شرح نص قصيدة الكريم الحر ليس له عمر بكالوريا آداب لابو تمام .. العربية محور الحماسة منهجية شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا منهجية تحليل النص الادبي تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص وقصائد باكالوريا تحليل وشرح وتقسيم نص الكريم الحر ليس له عمر لـ أبو تمام رابعة ثانوي تعليم تونس مقدمة وتاليف حجج وتحرير وتقديم وجوهر وخاتمة شرح نص قصيدة شرح نصوص 4 ثانوي بكالوريا اداب شعر الحماسة ديوان أبو تمام
شرح وتحليل قصيدة الكريم الحر ليس له عمر مع الاجابة عن الاسئلة
التقديم:
قصيدة “الكريم الحر ليس له عمر” لأبي تمام هي مرثية حماسية في الشهيد محمد الطوسي، تمزج بين الحزن والبطولة، وتُصوّر الفقد لا كموت، بل كخلود. يفتتحها الشاعر بتعظيم المصيبة، ثم يُمجّد صفات المرثي، ويحوّل موته إلى ملحمة تُخلّد القيم التي جسّدها ، هذا النص لـ أبو تمام من كتاب النصوص شعبة الآداب يندرج النص ضمن المحور الاول سنة رابعة ثانوي شعبة آداب باكالوريا تعليم تونس…
الموضوع:
موضوع القصيدة هو رثاء بطولي للشهيد محمد الطوسي، حيث يُمجّد الشاعر شجاعته وكرمه، ويُحوّل موته إلى رمز للخلود، مؤكدًا أن الكريم الحر لا يُقاس بعمر، بل بأثره ومواقفه.
التقسيم:
تقطيع القصيدة إلى ثلاث وحدات واختر لكل وحدة عنوانا
· الوحدة الأولى (السطور 1–5): تعظيم المصيبة وتهيئة الرثاء
· الوحدة الثانية (السطور 6–15): تمجيد صفات المرثي وبطولته
· الوحدة الثالثة (السطور 16–20): الخلود ورمزية الفقد
الفهم والتحليل
1- يمكن تقسيم القصيدة إلى مقطعين أو إلى ثلاثة مقاطع أو إلى أربعة مقاطع. هل لك أن تبين الحدود في كل مرة وأن تعلل ذلك ؟
ثلاث طرق لتقسيم القصيدة مع التعليل:
تقسيم إلى مقطعين:
- من البيت 1 إلى 13: رثاء وتمجيد الفارس وصفاته وبطولاته.
- من البيت 14 إلى 19: تأمل فلسفي في الكرامة والموت، وخاتمة حكمية.
السبب: انتقال من الرثاء إلى الحكمة الختامية.
تقسيم إلى ثلاثة مقاطع:
- من البيت 1 إلى 6: إعلان الفقد وبداية التمجيد.
- من البيت 7 إلى 13: وصف البطولة والموت النبيل.
- من البيت 14 إلى 19: تأملات في الكبرياء والموت والكرامة.
السبب: تصاعد شعوري من الحزن إلى البطولة ثم التأمل.
تقسيم إلى أربعة مقاطع:
- من البيت 1 إلى 3: صدمة الفقد وانهيار الآمال.
- من البيت 4 إلى 10: تمجيد الصفات والبطولة.
- من البيت 11 إلى 15: وصف الجنازة والحزن العام.
- من البيت 16 إلى 19: تأمل فلسفي وخاتمة رمزية.
السبب: تغير في الصور البلاغية والوظائف الشعورية.
2- استخرج من النص مظاهر صمود المرثي أثناء المعركة والقيم التي كانت تحفزه على المقاومة والثبات.
مظاهر الصمود:
- ثبت في مستنقع الموت وقال لها من تحت أخمصك الحشر (بيت 9).
- مات بين الضرب والطعن ميتة تقوم مقام النصر (بيت 5).
- لم يمت حتى مات مضرب سيفه واعتلت عليه القنا (بيت 6).
- رد فوت الموت حفاظًا وخلقًا (بيت 7).
القيم المحفّزة:
- الحفاظ: الدفاع عن الشرف والكرامة.
- الخلق الوعر: صلابة الأخلاق.
- رفض العار: اعتباره كفرًا (بيت 8).
- الكبرياء النبيل: لا من غضاضة بل من عزة نفس (بيت 15).
3- ادرس الأبيات 8 – 9 – 11 و استخلص منها نظرة الطوسي إلى كل من الحياة والموت.
