Press "Enter" to skip to content

كليلة ودمنة – مقال أدبي مع الإصلاح – محور الحكاية المثلية – أولى ثانوي

كليلة ودمنة – مقال أدبي مع الإصلاح – الأولى ثانوي

الموضوع:

ليست الحكاية المثلية في كليلة ودمنة طريفة بفنها القصصي فحسب وإنما بتنوع وظائفها
توسع في هذا القول من خلال شواهد دقيقة من كليلة ودمنة

التمهيد:
تشكل الحكاية المثلية في كتاب كليلة ودمنة لعبد الله بن المقفع ظاهرة إبداعية في
النثر العربي القديم خلال القرن الثاني للهجرة وهي ذات أصول سردية موصولة
بالخرافة والأسطورة والحكاية العجيبة

تنزيل الموضوع:
أن قيمة هذا الإبداع لا تكمن في طرافة الفن القصصي فحسب وإنما في تنوع وظائف الحكاية

الإشكالية:
هناك أوجه طرافة القص في كليلة ودمنة مظاهر تنوع وظائف الحكاية فيها

الجوهر:
يستدعي هذا الموضوع من خلال صياغته القائمة على ثنائية النفي والإثبات علاقة
التكامل بين الشكل الفني الطريف والمضمون الدلالي المتنوع للقص، ولو شرعنا
في استخلاص مظاهر طرافة الفن القصصي فإننا نستقصي مظاهر منه متعددة

جوهر الجوهر:
إن القص لا يستقيم كما هو معلوم بداهة إلا بأساليب وأركان هي مقومات أساسية
تقوم عليها كل حكاية في كليلة ودمنة و عالم كليلة ودمنة يفتتح بعبارة سردية ذات
محمول حكائي بها يبدا القص فهي سنة سردية راسخة تحقق وظيفة تواصلية تفتح
الخطاب على نوع طريف و وعجيب من انواع الخرافة التي لا يعرف لها قائل و لا
يتحمل تبعاتها سارد، وهي قاعدة كلامية تبرر الوهم على عكس الواقع والحقيقة

كما يستند القص إلى أسلوب الحوار الذي يدور يمسرح الأحداث في ساحة الخيال
العجيب والغريب بين كائنات حيوانية ، فالحوار في أغلبه ثنائي بين الملك
والفيلسوف حينا والأسد والحيوان حينا آخر ، يقول الفيلسوف دبشليم ..اضرب لي
مثل فيجيب الفيلسوف بيدبا زعموا أن .. وبدلك تتولد الأحداث ويتطور الحديث من حين الى آخر

أماالسرد فهو خطي تتابعي عادة يتدرج وفق برنامج اتصالي أو انفصالي من بداية
معلومة يقترحها الملك إلى نهاية مرسومة من إنتاج الفيلسوف .. إنما ضربت لكهذا
المثل لتعلم .. والقصص يحكمها مبدأ التناظر حينا “باب الأسد والثور” “الحمامة
المطوقة” أو مبدأ التقابل أحيانا “باب الاسد والثور / الأسد وابن آوى الناسك
من حيث الوصف ، فهو يعني مشاعر الشخصيات وكياناتهم المتغيرة ، وهو يدخل كالكئيب الحزين، وكأنه تأطير للاحداث
والفضاء السردي للزمان والمكان وللشخصيات .. صورة صياد على باب حمامة محاصرة

ولو نظرنا في أركان القص فإنها تدور على فضاء موهوم زمانا ومكانا فالمكان
مطلق والزمان كذلك، وفي ذلك تجريد للحكاية وحماية لها من أعدائها، أما
الشخصيات فهي من عالم الحيوان (الأسد / ابن آوى / كليلة / دمنة / الحمامة
/الغراب .) أو عالم الإنسان (الملك -الفيلسوف – الصياد..) وبين هؤلاء وأولئك
علاقة الرمز بمرموزه، فكل حيوان له ما يطبقه في عالم الإنسان

