شرح نص قصيدة يوم أرشق بكالوريا آداب لابو تمام .. العربية محور الحماسة
منهجية شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا منهجية تحليل النص الادبي
تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص وقصائد باكالوريا
تحليل وشرح وتقسيم نص يوم أرشق لـ أبي تمام رابعة ثانوي تعليم تونس
مقدمة وتاليف حجج وتحرير وتقديم وجوهر وخاتمة شرح نص قصيدة
شرح نصوص 4 ثانوي بكالوريا اداب شعر الحماسة ديوان أبي تمام
شرح وتحليل قصيدة يوم أرشق مع الاجابة عن الاسئلة
التقديم:
قصيدة “يوم أرشق” لأبي تمام هي قصيدة حماسية تمجّد انتصار الخليفة المعتصم على بابك الخرمي، وتُصوّر المعركة كصراع بين الإيمان والضلال. تجمع بين المدح والهجاء، وتوظف الصور البلاغية والإيقاع الداخلي لإبراز البطولة والردع، مما يجعلها نموذجًا لفن الحماسة في الشعر العباسي .. هذا النص لـ أبو تمام من كتاب النصوص شعبة الآداب يندرج النص ضمن المحور الاول سنة رابعة ثانوي شعبة آداب باكالوريا تعليم تونس..
الموضوع:
موضوع قصيدة “يوم أرشق” هو تمجيد انتصار الخليفة المعتصم على بابك الخرمي، وتصوير المعركة كصراع بين الإيمان والضلال، يجمع بين البطولة الدينية والردع السياسي في إطار شعري حماسي.
التقسيم:
تقسيم النص الى 3 وحدات وفق المعيار الزمني للأحداث:
- السطور 1–9: بداية الغضبة وانطلاق الجيش.
- السطور 10–17: تفكك جيش بابك وسقوطه.
- السطور 18–23: القبض على بابك وتحقيق النصر.
الفهم والتحليل
1 – استخرج معجم الحرب أسماء وأفعال) من النص واشتق منه موضوعه.
معجم الحرب في القصيدة:
- الأسماء: الحرب، الخلافة، المهجات، الخرّمية، الآجال، الأسرى، القنا، السريال، الملائكة، النزال، القيد، الأغلال، الطوق، النحر، الحمام، المصرع.
- الأفعال: غضب، شمروا، أمرت، هجر، أيقن، دعا، لبست، فرّقن، وردن، يحملن، خلط، نجا، يثقفنه، تركنه، نزلت، تداعى، رمى، شالت، غدا، استسبل، استبان، لاقى، شهدت، قُطعت، رُمي، أسلم، أبدلت، محقت.
الموضوع المشتق:
تصوّر القصيدة معركة “أرشق” بوصفها صراعًا مصيريًا بين جيش الإسلام بقيادة المعتصم وحركة بابك الخرمي. يتجلى فيها الغضب الإيماني، والتضحية، والبطولة، حيث ينهزم الشرك وتنتصر الخلافة. توظف الصور الحربية والدينية لتأكيد قدسية النصر، وتُبرز التحول من الانكسار إلى المجد. الموضوع يتمحور حول الحرب بوصفها تطهيرًا روحيًا وانبعاثًا حضاريًا.
2 مرت مطاردة القائد بابك الخرمي بمراحل بينها واذكر القرائن النصية الدالة على كل واحدة منها.
مرت مطاردة بابك الخرمي بثلاث مراحل رئيسية، تدل عليها قرائن نصية واضحة:
- المواجهة والصدمة: “لما رآهم بابك، دون المنى / هجر الغواية بعد طول وصال” تدل على مفاجأته بقوة الجيش، وتخليه عن ضلاله.
- الهروب والتخفي: “فنجا ولو يثقفنه لتركنه / بالقاع غير موصل الأوصال” تشير إلى فراره من الأسر بصعوبة.
- الأسر والانهيار: “ما زال مغلول العزيمة سادرا / حتى غدا في القيد والأغلال” توضح وقوعه في الأسر وانكساره النهائي.
هذه المراحل تعكس تحول بابك من قائد متمرد إلى مهزوم مقيد، وتبرز انتصار الإسلام على الفتنة.
3- بين عناصر القوة في الخطة الحربية التي توخاها جيش المعتصم في مطاردة جيش بابك وميز الواقعي مما كان من مجال الخوارق.
عناصر القوة في خطة جيش المعتصم:
- المباغتة: “قد شمروا عن سوقهم في ساعة” تدل على سرعة التحرك والهجوم المفاجئ.
