Press "Enter" to skip to content

شرح قصيدة الروض – ثالثة ثانوي شعبة آداب – محور الشعر الاندلسي

شرح نص الروض محور الشعر الاندلسي الطبيعة تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي آداب تحضير نص الروض 3 ثانوي آداب مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح وتحليل نص الروض لــ ابن خفاجة من كتاب النصوص لغة عربية شعبة آداب تندرج ضمن المحور الاول سنة ثالثة آداب تعليم تونس شرح نص الروض المحور الاول

نص الروض مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة

تقديم القصيدة:

تصوّر قصيدة ابن خفاجة مشهدًا صباحيًا ساحرًا في روضٍ أندلسي، حيث تتزين الطبيعة وتنبض بالحياة والضياء. يتفاعل الشاعر مع عناصر الطبيعة وكأنها كائنات حية، فتضحك المياه، وتتناثر الأزهار، وتتهدل الأغصان في حركات أنثوية رقيقة. القصيدة تحتفي بالجمال والخصوبة، وتُظهر اندماج الذات الشاعرة في فضاء كوني متناغم بين السكون والحركة.

الموضوع:

تصوّر القصيدة الطبيعة الأندلسية ككائن حي نابض بالجمال والخصوبة، يتفاعل مع الذات الشاعرة في لحظة صباحية ساحرة تنبض بالحركة والسكون.

التقسيم:

تقسيم النص وفق معيار تطور المشهد الطبيعي:

  • المقطع الأول (الأبيات 1–2): انكشاف جمال الروض عند الصباح، وبداية الحياة والخصوبة.
  • المقطع الثاني (الأبيات 3–4): تزيّن الطبيعة وتفاعل عناصرها ككائن حي.
  • المقطع الثالث (الأبيات 5–6): حضور الذات الشاعرة وانغماسها في المشهد.
  • المقطع الرابع (الأبيات 7–9): ذروة التفاعل بين الطبيعة والذات في مشهد احتفالي حي.

الفهم

زمن الوصف

1 – ما هو زمن الوصف في النص؟. وما علاقته بالموصوفات ؟

زمن الوصف في نص ابن خفاجة هو الصباح الباكر، ويتجلى ذلك في إشارات متعددة مثل:

  • “حدر الصباح قناعها”
  • “الريح تنفض بكرة”
  • “الطل ينضح أوجه الأشجار”
  • “الصبح يسفر عن جبين نهار”

العلاقة بين زمن الوصف والموصوفات

زمن الصباح ليس مجرد خلفية زمنية، بل هو عنصر جوهري في تشكيل جمال الطبيعة الموصوفة، ويتفاعل معها على النحو التالي:

العنصرالعلاقة بالصباح
الأزهار والروضتتفتح وتندى، في انسجام مع نضارة الصباح
الندى والطليظهران في هذا الوقت تحديدًا، مما يضفي على المشهد رقة ولمعانًا
الأنهار والغصونتتقلد الحباب وتبدو كأنها تتزين، في لحظة احتفال صباحية
الهديل والضوءصوت الحمام وإشراق النهار يتزامنان، في مشهد منسجم صوتًا وضوءًا

الصباح هنا ليس فقط زمنًا، بل حالة شعورية وجمالية، تعكس بداية الحياة، وانبعاث الجمال، وتفتح الطبيعة على ذاتها، وكأن الشاعر اختار هذا الزمن ليجعل الطبيعة تتكلم وتتحرك وتغني.

حيوية الكون

2 استخرج من القصيدة ما يدل على احتفاء المتكلم بخصوبة الطبيعة وجمالها.

