Press "Enter" to skip to content

شرح قصيدة لأتركن وجوه الخيل ساهمة – لـ المتنبي – بكالوريا آداب

شرح قصيدة لأتركن وجوه الخيل ساهمة لـ المتنبي محور محور شعر الحماسة في القرنين الثالث والرابع للهجرة السنة الرابعة آداب – شرح نص لأتركن وجوه الخيل ساهمة 4 ثانوي باكالوريا
آداب تعليم تونس منهجية شرح نص تحليل تقديم شرح المقاطع شعر الحماسة شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا
منهجية تلحليل النص الادبي تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص الادبية رابعة ثانوي

شرح قصيدة لأتركن وجوه الخيل ساهمة

شرح وتحليل القصيدة مع الاجابة عن الاسئلة

تقديم القصيدة:

قصيدة “لأتركن وجوه الخيل ساهمة” للمتنبي قصيدة فخرية حماسية، يعلن فيها الشاعر تمرده على الضعف وركونه إلى المجد بالفعل لا بالانتظار. تتجلى فيها فلسفة المتنبي في البطولة والاقتحام، حيث يخاطب نفسه ويصور الحرب والطير والفتك بصور ملحمية. وتُعد القصيدة تجسيدًا شعريًا لقيم العزيمة والحرية والخلود.

الموضوع:

تُجسّد القصيدة تمرد المتنبي على الضعف، وتأكيده أن المجد لا يُنال إلا بالاقتحام والبطولة الفعلية لا بالتبعية أو الانتظار.

التقسيم:

تقسيم النص إلى ثلاثة أقسام وفق التقابل بين الشاعر والملوك والناس:

  1. الشاعر مقابل الناس العاديين (الأبيات 1–5): يرفض التعلل بالأمل والقناعة بالفقر، وينتقد من يفاخرون بالمال دون مروءة. العلاقة: تفوق أخلاقي وفكري للشاعر على الناس.
  2. الشاعر مقابل الحرب والبطولة (الأبيات 6–13): يتحول من الصبر إلى الاقتحام، ويصف نفسه فارسًا يواجه الحرب بشجاعة. العلاقة: الشاعر يتحدى الحرب ويثبت بطولته.
  3. الشاعر مقابل الملوك (الأبيات 14–20): يهدد الملوك المتخاذلين، ويؤكد أن المجد لا يُنال إلا بالفعل. العلاقة: الشاعر أعلى من الملوك، لا يرضى بهم ولا يخشاهم.

الفهم والتحليل

1- يمكن تقسيم النص اعتمادا على التقابل بين الشاعر والملوك والناس بين حدود كل قسم وحدد العلاقة بينهما.

التقسيم البنيوي للقصيدة حسب التقابل بين الشاعر والملوك والناس

القسمالأبياتمضمون القسمالعلاقة بين الشاعر والآخر
أولًا: رفض التعلل والخضوع1–3يرفض الشاعر التعلل بالأمل أو القناعة، ويؤكد أن همته تتجاوز حدود الزمان والخذلان.الشاعر ضد الزمن والناس الخانعين: يضع نفسه في مواجهة من يرضون بالقليل.
ثانيًا: نقد المجتمع والمفاهيم الزائفة4–5يسخر من من يفاخرون بالمال أو الجود، ويبيّن أن الكلمة أرفع من الغنم.الشاعر ضد الناس المتفاخرين بالمظاهر: يقدّم نفسه كصاحب جوهر لا مظهر.
ثالثًا: التحول من الصبر إلى الفعل6–7يعلن أنه صبر حتى لم يعد للصبر معنى، والآن سيقتحم.الشاعر في مواجهة القدر والركود: يتحول من المتلقي إلى الفاعل.
رابعًا: مشهد الحرب والبطولة8–11يرسم صورة الحرب والخيل، ويصف كيف سيترك أثرًا في المعركة.الشاعر الفارس مقابل الحرب والخصوم: يثبت تفوقه في ساحة القتال.
خامسًا: نقد السلطة الدينية والسياسية12–13يهاجم شيخًا يستحل دم الحجاج، ويصفه بالفساد.الشاعر ضد السلطة المنحرفة: يفضح التناقض بين الدين والممارسة.
سادسًا: التهديد والوعيد للملوك14–20يهدد الملوك، ويؤكد أن موعدهم غدًا، وأنه لا يرضى بهم إن تولوا.الشاعر ضد الملوك المتخاذلين: يضع نفسه فوقهم، ويجعلهم موضوعًا للوعيد لا للمدح.