- الانضباط والشجاعة: “بقلوب أسد في صدور رجال” تعكس صلابة الجنود.
- القيادة الحازمة: “غضب الخليفة للخلافة غضبة” تشير إلى حزم المعتصم في حماية الدين.
- الواقعي: التنظيم، الشجاعة، المباغتة، والتكتيك العسكري.
- الخوارق: “نزلت ملائكة السماء عليهم” تمثل البعد الأسطوري والديني في تصوير النصر.
الخطة جمعت بين الحنكة العسكرية والتعزيز الرمزي لتأكيد شرعية الانتصار.
4- حلل الأبيات 9-10-11-12 إلى مكوناتها النحوية المباشرة ثم بين مقومات الصورة فيها.
التحليل النحوي المباشر:
- البيت 9:
- “لبستْ له خدعُ الحروب زخارفَ”: فعل ماضٍ + فاعل “خدعُ” + مفعول به “زخارفَ”.
- “فرّقن بين الهضب والأوعال”: فعل ماضٍ + ظرف “بين” + اسمين مجرورين.
- البيت 10:
- “وردن موقانا عليه شوازبا”: فعل ماضٍ + مفعول به “موقانا” + حال “شوازبا”.
- “شعثًا بشعثٍ كالقَطا الأرسال”: حال مركبة + تشبيه.
- البيت 11:
- “يحملن كل مدجج سمر القنا”: فعل مضارع + مفعول به “كل مدجج” + مفعول ثانٍ “سمر القنا”.
- “بإهابه أولى من السريال”: جار ومجرور + خبر “أولى”.
- البيت 12:
- “خلط الشجاعة بالحياء فأصبحا”: فعل ماضٍ + مفعول به + فعل ناسخ.
- “كالحسن شيب المغرم بدلال”: تشبيه + بدل + جار ومجرور.
مقومات الصورة:
- التشخيص: خدع الحروب تلبس وتفرّق.
- الحركة: الجنود يردون موقانا ويختلطون كقطا.
- التوازن النفسي: الشجاعة والحياء في صورة جمال وقار.
- الرمزية: القنا، الإهاب، السريال ترمز للقوة والوقاية.
- التمثيل البصري: صور حركية وتشبيهات حسية تعزز مشهد المعركة.
5 في النص مقارنة بين الجيشين المتقاتلين وقائد كل منهما. وضح مستويات المقارنة بين الطرفين المتقاتلين واستخلص مقاصد الشاعر منها.
مستويات المقارنة في النص:
- الجيش الإسلامي: منظم، شجاع، “بقلوب أسد”، يحمل “سمر القنا”، يتحرك بانضباط.
- جيش بابك: مشتت، “شعثًا كالقَطا”، يعتمد على “خدع الحروب”، يفتقر للثبات.
- المعتصم: قائد غاضب لله، حازم، صاحب عزيمة.
- بابك: متردد، منهزم، “هجر الغواية بعد طول وصال”.
مقاصد الشاعر:
تمجيد المعتصم وجيشه، إدانة بابك كرمز للضلال، تصوير المعركة كصراع بين الحق والباطل، وتأكيد أن النصر كان إلهيًا ومؤيدًا بالملائكة.
6- استخلص معاني المدح والهجاء وبين صلتها بفن الحماسة.
معاني المدح والهجاء في النص:
- المدح: يظهر في تمجيد المعتصم وجيشه، بوصفهم أهل بأس وإيمان، مثل “بقلوب أسد في صدور رجال”، و”غضب الخليفة للخلافة غضبة”، مما يعكس البطولة والانضباط والغيرة على الدين.
- الهجاء: يتجلى في تصوير بابك الخرمي وجيشه بالضعف والتشتت، مثل “شعثًا كالقَطا الأرسال”، و”هجر الغواية بعد طول وصال”، مما يبرز ضلاله وجبنه وتخبطه.
صلة ذلك بفن الحماسة:
فن الحماسة يقوم على تمجيد البطولة وتحقير العدو، ويستخدم المدح والهجاء لتأكيد التفوق الأخلاقي والعسكري للطرف المنتصر. في هذا النص، يوظف أبو تمام المدح والهجاء لتعزيز صورة المعركة كصراع بين الحق والباطل، وجعل النصر انتصارًا للدين والفضيلة، لا مجرد تفوق عسكري.
