شرح نص وصف النهر محور الشعر الاندلسي الطبيعة تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي آداب تحضير نص وصف النهر 3 ثانوي آداب مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح وتحليل نص وصف النهر لــ ابن خفاجة,ابن العطار,الكامل,الطويل, من كتاب النصوص لغة عربية شعبة آداب تندرج ضمن المحور الاول سنة ثالثة آداب تعليم تونس شرح نص وصف النهر المحور الاول
نص وصف النهر مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم مقاطع النص:
تعرض المقاطع الشعرية الأربعة مشاهد متعددة للنهر في البيئة الأندلسية، حيث يتنوع الوصف بين رقة الماء، وانعكاسات الضوء، وتفاعل الطبيعة المحيطة. يُشبه النهر بالمجوهرات والعيون والحرير، ويُحيط به الأيك والنسيم والزهور في تناغم بصري ووجداني. وتُظهر هذه المقاطع كيف يتحول النهر إلى رمز للجمال والصفاء والعشق في الشعر الأندلسي.
الموضوع:
تتمحور مقاطع النص حول وصف النهر في الشعر الأندلسي بوصفه عنصرًا جماليًا هادئًا ومنسابًا، يتفاعل بانسجام مع الطبيعة والضوء والإنسان. ويُوظّف الشعراء النهر لتجسيد مشاعر الرقة والترف والعشق، مما يعكس ذائقة أندلسية تمزج بين الحسية والتأمل.
التقسيم:
تقسيم المقاطع وفق معيار زاوية الرؤية:
- مقاطع تصف النهر من الداخل: مثل قطعة ابن خفاجة، حيث يُشخّص النهر ويُصور بجماله الحسي.
- مقاطع تصف النهر من الخارج: مثل قطع ابن العطار، حيث يُرى النهر كجزء من مشهد طبيعي عام.
الفهم
نظام الوصف
1- استخرج من القطع ما يدل على أن النهر هو الموضوع الأساسي للشعر.
من خلال تحليل المقاطع الشعرية الأربع، نجد أن النهر هو الموضوع المركزي الذي يدور حوله الوصف والتشبيه والتأمل. إليك أبرز العبارات التي تدل على أن النهر هو محور هذه النصوص:
عبارات مباشرة تشير إلى النهر كموضوع أساسي
رقم القطعة | العبارة الدالة | الدلالة |
1 | “لله نهر سال في بطاء” | افتتاح مباشر يعلن أن النهر هو موضوع الوصف |
1 | “وغدت تحف به الغصون” | تصوير الغصون حول النهر، مما يرسخ حضوره المكاني |
1 | “والريح تعبث بالغصون وقد جرى” | النهر كعنصر حي يتفاعل مع الطبيعة |
2 | “سماء النهر” | النهر كفضاء مفتوح، له سماء ونجوم |
2 | “ألبسته الأيك برد ظلالها” | النهر كمركز تتفاعل معه عناصر الطبيعة |
3 | “فوق الغدير” و”النهر درع سابغ” | الغدير والنهر في قلب الصورة البلاغية |
4 | “مررنا بشط النهر” | تجربة مباشرة مع النهر كمكان |
4 | “نسجت كف النسيم مفاضة عليه” | النهر كمستقبل للحركة والجمال الطبيعي |
2 أي الحواس اختار الواصف لتصوير النهر؟ وما أثر ذلك في ما أنشأ من صور؟
الحواس المستخدمة وأثرها في الصور
الحاسة | الأمثلة من النصوص | الأثر الفني في الصورة |
البصر (الرؤية) | “نهر سال في بطاء”، “مثل السوار”، “قوس من فضة”، “مقلة زرقاء”، “الحباب نجوم”، “درع سابغ”، “حسام يلتاح” | خلق صور مرئية دقيقة، جعل النهر مرئيًا كلوحة فنية متغيرة، وربطه بالزينة والضوء |
اللمس (الإحساس) | “بردة خضراء”، “كف النسيم”، “تخضب أيدي الندماء” | أضفى إحساسًا بالنعومة والبرودة والرقة، مما جعل النهر ملموسًا وحسيًا |
الشم (الرائحة) | “رواقها الأنشام” (الأنشام: الروائح الطيبة) | أضفى بعدًا عطريًا على المكان، مما جعله أكثر بهجة وحيوية |
الذوق (الطعم) | “أشهى ورودًا من لمي الحسناء”، “مدامة صفراء” | ربط النهر باللذة والمتعة، وجعل تجربته تشبه تذوق الجمال |
السمع (الصوت) | “الريح تعبث بالغصون” | أضفى حركة صوتية على المشهد، مما جعله نابضًا بالحياة والتفاعل |
3 – حدد أبرز الحقول المعجمية المستخدمة في القطع. وتبين دورها في إدراجها هذه النصوص ضمن ثقافة أندلسية.