يتجلى احتفاء ابن خفاجة بخصوبة الطبيعة وجمالها في صور متعددة تنضح بالحياة والبهاء، منها:

مظاهر الخصوبة:

  • “رضعت ثغور أقاحه أخلاف كل غمامة مدرار” يصور الطبيعة وكأنها طفلة ترضع من غمامٍ غزير، في تشبيه خصب يوحي بتدفق الحياة والنماء.
  • “نثرت بحجر الأرض فيه يد الصبا درر الندى ودراهم النوار” الريح تنثر الندى والزهور كأنها تنثر كنوزًا، في تصوير الطبيعة كأرض معطاء مليئة بالخيرات.

مظاهر الجمال:

  • “ارتدى غصن النقا وتقلدت حلي الحباب سوالف الأنهار” الغصن يتزين بالنقاء، والحباب كالحلي، في تشخيص الطبيعة كأنها امرأة متزينة بالجمال.
  • “الصبح يسفر عن جبين نهار” الصبح كاشف عن وجه النهار، في استعارة توحي بالإشراق والصفاء.
  • “خلعت عليه ملاءة الأنوار” الطبيعة تهب النور كملاءة، في مشهد احتفالي بالجمال والضياء.

هذه الصور تؤكد أن المتكلم لا يصف الطبيعة فقط، بل يحتفي بها ويمنحها صفات إنسانية أنثوية، في انسجام بين الخصوبة والجمال، وكأنها كائن حي ينبض بالحياة والبهاء.

3 جعل الشاعر حركة العناصر الطبيعية أعمالا إرادية. بم تسنى له ذلك؟ وما هي العلاقات التي نشأت بين تلك العناصر ؟

بمَ تَسَنّى له ذلك؟

  1. التشخيص منح الشاعر العناصر الطبيعية صفات بشرية وأنثوية، مثل:
    • “كمامة حدر الصباح قناعها” ← وكأن الصباح كائن يزيح القناع عن وجه الطبيعة.
    • “يد الصبا نثرت” ← الريح لها يد تنثر الجمال.
    • “ارتدى الغصن” و”تقلدت الحباب” ← الغصن يلبس ويتزين كإنسان.
    • “خلعت عليه ملاءة الأنوار” ← الطبيعة تهب النور كهدية واعية.
  2. الأسلوب الحركي والتفاعلي استخدم أفعالًا تدل على الحركة الواعية مثل: حدر، نثرت، ارتدى، تقلدت، خلعت، هزّت، تنفض، ينضح… وكلها توحي بأن الطبيعة تفعل لا تُفعل بها.
  3. الزمن المختار (الصباح) الصباح زمن البدايات، واليقظة، والانبعاث، مما يعزز فكرة الإرادة والوعي في الطبيعة.

العلاقات بين العناصر الطبيعية

العنصرالعلاقة مع العناصر الأخرى
الريحتمشط الربا، تنثر الندى، تحرك الغصون ← عنصر فاعل ومُزين
الندى والطليتوزع على الأشجار والزهور ← عنصر تجميلي وتغذوي
الغصن والأنهاريتزين بالحباب ← علاقة تجميل وتفاعل بصري
الصباح والنهاريكشف الجبين ← علاقة ولادة وإشراق
الأشجار والهديلتتفاعل مع صوت الحمام ← علاقة صوتية/عاطفية
الروض والأزهارترضع من الغمام ← علاقة تغذية وخصوبة

كل هذه العلاقات تشكل منظومة حية متناغمة، وكأن الطبيعة كائن حي يحتفل بذاته، ويتفاعل مع عناصره في انسجام شعري وفلسفي.

4 استخرج من النص الكلمات المندرجة ضمن الحقل المعجمي الخاص بالجسد وحدد وظيفتها في بناء الصورة الشعرية.

