Press "Enter" to skip to content

شرح نص المعرفة والاستدلال – بكالوريا آداب – محور المنزع العقلي

شرح نص المعرفة والاستدلال محور المنزع العقلي في الادب العربي القديم 4 ثانوي بكالوريا آداب نص المعرفة والاستدلال رابعة ثانوي شعبة الآداب” الجاحظ كتاب الحيوان” شرح وتحليل واصلاح شرح المعرفة والاستدلال  باكالوريا رابعة ثانوي شعبة الآداب مع الاجابة عن الاسئلة الفهم والتحليل النقاش بمناسبة هذا النص وابداء الراي و انتاج كتابي فقرة انشائية

نص المعرفة والاستدلال مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة

تقديم النص:

نص المعرفة والاستدلال للجاحظ من كتاب الحيوان يعرض رؤية تربوية عقلية، يربط فيها بين الحواس والعقل والحكمة. يبيّن أن المعرفة لا قيمة لها بلا استعمال، وأن الاستدلال هو الحجة التي تقود الإنسان للتمييز بين النافع والضار. ويؤكد أن التأمل في المخلوقات، ولو في جناح بعوضة، يكشف عن عظمة الخالق ويجعل العلم سلّمًا للهداية والثواب .. نص المعرفة والاستدلال من  كتاب النصوص بكالوريا آداب رابعة ثانوي شعبة الآداب  يندرج هذا النص ضمن المحور الثاني المنزع العقلي لـ الجاحظ كتاب الحيوان   

.

الموضوع:

موضوع النص هو بيان دور العقل والاستدلال في تحويل المعرفة الحسية إلى حكمة تكشف عن عظمة الخالق وتهدي الإنسان للتمييز بين الخير والشر.

الفهم والتحليل

1- القسمان يكونان نصا حجاجيا واحداً. قطعه حسب هذه الخطة.

1. المقدمة

الجاحظ يقرر أن الله أمر بالاعتبار والتفكر والتثبت ليكون الإنسان عالماً وحكيماً، وأن المعرفة لا معنى لها بلا استعمال، ولا دلالة بلا استدلال، فالحواس والعقل أدوات للتمييز بين الخير والشر، وجسر من الدنيا إلى الآخرة.

2. العرض

  • حجة عقلية: العقل لا يكتمل إلا بالاستدلال، والحواس وسيلة لتمييز المنافع والمضار، فيكون الإنسان شاكرًا وصابرًا.
  • حجة حسية: التأمل في جناح بعوضة يكشف عن خزائن من الحكم والمعاني، ويبرهن أن أصغر الكائنات تحمل أسرارًا عظيمة.
  • حجة نقدية: لا تُقاس الحكمة بثمن الأشياء أو منظرها، بل بما أودع الله فيها من عجائب ومعارف، حتى يغدو الحيوان أو الحشرة بابًا للعلم.

3. الخاتمة

المعرفة الحقيقية عند الجاحظ هي استعمال العقل والحواس في النظر والاعتبار، واستخراج الحكمة من أدق تفاصيل الطبيعة، ليكون العلم طريقًا إلى الثواب والنجاة، والحكمة معيارًا يتجاوز الظاهر إلى عمق المعنى.

2- الخطاب تعليمي سعى فيه الباث إلى حمل المتقبل على الاقتناع بالحقيقة استخرج بعض المؤشرات الدالة على ذلك (أساليب، عبارات…)

بعض المؤشرات التعليمية الحجاجية في خطاب الجاحظ:

  • أساليب الأمر والحث: مثل “لم يردد في كتابه ذكر الاعتبار والحث على التفكير” → دعوة مباشرة للتفكر.
  • أسلوب الشرط والنفي: “ولولا استعمال المعرفة لما كان للمعرفة معنى” → يبرز ضرورة الفعل العقلي.
  • التكرار والتوكيد: تكرار مفردات مثل المعرفة، الاستدلال، الاعتبار لترسيخ الفكرة.
  • الأمثلة الحسية: “ولو وقفت على جناح بعوضة وقوف معتبر” → تقريب الفكرة عبر مثال ملموس.
  • المقابلة بين النافع والضار، المحبوب والمكروه → أسلوب تقابلي يقنع المتلقي بالتمييز العقلي.

هذه المؤشرات تكشف أن الخطاب تعليمي حجاجي، يوجّه المتلقي نحو الاقتناع بأن المعرفة والاستدلال سبيل الحكمة.