في هذه المقاطع الشعرية، تتوزع الحقول المعجمية بشكل يعكس رؤية أندلسية للجمال والطبيعة، ويُظهر تفاعل الإنسان مع محيطه الحسي والرمزي. إليك أبرز الحقول المعجمية ودورها في إدراج النصوص ضمن الثقافة الأندلسية:
الحقول المعجمية البارزة
الحقل المعجمي | أمثلة من النصوص | الدلالة الثقافية |
الطبيعة والماء | نهر، الغدير، لجين الماء، الحباب، شط، الأيك، النسيم | يعكس ارتباط الأندلسيين بالطبيعة الغنّاء، واحتفاءهم بجمال الأنهار والحدائق، وهو ملمح بارز في أدبهم |
الضوء واللون | ذهب الأصيل، فضة، خضراء، زرقاء، صفراء، الشمس، الضحى | يوظف الضوء واللون لإبراز التناسق البصري، ويعكس ذائقة أندلسية تمزج بين الفن والطبيعة |
الزينة والترف | السوار، القوس، بردة، قلائد، درع، حسام، مدامة، تخضب | يدل على ميل الأندلسيين إلى تصوير الطبيعة كأنها مزينة، ويعكس ثقافة الترف والذوق الرفيع في المجتمع |
الحواس والتجربة الجمالية | أشهى، تحف، تعبث، تخضب، ألبسته، رقوم | يبرز التفاعل الحسي مع الطبيعة، ويجعل النهر تجربة حسية كاملة، وهو من سمات الشعر الأندلسي |
الأنوثة والجمال الرمزي | لمي الحسناء، مقلة زرقاء، هدب، تحف، مدامة | يربط النهر بجمال المرأة، مما يعكس نزعة رمزية في الأدب الأندلسي تربط بين الطبيعة والأنوثة |
دور هذه الحقول في إدراج النصوص ضمن الثقافة الأندلسية
- الطبيعة كمرآة للجمال: الأندلسيون يرون في الطبيعة امتدادًا للجمال الإنساني، ويجعلون من النهر فضاءً للتأمل واللذة.
- الترف والذوق الفني: كثافة الصور الزخرفية والرمزية تعكس مجتمعًا راقيًا يقدّر الفن والزينة، ويعيش في بيئة حضرية مزدهرة.
- الأنوثة كرمز جمالي: ربط النهر بجمال المرأة يعكس ثقافة رمزية ترى في الطبيعة تجليًا للأنوثة، وهو ملمح شائع في الشعر الأندلسي.
- التفاعل الحسي: استخدام الحواس يجعل النصوص نابضة بالحياة، ويعكس فلسفة أندلسية ترى الجمال في التفاعل مع العالم، لا في التجريد فقط.
4 قارن بين موقع الواصف في نص ابن خفاجة وموقعه في نصوص ابن العطار.
مقارنة موقع الواصف بين ابن خفاجة وابن العطار
العنصر | ابن خفاجة | ابن العطار |
موقع الواصف من النهر | قريب جدًا، يصفه من الداخل، كأنه يلامسه ويتأمله عن كثب | خارجي، يراه من بعيد أو من فوقه، كأنه يمر به أو يراقبه |
طبيعة العلاقة | علاقة وجدانية حسية، فيها تفاعل وتأمل وتذوق | علاقة بصرية وصفية، فيها ملاحظة وتأمل جمالي من الخارج |
الضمير المستخدم | ضمير الغائب غالبًا، يصف النهر ككائن مستقل | ضمير المتكلم الجمعي “عبرنا”، “مررنا”، يضع الواصف ضمن المشهد |
الوظيفة البلاغية | تشخيص النهر، جعله كائنًا حيًا أنثويًا أو مزينًا | تصوير النهر كفضاء طبيعي جميل، دون تشخيص مباشر |
الأثر الفني | يجعل القارئ يشعر بالنهر، يراه، يلمسه، يتذوقه | يجعل القارئ يراه كمنظر طبيعي، يقدّره من الخارج |
خلاصة
- ابن خفاجة يجعل النهر مرآة للذات، يتأمله كما يتأمل وجه محبوب، مما يعكس نزعة أندلسية في تشخيص الطبيعة.
