شرح نص بدا لي وجه نعم محور الشعر الجاهلي تحليل شرح نصوص ثانية ثانوي يندرج ضمن المحور الاول
من كتاب النصوص عيون الأدب لغة عربية تحضير وتحليل قصيدة بَدَا لِي وَجْهُ نُعْمِ للكاتب النابغة الذبياني
شرح قصيدة بدا لي وجه نعم – للسنة 2 ثانوي تعليم تونس – محور الشعر الجاهلي
نص بدا لي وجه نعم مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
قصيدة “بدا لي وجه نُعْم” للنابغة الذبياني من عيون النسيب الجاهلي، يستهلها الشاعر برؤية خاطفة لحبيبته تُشعل وجدانه. يتنقل بين الحنين والعتاب، ويصور جمال “نُعْم” بجمال الطبيعة والكون، مما يعكس تعلقًا عميقًا رغم الفراق. القصيدة تجمع بين الرقة العاطفية والبلاغة التصويرية، وتُبرز قدرة النابغة على شدّ القلوب منذ المطلع.
الموضوع:
تصوّر القصيدة شدة تعلق الشاعر بحبيبته “نُعْم” رغم الفراق، وتعبّر عن حنينه المضطرب بين الوهم والواقع.
التقسيم:
بالاعتماد على مواضيع الوصف:
- وصف اللقاء والنعمة: الأبيات 1–2
- وصف التعلق والهوى: الأبيات 3–4
- وصف الرحيل والفقد: البيت 5
- وصف النظرة العابرة وتأثيرها: البيت 6
- وصف الجمال الخُلقي والخَلقي: الأبيات 7–9
- وصف الحسية والشفافية: البيت 10
- وصف الحيرة والرؤية الليلية: الأبيات 11–13
فكك
اتخذ مواضيع الوصف معيارا لتقطيع النص.
1. وصف اللقاء والنعمة العاطفية
الأبيات: 1–2
- يتحدث الشاعر عن رؤيته لوجه “نُعْم”، مقرونًا بنعمة العيش والدهر، وكأنها لحظة صفاء وهناء.
- ثم ينتقل إلى حوار وجداني معها، حيث يتبادلان الأسرار، في جو من الثقة والحميمية.
2. وصف التعلق والهوى
الأبيات: 3–4
- يصف تعلقه بها رغم محاولات القلب للانفصال.
- ثم يلومها على الهجران، لكنه لا يخلو من الدعاء لها، مما يعكس التناقض بين العتاب والوفاء.
3. وصف الرحيل والفقد
البيت: 5
- مشهد الرحيل، حيث يشد الركب، ويظل وجه “نُعْم” حاضرًا في قلبه رغم العجلة.
4. وصف النظرة العابرة وتأثيرها
البيت: 6
- نظرة خاطفة أربكت قلبه، وكأنها قدر محتوم، مما يضفي طابعًا قدريًا على الحب.
5. وصف الجمال الخُلقي والخَلقي
الأبيات: 7–9
- يشبهها بالشمس، ويصفها بالخلق الحسن.
- يصف لون بشرتها ورائحتها، ويؤكد أن الطيب يزداد طيبًا حين يكون عليها.
6. وصف الحسية والشفافية
البيت: 10
- ريقها كالمشمول الصافي أو الشهد، في صورة حسيّة راقية.
7. وصف الحيرة والرؤية الليلية
الأبيات: 11–13
حلل
1 – تبين خصائص الحبيبة الخلقية والخلقية.
الخصائص الخَلْقية (الجسدية والجمالية)
- البياض والإشراق: شبهها بالشمس في بياضها وإشراقها (البيت 7).
- صفاء اللون: لون بشرتها بعد نزع البُرد كالدعص الرملي الهاري، أي ناعم ومتلون بلون الرمال (البيت 8).
- وضوح الخدين: وصف جيدها بأنه واضح الخدين، مما يدل على جمال الوجه وتناسقه (البيت 9).
- الطيب والرائحة: الطيب يزداد طيبًا حين يكون عليها، مما يشير إلى عطرها الطبيعي أو تأثير حضورها (البيت 9).
- ريقها: مشبه بالمشمول الصافي أو الشهد، مما يدل على رقة الفم وحلاوة الحديث (البيت 10).
الخصائص الخُلُقية (السلوكية والأخلاقية)
- الحياء والاحترام: لم تؤذِ أهلها ولم تفحش على جار، مما يدل على حسن الخلق والحياء والاحترام الاجتماعي (البيت 7).
2 – قامت علاقة الشاعر بنعمى على اتصال مفقود والفصال موجود، فما أثر ذلك في نفسيته ؟
أثر الاتصال المفقود والفصال الموجود في نفسية الشاعر بانكسار داخلي وتوتر وجداني، تجلى في:
- الحنين والاضطراب: يظهر في ارتباك القلب عند النظرة العابرة (البيت 6)، وكأن الحب أصبح قدرًا لا يُقاوَم.