النقاش
* قبض على بابك الخرمي وطيف به ثم قتل ومثل به. ما رأيك في هذه المعاملة ؟
معاملة بابك الخرمي بعد أسره — من الطواف به ثم قتله والتمثيل بجثته — تعكس منطقًا سياسيًا ودينيًا كان سائدًا في العصر العباسي، حيث يُنظر إلى التمرد على الخلافة، خاصة إذا اقترن بادعاء الألوهية كما فعل بابك، على أنه تهديد وجودي يستوجب الرد الحاسم.
من منظور إنساني وأخلاقي، هذه المعاملة تثير تساؤلات حول حدود العقاب والعدالة، خاصة حين يتجاوز القتل إلى التمثيل بالجثة. أما من منظور فن الحماسة، فالشاعر يوظف هذه النهاية لتأكيد النصر الإلهي، وتطهير الأمة من الفتنة، مما يضفي على الحدث طابعًا رمزيًا أكثر من كونه توصيفًا واقعيًا.
في النهاية، النص لا يكتفي بوصف العقوبة، بل يجعل منها لحظة تحول تاريخي، حيث يُستعاد مجد الإسلام وتُمحى آثار الضلال.
* إذا علمت أن من المؤرخين من يعتبر بابك الخرمي قائدا في انتفاضة جمهرة من الفلاحين الفقراء المعدمين ضد سلطان الخليفة ولم يكن زنديقا ولا مشركا بالله، فكيف تقرأ القصيدة من جديد ؟ ركز على المطاردة وعلى المعاني الهجائية مستعينا بقسم التنوير.
في ضوء الرواية التي ترى بابك الخرمي قائدًا لانتفاضة شعبية لا زنديقًا، تُقرأ القصيدة كخطاب سلطوي يبرر قمع الفقراء باسم الدين. المطاردة تُصوَّر شعريًا كانتصار إلهي، لكنها في هذا السياق تعكس سحقًا لثورة اجتماعية. المعاني الهجائية مثل “شعثًا كالقَطا” و”هجر الغواية” تتحول من وصف للضلال إلى أدوات تشويه رمزي. وفق قسم التنوير، القصيدة تُظهر كيف يُستخدم الشعر لتكريس هيبة السلطة وتغليف العنف السياسي بغلاف ديني، مما يستدعي قراءة نقدية تفكك الخطاب الرسمي وتكشف صراعاته الطبقية.
بمناسبة هذا النص
الكتابة
حرر فقرة تبرز فيها كيف تضافر غرضا المدح والهجاء على بناء المعاني الحماسية في القصيدة.
تتضافر في قصيدة “يوم أرشق” غايتا المدح والهجاء لتشكيل بنية حماسية متماسكة، حيث يُمجد أبو تمام جيش المعتصم وقائده بوصفهم تجسيدًا للبطولة والإيمان، في مقابل هجاء بابك الخرمي وجيشه بوصفهم رموزًا للضلال والضعف. المدح يُضفي على المعركة طابعًا قدسيًا، ويُعلي من شأن الغضبة الإسلامية والانضباط العسكري، بينما يُستخدم الهجاء لتقزيم الخصم وتشويه رموزه، مما يعزز الشعور بالانتصار الأخلاقي لا العسكري فقط. هذا التوازن بين التمجيد والتحقير يُفعّل المعاني الحماسية، ويحول الحدث من مجرد معركة إلى لحظة فاصلة في تاريخ الأمة، تُستعاد فيها الهيبة وتُطهّر من الفتنة.
المعجم
اشرح ما يلي : الانتقام – التشفي – الردع – التعاطف – الإشفاق – الحلم – ثم أسند كل واحد من
هذه المشاعر إلى الطرف المعني به في القصيدة . ماذا تلاحظ ؟
شرح المشاعر وإسنادها في سياق القصيدة “يوم أرشق“:
- الانتقام: هو السعي لمعاقبة الطرف الآخر بسبب أذى سابق.
- الطرف المعني: جيش المعتصم، الذي طارد بابك وقضى عليه بعد تمرده.
- التشفي: هو الابتهاج بإذلال الخصم.
- الطرف المعني: يظهر في تصوير الشاعر لمصير بابك، خاصة في الطواف به والتمثيل بجثته.
- الردع: هو إيقاف الخصم ومنع تكرار فعله.
- الطرف المعني: المعتصم، الذي أراد أن يكون مصير بابك عبرة لغيره من المتمردين.
- التعاطف: هو الميل لمشاركة الآخر في ألمه.
- الطرف المعني: غائب تمامًا عن النص تجاه بابك وجيشه.