- ابن العطار يتعامل مع النهر كجزء من المشهد العام، يمر به ويصفه، مما يعكس نزعة تأملية أكثر هدوءًا وحيادية.
طريقة الوصف
5 بين كيف يجري الوصف في النصوص على طريقتين: عرض مكونات النهر وسماته من ناحية وعرض ما يجاوره من عناصر الطبيعة.
الوصف في النصوص يجري على طريقتين متكاملتين، تُظهران جمال النهر من الداخل والخارج، وتمنحان المشهد الشعري عمقًا بصريًا وحسيًا.:
أولًا: عرض مكونات النهر وسماته
يركز الشعراء على النهر ذاته، فيصفون شكله، حركته، لونه، ولمعانه، مما يجعله مركز الصورة الشعرية:
الأمثلة | السمات الموصوفة | الأثر الفني |
“نهر سال في بطاء” | الحركة الهادئة | يضفي طابعًا تأمليًا رقيقًا |
“مثل السوار”، “قوس من فضة” | الشكل والانحناء واللمعان | تشبيه النهر بالمجوهرات يربطه بالزينة والترف |
“لجين الماء”، “مدامة صفراء” | اللون والصفاء | يخلق لوحة لونية حسية |
“درع سابغ”، “حسام يلتاح” | التحول الزمني | يربط النهر بتغير الضوء بين الأصيل والضحى |
هذه الطريقة تجعل النهر كائنًا حيًا، له ملامح متغيرة، ويُشخّص كرمز للجمال والأنوثة أو القوة.
ثانيًا: عرض ما يجاور النهر من عناصر الطبيعة
يركز الوصف على البيئة المحيطة بالنهر، مثل الغصون، الأيك، النسيم، الشمس، مما يوسع المشهد ويمنحه تناغمًا طبيعيًا:
الأمثلة | العناصر المجاورة | الأثر الفني |
“الغصون تحف به”، “هدب تحف بمقلة زرقاء” | الأشجار والغصون | تشخيص الطبيعة كأنها عين بشرية |
“ألبسته الأيك برد ظلالها” | الأشجار والظل | الطبيعة تلبس النهر، مما يضفي عليه حيوية |
“كف النسيم”، “الريح تعبث بالغصون” | الهواء والنسيم | يضيف حركة وصوتًا للمشهد |
“الحباب نجوم”، “رقوم الشمس” | الضوء والانعكاسات | يجعل سطح النهر مرآة للسماء والضوء |
هذه الطريقة تجعل النهر جزءًا من منظومة طبيعية متناغمة، وتُظهر تفاعل العناصر حوله، مما يعكس فلسفة أندلسية ترى الجمال في الانسجام الكوني.
خلاصة
- الطريقتان تتكاملان لتقديم النهر كفضاء جمالي حي، لا كعنصر جامد.
- الأولى تُشخّص النهر، والثانية تُحيط به وتربطه بالكون.
غنائية الشعر
6 استخرج مواطن التعبير عن المشاعر في النصوص.