نظرة الطوسي إلى الحياة: يرى أن الحياة بلا كرامة عار، والعار عنده بمنزلة الكفر (البيت 8)، فهي لا تستحق أن تُعاش إن لم تكن بعزة.
نظرة الطوسي إلى الموت: الموت موقف بطولة، يثبت فيه رغم الخطر (البيت 9)، ويتقبله بفخر، حتى أن ثيابه الحمراء من الدم تتحول إلى سندس أخضر رمزيًا (البيت 11)، مما يدل على تقديسه للموت الشريف.
4- كرر الشاعر كلمة (فتى) في أبيات متتالية (4-5-6). ماذا تسمى هذه الظاهرة ؟ ادرس وظيفتها في الخطاب الشعري.
تُسمّى هذه الظاهرة التكرار الافتتاحي أو التكرار اللفظي، وهي من أساليب التوكيد البلاغي.
وظيفتها في الخطاب الشعري:
- إبراز مركزية شخصية المرثي في النص.
- ترسيخ صورة الفارس المثالي في ذهن المتلقي.
- خلق إيقاع شعوري متصاعد يعزز الحزن والتمجيد.
5- تواتر في القصيدة معجم ديني استخرجه وبين وظيفته في الحماسة.
المعجم الديني المتواتر:
- “الكفر” (البيت 8)
- “الحشر” (البيت 9)
- “الحمد” و”الأجر” (البيت 10)
- “سندس خضر” (البيت 11)
- “سلام الله” (البيت 19)
وظيفته في الحماسة: يعزز البعد القيمي للبطولة، ويضفي على الموت طابعًا مقدسًا، فيُصور الفارس شهيدًا، ويجعل المعركة ساحة فداء لا مجرد قتال دنيوي.
ملاجظة
سُندُس خُضْر تعني: ثياب من الحرير الأخضر، وهي تعبير قرآني يُستخدم للدلالة على النعيم الأخروي
6- بم علل الشاعر نفاد صبر بني نبهان الموت محمد الطوسي ؟
علّله بأن الصبر نفسه استُشهد مع الطوسي، فقال:
“إلى الموت حتى استشهدا هو والصبر” (البيت 14) أي أن الطوسي بلغ من البطولة ما جعل الصبر يعجز عن احتماله، فمات معه، في تصوير بلاغي يعكس عظمة الفقد.
7- أضفى الشاعر على المرثي في البيتين الأخيرين صفة الخلود : ما الداعي إلى ذلك ؟ وما رأيك في موقفه ؟
الداعي إلى إضفاء صفة الخلود: تمجيد بطولة الطوسي وتخليد أثره، فالشاعر يرى أن الكريم الحر لا يُقاس بعمر، بل بأثره وموقفه.
الرأي في موقفه: موقف نبيل يعكس تقديس القيم العليا، ويحوّل الفقد إلى رمز خالد للبطولة والكرامة.
النقاش
* يقول أبو تمام :
وأني لهم صبر عليه وقد مضي … إلى الموت حتى استشهدا هو والصبر
هل استطاع الشاعر في رأيك أن يوفق بين اللحظة الإنسانية المتفجعة والوازع الديني الذي يحث على الصبر عند الموت ؟
نعم، وُفّق أبو تمام في الجمع بين اللحظة الإنسانية المتفجعة والوازع الديني، لكنه فعل ذلك بأسلوب شعري يعلو على المباشرة.
ففي قوله:
“إلى الموت حتى استشهدا هو والصبر” نراه يُجسّد الحزن في صورة بلاغية مدهشة: حتى الصبر نفسه لم يحتمل الفقد، فمات مع الشهيد. هذه الصورة تُعبّر عن عمق الفاجعة، لكنها لا تُناقض الوازع الديني، بل تُعظّمه، إذ تجعل من الصبر شهيدًا أيضًا، أي أن الفقد بلغ من القداسة ما جعله فوق الاحتمال البشري.
الخلاصة: الشاعر لم يُلغِ قيمة الصبر، بل رفع من شأن الفقد حتى جعله يختبر حدود الصبر نفسه، في توفيق شعري بين الحزن الإنساني والتمجيد الديني.
* ما وجه الحماسة في شعر يقر فقدان القيم برحيل المرثي الأبدي ؟
وجه الحماسة في هذا الشعر يكمن في أن فقدان القيم لا يُعبّر عن ضعف، بل عن عظمة المرثي؛ فالشاعر لا يرثي القيم لأنها ماتت، بل لأنه يرى أن المرثي كان تجسيدًا حيًّا لها، حتى إذا رحل، رحلت معه.