في قصيدة ابن خفاجة، تتكرر الكلمات المندرجة ضمن الحقل المعجمي للجسد، لتُسهم في تشخيص الطبيعة وجعلها كائنًا حيًا ينبض بالجمال والإرادة. حسب الجدول التالي:

الكلمات الجسدية في النص

الكلمةالعضو أو الوظيفة الجسديةالسياق في النصالوظيفة في الصورة الشعرية
كمامةالوجه / الفم“وكمامة حدر الصباح قناعها”تشخيص الروض كوجه أنثوي يُكشف عنه القناع
ثغورالفم“رضعت ثغور أقاحه”تصوير الأزهار كأفواه ترضع من الغمام، في رمز للخصوبة
أخلافالثدي“أخلاف كل غمامة مدرار”الطبيعة كأم مرضعة، في تجسيد للغذاء والحنان
صفحةالوجه / الجلد“صفحة ضاحك”الماء كوجه يضحك، في تشخيص الطبيعة ككائن حي سعيد
عذارشعر الوجه / الخد“بدء عذار”الشط كخد أو بداية شعر، في استعارة أنثوية للطبيعة
لممالشعر“تنفض بكرة لمم الربا”الربى كأنها تملك شعرًا يُمشط، في تشخيص أنثوي للطبيعة
أوجهالوجه“الطل ينضح أوجه الأشجار”الأشجار ككائنات لها وجوه، في تجسيد حي للطبيعة
ردفمؤخرة الجسد“من ردف رابية”الرابية كجسد أنثوي، في مزج بين الجغرافيا والجسد
خصروسط الجسد“وخصر قرار”الأرض كجسد له خصر، في تصوير الطبيعة كأنثى متناسقة
جبينمقدمة الرأس“يسفر عن جبين نهار”النهار كوجه له جبين، في استعارة ضوئية أنثوية
أعطافالجوانب / الأعضاء“هزت له أعطافها”الطبيعة تتحرك بإرادة، في تشخيص حي نابض بالحس

الوظيفة الجمالية والفلسفية

  • تشخيص الطبيعة: جعلها كائنًا حيًا، أنثويًا، جميلًا، يتفاعل مع الزمن والضوء والريح.
  • الأنسنة الرمزية: الطبيعة ليست مجرد مشهد، بل جسد له مشاعر، يتزين، يضحك، يرضع، ويتفاعل.
  • الاحتفاء بالجمال الحسي والروحي: عبر مزج الجسد بالضوء والماء والزهور، تتجلى الطبيعة ككائن مكتمل الجمال.
  • الانسجام الكوني: كل عضو جسدي يرتبط بعنصر طبيعي، في شبكة من العلاقات بين الإنسان والطبيعة.

الاستمتاع بالوجود

5 ما الموقع الذي اختاره المتكلم لنفسه من الفضاء الموصوف ؟ وهل تجد فيه دليلا على استمتاع الذات بمناظر الطبيعة الجميلة؟

المتكلم في نص ابن خفاجة اختار لنفسه موقعًا داخليًا مندمجًا في الفضاء الطبيعي، وليس موقعًا خارجيًا يراقب من بعيد. فهو يحلّ في قلب المشهد، ويتنقل بين عناصره، ويتفاعل معها وكأنه جزء منها.

الموقع الذي اختاره المتكلم

يتضح ذلك من قوله:

  • “فحللت حيث الماء صفحة ضاحك” أي أنه حلّ في المكان، ولم يكتف بالوصف، بل جعل نفسه حاضرًا فيه، في قلب الطبيعة.
  • “وحيث الشط بدء عذار” يختار موقعًا قريبًا من النهر، حيث يبدأ جمال الطبيعة في التجلّي، وكأن الشاعر يتموضع عند بداية الجمال.

هذا التموقع يدل على أن المتكلم ليس مجرد واصف، بل هو مشارك ومتذوق ومنغمس في الفضاء الطبيعي.

