شرح نص من المقامة الأرمنية محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي
تحضير نص من المقامة الأرمنية 3 ثانوي مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح وتحليل نص من المقامة الأرمنية لبديع الزمان الهمذاني من كتاب النصوص
علامات شعب علمية تندرج ضمن المحور الاول سنة ثالثة ثانوي تعليم تونس
شرح نص من المقامة الأرمنية المحور الاول
الشرح والتحليل مع الاجابة عن جميع الاسئلة:
تقديم النص:
نص المقامة الأرمينية لبديع الزمان الهمذاني يصوّر بأسلوب ساخر حيلة أبي الفتح الإسكندري في الحصول على الطعام دون مال، بعد العودة من تجارة أرمينية. يتنقل البطل بين الخباز وبائع اللبن، مستخدمًا الذكاء والتمثيل لانتزاع الرغفان والأدم. النص يكشف عن مفارقات اجتماعية ويُضحك القارئ عبر التناقض بين المظهر والمقصد.
الموضوع:
يتناول النص حيلة أبي الفتح الإسكندري في التحايل للحصول على الطعام، كاشفًا مفارقات الفقر والذكاء في المجتمع.
التقسيم:
السطر 1: نقص المال بعد العودة من أرمينية.
السطر 5: نقص الدفء، فاحتال بطلب رأس التنور.
السطر 9: نقص الخبز، فالتقط الرغفان بعد أن رُميت.
السطر 10: نقص الإدام، فادّعى الحجامة للحصول على اللبن.
السطر 15: سدّ النقص بالأكل بعد نجاح الحيلة.
لنتعرف معا
الهمذاني: سبقت ترجمته في نص ” من المقامة الحلوانية“.
أرمينية: مقاطعة تحدها إيران شرقا وتركيا غربا، تقع بين بحر قزوين ومنبع الفرات
الأعلى. وكانت دولة قائمة بذاتها في العصور القديمة.
· الهمذاني: هو بديع الزمان الهمذاني، رائد فن المقامات في الأدب العربي، وقد سبق تقديم ترجمته وسيرته في نص “من المقامة الحلوانية”، مما يغني عن إعادة التعريف هنا.
· أرمينية: منطقة جغرافية تقع بين إيران شرقًا وتركيا غربًا، وتحدها بحر قزوين من الشمال الشرقي ومنبع نهر الفرات من الجنوب الغربي. كانت في العصور القديمة دولة مستقلة ذات حضارة، مما يضفي على المقامة طابعًا رحليًا وتاريخيًا، ويمنحها خلفية ثقافية غنية تعكس تنقل البطل في فضاءات متعددة.
لنتفهم معا
1. يقوم بناء النص على النقص وسده. فكك النص في ضوء ذلك.
يقوم النص على عرض النقص المادي وسده بالحيلة والبلاغة، ويتجلى ذلك كما يلي:
- السطر 1–4: نقص المال بعد العودة من أرمينية، وظهور أبي الفتح الإسكندري في هيئة فقير.
- السطر 5–9: نقص الخبز، فيحتال الإسكندري على الخباز بادعاء البرد ونشر الملح، ثم يلتقط الرغفان بعد أن يُرمى.
- السطر 10–15: نقص الإدام، فيحتال على بائع اللبن بادعاء الحجامة، ويثيره حتى يمنحه اللبن مجانًا
2 اقترنت الحيلة بالإضحاك الناتج عن مفارقة السلوك للمقام. بين ذلك.
نعم، في المقامة الأرمينية، اقترنت الحيلة بالإضحاك من خلال مفارقة السلوك للمقام، ويتجلى ذلك في:
- السطر 5–9: أبو الفتح يتظاهر بالبرد ليطلب رأس التنور، ثم ينشر الملح تحت أذياله موهمًا أنه أذى بثيابه، مما يُضحك القارئ لأن سلوكه لا يناسب مقام الحاجة بل مقام الاحتيال الذكي.
- السطر 10–15: يدّعي أنه حجام ليحصل على اللبن، فيتحول من متذوّق إلى مهاجم، ويثير البائع حتى يمنحه اللبن، مما يخلق مفارقة بين مقام الحجامة كوظيفة محترمة وسلوكه الاحتيالي.
الإضحاك هنا ناتج عن التناقض بين المظهر والمقصد، وبين اللغة المهذبة والفعل الماكر، مما يجعل الحيلة أداة فنية للكشف عن ذكاء البطل وسخرية الواقع.
3. استخلص من خلال النص بعض ملامح المجتمع في عصر بديع الزمان الهمذاني.
من خلال المقامة الأرمينية، يمكن استخلاص عدة ملامح للمجتمع في عصر بديع الزمان الهمذاني:
- انتشار الفقر والحاجة يتجلى ذلك في شخصية أبي الفتح الإسكندري الذي يلجأ إلى الحيلة لسد رمقه، مما يعكس واقعًا اقتصاديًا صعبًا.
- سذاجة بعض أفراد المجتمع يظهر ذلك في انخداع الخباز وبائع اللبن بحيل أبي الفتح، مما يدل على بساطة التفكير وسرعة التصديق.
- شيوع الحرف اليدوية والتجارة البسيطة مثل الخباز والحجام وبائع اللبن، مما يعكس طبيعة الاقتصاد القائم على المهن اليومية.
- مكانة البلاغة والذكاء الاجتماعي إذ يُظهر النص كيف تُستخدم اللغة والحيلة كوسيلة للعيش، مما يدل على تقدير المجتمع للذكاء اللفظي.
- التفاوت الطبقي فوجود من يملك الطعام ومن يفتقر إليه يعكس وجود طبقات اجتماعية متفاوتة في العيش والفرص.