فالحماسة هنا تنبع من:
- تمجيد البطولة الفردية التي بلغت حدّ احتواء كل القيم.
- تحويل الفقد إلى رمز خلود، حيث يصبح المرثي معيارًا يُقاس عليه الشرف والكرامة.
- إثارة الهمم عبر الإيحاء بأن استعادة القيم لا تكون إلا بالاقتداء بهذا النموذج الفريد.
إنه شعر لا يرثي فقط، بل يُحمّس على استعادة المجد الذي غاب، ويجعل من الحزن دافعًا للفعل.
* هل ترى الشاعر قلب فاجعة الموت ملحمة في هذا النص ؟ علل وجوابك و بين موقفك من الأمر.
نعم، قلب الشاعر فاجعة الموت إلى ملحمة بطولية في هذا النص.
التعليل:
- صوّر الموت لا كخسارة، بل كذروة المجد، حيث ثبت الطوسي في مستنقع الموت وقال لها “من تحت أخمصك الحشر” (بيت 9)، وجعل ثيابه الحمراء تتحول إلى سندس أخضر (بيت 11)، وهي رموز دينية للخلود والشهادة.
- جعل من الفقد انهيارًا للقيم، مما يضخم من أثر المرثي ويحوّله إلى أسطورة حية.
- ختم بقوله: “رأيت الكريم الحر ليس له عمر”، ليجعل من الموت بداية للخلود لا نهايته.
موقفي من الأمر: هذا التحويل من الفاجعة إلى الملحمة يُعدّ من أرقى صور الشعر الحماسي، لأنه لا يكتفي بالرثاء، بل يُعيد بناء المعنى حول البطولة والكرامة، ويمنح القارئ طاقة وجدانية تتجاوز الحزن نحو الفخر والتأمل.
بمناسبة هذا النص
الكتابة
اكتب نصا في بيان وجوه الاتفاق ووجوه الاختلاف بين معاني الحماسة في الرثاء ومعانيها
في المديح بالرجوع إلى النصوص السابقة.
تتفق معاني الحماسة في الرثاء والمديح في تمجيد البطولة الفردية، وإبراز القيم العليا كالشجاعة والكرم، واستخدام المعجم الديني والبلاغة القوية لإضفاء طابع مقدّس على الفعل البطولي. لكنهما يختلفان في الوظيفة الشعورية؛ فالرثاء ينهض من الحزن ويحوّل الفقد إلى ملحمة، بينما المديح ينطلق من الإعجاب ويعزز مكانة الحيّ. الرثاء يستحضر الماضي ويخلّد الذكرى، أما المديح فيحتفي بالحاضر ويستشرف المجد المستمر. كلاهما يوظف الحماسة، لكن أحدهما يعبّر عن خسارة عظيمة، والآخر عن حضور مهيب.
الحقل الدلالي
ما مختلف المعاني التي تفيدها كلمة “الفتى ؟ .
كلمة “الفتى” تفيد معاني متعددة بحسب السياق، منها:
- الشجاعة والبطولة: كما في وصف الفارس في المعركة.
- الكرم والمروءة: دلالة على النبل الأخلاقي.
- الشباب والحيوية: في معناها الزمني والعُمري.
- القدوة والمثال الأعلى: حين يُجسّد القيم العليا.
في شعر الحماسة، “الفتى” غالبًا ما يُستخدم لتكثيف صفات المجد والخلود في شخص واحد.
النحو
يقول الشاعر في مستهل القصيدة : ” كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر. فاللام المقترنة بالفعلين
يجل ويفدح لام عاملة للجزم وهي اللام الموضوعة للطلب وحركتها الكسر وإسكانها بعد الفاء
والواو أكثر من تحريكها نحو فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي ” ولا فرق في اقتضاء اللام الطلبية
للجزم بين كون الطلب أمرا أو دعاء أو التماسا عن مغني اللبيب ابن هشام، ج 1 ص 223 )
اللام في “فليجل” و”ليفدح” هي لام الطلب الجازمة، تدخل على الفعل المضارع فتجزمه، وحركتها الأصلية الكسر، ويكثر إسكانها بعد الفاء والواو. وهي تفيد الأمر أو الدعاء أو الالتماس، كما ورد في قوله تعالى: “فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي”. ابن هشام في مغني اللبيب يوضح أن هذه اللام تجزم المضارع بلا فرق بين أنواع الطلب. في بيت أبي تمام، استخدمت لتكبير المصيبة وتعظيم وقعها، مما يضفي على الرثاء طابعًا حماسيًا مهيبًا، ويُظهر الفاجعة في صورة تستحق التجلل والفداحة.