دليل الاستمتاع بمناظر الطبيعة

نعم، هناك دلائل قوية على استمتاع الذات، منها:

العبارةالدلالة على الاستمتاع
“صفحة ضاحك”الماء يضحك، مما يوحي بفرح المتكلم وانعكاس جمال الطبيعة على نفسه
“هزت له أعطافها”الطبيعة تتفاعل مع المتكلم، وكأنها ترقص له، في مشهد احتفالي
“خلعت عليه ملاءة الأنوار”الطبيعة تهب المتكلم النور، في صورة من التكريم والاحتفاء
“الريح تنفض لمم الربا”وكأن الطبيعة تتزين أمامه، في لحظة حميمية بين الذات والمكان

كل هذه الصور تؤكد أن المتكلم يعيش لحظة جمالية كاملة، حيث تتفاعل الطبيعة معه، وتمنحه إحساسًا بالبهجة والانسجام.

المتكلم في نص ابن خفاجة اختار لنفسه موقعًا داخليًا مندمجًا في الفضاء الطبيعي، وليس موقعًا خارجيًا يراقب من بعيد. فهو يحلّ في قلب المشهد، ويتنقل بين عناصره، ويتفاعل معها وكأنه جزء منها.

الموقع الذي اختاره المتكلم

6 إلام يقصد المتكلم بالتركيز على تصوير الطبيعة فضاء للجمال والحبور؟

يتضح ذلك من قوله:

  • “فحللت حيث الماء صفحة ضاحك” أي أنه حلّ في المكان، ولم يكتف بالوصف، بل جعل نفسه حاضرًا فيه، في قلب الطبيعة.
  • “وحيث الشط بدء عذار” يختار موقعًا قريبًا من النهر، حيث يبدأ جمال الطبيعة في التجلّي، وكأن الشاعر يتموضع عند بداية الجمال.

هذا التموقع يدل على أن المتكلم ليس مجرد واصف، بل هو مشارك ومتذوق ومنغمس في الفضاء الطبيعي.

دليل الاستمتاع بمناظر الطبيعة

نعم، هناك دلائل قوية على استمتاع الذات، منها:

العبارةالدلالة على الاستمتاع
“صفحة ضاحك”الماء يضحك، مما يوحي بفرح المتكلم وانعكاس جمال الطبيعة على نفسه
“هزت له أعطافها”الطبيعة تتفاعل مع المتكلم، وكأنها ترقص له، في مشهد احتفالي
“خلعت عليه ملاءة الأنوار”الطبيعة تهب المتكلم النور، في صورة من التكريم والاحتفاء
“الريح تنفض لمم الربا”وكأن الطبيعة تتزين أمامه، في لحظة حميمية بين الذات والمكان

كل هذه الصور تؤكد أن المتكلم يعيش لحظة جمالية كاملة، حيث تتفاعل الطبيعة معه، وتمنحه إحساسًا بالبهجة والانسجام.

7 ما قيمة إشارة المتكلم إلى نفسه في قصيدة تصف الطبيعة؟

إشارة المتكلم إلى نفسه في قصيدة تصف الطبيعة، كما في قول ابن خفاجة: “فحللت حيث الماء صفحة ضاحك”، تحمل قيمة فنية وفلسفية عميقة، تتجاوز مجرد الحضور الجسدي في المكان، ويمكن تلخيصها في النقاط التالية:

1. الاندماج الوجودي مع الطبيعة

  • المتكلم لا يصف الطبيعة من الخارج، بل يحلّ فيها، مما يعكس وحدة الذات والكون.
  • هذا التموقع يجعل الطبيعة امتدادًا للذات، لا مجرد مشهد مرئي.

2. الاحتفاء الجمالي الذاتي

  • إشارة “حللت” توحي بأن المتكلم اختار هذا المكان عن وعي واستمتاع.
  • الطبيعة ليست فقط جميلة، بل هي مصدر بهجة شخصية، يتذوقها الشاعر ويعيشها.

3. إضفاء البعد الشعوري على الوصف

  • حضور الذات يجعل الوصف مشحونًا بالعاطفة والانفعال، لا مجرد تصوير خارجي.
  • الطبيعة تضحك، تهز أعطافها، وتخلع الأنوار، وكأنها تتفاعل مع المتكلم.

