شرح نص الخير بنواصي الخيل معصوب للشاعر امرؤ القيس محور الشعر الجاهلي تحليل شرح نصوص ثانية ثانوي يندرج ضمن المحور الاول
من كتاب النصوص عيون الأدب لغة عربية تحضير وتحليل قصيدة الخير بنواصي الخيل معصوب لـ امرئ القيس
شرح قصيدة الخير بنواصي الخيل معصوب – للسنة 2 ثانوي تعليم تونس – محور الشعر الجاهلي
نص الْخَيْرُ بِنَوَاصِي الخَيْلِ مَعْصُوبٌ مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
قصيدة “الخير بنواصي الخيل معصوب” لامرئ القيس هي نموذج فريد من الشعر الجاهلي، تجمع بين الوصف الفني والمشهد الحركي والتأمل الفلسفي. ينطلق الشاعر من تصوير دقيق لفرسه، يبرز فيه جمالها وقوتها، ثم ينتقل إلى مشهد مطاردة وصراع مع الذئب، ليُثبت كفاءة المطية في الفعل لا في الشكل فقط، ويختم بحكمة تربط الخير بالخيل، رمز الفروسية والبطولة.
الموضوع:
تمجّد القصيدة الفرس بوصفها رمزًا للبطولة والخير، وتُبرز دورها في الحرب والصيد كأداة للبقاء والنجاة.
التقسيم:
· اللوحة الساكنة: الأبيات 1–6
· المشهد الحركي: الأبيات 7–12
· الخاتمة التأملية: الأبيات 13–15
فكك
تدرج الوصف من اللوحة إلى المشهد، فقطع القصيدة معتمدا هذا التمشي معيارا.
اعتمدت القصيدة تدرجًا وصفيًا من اللوحة الساكنة إلى المشهد الحركي:
- الأبيات 1–6: وصف تشكيلي للفرس، يركّز على ملامحها الجمالية والعضوية، كأنها لوحة.
- الأبيات 7–12: انتقال إلى الحركة، حيث تظهر الفرس في مشهد مطاردة وانقضاض، بتصوير درامي.
- الأبيات 13–15: تأمل في المصير والخير، يختم بمقولة فلسفية تربط الخير بنواصي الخيل.
هذا التمشي يمنح القصيدة تصاعدًا بصريًا ودراميًا، من السكون إلى الفعل إلى الحكمة.
حلل
1- استخلص أوصاف الفرس مبينا مدى وفائها لصورة المطية في الشعر الجاهلي؟
أوصاف الفرس في القصيدة جاءت وفية تمامًا لصورة المطية في الشعر الجاهلي، بل مثّلت نموذجًا مثاليًا لها:
- قوية البنية: “جرداء”، “معروفة اللحيين”، “المتن ملحوب”، تعكس صلابة الفرس وقدرتها على التحمل.
- سريعة الحركة: “جريها حدم”، “الشد منحدر”، “كأنها كالبرق والريح”، وهي صفات جوهرية للمطية الجاهلية في الكرّ والفرّ.
- جميلة المظهر: “اللون غربيب”، “غرّة منها وتحبيب”، تجمع بين الجمال والقوة.
- وفية لصاحبها: تحمله في الغارة، تندفع نحوه، وتقاتل معه، مما يعكس العلاقة الوجودية بين الفارس والمطية.
الفرس هنا ليست مجرد وسيلة، بل شريكة في البطولة، كما هو مألوف في الشعر الجاهلي حيث تُقدَّم المطية كرمز للكرامة والمجد.
2- لم يكتف الشاعر بتقديم صورة لفرسه بل عقب على ذلك بمشهد صيد، فما الغاية من ذلك؟ علل إجابتك.
الغاية من مشهد الصيد هي إبراز كفاءة الفرس في الفعل لا في الوصف فقط؛ فالشاعر لا يكتفي بجمالها، بل يُثبت جدارتها في المطاردة والانقضاض، مما يُجسّد صورة المطية الجاهلية المثالية: جميلة، سريعة، وفية، قاتلة عند الحاجة. هذا التدرج من الوصف إلى الإنجاز يُعزز مكانة الفرس كرمز للبطولة والخير.
3- قام الوصف على التداعي والانتقال من عالم البهائم الأليفة إلى عالم السباع الضارية، فهل ترى في ذلك بعدا رمزيا؟ كيف ذلك؟
نعم، يحمل هذا الانتقال بعدًا رمزيًا عميقًا؛ إذ يُجسّد تحوّل الفرس من كائن أليف إلى قوة ضارية، مما يرمز إلى قدرة الإنسان (والأدوات التي يمتلكها) على التحوّل من السكون إلى الفعل، ومن الجمال إلى الفتك، حين تقتضي الحاجة.
هذا التداعي يعكس فلسفة جاهلية ترى في المطية امتدادًا للذات البطولية:
- فهي جميلة كالأليف،
- لكنها مفترسة كالسبع عند المواجهة،
- مما يرمز إلى ازدواجية البطولة: الرحمة والقوة، السكون والانقضاض.
إنه تصوير رمزي للفرس ككائن يتجاوز طبيعته، ويصبح تجسيدًا للبطولة المتوحشة حين يستدعي السياق ذلك.
