شرح نص وذات دل محور التجديد في الشعر العربي تحليل شرح نصوص ثانية ثانوي يندرج ضمن المحور الثاني
من كتاب النصوص عيون الأدب لغة عربية تحضير وتحليل و شرح قصيدة وذات دل لبشار بن برد
شرح قصيدة وذات دل – للسنة 2 ثانوي تعليم تونس – محور التجديد في الشعر العربي في القرن الثاني للهجرة
نص وذات دل مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
قصيدة «وذات دل» لبشار بن برد من روائع الغزل العباسي، تمزج بين الشعر والغناء في مجلس طربي حيّ.
تقوم على الحوار بين الشاعر والجارية، حيث يتداخل صوت القديم (جرير) مع صوت الحديث (بشار) في مشهد يجمع اللذة والوجد.
الموضوع:
موضوع القصيدة هو الغزل الطربي، حيث يمزج بشار بين الحب والغناء في مجلس يفيض بالشوق والوجد.
التقسيم:
تقطيع النص وفق المعيار الموضوع
- من البيت 1 إلى 4: الغزل ووصف المحبوبة.
- من البيت 5 إلى 10: الحوار والغناء.
- من البيت 11 إلى 16: الطرب والختام بالموعظة.
فكك
غنت الجارية صوتين: صوتا من القديم ( أبيات جرير)، وصوتا من الحديث ( أبيات بشار). حددهما، ووضح كيف تم الانتقال من الصوت الأول إلى الثاني.
الصوت القديم: بيت جرير «إن العيون التي في طرفها حور…» (البيت 2).
الصوت الحديث: بيت بشار «يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة…» (البيت 6).
* الانتقال تم عبر الحوار، إذ بدأ بالغناء ببيت جرير ثم ردّت الجارية ببيت بشار مواصلة المعنى بأسلوب جديد.
حلل
1- قامت القصيدة على الأحوال والأقوال والأعمال. استخلصها وبين دورها في بناء النص.
الأحوال: العشق والوجد.
الأقوال: الحوار الشعري والغنائي.
الأعمال: الغناء والعزف والطرب.
* دورها: تداخلها أضفى حيوية على النص، فجمع بين الشعور والكلام والفعل في مشهد واحد.
2 سيطر على النص النداء، استخرجه وادرس دلالته.
النداء: «يا حبذا جبل الريان…»، «يا قوم أذني…»، «يا ليتني…».
* دلالته: إبراز الشوق والانفعال، واستدعاء المخاطَب لتأكيد المشاركة الوجدانية والطربية في النص.
3. تصاعد نسق الغناء في هذا المجلس، وضح ذلك، وبين أثره في المغنية وفي الشاعر.
بدأ الغناء بصوت قديم هادئ (جرير)، ثم انتقل إلى صوت حديث أكثر طربًا (بشار)، فتصاعد النسق من الاستحضار إلى الإبداع. : أثره: ألهب وجدان الشاعر وزاد وجدَه، وأطلق للمغنية حضورًا فاعلًا وطربًا متجددًا.
4 ادرس الصور الشعرية في هذه القصيدة، وبين ما فيها من طرافة.
الصور: تشبيه المرأة بالبدر، تشبيه الأذن بالعاشقة، تمنّي الشاعر أن يكون تفاحًا أو ريحانًا.
* الطرافة: في الجمع بين الحواس (العين والأذن)، وفي التحولات الغريبة من إنسان إلى نبات أو ثمرة، مما يضفي خيالًا جديدًا وممتعًا.
5 في الكثير من أبيات القصيدة مقومات إيقاعية جعلتها صالحة للغناء. توضحها وبين دورها في الإغراء بهذا النوع الجديد من الشعر.
المقومات الإيقاعية: التكرار («يا حبذا…»)، التنغيم الموسيقي، المقابلات، والجناس.
* دورها: منحت الأبيات إيقاعًا طربيًا جذابًا، فأغرت المغنين باستعمالها وجعلت الشعر صالحًا للغناء.
قوم
في هذا النص يحاور بشار بن برد القديم ( من خلال نموذج جرير). وضح أدواته في ذلك مبديا رأيك في تلك المحاورة.
استخدم بشار الاقتباس والمعارضة لبيت جرير، وأضاف صورًا جديدة كتشبيه الأذن بالعاشقة. * رأيي: محاورة موفقة جمعت بين الوفاء للقديم وتجديد المعنى بأسلوب طريف.
توسع
* ما هي الفروق الدلالية بين العمد، والعشق والكلف، والميل، والحب، والغرام، والصبابة، والجوى، والهيام… رتبها حسب درجة حدتها العاطفية من الأقوى إلى الأضعف.
الأقوى إلى الأضعف:
الهيام → الجوى → الغرام → العشق → الكلف → الصبابة → الحب → الميل → العمد.
* الفروق: الهيام أقصى الجنون، والجوى ألم داخلي، والغرام تعلق شديد، والعشق إفراط في الحب، والكلف مشقة، والصبابة رقة الشوق، والحب عام، والميل بداية الانجذاب، والعمد قصد بلا حرارة.