4. تحويل الطبيعة إلى فضاء داخلي

  • الطبيعة تصبح مرآة للذات، تعكس مشاعرها، وتشاركها الحبور.
  • هذا يعزز البعد التأملي في النص، ويمنح الطبيعة روحًا إنسانية.

5. تأكيد التذوق الفني الواعي

  • إشارة المتكلم إلى نفسه توحي بأنه شاعر متأمل، لا مجرد واصف.
  • يختار موقعه بعناية، ويصوغ علاقته بالطبيعة كعلاقة حب وتفاعل.

التقويم

استند ابن خفاجة ، في إنشاء قصيدته، إلى الطبيعة حياة متجددة وجمالا ساحرا. هل تراه أحكم الاستفادة منها حتى يميز شعره من أشعار الآخرين؟ علل جوابك.

نعم، يُمكن القول إن ابن خفاجة أحكم الاستفادة من الطبيعة في قصيدته، ونجح في جعلها علامة فارقة تميز شعره عن غيره، وذلك لعدة أسباب فنية وفكرية:

أولًا: تشخيص الطبيعة وتحويلها إلى كائن حي

  • لم يكتف بوصف الطبيعة، بل جعلها تتكلم وتتحرك وتضحك وتخلع وتلبس، كما في قوله:
    • “فحللت حيث الماء صفحة ضاحك”
    • “خلعت عليه ملاءة الأنوار”
  • هذا التشخيص يمنح الطبيعة روحًا إنسانية، ويخلق علاقة حميمية بين الذات والكون، وهو ما لا نجده بنفس العمق عند كثير من شعراء عصره.

ثانيًا: الاحتفاء بالجمال الحسي والروحي

  • مزج بين الجمال الظاهري (الأزهار، الأنهار، الضوء) والجمال الرمزي (الخصوبة، النقاء، الانسجام).
  • الطبيعة عنده ليست مجرد منظر، بل فضاء فلسفي وشعوري، يعكس الذات ويحتضنها.

ثالثًا: اللغة المبتكرة والصور المركبة

  • استخدم صورًا مركبة مثل:
    • “رضعت ثغور أقاحه أخلاف كل غمامة مدرار”
    • “الريح تنفض بكرة لمم الربا”
  • هذه الصور تجمع بين الجسد والطبيعة، وبين الحسي والرمزي، في بناء شعري متفرد.

رابعًا: التموضع الواعي للذات داخل الطبيعة

  • لم يكن المتكلم مراقبًا خارجيًا، بل جزءًا من المشهد، يتفاعل معه ويستمتع به.
  • هذا التموقع يمنح النص دفئًا شعوريًا وعمقًا تأمليًا، يميز شعره عن الوصف التقليدي.

خامسًا: الرؤية الفلسفية للطبيعة

  • الطبيعة ليست فقط جميلة، بل هي كائن حي متجدد، يعكس دورة الحياة، ويمنح الذات طاقة جديدة.
  • هذا البعد الفلسفي يجعل شعره أكثر عمقًا وتأثيرًا، ويمنحه طابعًا تأمليًا نادرًا.

بذلك، فإن ابن خفاجة لم يستخدم الطبيعة كزينة شعرية، بل جعلها جوهرًا فنيًا وفلسفيًا، يميز شعره ويمنحه فرادة داخل شعر الطبيعة الأندلسي.

التوظيف

ثغور الأقاحي» و«حلي الحباب» و«سوالف الأنهار استعارات في النص حملتها مركبات إضافية. والاستعارة مثل التشبيه تبنى على علاقة التشابه بين موجودين الموصوف وصورته وتكون في اللفظ يستعمل في غير ما وضع له في الأصل لعلاقة مشابهة بين المعنى الحقيقي والمعنى المجازي. – اجعل كل استعارة تشبيها وقارن بينهما على مستوى بلاغة التصوير.

