذات عمق فلسفي.
وجود دال
3 أي صورة تخيل الشاعر للجبل ؟ وعلام اعتمد في صياغتها وفي التعبير عنها ؟
تخيّل الشاعر الجبل ككائن حيّ وقور، مفكر وصامت، يحمل ذاكرة الزمن ويشهد على مصائر البشر. اعتمد في صياغته على التشخيص والاستعارة والتضاد، فجعل الجبل يتكلم ويعظ، واستخدم صورًا حسية وكونية لتجسيد هيبته وعمقه الرمزي، مما حوله من عنصر طبيعي إلى رمز فلسفي للثبات والحكمة والفناء.
4 علام يدور مضمون خطاب الجبل ؟ وهل من صلة بينه وبين خطاب التأملات والأفكار؟
يدور مضمون خطاب الجبل حول الزمن والفقد والرحيل، حيث يتحدث الجبل بوصفه شاهدًا على مرور القوافل، التائبين، الفاتكين، ثم ينعى غيابهم ويعبّر عن وحدة وجودية وحزن دفين.
هذا الخطاب يرتبط ارتباطًا وثيقًا بخطاب التأملات والأفكار في القصيدة، إذ يُكمل رؤية الشاعر حول الثبات في مقابل التحول، والصمت في مقابل الكلام، والخلود في مقابل الفناء. فالجبل لا يكتفي بالوصف، بل يتحول إلى مرآة لفكر الشاعر، ويجسد قلقه الوجودي، ويمنحه صوتًا خارجيًا يعمّق البعد الفلسفي للنص.
إنسان يستدل
5- ما العبرة التي أفادها الشاعر من تأملات الجبل؟ هل تجد فيها دليلا على تفاعل الذات مع الوجود الطبيعي ؟
العبرة التي أفادها الشاعر هي إدراك حتمية الرحيل وفناء الإنسان مقابل ثبات الطبيعة، مما ولّد لديه تضرعًا وتوقًا للرحمة والمعنى. نعم، في ذلك دليل واضح على تفاعل الذات مع الوجود الطبيعي، حيث يتحول الجبل من مشهد صامت إلى مرشد وجودي يعكس قلق الشاعر وتأملاته في الزمن والمصير.
6 سلى بما أبكى وسرى بما شجا. ما جهة القول المستخدمة في التعبير عن هذا الموقف؟ وأي مقصد للمتكلم من ذلك؟
جهة القول في “سلى بما أبكى وسرى بما شجا” هي الإنشاء الطلبي بصيغة الأمر، لكنه يحمل طابعًا وجدانيًا لا إلزاميًا، يُستخدم للتعبير عن التمني والتوجيه العاطفي.
المقصد من القول هو دعوة المتلقي (ربما النفس أو القارئ أو الجبل) إلى التأمل في الحزن والسير مع الشجن، أي جعل الألم وسيلة للوعي والتجربة، مما يعكس رغبة المتكلم في تحويل المعاناة إلى معنى، والتفاعل العميق مع الوجود والمشاعر.
التقويم
* هل ترى ذكر الارتحال ومشاق الأسفار مدخلا مناسبا في هذه القصيدة ؟ علل جوابك.
نعم، لأن الارتحال ومشاق الأسفار يُهيئان المناخ النفسي للتأمل، ويجسّدان وحدة الشاعر واغترابه، مما يجعل اللقاء بالجبل حدثًا وجوديًا، ويمنح القصيدة مدخلًا سرديًا مناسبًا لبناء خطابها الفلسفي والرمزي.
* هل تجد في مضمون القصيدة وفي مبانيها ما يدعم القول بأن ابن خفاجة بلغ بالشعر القديم المحدث في الأندلس أعلى مراتب الجودة ؟ علل جوابك.
نعم، فمضمون القصيدة يعكس عمقًا فلسفيًا وتأمليًا، ومبانيها تجمع بين السرد الشعري، والتشخيص، والصور البلاغية المبتكرة، مما يدل على أن ابن خفاجة بلغ بالشعر الأندلسي المحدث ذروة النضج الفني والرمزي، وحقق توازنًا بين الأصالة والتجديد.
