شرح نص ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا محور الشعر الجاهلي تحليل شرح نصوص ثانية ثانوي يندرج ضمن المحور الاول
من كتاب النصوص عيون الأدب لغة عربية تحضير وتحليل قصيدة ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا لطرفة بن العبد
شرح قصيدة ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا لطرفة بن العبد من كتاب النصوص عيون الأدب تندرج
ضمن المحور الاول سنة ثانية ثانوي تعليم تونس
التقديــــــــــــــــــــــــــم
التقديم المادي
نص على شكل قصيدة متكونة من مقطع فخري مقتطف من معلقة طرفة بن العبد
بعنوان ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا و الذي يتلو فيه المقطع الطلــلـي و هو
القسم الأساسي
الموضـــــــــــــــــوع
يفتخر الشاعر بنفسه و فتوته عارضا حكما جلية تلخص معاني الزمن و الحياة و الموت
المقاطع / حسب معيار المراوحة بين الخبر و الإنشاء
1-من البيت 1 الى البيت 3 : ((خبر)) رؤية الشاعر للموت و الحياة
2-من البيت 4 الى البيت 9 : ((انشاء فخبر)) وصف السيف و دلالاته
3-من البيت 10 الى البيت 14: ((انشاء فخبر)) مدح للذّات و ذم للآخر
4-البقيــــــــــــــــة : ((انشاء فخبر)) استشراف المستقبل
فكك
– تخير مما يلي ما ترتضيه معيارا لتقطيع النص :
الإخبار والمخاطبة / * معاني الفخر. / بنية الضمائر. (أنا، أنت هو).
تقطيع النص حسب معاني الفخر:
المقطع | الأبيات (أرقام السطور) | مضمون الفخر |
1 | 5–7 | الفخر بالشجاعة والقدرة القتالية |
2 | 8–9 | الفخر بالثبات في الحرب والاعتماد على الأخ |
3 | 10–11 | الفخر بالتميز عن الآخرين في المواقف |
4 | 13–14 | الفخر بالجرأة والصدق والنسب |
5 | 15–17 | الفخر بالثبات في المواطن الخطرة |
6 | 18–19 | الفخر بالحكمة والتجربة وكشف الأيام |
حلل
1 – استخلص طائفة المعاني الفخرية في هذا النص.
طائفة المعاني الفخرية في النص
1. الفخر بالشجاعة والإقدام
- يظهر في وصفه لنفسه بأنه لا يتردد في القتال، وأنه منيع في ساحة الحرب: “إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني…” “أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه…”
2. الفخر بالصدق والجرأة
- يعتز بصدقه في القول وجرأته في المواقف، ويعتبرها سببًا في تميّزه عن الآخرين: “ولكن نفى عني الرجال جرأتي…”
3. الفخر بالنسب والمحتد
- يشير إلى أصله الشريف ومكانته بين الرجال، مما يعزز مكانته الاجتماعية: “ومحتدي…”
4. الفخر بالتميّز عن الآخرين
- يرفض أن يُقارن بمن لا يحمل همومه أو يشارك في مواقفه: “ولا تجعليني كأمري ليس همه كهمي…”
5. الفخر بالحكمة والتجربة
- يؤمن بأن الأيام ستكشف الحقائق، وأنه يملك من التجربة ما يؤهله لفهم الأمور: “ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً…”
6. الفخر بالبطولة في المواطن الخطرة
- يصف نفسه بأنه يثبت في المواطن التي يخشاها الآخرون، ويحمي عورات قومه: “ويوم حبست النفس عند عراكه…”
7. الفخر بالكرم والرفض للبخل
- ينتقد البخلاء ويُظهر نفسه كعقيلة المال، أي صاحب الكرم والفضل: “أرى الموت يعتام الكرام ويصطفي…”
هذه المعاني الفخرية لا تأتي في سياق التباهي المجرد، بل تُبنى على موقف وجودي يعكس قلق الشاعر من الزيف، ورغبته في إثبات ذاته في مجتمع قبلي لا يرحم. هل ترغب أن نربط هذه المعاني بسياقات مجتمعية أو تعليمية معاصرة؟
2 – قامت الفخرية على مقارنة بين الشاعر الفتى ونقيضه، استخرج مواطن التقابل مبينا وظيفتها في بنية غرض الفخر.
مواطن التقابل بين الشاعر ونقيضه
صورة الشاعر الفتى | صورة النقيض | الوظيفة في بنية الفخر |
أنا الرجل الضرب الذي تعرفونه | كأمري ليس همه كهمي | إبراز التميز في الهمّ والغاية |
أخي ثقة لا ينثني عن ضريبة | بطيء عن الجلى سريع إلى الخسا | تأكيد البطولة مقابل التخاذل |
إذا ابتدر القوم السلاح وجدتني منيعًا | ذلول بأجماع الرجال ملهد | إظهار الثبات مقابل الانقياد |
فإن مت فانعيني بما أنا أهله | ولا يغني غنائي ومشهدي | الاعتزاز بالموقف والموت الشريف |
نفى عني الرجال جرأتي وإقدامي | عداوة ذي الأصحاب والمتوحد | تبيين سبب العزلة النبيلة مقابل العزلة الذميمة |
الوظيفة البلاغية والدلالية
- تعميق غرض الفخر: التقابل يبرز صفات الشاعر لا بوصفها مجرد فضائل، بل كاختلاف جوهري عن الآخرين.