3- في النص أساليب ومحسنات بديعية تدل على تزاوج الغاية التعليمية بالغاية الفنية. ما تأثيرها في المتقبل؟

الأساليب والمحسنات البديعية (مثل المقابلة بين النافع والضار، التكرار في المعرفة والاستدلال، التشبيه بجناح البعوضة، والصور البلاغية) تجعل الخطاب أكثر جاذبية وإيحاءً، فيمزج بين التعليم والإمتاع. تأثيرها في المتقبل أنها ترسّخ الفكرة في ذهنه، وتثير إعجابه وانتباهه، فيقتنع بالحقيقة المطروحة وهو مستمتع بجمال الأسلوب.

4- يطغى على النص معجمان ديني وكلامي : ما الصلة بينهما ؟

الصلة أن المعجم الديني (الاعتبار، الثواب، العقاب) يمنح الخطاب سلطة إلهية وغاية أخروية، بينما المعجم الكلامي (المعرفة، الاستدلال، الدلالة) يقدّم أدوات عقلية ومنطقية. تزاوجهما يبيّن أن طريق الهداية يجمع بين الوحي والعقل، فيقنع المتقبل بأن التفكير العقلي جزء من التكليف الديني.

5- هناك درجتان من المعرفة. حددهما وبين كيفية الاستفادة منهما.

الدرجتان هما:

  • معرفة الحواس: إدراك مباشر عبر النظر والسمع واللمس، وهي أساس التمييز الأولي بين النافع والضار.
  • معرفة العقول: استنتاج وتأمل يقيس ويحلل، يرقى بالإنسان من الظاهر إلى المعنى الأعمق.

الاستفادة: تبدأ التجربة بالحس لتزويد العقل بالمعطيات، ثم يوظّف العقل الاستدلال ليحوّلها إلى حكمة، فيكون العلم وسيلة للهداية والعمل الصالح.

6- يقوم النص على أقطاب ثلاثة : الله الإنسان العقل. ما العلاقة بينها ؟ استعن بالأفعال المنسوبة إلى الله والإنسان.

العلاقة تقوم على تكامل الأدوار:

  • الله: ينسب إليه أفعال الهداية والتمكين (جعل العيون المدركة، أمر بالاعتبار، أودع الحكم والمعاني).
  • الإنسان: ينسب إليه أفعال التلقي والتوظيف (يأخذ، يترك، يشكر، يصبر، يتأمل).
  • العقل: هو الوسيط الذي يميز ويستدل ويقيس.

الصلة أن الله يزوّد الإنسان بالأدوات، والإنسان يوظّفها عبر العقل ليبلغ الحكمة والنجاة.

7- ما الفوائد الحاصلة من التأمل العقلي ؟

الفوائد الحاصلة من التأمل العقلي:

  • التمييز بين النافع والضار، والخير والشر.
  • ترسيخ الحكمة عبر الانتقال من المعرفة الحسية إلى العقلية.
  • التربية الروحية بالصبر على المكروه والشكر على المحبوب.
  • اكتشاف المعاني الخفية في أصغر الموجودات.
    بذلك يصبح التأمل العقلي وسيلة للهداية، وللارتقاء بالإنسان نحو الثواب والنجاة.

8- للنص أبعاد سلوكية أخلاقية تخفي بعض مبادئ الاعتزال. وضح ذلك مبينا مسؤولية الإنسان في ما يقوم به.

النص يكشف عن أبعاد سلوكية أخلاقية مرتبطة بمبادئ الاعتزال، إذ يؤكد على حرية الإنسان ومسؤوليته في أفعاله: فهو يميز بعقله بين النافع والضار، ويختار بين ما يحب وما يكره، ويحاسب على ما يقوم به بالشكر أو الصبر. بذلك يظهر المبدأ الاعتزالي في أن الإنسان مكلَّف ومسؤول عن فعله، وأن الثواب والعقاب نتيجة مباشرة لاختياره الواعي.

9- وضح العلاقة بين قسمي النص فكرة وأسلوبا.

العلاقة بين القسمين تقوم على وحدة الفكرة وتنوع الأسلوب:

  • فكريًا: القسم الأول يقرر أن المعرفة والاستدلال سبيل الحكمة والنجاة، والقسم الثاني يقدّم مثالًا حسّيًا (جناح البعوضة) يبرهن الفكرة ويجسدها عمليًا.
  • أسلوبيًا: الأول يغلب عليه الطرح العقلي المجرّد، والثاني يعتمد على التصوير البلاغي والتشبيه لإقناع المتقبل.

هكذا يتكاملان: العقل يضع القاعدة، والخيال الفني يقرّبها ويجعلها أكثر تأثيرًا.