في النصوص الأربعة، تتجلّى مواطن التعبير عن المشاعر من خلال الصور البلاغية التي لا تكتفي بوصف النهر كعنصر طبيعي، بل تُضفي عليه مشاعر إنسانية، وتُظهر تفاعل الشاعر الوجداني معه. أبرز مواطن التعبير عن المشاعر في الجدول التالي:
مواطن التعبير عن المشاعر في النصوص
المقطع | التعبير | نوع الشعور | الأثر الفني |
ابن خفاجة | “لله نهر سال في بطاء، أشهى ورودًا من لمي الحسناء” | الإعجاب، التذوق الجمالي | يُظهر افتتان الشاعر بجمال النهر، ويشبّهه بجمال المرأة |
ابن خفاجة | “قد رق حتى ظن قوسًا مفرغًا من فضة” | الدهشة، الانبهار | تعبير عن رقة النهر وجماله، وكأن الشاعر مأخوذ بسحره |
ابن خفاجة | “وغدت تحف به الغصون كأنها هدب تحف بمقلة زرقاء” | الحنان، التأمل | تشخيص الطبيعة بعين بشرية، مما يعكس شعورًا بالحميمية |
ابن خفاجة | “ولربما عاطيت فيه مدامة صفراء تخضب أيدي الندماء” | الترف، اللذة | يربط النهر بلحظات السرور والأنس، مما يعكس شعورًا بالمتعة |
ابن العطار | “عبرنا سماء النهر والجو مشرق” | البهجة، الانشراح | وصف لحالة صفاء وانفتاح، تعكس شعورًا بالراحة والفرح |
ابن العطار | “وللشمس في تلك البرود رقوم” | التأمل، الإعجاب | تصوير الشمس كفنان يرسم، مما يعكس شعورًا بالجمال الفني |
المقطع 3 | “لله بهجة منزه” | الانبهار، التقدير | وصف المكان بالبهجة، مما يعكس شعورًا بالسرور والانجذاب |
المقطع 4 | “مررنا بشط النهر بين حدائق بها أحدق الأزهار تستوقف الحدق” | الدهشة، الانبهار | الأزهار تستوقف النظر، مما يعكس تأثيرًا وجدانيًا قويًا على الشاعر |
7 ما قيمة إعلان المتكلم (أنا نحن عن حضوره في الوصف؟
قيمة إعلان المتكلم (أنا/نحن) عن حضوره في الوصف تكمن في تحويل المشهد من مجرد صورة طبيعية إلى تجربة إنسانية حية، تُضفي على النص بعدًا وجدانيًا وتواصليًا:
قيمة حضور المتكلم في الوصف
نوع الإعلان | الأمثلة | الأثر الفني |
ضمير المتكلم المفرد (أنا) | غير ظاهر مباشرة في النصوص، لكن يُستشف من التفاعل الحسي في نص ابن خفاجة | يضفي طابعًا ذاتيًا، يجعل الوصف انعكاسًا لمشاعر الشاعر وتأمله |
ضمير المتكلم الجمعي (نحن) | “عبرنا سماء النهر”، “مررنا بشط النهر” في نصوص ابن العطار | يُشرك الجماعة في التجربة، ويمنح الوصف طابعًا اجتماعيًا أو سرديًا مشتركًا |
أثر الحضور في بناء الصورة الشعرية
- تحويل الطبيعة إلى تجربة شخصية: عندما يعلن المتكلم حضوره، يصبح النهر ليس فقط مشهدًا يوصف، بل مكانًا يُعاش ويُحسّ.
- تعميق العلاقة بين الإنسان والمكان: الحضور يجعل النهر فضاءً للتفاعل، لا مجرد خلفية، مما يعكس فلسفة أندلسية ترى الطبيعة امتدادًا للذات.
- إضفاء طابع سردي أو تأملي: في نصوص ابن العطار، استخدام “نحن” يجعل الوصف أقرب إلى الرحلة أو المشهد الجماعي، بينما في نص ابن خفاجة، الحضور الضمني يجعل الوصف تأمليًا وذاتيًا.
- تفعيل الحواس والمشاعر: الحضور يُبرر كثافة الصور الحسية والوجدانية، ويمنحها مصداقية شعورية.
التقويم
* ما القطعة التي أعجبتك ؟ وبم تعلل إعجابك بها؟
أعجبتني قطعة ابن خفاجة، لأنها تمزج بين جمال الطبيعة ورقة الشعور، وتصور النهر ككائن حي مليء بالأنوثة والضياء، مما يجعل الوصف نابضًا بالحياة والوجدان.
* إلى أي حد يمكن أن نعتبر وصف الأنهار ميزة خاصة بالشعر الأندلسي؟
وصف الأنهار يُعد من السمات المميزة للشعر الأندلسي، لأنه يعكس تفاعلًا حسيًا وفنيًا مع بيئة أندلسية غنية بالماء والخضرة، ويُوظّف النهر كرمز للجمال، الترف، والانسجام الكوني. هذا الوصف لا يقتصر على الطبيعة بل يُشخّص النهر ويمنحه أبعادًا وجدانية وفلسفية، مما يجعل حضوره في الشعر الأندلسي تعبيرًا عن ذائقة ثقافية ترى في الطبيعة امتدادًا للذات والخيال.
التوظيف
*لله نهر.. و الله بهجة منزه.. الملفوظان عمل قول أنجز بهما المتكلم التعجب في مستواه الأول المباشر وأفاد بواسطته جهة للقول اختارها تضبط موقفه من محتوى قوله. – اختر صورة شعرية من أحد النصوص الأربعة وعبر عن موقفك منها مستهلا قولك بتعجب تنجزه بصيغة للتعجب أو عبارة أخرى تختارها.