- إبراز التمايز الأخلاقي والاجتماعي: الشاعر لا يفتخر فقط بالشجاعة، بل بكونه يحمل همًّا أعمق، وغاية أ.
- نقد ضمني للمجتمع: يظهر النقيض كرمز للسطحية والجبن، مما يجعل الفخر موقفًا احتجاجيًا أيضًا.
3 – افتتح النص ثم انغلق بنفس حكمي، استجل وظائف الحكمة متبينا موقف الجاهلي من الزمن.
افتتح طرفة بن العبد معلّقته بحكمة عن مفارقات الموت، واختتمها بحكمة عن كشف الأيام للحقائق، مما يمنح القصيدة بنية دائرية تأملية. وظائف الحكمة: تعميق المعنى، توسيع غرض الفخر، ونقد اختلال القيم. موقف الجاهلي من الزمن: يراه كاشفًا للحق، حاملًا للخبر، ومنصفًا بعد الصمت، لا يُعوّل عليه في النجاة بل في إظهار الحقيقة.
4 – لم يستقم الفخر في هذه القسم من المعلقة إلا بحضور بعض المعاني الهجائية، فكيف ذلك؟
استقام الفخر في هذا القسم من المعلقة عبر حضور المعاني الهجائية كنقيض بنيوي يُبرز صفات الشاعر الفتى. فطرفة لم يكتف بإبراز فضائله، بل قارنها بصفات الذمّ، مثل الجبن، البخل، والبلادة، كما في قوله: “ولا تجعليني كأمري ليس همه كهمي…” و “ذلول بأجماع الرجال ملهد“. وظيفة هذه المعاني الهجائية هي تعميق غرض الفخر عبر نفي الصفات الذميمة عن الذات، وإبراز التمايز الأخلاقي والاجتماعي، مما يجعل الفخر موقفًا وجوديًا لا مجرد تباهٍ.
5 – بين بالاعتماد على العناصر اللغوية التالية (التراكيب النحوية زمن الأفعال، المشتقات) استعداد القصيدة للانعتاق من خصوصية التجربة إلى مطلق الحكمة والمثل.
استعداد القصيدة للانعتاق من خصوصية التجربة إلى مطلق الحكمة والمثل يتجلّى عبر عناصر لغوية دقيقة:
- التراكيب النحوية: كثرة الجمل الخبرية والتقريرية مثل “أرى الموت يعتام الكرام” و “ستبدي لك الأيام…” تمنح النص طابعًا تأمليًا عامًا، يتجاوز الذات إلى تقرير حالٍ إنساني مشترك.
- زمن الأفعال: استخدام المضارع (يعتام، يصطفي، تنقص، يأتيك) يضفي على الحكمة طابعًا مستمرًا وتجريبيًا، مما يجعلها قابلة للتطبيق في كل زمان، لا محصورة في لحظة ذاتية.
- المشتقات: توظيف أسماء الفاعل والصفة مثل المتشدد، الملهد، المهند، المنيع يرسّخ صفات نمطية قابلة للتعميم، ويُحوّل التجربة الفردية إلى نماذج أخلاقية ومجتمعية.
بهذا، تتحول القصيدة من سرد تجربة ذاتية إلى بناء مثلٍ عليا وقيمٍ إنسانية، تجعل من الفخر والحكمة خطابًا يتجاوز صاحبه إلى كل من يطلب المعنى.
قوم
– تبين صلة هذا النص بسابقه.
صلة هذا النص بسابقه تتجلّى في الوحدة الموضوعية والبنائية؛ فكلاهما ينتمي إلى القسم الفخري من معلقة طرفة بن العبد، ويعتمد على الحكمة والتقابل لإبراز الذات.
في النص السابق، تم التركيز على الفخر الذاتي عبر مقارنة الشاعر بنقيضه، أما في هذا النص، فتُستكمل هذه البنية من خلال الحكمة الزمنية التي تُضفي طابعًا كونيًّا على التجربة، وتحوّل الفخر من موقف شخصي إلى قيمة إنسانية عامة.
بذلك، يشكّل النصان معًا بنية متكاملة:
- الفخر بالموقف والسلوك (النص الأول)
- الفخر بالبصيرة والحكمة (النص الثاني)
وهذا التدرج يُعزّز غرض الفخر ويمنحه عمقًا فلسفيًا يتجاوز اللحظة الجاهلية إلى المثل العليا.
– هل ترى بين أقسام المعلقة تكاملا وترابطا ؟ كيف ذلك؟ يمكن الاستئناس بشروح النصوص الثلاثة الأولى، والنص التكميلي الأول لابن قتيبة)
نعم، بين أقسام معلقة طرفة بن العبد تكاملٌ وترابطٌ واضح، يتجلّى في بنية شعورية وفنية متماسكة، رغم تنوّع الأغراض. هذا الترابط لا يُفهم إلا باستحضار السياق الجاهلي، وشروح النقّاد مثل الزوزني وابن قتيبة.