العلاقة العامة بين الشاعر والآخرين

  • الشاعر = الذات المتفردة، الفاعلة، الرافضة للرضا والخضوع.
  • الناس = جماعة خانعة، تتفاخر بالمظاهر، وتخضع للزمن.
  • الملوك = سلطة متخاذلة، لا تستحق المجد، والشاعر يتحداها.

2 امتزج الفخر بالشكوى في بداية النص. استخرج الأساليب الفنية التي اعتمدها الشاعر لأداء معاني الفخر وإبراز دواعي الشكوى.

في مطلع النص، اعتمد المتنبي على أسلوب النفي (“ليس التعلل… ولا القناعة…”) لإبراز فخره برفض التواكل والرضا بالدون، مؤكدًا سمو همّته. كما استخدم التقابل بين الذات والآخرين ليُظهر تفوقه الأخلاقي والطموحي.

أما في الشكوى، فقد وظّف الاستعطاف (“واعذرني ولا تلم”) والتشخيص الزمني (“بنات الدهر”) ليُبرز خذلان الزمان له رغم جِدّه، مما يضفي بعدًا إنسانيًا على كبريائه. هذا المزج يُظهر الذات المتعالية وهي تعاني، فيتعمق أثر الفخر ويُشرعن دواعي الشكوى.

3- ما مظاهر التعبئة الحربية التي صورها الشاعر؟ وما الأساليب التي توخاها في ذلك؟

صوّر المتنبي مظاهر التعبئة الحربية بأسلوب تصويري حركي وعنيف، يجسّد الاستعداد للقتال والهيمنة في ساحة الحرب، ومن أبرز هذه المظاهر:

مظاهر التعبئة الحربية:

  • تهيئة الخيل للقتال: “لأتركن وجوه الخيل ساهمة”، تصوير للخيل المذهولة من شدة المعركة.
  • الطعن والزجر: “والطعن يُحرقها والزجر يُقلقها”، مشهد ديناميكي يوحي بالتحكم والسيطرة.
  • تأثير السلاح: “سيصحب النصل مني مثل مضربه”، توحيد بين الشاعر وسلاحه.
  • التهديد للملوك: “ميعاد كل رقيق الشفرتين غدًا”، إعلان عن مواجهة قريبة.

الأساليب الفنية:

  • التشخيص: منح الخيل والحرب صفات بشرية (الذهول، القلق).
  • التشبيه والاستعارة: “كأن بها ضربًا من اللمم”، “كأنما الصاب معصوب على اللجم”، صور حسية تعمّق الأثر النفسي.
  • التكثيف الصوتي والحركي: استخدام أفعال قوية (يُحرق، يُقلق، ينجلي، أقحم) لإبراز التوتر والاندفاع.
  • التهديد المباشر: أسلوب إنذاري يضفي على النص طابعًا تعبويًا صارمًا.

4 حلل بعض مظاهر الإيقاع الحماسي المبثوثة في النص، وعلق على ذلك.

في قصيدة المتنبي، ينبثق الإيقاع الحماسي من تضافر عناصر صوتية وتركيبية تعزز التوتر والانفعال، وتخدم المعنى البطولي والتعبوي للنص. إليك أبرز مظاهر هذا الإيقاع:

مظاهر الإيقاع الحماسي

  1. تكرار النفي والتقابل مثل: “ليس التعلل… ولا القناعة…”، وهو بناء إيقاعي يخلق توترًا داخليًا ويعزز التحدي.
  2. الفعل المضارع القوي أفعال مثل “يُحرقها”، “يُقلقها”، “ينجلي”، “أقحم” تحمل طاقة حركية وتدفع الإيقاع نحو التصعيد.
  3. التراكيب القصيرة المتلاحقة مثل: “والطعن يُحرقها والزجر يُقلقها”، حيث تتوالى الجمل بسرعة، مما يخلق إيقاعًا متسارعًا يشبه دقات الحرب.
  4. الروي القوي (الميم والياء) حرفا الميم والياء في نهايات الأبيات يضفيان جرسًا جهوريًا متماسكًا، يعزز الحماسة والصرامة.
  5. الصور الحركية والانفعالية مثل: “لأتركن وجوه الخيل ساهمة”، “كأن بها ضربًا من اللمم”، وهي صور تثير الإيقاع الداخلي للنص وتدفعه نحو الانفجار.