- الإشفاق: هو الشعور بالرحمة تجاه الضعيف أو المهزوم.
- الطرف المعني: لا يُمنح لبابك، بل يُستبدل بالتحقير والسخرية.
- الحلم: هو ضبط النفس والصفح عند القدرة.
- الطرف المعني: لا يظهر في موقف المعتصم، بل يُستبدل بالحزم والعقوبة.
الملاحظة:
القصيدة تُهيمن عليها مشاعر القوة والردع والتشفي، بينما تغيب عنها مشاعر الرحمة والحلم، مما يعكس خطابًا سلطويًا يُوظف الحماسة لتبرير القسوة، ويُقصي التعاطف مع الطرف المهزوم. هذا التوازن المختل في المشاعر يُظهر كيف يُستخدم الشعر لتكريس هيبة المنتصر وتغليف العنف السياسي بغلاف ديني.
* ابحث في أحد المعاجم عن تفسير العبارة : “القطا الأرسال“
في المعاجم العربية، تُفسَّر عبارة “القطا الأرسال” على النحو التالي:
- القطا: طائر صحراوي معروف، يشتهر بمشيه السريع وصوته المميز، ويُضرب به المثل في التفرق والانتشار.
- الأرسال: جمع “رَسَل”، ويُستخدم للدلالة على الجماعات المتفرقة أو المتتابعة، كما في قولهم “جاءت الخيل أرسالًا”، أي جماعات متفرقة دون انتظام.
المعنى المركب: “القطا الأرسال” تعني جماعات من طائر القطا تسير أو تنتشر في الصحراء بشكل متفرق، وتُستخدم في الشعر لتصوير التشتت، الفوضى، أو الانسحاب غير المنظم، كما في وصف جيش بابك في القصيدة.
النحو
في الأبيات 6 – 14 – 17 – 19 – 23 مفعول فيه للزمان مبدوء ب “لما : ميز الحدث الرئيسي من الثانوي في هذه الأبيات وبين العلاقة بين الحدثين أسبقية / لاحقية / تزامن واستخلص قيمتها في سرد الأحداث.
في الأبيات المذكورة، أدت “لما” وظيفة ظرفية تربط حدثًا ثانويًا بزمن وقوع الحدث الرئيسي. في البيت 6، رؤية بابك للجيش هي الحدث الثانوي، وهجره للغواية هو الرئيسي، والعلاقة لاحقية. في البيت 14، تداعي المسلمين للنزال هو الحدث الثانوي، ونزول الملائكة هو الرئيسي، والعلاقة تزامن. في البيت 17، انتهاء رمضان هو الثانوي، وشيوع النصر في شوال هو الرئيسي، والعلاقة أسبقية. في البيت 19، إدراك فظاظة الخلخال هو الثانوي، والاستبسال هو الرئيسي، والعلاقة لاحقية. في البيت 23، الرمي بالطرف هو الثانوي، وتسليم المعتصم للأمة هو الرئيسي، والعلاقة لاحقية. قيمة هذه العلاقات تكمن في بناء سرد تصاعدي يربط الأسباب بالنتائج، ويمنح النص حيوية وتماسكًا دراميًا.
البلاغة
تتضمن صورة التشبيه العادية أربعة عناصر : الموضوع المعين الذي عليه مدار الكلام والموضوع الاستدلالي الذي هو مثال المعنى المشترك أو نموذجه المحتذى، ونقطة التلاقي المستخلصة من الموضوعين الأول والثاني، والأداة هي بمثابة وصلة تشح بين العناصر الثلاثة منصف الوهايبي). “صناعة | الشعر عند أبي تمام ومكوناتها في قراءة القدامى وفي النص الشعري”. رسالة دكتوراه دولة مرقونة ص 201). حلل الصورة الواردة في البيت 12 في ضوء ما تقدم.
في البيت 12: “فأصبحا كالحسن شيب المغرم بدلال”، تتضح عناصر التشبيه كما يلي:
- الموضوع المعين: الشجاعة والحياء.
- الموضوع الاستدلالي: الحسن الممزوج بالشيب في وجه المغرم.
- نقطة التلاقي: التوازن بين الوقار والجاذبية، أو بين القوة والرقة.
- الأداة: “كـ” في “كالحسن”.
الصورة تُجسد اندماج الفضيلتين في المقاتل، وتُضفي عليه جمالًا أخلاقيًا وإنسانيًا، مما يعزز المعنى الحماسي بجمالية رمزية.