مظاهر التكامل بين أقسام المعلقة
1. التمهيد بالحكمة والوعي بالموت (البيت الأول)
- يبدأ طرفة برؤية فلسفية عن الموت وانتقائيته، مما يهيّئ القارئ لتجربة ذاتية عميقة.
- كما يشير الزوزني، هذا المطلع ليس غريبًا عن غرض الفخر، بل يؤسّس له عبر التأمل في المصير.
2. الانتقال إلى الفخر الذاتي والبطولي
- في الأبيات التالية، يعتز الشاعر بشجاعته، نسبه، وصدقه، ويقارن نفسه بنقيضه.
- ابن قتيبة يرى أن هذا الفخر ليس تباهيًا مجردًا، بل دفاع عن الذات في مجتمع قبلي لا يرحم، مما يربط بين الحكمة والفخر بوظيفة وجودية.
3. الحكمة الختامية كخاتمة دائرية
- يختم طرفة بحكمة عن الزمن وكشفه للحقائق، مما يعيدنا إلى نغمة البيت الأول.
- هذا ما يسميه ابن قتيبة بـ”الانغلاق الحكمي”، حيث يُغلق النص على تأمل كوني، يجعل التجربة الفردية نموذجًا عامًا.
كيف يتحقق الترابط؟
- بنية شعورية متصاعدة: من التأمل إلى الفخر إلى الحكمة، في مسار يعبّر عن نضج داخلي.
- وحدة الصوت الشعري: رغم تنوّع الأغراض، يبقى صوت طرفة ثابتًا: ساخطًا، واعيًا، معتزًا بذاته.
- الوظيفة الأخلاقية: كل قسم يخدم غرضًا أخلاقيًا؛ الحكمة تؤسس، الفخر يثبت، والخاتمة تعمّم.
توسع
– لم تتغيب المرأة في كل أقسام المعلقة فهي حبيبة وقينة وناعية، فهل لك أن تصنف في جدول نعوتهن ووظائفهن وعلة الجمع بينهن.
حضور المرأة في معلقة طرفة بن العبد ليس زخرفًا بل بنية دلالية متكاملة، تتوزع بين العاطفة، الفن، والمأساة، مما يعكس عمق التجربة الجاهلية وتعدد أدوار المرأة في الوعي الشعري. إليك جدولًا يصنّف نعوت النساء ووظائفهن وعلة الجمع بينهن:
تصنيف المرأة في معلقة طرفة بن العبد
المرأة | النعوت | الوظيفة الشعرية | علة الجمع بينهن |
الحبيبة | جميلة، مرغوبة، موضع شوق | التعبير عن التعلّق العاطفي | تجسيد البعد الإنساني في حياة الفارس |
القينة | مغنّية، مؤنسة، ذات صوت عذب | الترفيه، الفن، كسر وحدة الفارس | تمثيل لحظة الصفاء وسط التوتر الوجودي |
الناعية | حزينة، باكية، واعية بالمآثر | تأبين البطل، تخليد الذكرى | تأكيد القيمة البطولية عبر صوت أنثوي حزين |
علة الجمع بينهن
- تكامل الأدوار: المرأة تظهر في كل لحظة مفصلية من حياة الشاعر—في الحب، في اللهو، وفي الموت.
- تجسيد الوجود الكامل: حضور المرأة يضفي على المعلقة طابعًا إنسانيًا شاملًا، لا يقتصر على البطولة أو الحكمة.
- توسيع غرض الفخر: عبر الناعية، يُخلّد الفخر؛ وعبر الحبيبة، يُختبر؛ وعبر القينة، يُروّض.
– اختزل نصوص المعلقة في مجموعة من الثنائيات : ( الماضي / الحاضر، السعاة / الشقاء)
اختزال نصوص معلقة طرفة بن العبد في ثنائيات يكشف عن التوتر الداخلي في تجربة الشاعر، ويُظهر عمق رؤيته الوجودية. إليك أبرز الثنائيات التي تتكرر وتترابط عبر النص:
ثنائيات دلالية في المعلقة
الثنائية | المظهر في النص |
الماضي / الحاضر | الحنين إلى المجد والكرم مقابل واقع البخل والخذلان (أرى الموت يعتام الكرام…) |
السعاة / الشقاء | السعي للبطولة والمروءة مقابل ما يلقاه من ظلم الأقربين والخذلان (وظلم ذوي القربى…) |
الذات / الآخر | اعتزاز الشاعر بنفسه مقابل نقده للجبناء والمتخاذلين (أنا الرجل الضرب… / ذلول…) |
الحكمة / الجهل | تأملات الشاعر في الزمن والمصير مقابل جهل الآخرين بما ستكشفه الأيام (ستبدي لك الأيام…) |
الحياة / الموت | وصفه للعيش الناقص والموت المنتقي للكرام (أرى العيش كيرًا ناقصًا… / أرى الموت…) |