تعليق

هذا الإيقاع ليس مجرد زخرفة صوتية، بل هو جزء من استراتيجية المتنبي التعبوية، حيث يتحول الشعر إلى سلاح، والوزن إلى نبض معركة. إنه إيقاع يوازي المعنى، ويجعل من كل بيت طلقة في وجه الخضوع والتخاذل.

5- ادرس الصورة الفنية التي تخيرها الشاعر لتحريض نفسه على المقاتلة دون خوف.

اختار المتنبي صورة حياض الموت ليحرّض نفسه على القتال، فقال: “ردي حياض الردى يا نفس واتركي حياض خوف الردى للشاء والنعم”.

تحليل:

  • التقابل بين الردى والخوف منه يصوّر الموت كخيار شجاع، والخوف منه كجبن لا يليق إلا بالقطيع.
  • تشخيص النفس يجعل المعركة داخلية، بين الإرادة والوجل.
  • أسلوب الأمر يحوّل الخطاب إلى تعبئة ذاتية، ويُشرعن الإقدام.

الصورة ترفع الموت من كونه نهاية إلى كونه بطولة، وتُحوّل الشاعر من متردد إلى مقتحم، في لحظة حسم وجودية.

6 انتشرت في النص القيم التالية : قوة الإرادة، مضاء العزيمة التمرد والرفض، المسؤولية، الحرية. أثبت ذلك بقرائن من النص تؤيد كل قيمة من القيم المذكورة.

في نص المتنبي، تتجلى القيم المذكورة من خلال صور وأساليب تعكس فلسفته القتالية والوجودية.

القيمة القرينة الشعرية التعليق
قوة الإرادة“حتى تسد عليها طرقها هممي”يصوّر همّته كقوة خارقة تعجز عنها تقلبات الزمن، مما يدل على إرادة لا تُقهر.
مضاء العزيمة“لقد تصبرت حتى لات مصطبر، فالآن أقحم حتى لات مقتحم”انتقال من الصبر إلى الاقتحام يجسّد عزيمة حاسمة لا تراجع فيها.
التمرد والرفض“ليس التعلل بالآمال من أربي، ولا القناعة بالإقلال من شيمي”رفض التواكل والخضوع، وتمرد على القيم السائدة في المجتمع.
المسؤولية“إن لم أذرك على الأرماح سائلة، فلا دعيت ابن أم المجد والكرم”يحمّل نفسه مسؤولية المجد، ويشترط الفعل البطولي ليكون جديرًا باسمه.
الحرية“ردي حياض الردى يا نفس، واتركي حياض خوف الردى للشاء والنعم”يحرّض نفسه على اختيار الموت بشجاعة، رافضًا الخوف، في تجسيد للحرية الوجودية.

النقاش

* هل يمثل لك هذا البطل الملحمي قيمة حربية أم قيمة إنسانية أم قيمة بطولية خارقية أم قيمة سياسية ؟

البطل الملحمي في نص المتنبي يُجسّد قيمة بطولية خارقية بالدرجة الأولى، تتجاوز الحربية والسياسية والإنسانية، لأنه لا يكتفي بتمثيل الفارس أو القائد، بل يصوغ ذاته كقوة تتحدى الزمن والملوك والناس.

لماذا بطولية خارقية؟

  • همّته “تسد طرق الدهر”، أي أنها تتجاوز حدود الممكن.
  • يهدد الملوك ولا يرضى بهم، مما يضعه فوق السلطة.
  • يخاطب نفسه كمن يختار الموت بحرية، لا خوفًا ولا خضوعًا.
  • يربط المجد بالفعل لا بالوراثة، ويشترط البطولة ليكون جديرًا باسمه.

هذا البطل ليس مجرد محارب، ولا مجرد إنسان، بل هو نموذج متعالٍ، يُعيد تعريف البطولة كقيمة وجودية خارقة. هل ترغبين في ربط هذه

*هجن المتنبي في هذا النص دولة الخدم وهو في عهد الشباب ثم مدح أحدهم وهو كافور الإخشيدي بعد مغادرته سيف الدولة. بم تفسر ذلك ؟

يُفسَّر هذا التناقض بأنه ناتج عن صراع بين طموح المتنبي ومبادئه؛ فقد هجا “دولة الخدم” في شبابه تعبيرًا عن رفضه للسلطة غير النبيلة، لكنه مدح كافور الإخشيدي لاحقًا اضطرارًا لا اقتناعًا، طلبًا للحظوة بعد خروجه من بلاط سيف الدولة. وحين خابت آماله، عاد إلى هجائه اللاذع، مما يكشف أن مدحه كان تكتيكًا سياسيًا مؤقتًا، لا تراجعًا عن موقفه المبدئي.