تحويل الاستعارات إلى تشبيهات

الاستعارة الأصليةالتشبيه المقابلنوع التشبيه
ثغور الأقاحيكأن الأزهار لها أفواه مثل الثغورتشبيه ضمني
حلي الحبابكأن قطرات الماء كالحلي التي تتزين بها الأغصانتشبيه مرسل مفصل
سوالف الأنهاركأن مجاري الأنهار تشبه سوالف الشعر المنسدلتشبيه مرسل مفصل

المقارنة البلاغية بين الاستعارة والتشبيه

العنصرالاستعارةالتشبيهالمقارنة البلاغية
التركيز الجماليتدمج الصورة في الكلمة مباشرة، فتخلق إيحاءً شعريًا مكثفًاتوضح العلاقة بين الطرفين، لكنها تشرح أكثر مما توحيالاستعارة أكثر تكثيفًا وإيحاءً، والتشبيه أكثر وضوحًا وتفسيرًا
الانفعال الشعوريتجعل الطبيعة كائنًا حيًا يتزين ويتكلمتضع الطبيعة في مقارنة خارجية مع الإنسانالاستعارة تعمّق التفاعل، والتشبيه يشرح العلاقة
الاقتصاد اللغويتختزل المعنى في تركيب واحدتحتاج إلى أدوات التشبيه (كـ، مثل، كأن)الاستعارة أكثر اختزالًا، والتشبيه أكثر تفصيلًا
الخيال والإبداعتفتح المجال لتأويلات متعددةتحدد وجه الشبه بدقةالاستعارة أكثر انفتاحًا، والتشبيه أكثر تحديدًا

خلاصة بلاغية

ابن خفاجة استخدم الاستعارة ليمنح الطبيعة روحًا إنسانية وجمالية، ويجعلها تتفاعل مع الذات، بينما لو استخدم التشبيه فقط، لكان الوصف أقل اندماجًا وأكثر تفسيرًا. لذا فإن اختياره للاستعارة يعكس بلاغة عالية ورؤية شعرية متقدمة، تميز شعره عن الوصف التقليدي.

* يقول ابن الزقاق أحد شعراء الأندلس (ت 528 هـ ): مدمع من أعين المزن سفح وحمام بذرى الأيك صدح فاجتن اللذة في روض المنى بين ريحان وراح تصطبح وسماء نضحت خد الثرى بدموع أسبلتها فانتضح وكأن البرق في أرجائها أرسلت نقطا به قوس قزح – أي صلة لهذا النص بقصيدة ابن خفاجة؟ – هل يمكن الحديث عن ظاهرة تماثل بين نصوص الشعر الأندلسي تحجب كل تميز؟

الصلة بين نص ابن الزقاق وقصيدة ابن خفاجة

كلا النصين ينتمي إلى شعر الطبيعة الأندلسي، ويشتركان في عدة عناصر:

العنصر المشتركابن خفاجةابن الزقاق
تشخيص الطبيعةالطبيعة ككائن حي يتزين ويتفاعلالمزن تبكي، السماء تدمع، البرق يرسم
الصور الحسيةالماء ضاحك، الغصن يرتدي، الأنهار سوالفالمزن أعين، الثرى خد، البرق نقط
الفضاء الجماليروض مزهر، ندى، طل، أنهارروض المنى، ريحان، راح، قوس قزح
الانفعال الذاتيالمتكلم يحلّ في المكان ويستمتعدعوة للاجتناء والاصطباح في الروض

الصلة إذًا تكمن في الرؤية الجمالية المشتركة التي ترى الطبيعة فضاءً حيًا، متجددًا، ومصدرًا للبهجة والانسجام.