وأما الأحداث فهي ذات بنية تقوم على التضمين تدرجا من القصة الأصلية إلى
القصة الفرعية ،وعلى التتابع ربطا بين قصص لا يربطها ببعضها منطق غير
اشتراكها في أبواب الكتاب.وعلى التداول مراوحة بين قصتين في وقت واحد.
إن هذه الخصائص الفنية تجعل من الحكاية المثلية أثرا فنيا طريفا في الأدب العربي إذ أسس لعالم عجيب بقدر ما فيه من الهزل والإمتاع

التخلص: هي وظائف الحكاية المثلية المتنوعة؟ لما كان المثل حجة يستدل بها
المتكلم على حكمة ويخلص بها إلى عبرة ;وحكمة,فقد نهض بعديد الوظائف التزاما
برسالة الأدب هي رسالة عطف للقلوب على قيم أصيلة في مواجهة واقع مترد على
مستويات عديدة ومختلفة

ولعل الوظيفة الأولى التي تتصدر مقاصد التأليف هي الوظيفة التعليمية، هي رسالة
مميزة للمجتمع = عبر وحكم يستفيد منها الناس جميعا قيما تربوية وفوائد سياسية
واجتماعية ، فقد جعل الفيلسوف من التعليم مقصدا أصيلا لحكايته إذ يختمها بقوله
مثلا “وإنماضربت لك هذا المثل لتعلم أن صاحب الشر لايسلم من شره أحد
فالمثل يعلم الأخلاق والأدب وأصول التعامل الاجتماعي بين مختلف الأجناس والفئات

أما الوظيفة الثانية فهي نقدية بالأساس ، نقد لمظاهر انحراف الواقع
السياسيوالقضائي والاجتماعي بغاية التوجيه والإصلاح : استحال الحكم استبداديا
تتقاطع فيه السلطات الثلاث دون استقلالية حقيقية وهيمنت الحاشية الفاسدة التي
تؤثر مصلحتها على حساب المجموعة شأن دمنة في باب الأسد والثور, فنقد ابن
المقفع القيم المذمومة كالحسد والنميمة والدسائس والكذب والخداع وفساد القضاء
كما دعا في المقابل إلى الصدق والصداقة والتعاون والاتحاد كما في باب الحمامة المطوقة

بالإضافة إلى ذلك ، فإن الوظيفة الأدبية هي تحقيق الجماليات والإبداع من خلال
الاستعارة والإيجاز والبلاغة .

كما أن الوظيفةا لعقلية تبدو بارزة من خلال الدعوة إلى استعمال العقل في الخير .. لا في الشر

إن العقل في الحكاية المثلية عقل عملي لا لمجرد المعرفة ومن تجليات النزعة
العقلية في الحكاية المثلية ما ينص عليه ابن المقفع على ضرورة التخلي عن
مقتضيات الغضب والاندفاع أو الاحتكام إلى ضرورات الغريزة كما وقع للحمامة
المطوقة حين وقعت في الشرك نتيجة اندفاعها نحو الحبّ أو شان الأسد والثور اذ
انقاد كلاهما إلى غريزة الخوف والنفس المندفعة الغير عاقلة دون النفس العاقلة
إن تنوع هذه الوظائف هي سبيل لإثراء “كتاب كليلة ودمنة” لتحقيق رسالة أدبية
هادفة تنفع الناس فالأدب ليس ترفا فكريا بل هو علم وعمل ومتعة وإفادة في نفس الوقت

الخاتمة:
خلاصة الأفكار:
إن كتاب كليلة ودمنة أدب حكائي عجيب وغريب في اتواره يقوم على ظاهرة فنية قصصية مفيه متعة وابذاع وبديع ذو باطن نقدي جاد ومتنوع الوظائف، فالكتاب يمثل إبداعا وإبلاغا وإقناعا فهو فن وفكر وأدب وعقل

التقويم:
غير أن الكتاب يستمد مرجعيته من سياق هندي تحول إلى فضاء فارسي ومنه حوله ابن المقفع إلى اللغة العربية مستخدما لغة الرموز دون مواجهة مباشرة للواقع

تابع ايضا جميع شروح نص اولى ثانية ثالثة ثانوي لغة عربية ملخصات الدروس بحوث جاهزة حجج
مقال ادبي موضوع انشاء فقرة انشائية تعبير انتاج كتابي امتحانات 3.2.1 ثانوي تعليم تونس من هنا