بمناسبة هذا النص

الكتابة

في غرض الفخر معان حماسية وقيم إنسانية. حرر نصا تحلل فيه بعض هذه المعاني التي تغنى بها المتنبي في هذه القصيدة وفي قصائد أخرى.

في شعر الفخر عند المتنبي، تتداخل المعاني الحماسية بالقيم الإنسانية في نسيج شعري متوتر ومشحون، حيث لا يكون الفخر مجرد تعظيم للذات، بل إعلان عن رؤية وجودية تتجاوز الفرد إلى الإنسان في صراعه مع الزمن والسلطة والضعف.

في قصيدته “لأتركن وجوه الخيل ساهمة”، يتغنى المتنبي بـ قوة الإرادة حين يقول: “حتى تسد عليها طرقها هممي”، فتصبح الهمّة قوة خارقة تعجز عنها تقلبات الدهر، مما يعكس تصورًا للإنسان ككائن قادر على تجاوز المحدود.

ويظهر مضاء العزيمة في قوله: “لقد تصبرت حتى لات مصطبر، فالآن أقحم حتى لات مقتحم”، حيث يتحول الصبر إلى اقتحام، في لحظة حسم تعلن أن البطولة لا تُنال إلا بالفعل.

أما الحرية، فتتجلى في خطابه لنفسه: “ردي حياض الردى يا نفس، واتركي حياض خوف الردى للشاء والنعم”، إذ يحرّض ذاته على اختيار الموت بشجاعة، رافضًا الخوف، في تجسيد للحرية الوجودية التي تميز الإنسان عن القطيع.

وفي قصائد أخرى، مثل قوله: “أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي”، يربط الفخر بالمعنى الإنساني للخلود عبر الكلمة، لا عبر النسب أو المال، مما يعكس مسؤولية الشاعر تجاه مجده، بوصفه فعلًا لا ميراثًا.

هكذا، يتحول الفخر عند المتنبي من تعظيم للذات إلى قيمة إنسانية بطولية، تُحرّض على الفعل، وترفض الخضوع، وتُعيد تعريف الإنسان ككائن حر، مسؤول، مقتحم، لا يرضى بالدون.

الحقل المعجمي

استخرج معجمي الحرب والفروسية.

في النص، يتكثف معجم الحرب في ألفاظ مثل: الحرب، الطعن، النصل، الردى، الأرماح، الدم، الزجر، المقتحم، ميعاد، غدًا، وهي ألفاظ تجسد العنف، التهديد، والمواجهة.

أما معجم الفروسية فيظهر في: الخيل، وجوه الخيل، اللجم، العوالي، المنصلت، ساق على قدم، الشفرتين، وهي ألفاظ ترمز للبطولة، السيطرة، والاقتحام.

الحقل الدلالي

 انظر في معاني فعل كلم

فعل “كَلَمَ” يحمل معنيين رئيسيين:

  • كَلَمَهُ: أي جرحه، وهو المعنى المستخدم في قول المتنبي: “كلمتها العوالي”، أي أصابتها الرماح بجراح.
  • كَلَمَهُ: أي حدّثه أو خاطبه، وهو المعنى الشائع في التواصل.

في سياق القصيدة، المعنى المقصود هو الجرح، لتصوير أثر الحرب على الخيل أو الخصم.

المعجم

تبين الفروق بين الكلمات التالية : الزهو الحماس الأوار، الفروسية البطش الصولة، الفتك.

جدول يبين الفرق بين الكلمات، بحسب دلالاتها السياقية والبلاغية:

مجموعة الانفعال والتحفيز

الكلمةالمعنىالتعليق
الزهواعتداد بالنفس مع ميل للتفاخريحمل طابعًا نفسيًا، وقد يكون سلبيًا إن تجاوز الاعتدال.
الحماساندفاع نفسي نحو الفعل أو القتالطاقة داخلية إيجابية، تُحرّك الإرادة.
الأوارشدة الحرارة أو اشتعال الحربيوحي بالاحتدام، ويُستخدم مجازًا للدلالة على اشتعال المعركة أو الغضب.