الإيقاع
من مولدات الإيقاع الداخلي في الخطاب الشعري الجناس والترديد والاشتقاق. ارصد بعضها في مواطن محددة من النص
في قصيدة “يوم أرشق”، يظهر الإيقاع الداخلي في:
- الجناس: “شعثًا بشعث” في البيت 10، يخلق توازنًا صوتيًا يعكس الفوضى.
- الترديد: تكرار “لما” في الأبيات 6، 14، 17، 19، 23، يمنح النص إيقاعًا سرديًا متواترًا.
- الاشتقاق: “غضب الخليفة للخلافة غضبة” في البيت 4، يعمّق المعنى ويعزز النغمة الحماسية.
هذه العناصر تُضفي موسيقى داخلية وتُكثّف الانفعال الشعري.
تحليل قصيدة يوم أرشق
قصيدة “يوم أرشق” لأبي تمام هي من أبرز قصائد الحماسة التي تمجّد انتصار الخليفة المعتصم على بابك الخرمي، وتُجسد لحظة تاريخية بصياغة شعرية عالية تجمع بين البلاغة والفكر السياسي والديني.:
الموضوع العام:
تمجيد انتصار المعتصم في معركة “أرشق” ضد بابك الخرمي، وتصوير هذا النصر كتحول وجودي للأمة الإسلامية، من الفتنة إلى الوحدة، ومن الضلال إلى النور.
الجانب الحماسي:
- تمجيد الجيش الإسلامي: “بقلوب أسد في صدور رجال”، تصويرهم كأبطال يجمعون بين الشجاعة والحياء.
- تصوير المعركة كصراع بين الحق والباطل، حيث يُهزم بابك ويُطاف به ويُقتل.
- نزول الملائكة في البيت 14 يعزز البعد القدسي للنصر.
المدح والهجاء:
- مدح المعتصم: قائد غيور، حازم، يمثل الخلافة والعدل.
- هجاء بابك: يُصور كضال، متخبط، وجيشه مشتت “كالقَطا الأرسال”.
- هذا التضافر يخدم فن الحماسة، ويُضفي على النصر طابعًا أخلاقيًا ودينيًا.
الصور الشعرية:
- تشبيهات مركبة مثل: “كالحسن شيب المغرم بدلال” تعكس التوازن بين القوة والرقة.
- استعارات حربية: “لبست له خدع الحروب زخارف” تُشخص المعركة وتُضفي عليها طابعًا حيًّا.
- رمزية الطواف والتمثيل بجثة بابك تُستخدم لتكريس الردع السياسي والديني.
القراءة التنويرية:
إذا اعتُبر بابك قائد انتفاضة شعبية لا زنديقًا، تتحول القصيدة إلى خطاب سلطوي يُبرر القمع باسم الدين، ويُقصي التعاطف مع المهزوم، مما يستدعي قراءة نقدية تفكك الخطاب الرسمي وتكشف خلفياته الطبقية والسياسية.
الخصائص الفنية:
- الإيقاع الداخلي: الجناس “شعثًا بشعث”، الترديد “لما”، والاشتقاق “غضب الخليفة للخلافة غضبة”.
- التراكيب النحوية المحكمة، وتوظيف “لما” كمفعول فيه للزمان، تُضفي على السرد الشعري تماسكًا وتدرجًا دراميًا.
من هو الشاعر ابو تمام؟
أبو تمام هو حبيب بن أوس الطائي، شاعر عربي كبير من العصر العباسي، وُلد في جاسم قرب دمشق سنة 188هـ تقريبًا، وتوفي سنة 231هـ. يُعد من أبرز شعراء البلاغة والابتكار، وقد ارتبط اسمه بفن الحماسة، إذ جمع ديوانًا شهيرًا بعنوان ديوان الحماسة، ضم فيه مختارات من الشعر العربي القديم.
أبرز ملامح شخصيته الشعرية:
- التجديد في الصور والتراكيب: خرج عن التقليد، وابتكر صورًا مركبة وعميقة.
- الاهتمام بالمعاني الفلسفية والسياسية: خاصة في مدحه للخلفاء والقادة.
- البلاغة العالية: حتى قيل عنه “شاعر المعنى”، وفضّله بعض النقاد على المتنبي في العمق.
من أشهر قصائده:
- يوم أرشق في مدح المعتصم بعد انتصاره على بابك الخرمي.
- السيف أصدق أنباءً من الكتب، وهي من أشهر قصائد الحماسة والمدح السياسي.