هل التماثل يحجب التميز؟

التماثل في شعر الطبيعة الأندلسي لا يحجب التميز، بل يفتح الباب له، وذلك للأسباب التالية:

  1. التماثل في الموضوع لا يعني التكرار في الرؤية فكل شاعر يضفي على الطبيعة بصمته الخاصة:
    • ابن خفاجة يميل إلى التشخيص الحي والتفاعل الوجودي
    • ابن الزقاق يبرز اللوحة البصرية واللذة الحسية
  2. اللغة والصورة تحددان التميز رغم تشابه العناصر (المزن، الروض، الندى)، فإن طريقة التوظيف والتشكيل تختلف، وتمنح كل نص فرادته.
  3. الذات الشاعرة هي مصدر التميز فكل شاعر يُسقط ذاته على الطبيعة، مما يجعل النص مرآة شخصية لا تُكرر.
  4. التماثل يخلق مدرسة لا نسخة شعر الطبيعة الأندلسي يشكل مدرسة فنية لها خصائصها، لكن داخلها تنشأ أصوات متعددة.

* ….) لكن الطبيعة الخصبة قد هيمنت على تجربة ابن خفاجة الشعرية عامة فاستقلت موضوعا موحدا في قصائد وقطع (…) فتجاوز تعامله الفني مع الطبيعة في حالات عديدة أسلوب التشخيص لدى شعراء المشرق إلى رؤية كلية تتوحد فيها الطبيعة بالإنسان لانتظامها في نظام كوني واحد يقوم على مبدأين: السكون والحركة. » سلیم ریدان ظاهرة التماثل والتميز في الأدب الأندلسي ص 361

فيم تتجلى ثنائية السكون والحركة في وصف ابن خفاجة للطبيعة ؟

ثنائية السكون والحركة في وصف ابن خفاجة للطبيعة تتجلى بوضوح في قصيدته، وهي تعكس رؤيته الكونية التي توحّد بين الإنسان والطبيعة في نظام حيّ نابض ومتوازن.:

أولًا: السكون – مظاهر الثبات والجمال الهادئ

السكون في النص لا يعني الجمود، بل يشير إلى الصفاء، الهدوء، والبهاء المستقر، ويتجلى في:

الصورةدلالة السكون
“صفحة ضاحك”الماء ساكن يضحك، في هدوء بصري وروحي
“أوجه الأشجار”الأشجار ككائنات ساكنة تتلقى الطل، في مشهد تأملي
“جبين نهار”النهار كوجه ساكن، يشرق بهدوء ووضوح
“ملاءة الأنوار”النور يُخلع كملاءة، في حركة ناعمة وساكنة في آن

السكون هنا هو جمال الطبيعة في لحظة استقرار وتأمل، يمنح الذات راحة وانسجامًا.

ثانيًا: الحركة – مظاهر التفاعل والانبعاث

الحركة في النص تشير إلى ديناميكية الطبيعة وتفاعلها مع الزمن والذات، وتظهر في:

الصورةدلالة الحركة
“حدر الصباح قناعها”الصباح يكشف عن وجه الطبيعة، في حركة كشف وانبعاث
“نثرت يد الصبا”الريح تنثر الندى والنوار، في حركة حيوية
“تنفض بكرة لمم الربا”الريح تمشط الربى، في حركة أنثوية متكررة
“هزت له أعطافها”الطبيعة تهتز وتتفاعل مع المتكلم، في حركة حية نابضة

الحركة هنا هي تجدد الطبيعة وتفاعلها مع الذات والكون، وهي ما يمنح النص طاقة وحيوية.

ثالثًا: القيمة الفلسفية للثنائية

  • ابن خفاجة لا يرى الطبيعة كجماد، بل ككائن حي يتوازن بين السكون والحركة، مثل الإنسان تمامًا.
  • هذا التوازن يعكس رؤية كونية موحدة، حيث كل شيء في الطبيعة يخضع لنظام حيّ متناغم.
  • السكون يمنح التأمل، والحركة تمنح الحياة، وكلاهما يتكاملان في بناء الصورة الشعرية.

Comments are closed.