4- ما وظائف الصفات الدالة على الأحوال والأفعال المتصلة بالأعمال؟
الصفات الدالة على الأحوال والأفعال في القصيدة تؤدي وظائف متعددة، أبرزها:
- التجسيد الحركي: تُحوّل الفرس من كائن ساكن إلى فاعل، مثل “سابحة”، “ضارحة”، “قادحة”، فتمنحها طاقة درامية.
- الإيحاء بالقوة والسرعة: تعكس صفات مثل “الشد منحدر”، “الجري حدم” قدرة الفرس على الفتك والمطاردة.
- التكثيف الرمزي: توحي بأن الفرس ليست مجرد مطية، بل رمز للبطولة والاندفاع والنجاة.
- الربط بالزمن والحدث: تجعل الوصف متصلًا بالفعل والسياق، لا مجرد زخرفة، مما يخدم بناء المشهد الشعري.
هذه الصفات تدمج بين الوصف والتشخيص، وتُسهم في تحويل النص من لوحة إلى مشهد حي نابض بالحركة.
5- استخرج من القصيدة الظواهر الإيقاعية متبينا دورها في جعل الصورة نامية.
في قصيدة امرئ القيس، تتجلّى عدة ظواهر إيقاعية تُسهم في نمو الصورة الشعرية وتكثيفها:
الظواهر الإيقاعية
- التكرار الصوتي: مثل تكرار الحروف القوية (القاف، الحاء، الضاد) في كلمات مثل “قادحة”، “ضارحة”، “محجوب”، مما يضفي طاقة صوتية تعكس عنف الحركة.
- التوازي التركيبي: في الأوصاف المتتابعة مثل “واليد سابحة، والرجل ضارحة، والعين قادحة”، مما يخلق إيقاعًا منتظمًا يُعزز نمو الصورة تدريجيًا.
- التدوير: امتداد المعنى عبر البيت، كما في “فأبصرت شخصه، من فوق مرقبة…”، مما يمنح الصورة امتدادًا زمنيًا وحركيًا.
- الجرس الموسيقي الداخلي: عبر انسجام الحروف في كلمات مثل “غربيب”، “مقبوب”، “معقوب”، مما يربط الصورة بالإيقاع ويمنحها تماسكًا سمعيًا.
دورها في نمو الصورة
هذه الظواهر تجعل الصورة نامية عبر:
- تصعيد الإيقاع مع تصاعد الحركة.
- تحويل الوصف من ساكن إلى متحرك.
- إبراز التوتر والانقضاض في مشهد الصيد.
- تثبيت الصفات في ذهن المتلقي عبر التكرار والتنغيم.
الإيقاع هنا ليس مجرد زينة، بل أداة بنائية تُسهم في تحويل اللوحة إلى مشهد نابض بالحياة.
قوم
أوجد الشاعر بين حركة راحلته في المكان ومصارعة الذئب عوامل الافناء صلة، فإلى أي مدى يصح القول إن الرحلة والصراع عاملا بقاء عند الجاهلي ؟
نعم، يصح القول؛ فالجاهلي يرى في الرحلة والصراع وسيلتين للبقاء لا للفناء، إذ تُثبت المطية قوتها في الحركة، ويُثبت الإنسان وجوده في المواجهة، فالحركة تقيه السكون، والصراع يضمن له النجاة.
توسع
ابحث في ديوان امرىء القيس عن أوصاف للحيوان وحشيه وأليفه.
عين صنف التشبيه في البيت التالي:
كأنها حين فاض الماء واحتفلت … صفعاء لاح لها بالقفرة الذيب
أوصاف الحيوان الوحشي والأليف في ديوان امرئ القيس
في ديوان امرئ القيس، تتكرر أوصاف الحيوانات الأليفة والوحشية، وتُوظّف شعريًا لتجسيد القوة، الجمال، أو الفتك:
الأليفة:
- الفرس: وصفها بالجرداء، السابحة، الضارحة، القادحة، وهي مطية الفارس في الحرب والصيد.
- الناقة: تظهر في المعلقة مثلًا، بوصفها وسيلة للترحال، وتُشبَّه أحيانًا بالظبي أو النعام في خفتها.
الوحشية:
- الذئب: رمز للوحشة والافتراس، كما في البيت الذي ذكرتِه.
- الظبي والوعل: يُشبَّه بهما المحبوب أو المطية في رشاقتهما.
- النعام: يوظّف في تصوير السرعة والفرار، كما في وصف المطاردة.
هذه الأوصاف تُبرز التوتر بين الألفة والوحشة، وتُضفي على النص بعدًا رمزيًا يعكس صراع الإنسان مع الطبيعة.
صنف التشبيه في البيت:
البيت: كأنها حين فاض الماء واحتفلت … صفعاء لاح لها بالقفرة الذيب
التحليل: هذا تشبيه تمثيلي، حيث يُشبَّه حال الفرس حين امتلأت بالماء وانطلقت، بحال امرأة غاضبة (صفعاء) رأت الذئب في الصحراء. الصورة لا تقتصر على مفردة، بل تمثّل مشهدًا كاملًا، لذا يُعد من التشبيه التمثيلي الذي يُشبّه هيئة بهيئة.
Comments are closed.