لتفكر معا
* من وظائف النصوص الفكاهية الترويح عن نفس القارئ تبين آليات هذه الوظيفة من خلال النص..
من خلال المقامة الأرمينية، تتحقق وظيفة الترويح عن نفس القارئ عبر عدة آليات فنية:
- المفارقة بين الحال والمقال يظهر أبو الفتح في هيئة فقير، لكنه يتصرف بذكاء يفوق مقامه، مما يخلق مفارقة ساخرة تُضحك القارئ.
- الحيلة غير المتوقعة مثل ادعاء البرد لطلب رأس التنور (سطر 5)، أو التظاهر بالحجامة للحصول على اللبن (سطر 12)، وهي مواقف تثير الضحك بسبب غرابتها.
- اللغة البلاغية الساخرة استخدام السجع والتورية مثل “لا حيلة مع العدم” (سطر 10) يضفي طرافة لفظية تُمتع القارئ.
- ردود أفعال الشخصيات مثل غضب الخباز أو انفعال بائع اللبن، وهي ردود فعل طبيعية تُقابل بسلوك غير مألوف، مما يخلق كوميديا الموقف.
هذه الآليات تجعل النص الفكاهي وسيلة للتسلية، وفي الوقت نفسه تفتح بابًا للتأمل في الذكاء الشعبي ومفارقات الواقع.
* هل يبدو لك الهمذاني مجرد ناقل لما في المجتمع أم هل هو ناقد له من خلال شخصياته القصصية ؟
الهمذاني ليس مجرد ناقل لما في المجتمع، بل هو ناقد ساخر يستخدم شخصياته القصصية، وعلى رأسها أبو الفتح الإسكندري، كأدوات لكشف التناقضات الاجتماعية.
يتجلى نقده في:
- فضح الفقر والتفاوت الطبقي من خلال تصوير الحيلة كوسيلة للبقاء.
- السخرية من السذاجة الاجتماعية عبر ردود أفعال الخباز وبائع اللبن.
- استخدام البلاغة لكشف الزيف، حيث تتحول اللغة إلى أداة تمويه تكشف هشاشة القيم الظاهرة.
إذن، الهمذاني يوظف الحكاية لا ليصف الواقع فقط، بل ليُعرّيه ويُضحكنا منه، في نقد اجتماعي لاذع مغلف بالفكاهة والبلاغة.
تحليل نص من المقامة الأرمينية
تحليل نص من المقامة الأرمينية لبديع الزمان الهمذاني، يراعي البناء الفني والدلالي، ويكشف عن عمق المفارقة والوظيفة النقدية:
أولًا: البنية السردية
العنصر | التوضيح |
الراوي | عيسى بن هشام، يروي الأحداث بلسان ساخر |
البطل | أبو الفتح الإسكندري، رمز الحيلة والذكاء الشعبي |
الحدث | سلسلة من الحيل للحصول على الطعام دون مال |
الزمان والمكان | بعد العودة من تجارة أرمينية، في فضاء شعبي بسيط |
ثانيًا: المفارقة والوظيفة الفكاهية
- مفارقة السلوك للمقام: أبو الفتح يتصرف بخفة ودهاء في مواقف يفترض فيها الجدية أو الحاجة، مما يخلق إضحاكًا ناتجًا عن التناقض.
- الحيلة كأداة للنجاة: يتظاهر بالبرد ليأخذ الخبز، ويدّعي الحجامة ليحصل على اللبن، مما يكشف عن ذكاء اجتماعي ساخر.
- اللغة البلاغية: يوظف السجع والتورية مثل “لا حيلة مع العدم”، مما يضفي طرافة لفظية تُمتع القارئ وتُخفي النية الحقيقية.
ثالثًا: الوظيفة النقدية
المظهر | النقد الضمني |
الفقر والحاجة | نقد للواقع الاقتصادي الذي يدفع الإنسان إلى الاحتيال |
سذاجة المجتمع | كشف عن بساطة الناس وسرعة انخداعهم |
الذكاء الفردي مقابل النظام الاجتماعي | تمجيد للذكاء الشعبي في مواجهة غياب العدالة |
رابعًا: دلالة العنوان “الأرمينية”
- يشير إلى فضاء بعيد عن المركز، مما يعكس طابعًا رحليًا للمقامة.
- يربط بين الواقع الجغرافي والرمزية الاجتماعية: فكما أن أرمينية منطقة حدودية، فإن المقامة تكشف عن هامشية الفقير في المجتمع.
من هو بديع الزمان الهمذاني ؟
بديع الزمان الهمذاني هو أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد الهمذاني، أديب عربي فارسي الأصل، وُلد في همذان بإيران عام 969م (358هـ)، وتوفي في هرات عام 1007م (398هـ). يُعد من روّاد فن المقامة في الأدب العربي، وقد ابتكر هذا النوع الأدبي الذي يجمع بين السرد القصصي، والبلاغة، والفكاهة، والنقد الاجتماعي.
️ أبرز ملامح شخصيته الأدبية:
- كان بارعًا في الإنشاء والارتجال، وامتاز بأسلوبه الساخر والرمزي.
- جمع في مقاماته بين اللغة الفصيحة والحيلة الذكية، وصوّر من خلالها أحوال المجتمع، خاصة الفقر والتفاوت الطبقي.
- تأثر به لاحقًا الحريري الذي طوّر فن المقامة بأسلوب مختلف.
أشهر أعماله:
- مقامات بديع الزمان الهمذاني: وتضم أكثر من خمسين مقامة، أبرزها: المقامة البغدادية، الحلوانية، الأرمينية، والموصلية.
بديع الزمان لم يكن مجرد كاتب، بل كان ناقدًا اجتماعيًا ساخرًا، استخدم الأدب ليكشف مفارقات الواقع ويُضحك القارئ وهو يُفكّره.