مجموعة القوة والقتال

الكلمةالمعنىالتعليق
الفروسيةمهارة القتال على الخيل، وترمز للبطولة والشرفتحمل بعدًا أخلاقيًا ونبيلًا، وهي قيمة ثقافية.
البطشالأخذ بالقوة والعنفيدل على القسوة، وقد يحمل دلالة سلبية إذا ارتبط بالظلم.
الصولةالهجوم القوي المفاجئفعل قتالي حاسم، يرمز للمبادرة والهيمنة.
الفتكالقتل السريع العنيفأقصى درجات العنف، وغالبًا ما يُستخدم في سياق الرهبة أو التهديد.

البلاغة

أيملك الملكلحم على وضم ؟الاستفهام الدال على الإنكار هو استفهام يفيد موقفا

للمتكلم من سامعه يتمثل في أنه لا يقبل منه مضمون ذلك الاستفهام، وهذا الموقف على

درجات أقصاها الإنكار أو التقريع وأدناها العتاب وما بينهما درجات تتلون وفق السياق.

الاستفهام في قول المتنبي “أيملك الملك… لحم على وضم؟” هو إنكار في أقصى درجاته، يُعبّر عن تقريع ساخر للملك، إذ يُسقط عنه الهيبة ويُشبهه بلحم موضوع للقطع، مما يكشف موقفًا عدائيًا لا يقبل بشرعية سلطته، ويحوّل السؤال إلى أداة هدم رمزي للسلطة المهزوزة.

النحو

لا تركن تأكيد باللام والنون الثقيلة. هل يتغير المعنى لو قال الشاعر سأترك؟ علل جوابك.

نعم، يتغيّر المعنى جذريًا؛ فـ“لا تركن” نهي مؤكد باللام والنون الثقيلة، يحمل تحذيرًا صارمًا ورفضًا قاطعًا للركون، ويُفعّل الموقف الحماسي. أما “سأترك” فهي وعد بالفعل المستقبلي، تُفيد نية شخصية هادئة، وتفتقر إلى نبرة التحريض والإنكار، مما يُضعف التوتر التعبوي في النص.

التناص

يحيل البيت السابع عشر على معنى ورد في إحدى قصائد النابغة الذبياني يقول فيها : إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم … عصائب طير تهتدي بعصائب يصاحبتهم حتى يغرن مغارهم … من الضاريات بالدماء الدوارب تراهن خلف القوم خزراعيونها … جلوس الشيوخ في ثياب المراتب .. تبين أوجه التماثل بين النصين.

يتجلى التماثل بين بيت المتنبي السابع عشر وأبيات النابغة في توظيف الطير الكواسر كرمز للموت والبطولة؛ فكلاهما يصوّر الطير وهي تحوم فوق المعركة، تترقب الجثث، وتُجسّد شراسة الحرب.

  • الطير في النصين ليست زينة بل نذير موت؛ عند النابغة تهتدي بالجيش وتصحبه، وعند المتنبي “تنعى حشاها”، أي تتألم من كثرة القتلى.
  • الصورة في الحالتين تجسّد فتكًا خارقًا، حيث الحرب تُستشرف حتى من الطير، مما يضفي على القتال طابعًا ملحميًا رهيبًا.

كلا الشاعرين يوظف الطير لتكثيف الإيقاع الدموي، ويحوّلها إلى شاهد حيّ على المجد والدم، في مشهد تتداخل فيه الطبيعة مع البطولة.

الإيقاع

خاصية المتنبي اهتمامه البالغ بإيقاع البداية في أبيات قصائده. ومرد هذا هو أن أخرياتها منخرطة بطبيعة الأمر في الموسيقى العامة للقصيدة عن طريق اتحاد القوافي : هكذا نتبين حرص هذا الشاعر على توزيع كميات صوتية على ما يمكن أن نسميه “منطقة الظل في القصيدة (العربية) حتى تصبح ثرية بإيقاع التجانس ثراء المنطقة الثانية : منطقة الأعجاز”. مبروك المناعي قلق الشعر ونشيد الدهر ط 1991 ص 161 اقرأ البيتين 8 و 9 قراءة جهرية مراعيا الإيقاع، وتبين ما هو مأتى النغمية فيهما.

مأتَى النغمية في البيتين 8 و9 يكمن في توزيع الأصوات القوية في مطالع الأبيات، مثل الحروف الصامتة ذات الجرس العالي (ك، ط، ق، ر)، وتكرار الأفعال الحركية، مما يُثري “منطقة الظل” بالإيقاع الداخلي، ويُوازنها مع “منطقة الأعجاز” التي توحّدها القافية. هذا التوزيع الصوتي يُفعّل التوتر الحماسي ويمنح القصيدة تجانسًا موسيقيًا متماسكًا منذ بدايتها.