التوظيف
* (…) فالجبل في علاقته بالإنسان له معان تتصل بالحس وأخرى تتصل بالعقل والروح. وقد تسربت بعض هذه المعاني إلى الشعر العربي والخيال العربي مشرقا ومغربا. لكن علاقة ابن خفاجة بالجبل تجاوزت استلهام المصدر الثقافي إلى تجربته مع المحيط الطبيعي الأندلسي. نقرأ في أخبار ابن خفاجة أنه كان يخرج من جزيرة شقر (…) إلى بعض تلك الجبال التي تقترب من الجزيرة وحده. فكان إذا صار بين جبلين نادى بأعلى صوته يا إبراهيم تموت يعني نفسه فيجيبه الصوت. ولا يزال كذلك حتى يخر مغشيا عليه. سلیم ریدان
نعم، النص يُظهر أن علاقة ابن خفاجة بالجبل كانت وجودية وحسية، تتجاوز الرمز الثقافي إلى تجربة شخصية عميقة مع الطبيعة الأندلسية، حيث يتفاعل معها جسديًا ووجدانيًا حتى الإغماء، مما يفسّر حضور الجبل في شعره ككائن حيّ يحمل الذاكرة والحكمة والوجدان.
* ظاهرة التماثل والتميز في الأدب الأندلسي، ص 351 كيف تبدو لك العلاقة بين ابن خفاجة والجبال في الخبر؟ وما أوجه الشبه والاختلاف بينها وعلاقته بالجبل في القصيدة؟
في الخبر، تبدو علاقة ابن خفاجة بالجبال وجدانية وحسية مباشرة، حيث يتفاعل معها بالصوت والجسد حتى الإغماء، وكأنها مرآة لذاته. أما في القصيدة، فالعلاقة رمزية وفكرية، إذ يُجسّد الجبل ككائن حيّ حكيم، يحاور الشاعر ويعظه.
– الشبه: في كلا الحالتين، الجبل شريك في التأمل والبوح.
– الاختلاف: الخبر يعكس تجربة شخصية حسية، والقصيدة تحوّلها إلى خطاب شعري فلسفي.
* مما رواه المقري في نفح الطيب (ج 4 / ص 296) قوله: قال الأديب ابن خفاجة في ديوانه: خرجت يوما بشاطبة إلى باب السمارين ابتغاء الفرجة على خرير ذلك الماء بتلك الساقية وذلك سنة 480 وإذا بالفقيه أبي عمران بن أبي تلميذ رحمه الله تعالى قد سبقني إلى ذلك، فألفيته جالسا على دكان كانت هناك مبنية لهذا الشأن…. ماذا تستنتج من هذا الخبر حول علاقة الأندلسيين عامة وابن خفاجة خاصة بالطبيعة. ابحث عن أخبار مشابهة تؤكد استنتاجاتك.
يُستنتج من الخبر أن علاقة الأندلسيين عامة، وابن خفاجة خاصة، بالطبيعة كانت وجدانية وجمالية عميقة، حيث يُقبلون على مظاهرها لا للتنزه فقط، بل للتأمل والفرجة الحسية، كما في خرير الماء والسواقي. ابن خفاجة يتعامل مع الطبيعة كفضاء للروح والتفكر، لا كخلفية مادية.
وتؤكد أخبار مشابهة هذا التوجه، منها خروجه منفردًا إلى الجبال وناداؤه بصوت عالٍ حتى الإغماء، مما يدل على تفاعل وجودي مباشر مع الطبيعة، وتحويلها إلى شريك في البوح والتجلي، وهو ما انعكس في شعره بوصف الطبيعة ككائن حيّ يحمل الحكمة والذاكرة.
هذه العلاقة تُظهر أن الطبيعة في الأدب الأندلسي ليست مجرد وصف، بل عنصر بنائي وفلسفي في تشكيل الذات والوعي.
Comments are closed.