- الشك واليقين: يتساءل هل ما رآه برقًا أم وجه “نُعْم”، ثم يحسم أنه وجهها، مما يعكس صراعًا داخليًا بين الوهم والحقيقة (البيتان 12–13).
- العتاب والوفاء: رغم لومه لها على الهجر، لا يزال يدعو لها بالسقيا والرعاية (البيت 4)، مما يدل على تعلق لا يُشفى.
- الانبهار والحرمان: وصفه الدقيق لجمالها الجسدي والأخلاقي يعكس انبهارًا ممزوجًا بحرمان، إذ لم ينل منها سوى لمحة.
في المجمل، العلاقة المقطوعة خلقت في نفسه توترًا بين الحب والغياب، بين الصورة المتخيلة والواقع المفصول، مما أضفى على القصيدة طابعًا وجدانيًا عميقًا ومأساويًا.
3 – استعار الشاعر الحبيبته صورا متعددة، استخرجها محددا دورها ووظائفها.
أثّر الفصال في نفسية الشاعر بشعور عميق بالحرمان والتعلق، فظل وجه “نُعْم” يلاحقه في الخيال رغم غيابها. تولّدت لديه حالة من الحيرة بين الوهم والحقيقة، كما في تشبيهه وجهها بالبرق والنار. امتزج الانبهار بجمالها بالحزن على الفقد، مما أضفى على القصيدة طابعًا وجدانيًا مأساويًا.
4 – للقرائن الزمنية دور في تقلب أحوال الشاعر، فكيف ذلك ؟
القرائن الزمنية في القصيدة مثل “أيام”، “حينًا”، “يوم أسعدها”، و”ميل النجوم” تعكس تقلب الزمن وتغير الأحوال، مما يضاعف من اضطراب الشاعر النفسي. فهو يستحضر الماضي السعيد ويقارنه بالحاضر المظلم، فتتولد لديه مشاعر الحنين والحسرة. الزمن هنا ليس مجرد خلفية، بل عامل فاعل في تعميق الفقد وتكثيف التوتر الوجداني.
قوم
يرى ابن قتيبة أن النسيب إنما هو عدة الشاعر اليميل نحوه القلوب، ويصرف إليه الوجوه، ويستدعي به إصغاء الأسماع إليه“، فإلى أي مدى أفلح النابعة في ذلك؟ علل إجابتك.
أفلح النابغة الذبياني إلى حدٍّ كبير في تحقيق ما أشار إليه ابن قتيبة من وظائف النسيب، إذ استهل قصيدته بوصف وجداني رقيق لوجه “نُعْم”، مما جذب القلوب وأثار التعلّق. وظّف صورًا حسية وعاطفية مؤثرة، مثل تشبيهها بالشمس والبرق، وأظهر اضطرابه النفسي بين الحنين والفقد، فاستدعى بذلك تعاطف السامع وانتباهه. هذا التمهيد العاطفي مهّد للانتقال إلى باقي أغراض القصيدة، محققًا وظيفة النسيب كمدخل فني وجمالي يفتح أبواب الإصغاء والتأثر.
توسع
– الحقل المعجمي : استخرج من النص ما اتصل بمجال الطبيعة“.
في القصيدة، يتصل الحقل المعجمي بمجال الطبيعة من خلال الألفاظ التالية:
- الدهر، العيش: تدلان على الزمن والوجود الطبيعي.
- الليل، النجم، المغيب: عناصر من السماء والوقت.
- البرق، النار: ظواهر طبيعية ذات ضوء وحرارة.
- الشمس: رمز للإشراق والجمال الطبيعي.
- دعص الرملة الهاري: وصف لتضاريس الصحراء.
- الطيب: مرتبط بالنباتات والعطور الطبيعية.
– وظف الشاعر مجموعة من الحواس لوصف نعمى، ضع مكونات الوصف حسب مجال الحاسة: حاسة النظر حاسة الشم حاسة الشم حاسة السمع
تصنيف مكونات وصف “نُعْم” حسب الحواس:
- حاسة النظر:
- بيضاء كالشمسواضحة الخدينلون البشرة كدعص الرملة الهاري
- وجهها يلوح في الظلام كبرق أو نار
- حاسة الشم:
- الطيب يزداد طيبًا حين يكون بها
- معطار (ذات رائحة زكية)
- حاسة السمع:
- لم تفحش على جار (سلوك لفظي يدل على حسن الحديث والخلق)
من هو الشاعر النابغة الذبياني
النابغة الذبياني هو زياد بن معاوية، من أبرز شعراء الجاهلية، وواحد من فحول الطبقة الأولى في الشعر العربي القديم. لقّب بـ”النابغة” لأنه نبغ في الشعر فجأة بعد أن لم يُعرف عنه قول الشعر من قبل، وكان شاعر بلاط النعمان بن المنذر في الحيرة. امتاز شعره بجزالة اللفظ، ورقة النسيب، وقوة المدح، خاصة في معلقته الشهيرة التي مدح فيها النعمان، وله أثر كبير في تطور فن الاعتذار في الشعر العربي.
Comments are closed.