البلاغة
* حلل الصورة البلاغية الواردة في البيت الثامن عشر (سقى الغيث غيثا….. ما الذي أضافته
هذه الصورة للمرثي ؟
الصورة في “سقى الغيث غيثًا” تقوم على التكرار والتشبيه، حيث يُشبَّه المرثي بالغيث، رمز الخير والبركة. هذا التكرار يُضفي إيقاعًا ويُعزز المعنى، ويُظهر المرثي كمصدر للخصب والعطاء. وصفه بأن له “طلع القطر” يجعل وجوده كالمطر الذي يُحيي الأرض. أضافت هذه الصورة للمرثي طابعًا طبيعيًا مقدّسًا، وجعلت أثره ممتدًا كالغيث الذي لا ينقطع.
الإيقاع
ادرس مولدات الإيقاع في هذه القصيدة وبين قيمتها الحماسية.
تتولد الإيقاع في القصيدة من الوزن الخليلي المنتظم، ومن التكرار اللفظي مثل “فتى فتى فتى”، ومن التوازي التركيبي في الجمل، مما يمنح النص طاقة صوتية متصاعدة. كما يُسهم المعجم الحماسي والديني في تعزيز الإيقاع الشعوري. هذه العناصر تُضفي على القصيدة طابعًا مهيبًا ومتحركًا، يُلهب الحماسة ويُخلّد البطولة.
تحليل قصيدة الكَرِيمِ الخُرْ لَيسَ لَهُ عُمرُ
قصيدة “الكريم الحر ليس له عمر” لأبي تمام هي مرثية حماسية في محمد الطوسي، تمزج بين الحزن العميق والتمجيد البطولي، وتحوّل الفاجعة إلى ملحمة خالدة.:
المعنى العام:
يرثي الشاعر بطلاً استثنائيًا، ويُصوّره كرمز للكرامة والبطولة، حتى أن الموت لم يُنهِ أثره، بل جعله خالدًا في الذاكرة والقيم.
معاني الحماسة:
- تمجيد الفروسية والثبات في وجه الموت: يظهر الطوسي ثابتًا في المعركة، يخاطب الموت مباشرة، مما يضفي عليه طابعًا أسطوريًا.
- تحويل الفقد إلى بطولة: لا يُنظر إلى الموت كخسارة، بل كذروة المجد، حيث “استُشهد هو والصبر”، في صورة بلاغية مدهشة.
- إضفاء طابع ديني: استخدام ألفاظ مثل “الحشر”، “الأجر”، “السندس”، “سلام الله” يجعل من الفارس شهيدًا، ويمنح المعركة قداسة.
الصور البلاغية:
- التكرار الافتتاحي: “فتى فتى فتى” يعزز مركزية المرثي ويخلق إيقاعًا حماسيًا.
- الاستعارة والتشبيه: كتشبيه المرثي بالغيث في البيت 18، مما يجعله رمزًا للخصب والعطاء.
- المفارقة البلاغية: موت القيم مع موت الطوسي، مما يُضخّم من أثر الفقد ويُعلي من شأن المرثي.
القيمة الشعورية:
القصيدة تمزج بين التفجع الإنساني والتمجيد الحماسي، فتُظهر الحزن لا كضعف، بل كدليل على عظمة الفقد، وتُحوّل الرثاء إلى دعوة لاستعادة القيم التي رحلت مع البطل.
الخلاصة:
أبو تمام لا يرثي رجلًا فقط، بل يرثي زمنًا وقيمًا، ويجعل من الطوسي نموذجًا للخلود. القصيدة تُجسّد كيف يمكن للشعر أن يُحوّل الموت إلى حياة، والفقد إلى دعوة للنهوض.
من هو الشاعر ابو تمام؟
أبو تمام هو حبيب بن أوس الطائي، شاعر عربي كبير من العصر العباسي، وُلد في جاسم قرب دمشق عام 188هـ، واشتهر ببلاغته وعمق صوره الشعرية. يُعد من روّاد الشعر الحماسي، وبرز في ديوان الحماسة الذي جمع فيه مختارات من الشعر العربي القديم، كما عُرف بقدرته على المزج بين الفكر والفن، وبتوظيفه للمعاني الفلسفية والدينية في شعره.
كان شاعرًا في بلاط الخلفاء، وترك أثرًا كبيرًا في تطور الشعر العربي، خاصة في الصور البلاغية المركّبة والأسلوب الفكري العميق.
Comments are closed.