تحليل قصيدة لأتركن وجوه الخيل ساهمة للمتنبي

قصيدة “لأتركن وجوه الخيل ساهمة” للمتنبي تُعد من أبرز قصائد الفخر والحماسة، وتكشف عن فلسفة المتنبي في البطولة، المجد، والتمرد على الواقع.التحليل:

المعنى العام

القصيدة تصور لحظة حاسمة في حياة المتنبي، يعلن فيها خروجه من بلاط سيف الدولة، ويُجسّد ذاته كمقاتل وشاعر، لا يرضى بالدون، ولا يركن للضعف، بل يقتحم المجد اقتحامًا.

غرض القصيدة: الفخر والبطولة

  • يفتتح المتنبي القصيدة بإرادة قاطعة: “لأتركن وجوه الخيل ساهمة”، أي سيجعل الخيل مذهولة من شدة فعله، مما يُضفي على الفعل طابعًا خارقًا.
  • يتصاعد الخطاب نحو تصوير الذات كقوة لا تُقهر، تتجاوز الصبر إلى الاقتحام، وتُجسّد البطولة كفعل لا كصفة.

الصور البلاغية والمعجم الحماسي

  • توظيف معجم الحرب والفروسية: الخيل، الطعن، النصل، الردى، الأرماح، الفتك.
  • استخدام الاستعارة والتشخيص: الطير تنعى، الخيل ساهمة، النفس تُخاطب.
  • الإيقاع الداخلي في مطالع الأبيات يُغني “منطقة الظل”، كما أشار مبروك المناعي، ويُفعّل التوتر الحماسي.

الفلسفة الوجودية في النص

  • المتنبي لا يمدح أحدًا، بل يُعلن استقلاله، ويُعرّف المجد بأنه اقتحام لا انتظار.
  • يرفض الركون، ويُخاطب النفس ككائن حر، مما يُضفي على النص بعدًا وجوديًا عميقًا.

الطير كرمز للموت والبطولة

  • في البيت السابع عشر، يُوظف الطير كما فعل النابغة الذبياني، لتكون شاهدة على الفتك، مما يُضفي على الحرب طابعًا ملحميًا.

الخطاب الشعري

  • يتراوح بين النهي والتحريض، بين السخرية والتهديد، مما يكشف عن توتر داخلي بين الطموح والخذلان.
  • الاستفهام الإنكاري في “أيملك الملك…” يُسقط الهيبة عن السلطة، ويُحوّل السؤال إلى تقريع ساخر.

خلاصة

القصيدة ليست مجرد فخر، بل إعلان عن فلسفة المتنبي في المجد والبطولة، حيث يتحوّل الشعر إلى ساحة قتال، والذات إلى بطل ملحمي، يرفض الخضوع، ويقتحم المجد وحده.

من هو المتنبي؟

المتنبي هو أبو الطيب أحمد بن الحسين الكندي، أحد أعظم شعراء العرب وأكثرهم تأثيرًا وعمقًا، وُلد سنة 915م في الكوفة، واشتهر بفلسفة الفخر والبطولة، وبشعره الذي يجمع بين الحكمة، الحماسة، والسخرية.

أبرز ملامح شخصيته وشعره:

  • شاعر الفخر والتمرد: جعل من ذاته محورًا شعريًا، ورفع قيمة الإنسان الحر، القوي، الطموح.
  • صاحب طموح سياسي: سعى إلى المجد والسلطة، ومدح الحكام كـسيف الدولة وكافور الإخشيدي، لكنه لم يُخفِ خيبة أمله منهم.
  • بلاغته خارقة: امتاز بجزالة اللفظ، وعمق المعنى، وتراكيب مبتكرة أصبحت أمثالًا عربية.
  • فيلسوف بالشعر: مزج بين التجربة الشخصية والتأمل الوجودي، فكان شعره مرآة للذات والكون.

مقتله:

قُتل سنة 965م قرب دير العاقول، بعد أن رفض الهرب من قاتليه، في موقف يُجسّد فلسفته في المجد والكرامة.

المتنبي ليس مجرد شاعر، بل ظاهرة فكرية وأدبية، ما زال يُقرأ ويُناقش حتى اليوم. هل ترغبين في تحليل أحد أبياته أو ربطه بقضايا فلسفية

Comments are closed.