النقاش

* يقول الجاحظ في نص سابق فلا تذهب إلى ماتريك العين واذهب إلى ما يريك العقل والعقل هو الحجة. هل تراه يناقض نفسه في هذا النص ؟ ادعم رأيك بأدلة.

لا، لا يناقض نفسه. الجاحظ يقرّ بتراتبية معرفية لا ازدواجية: الحواس تمدّ العقل بالمعطيات، والعقل هو الحاكم والحجة.

  • دليل التراتب: يقول إن المقصود “الترقي من معرفة الحواس إلى معرفة العقول”، وأن “المعارف الحسية والوجدانات الغريزية” تُفضي إلى ما “يتميز عند العقول وتحصره المقاييس”.
  • دليل أولوية العقل: يشترط التأمل بـ“ثاقب النظر، سليم الآلة، غواصًا على المعاني” و”بحسب صحة العقل”، ما يعني أن النظر الحسي لا يكفي دون تقويم عقلي.
  • دليل نقد الظاهر: يرفض معيار الثمن والمنظر، مؤكّدًا أن الحكمة لا تُقاس بالظاهر، بل بما يكشفه التعقل والاستدلال.

الخلاصة: هو يحذّر من الاغترار بما “تريك العين”، ويدعو إلى ما “يريه العقل”، مع إبقاء الحس خادمًا للعقل لا بديلًا عنه.

* يرى البعض أن من دوافع تأليف كتاب الحيوان إظهار حكمة الخالق من خلال دراسة خلقه أي معرفة عظمة الله. هل تعتبر هذا النص دليلا يدعم هذا الرأي ؟ وضح.

نعم، النص دليل واضح على ذلك؛ إذ يربط الجاحظ بين التأمل العقلي في المخلوقات (كجناح البعوضة) وبين إدراك الحكمة الإلهية، ويؤكد أن الحواس والعقل وُجدت ليقودا الإنسان إلى الاعتبار والثواب والنجاة. 👉 بذلك يصبح النظر في الحيوان والطبيعة وسيلة لإظهار عظمة الله ومعرفته.

بمناسبة هذا النص

اللغة

الأفعال الرئيسة في جواب الشرط هي: لملأت، لرأيت، لتبجّس، تصاغر، قلّ.
قيمتها في تفكير الجاحظ أنها تبرز أثر التأمل العقلي في تحويل الملاحظات الحسية البسيطة (جناح بعوضة) إلى فيض معرفي، يكشف عن الحكمة الإلهية ويعيد معايرة القيم، فلا يُقاس الشيء بثمنه أو منظره بل بما يحمله من معانٍ وأسرار.

الحقل المعجمي

العقل، المعرفة، الحكمة : استخرج العبارات التي لها صلة بكل من المصطلحات الثلاثة.

ما نصيب العقل منها ؟ وظف ذلك لتدعم مفهوم المعرفة عند الجاحظ

  • العقل: “وللعقل في خلال ذلك مجال وللرأي تقلب”، “بحسب صحة عقلك”.
  • المعرفة: “ولولا استعمال المعرفة لما كان للمعرفة معنى”، “المعرفة التي متى تجلت لك تصاغر عندك كبير ما تستعظم”.
  • الحكمة: “ومن تقلبه في طبقات الحكمة”، “ومن خفيات الحكم وينابيع العلم”.

* نصيب العقل: هو الأداة الحاكمة التي تضبط الخواطر وتفتح أبواب الرأي، ويحوّل الإدراك الحسي إلى معرفة واعية.
* بهذا يدعم الجاحظ مفهومه للمعرفة بأنها ترقٍّ من الحس إلى العقل ثم إلى الحكمة، فلا تكتمل إلا بعمل العقل.

ملخص النص في فقرة انشائية

نص المعرفة والاستدلال للجاحظ يبيّن أن الله وهب الإنسان الحواس والعقل ليكون سبيله إلى الحكمة والنجاة، فالمعرفة لا قيمة لها إن لم تُستعمل، والاستدلال هو الحجة التي تفتح أبواب الرأي الصحيح. يدعو الجاحظ إلى التأمل في الموجودات، حتى في أصغرها كجناح البعوضة، لأن فيها من الحكم والمعاني ما يفيض بالعلم ويكشف عن عظمة الخالق. وهكذا يربط بين الحس والعقل، ليؤكد أن المعرفة الحقيقية هي ارتقاء من الإدراك الحسي إلى الفهم العقلي ثم إلى الحكمة التي تهدي الإنسان إلى الخير والثواب.

Comments are closed.