يا لها من صورة آسرة! أن يقول ابن خفاجة: “قد رق حتى ظن قوسًا مفرغًا من فضة في بردة خضراء”، فذلك تعبير مذهل عن رقة النهر وانسيابيته، حيث يجمع بين لمعان الفضة ونعومة الخضرة في تشبيه بصري ساحر. موقفي من هذه الصورة أنها تجسيد فني راقٍ لتحول الطبيعة إلى زينة، وكأن النهر ليس مجرد مجرى ماء، بل قطعة من الحلي تتهادى في ثوب أخضر، مما يعكس ذائقة أندلسية تمزج بين الجمال الطبيعي والترف الحضاري.
* ونلاحظ أن حركة النهر لا يعتريها العنف. حتى لكأن هذا النهر لا يعرف المد (…) فكأن السيل العنيف ليس من عوارض النهر وإنما هو من كوارث الطبيعة الخارجة عن حركة النهر العادية. فهذا النهر إذن ليس هو السيل الذي وصفه امرؤ القيس بالجزيرة العربية، وليس هو السيل العرم في القرآن…. يجرف معه الأخضر واليابس، وإنما هو عنصر حياة له ثوابت تربطه بالمكان هي الامتداد والانعطاف والصفاء وبعضها في علاقة بالمحيط الجغرافي بشقر : سهل منبسط الأديم كثيف النبات فلا يكاد يسيل فيه النهر إلا في منعرجات، ولا يكدر ماءه انجراف التربة ولا كثرة غبار الأرض المجدبة. فهو نهر أندلسي يستقطب الإنسان وعناصر الطبيعة حوله في صلات خفية وعلاقات متنوعة قوامها العشق والجمال والشهوة…. سليم ریدان ظاهرة التماثل والتميز في الأدب الأندلسي، ص، 343-344 ابحث في ما تعرف من نصوص عن أدلة تؤكد هذا القول.
لتأكيد قول سليم ريدان حول النهر الأندلسي بوصفه عنصر حياة هادئًا، متصلًا بالمكان والطبيعة، يمكن الاستشهاد بعدة نصوص أندلسية تُجسد هذه الرؤية، منها:
نص ابن خفاجة (الكامل):
“لله نهر سال في بطاء … أشهى ورودًا من لمي الحسناء”
- الدليل: وصف النهر بأنه “سال في بطاء” يبرز هدوءه وانسيابه، بعيدًا عن العنف أو الجرف.
- الارتباط بالمكان: تشبيهه بالسوار والقوس والفضة وسط الخضرة والغصون يدل على اندماجه في الطبيعة الأندلسية الهادئة.
- العشق والجمال: الصور الحسية والأنثوية (لمي الحسناء، المدامة، الغصون كهدب) تعكس علاقة وجدانية بين الإنسان والنهر.
نص ابن العطار (الطويل):
“عبرنا سماء النهر والجو مشرق … وليس لنا إلا الحباب نجوم”
- الدليل: النهر يُرى كسماء مرصعة بالحباب، مما يعكس صفاءه وهدوءه.
- الامتداد والانعطاف: الصورة البصرية توحي بانسياب النهر في مشهد طبيعي منبسط.
- العلاقات الخفية: تفاعل الضوء والظل والأيك مع النهر يخلق صلة جمالية بين العناصر.
نص (الكامل):
“فمع الأصيل النهر درع سابغ … ومع الضحى يلتاح فيه حسام”
- الدليل: النهر يتغير مع الضوء، لا مع العنف، مما يؤكد أنه عنصر متفاعل مع الزمن والجمال، لا مع الكوارث.
- الصفاء والتحول: التبدل بين الأصيل والضحى يعكس علاقة النهر بالزمن والضوء، لا بالمد والجرف.
خلاصة تأكيدية
هذه النصوص تؤكد أن النهر الأندلسي في الشعر ليس سيلًا جارفًا، بل كائنًا هادئًا، منسابًا، متصلًا بالمكان، يعبّر عن الصفاء، الانعطاف، والعشق الجمالي، تمامًا كما وصفه سليم ريدان. هل ترغبين يا حميدة أن نحول هذا التأكيد إلى نشاط تطبيقي أو مقارنة مع نصوص مشرقية؟ يمكن مثلًا تحليل الفرق بين النهر في شعر امرئ القيس والنهر في شعر ابن خفاجة.
Comments are closed.