* حلل هذا البيت تحليلا نحوياً تاماً.
لا يقتل الله من دامت مودته *** والله يقتل أهل الغدر أحيانا
التحليل النحوي
- لا يقتلُ اللهُ من دامت مودتُهُ
- لا: حرف نفي.
- يقتلُ: فعل مضارع مرفوع بالضمة.
- اللهُ: فاعل مرفوع.
- من: اسم موصول مبني في محل مفعول به.
- دامتْ: فعل ماضٍ تام (ليس من أخوات كان هنا).
- مودتُهُ: فاعل مرفوع لـ«دامت»، وهو مضاف، والهاء مضاف إليه.
- جملة «دامت مودته»: صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
- واللهُ يقتلُ أهلَ الغدرِ أحيانًا
- الواو: استئنافية.
- اللهُ: مبتدأ مرفوع.
- يقتلُ: فعل مضارع مرفوع، والفاعل ضمير مستتر تقديره «هو» يعود على «الله».
- أهلَ: مفعول به منصوب، وهو مضاف.
- الغدرِ: مضاف إليه مجرور.
- أحيانًا: ظرف زمان منصوب.
- الجملة الفعلية «يقتل أهل الغدر أحيانًا»: خبر المبتدأ «الله».
ملخص القصيدة في فقرة انشائية
قصيدة «وذات دل» لبشار بن برد لوحة غزلية طربية، تدور أحداثها في مجلس غناء حيث يتبادل الشاعر والجارية أصوات الشعر بين القديم والحديث، فيمزجان بيتًا مشهورًا لجرير ببيت جديد لبشار، في حوار شعري حيّ. تتصاعد الأجواء من وصف المحبوبة وتشبيهها بالبدر، إلى تمنّي الشاعر أن يكون تفاحًا أو ريحانًا ليقترب منها، ثم إلى الطرب والوجد الذي يلهب القلب ويثير الدموع. النص يقوم على الأحوال (العشق والاضطراب)، والأقوال (الحوار الشعري)، والأعمال (الغناء والعزف)، مما يجعله مشهدًا متكاملًا يجمع بين اللذة والحرقة، ويعكس روح العصر العباسي حيث الشعر والغناء امتزجا ليشكلا تجربة وجدانية وفنية واحدة.
من هو الشاعر بشار بن برد؟
بشار بن برد شاعر عباسي مجدد، جمع بين الغزل والمجون والهجاء، ويُعد من أوائل من أرسوا ملامح الشعر العباسي الجديد. أهم أعماله تتمثل في ديوانه الكبير الذي يضم قصائد في الغزل، الهجاء، المدح، والوصف، وقد اشتهر بقصيدته في الغزل التي تبدأ بـ«يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة» وبكثرة أشعاره التي صارت مادة للمغنين في مجالس بغداد.
من هو بشار بن برد؟
- الاسم الكامل: أبو معاذ بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي.
- الميلاد: 96 هـ في البصرة.
- الوفاة: 168 هـ في بغداد، حيث اتُهم بالزندقة وقُتل بأمر الخليفة العباسي.
- صفاته: وُلد أعمى، لكنه كان من فحول الشعراء، سريع البديهة، غزير الإنتاج، قليل التكلف، عذب المعاني.
- مكانته: يُعد من شعراء المولدين وأحد أبرز المجددين في الشعر العربي، إذ نقل الشعر من الطابع الأموي إلى الروح العباسية الجديدة.
أهم أعماله الشعرية
- ديوان بشار بن برد: يضم قصائد في مختلف الأغراض الشعرية (الغزل، المدح، الهجاء، الوصف، الفخر).
- الغزل الطربي: مثل قصيدته الشهيرة التي يقول فيها: «يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة…»، والتي أصبحت من أبرز النصوص المغناة في العصر العباسي.
- الهجاء والسخرية: كان لسانه سليطًا، فاشتهر بالهجاء اللاذع الذي جلب له العداء.
- المدائح: مدح الخلفاء والولاة، لكنه لم يلتزم دائمًا بالمديح التقليدي، بل أضفى عليه طابعًا شخصيًا.
- الوصف: وصف الطبيعة والمجالس، وأدخل صورًا حسية جديدة في الشعر.
أثره في الأدب
- التجديد الفني: أدخل صورًا مبتكرة مثل تشبيه الأذن بالعاشقة، وهو خروج عن المألوف.
- الطابع الحسي: مزج بين الشعر والغناء، فجعل قصائده صالحة للطرب والمجالس.
- المكانة النقدية: وصفه الجاحظ بأنه “أشعر المولدين”، أي أفضل شعراء العصر العباسي من غير العرب الخلّص.
هكذا يظهر بشار بن برد كصوت شعري قوي ومجدد، جمع بين الأصالة والابتكار، وترك أثرًا عميقًا في مسار الشعر العربي.





