شرح قصيدة كم قليل مستطاب محور في الفن والآدب تحليل شرح نصوص بكالوريا رابعة ثانوي تحضيروتحليل واصلاح شرح نص كم قليل مستطاب 4 ثانوي مع الاجابة على جميع الأسئلة الفهم والتحليل و التفكير وابداء الراي و انتاج كتابي + فقرة انشائية حجج تحضير درس كم قليل مستطاب لـ ابن الرومي “كم قليل مستطاب” من كتاب النصوص رُؤَى شعب علمية يندرج ضمن المحور الثاني سنة رابعة ثانوي باكالوريا تعليم تونس
نص كَمْ قَلِيلٌ مُسْتَطَابٌ مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
قصيدة “كم قليل مستطاب” لابن الرومي هي نص حجاجي حكيم يدعو فيه الشاعر إلى تقليل عدد الأصحاب وتفضيل القليل الصادق على الكثير المريب. يعتمد ابن الرومي في بنائه على أمثلة من الطبيعة وتجارب إنسانية ليبرهن أن الكثرة لا تعني الجودة. القصيدة تعكس رؤية فلسفية دقيقة في العلاقات، وتُبرز مفارقة بين الكم والصفاء بأسلوب بلاغي رفيع.
الموضوع:
يدعو ابن الرومي إلى تقليل عدد الأصحاب، مفضلًا القليل الصادق على الكثير الذي قد يجلب الضرر.
التقسيم:
التقسيم الحجاجي للنص وفق تمشي ابن الرومي:
- المقدمة التقريرية (سطر 1): يقرر أن العدو قد يُستفاد من الصديق، فلا داعي لكثرة الصحاب.
- البرهنة بالمثال الطبيعي (سطر 2): يُشبّه كثرة الصحبة بكثرة الطعام والشراب التي تُسبب الداء.
- الاستدلال بالتجربة الإنسانية (سطر 3): يُحذر من انقلاب الصديق إلى عدو، ويُبرز تقلب الأمور.
- تفنيد الاعتراض الضمني (سطر 4): يُنقض فكرة أن الكثرة تُفضي إلى الصواب.
- الاستنتاج التحذيري (سطر 5):
الفهم والتحليل
1 – قسم النص وفق التمشي الحجاجي الذي ارتاه ابن الرومي في دعوته إلى التقليل من الصحاب.· المقدمة التقريرية (سطر 1):يقرر أن العدو قد يُستفاد من الصديق، فلا ينبغي الإكثار من الصحبة.
· البرهنة بالمثال الطبيعي (سطر 2): يُشبّه كثرة الصحاب بكثرة الطعام والشراب التي قد تُسبب الداء، فيُظهر أن الضرر قد يأتي من المفترض أن يكون نافعًا.
· الاستدلال بالتجربة الإنسانية (سطر 3): يُحذر من انقلاب الصديق إلى عدو، ويُبرز تقلب الأمور كحقيقة واقعة.
· الرد على الاعتراض الضمني (سطر 4): يُفنّد فكرة أن الكثرة تُفضي إلى الطيب، ويُشكك في صواب مصاحبة الكثير.
· الاستنتاج التحذيري (سطر 5):
2 – استخرج حجتين استدل بهما الشاعر على ما يلحق كثرة الأصحاب من ضرر.
استدل ابن الرومي على ضرر كثرة الأصحاب بالحجتين الآتيتين:
- المثال الطبيعي (سطر 2): شبه كثرة الأصحاب بكثرة الطعام والشراب التي تُسبب الداء، فالكثرة ليست دائمًا خيرًا.
- المفارقة المائية (سطر 7): بيّن أن لجج البحار لا تُروي، بينما النطف العذبة القليلة تُروي، دلالة على أن القليل النافع أفضل من الكثير غير المجدي.
3 – نوع ابن الرومي من الشرط والاستدراك: فما وظيفة هذه الأدوات في تثبيت ما ذهب إليه من اصطفاء الأصدقاء؟
استخدم ابن الرومي الشرط لتصوير الاحتمالات (“ولو كان الكثير يطيب”)، والاستدراك لنقضها (“ولكن قلّما استكثرت إلا سقطت”). وظيفتهما الحجاجية هي تفنيد التصور الشائع بأن الكثرة خير، وتثبيت رأيه بأن القلة المختارة أفضل وأصدق.
4 – هل لموقف ابن الرومي من الأصحاب علاقة بمرارة تجربته الذاتية؟
نعم، موقف ابن الرومي يعكس مرارة تجربته الذاتية، فقد عُرف بعلاقاته المتوترة ومحنه النفسية، مما جعله يُفضّل القلة الصادقة على الكثرة المخادعة في صحبته.
التفكير وإبداء الرأي
أبد رأيك في قول الشاعر:
عدوكَ مِنْ صَدِيقِكَ مُسْتَفَادُ * فَلَا تَسْتَكْثِرَنَّ مِنَ الصِّحَابِ
قول ابن الرومي يعكس حكمة نابعة من تجربة مريرة، إذ يرى أن العدو قد يتكوّن من قلب الصديق، مما يستدعي الحذر في اختيار الصحبة. في رأيي، هذا البيت يُبرز فلسفة نقدية واقعية تُفضّل النوعية على الكمية، وتدعو إلى التمييز لا الانغلاق، فليس كل كثرة خيرًا، ولا كل قلة شرًا. إنه دعوة للتأمل في العلاقات الإنسانية، حيث يكون الصفاء أهم من العدد، والصدق أثمن من الصحبة العابرة.
إنتاج كتابي
توسع في قول الشاعر:
فَدَعْ عَنْكَ الكَثير، فَكَمْ كَثِيرٍ يُعَافُ: وَكَمْ قَلِيلٍ مُسْتَطَابٍ
في قوله “فَدَعْ عَنْكَ الكَثير، فَكَمْ كَثِيرٍ يُعَافُ: وَكَمْ قَلِيلٍ مُسْتَطَابٍ”، يوجّه ابن الرومي دعوة فلسفية عميقة إلى إعادة النظر في قيمة الكثرة، لا من حيث عددها، بل من حيث نفعها وصفاؤها. فالكثرة ليست دائمًا دليلًا على الخير، بل قد تكون عبئًا يُعاف، بينما القلة المختارة قد تحمل في طياتها الصفاء والصدق.
إن هذا القول يُجسّد مفارقة وجودية نلمسها في حياتنا اليومية: فكم من علاقات كثيرة تُرهق النفس، وكم من صديق واحد يُغني عن جماعة! وكم من كلمات كثيرة تُقال دون أثر، بينما كلمة واحدة صادقة تُحيي القلب. فالقيمة لا تُقاس بالعدد، بل بالأثر، والصفاء، والصدق.
في زمنٍ يزداد فيه التزاحم والعلاقات السطحية، يُصبح هذا البيت دعوة إلى التروّي، وإلى اختيار القليل الذي يُستطاب، بدلًا من الانغماس في الكثير الذي يُعاف. إنها دعوة تربوية وإنسانية إلى بناء علاقات نوعية، لا كمية، وإلى تفضيل العمق على الاتساع، والصدق على المجاملة.
فليكن في حياتنا “قليل مستطاب” يغني عن “كثير يُعاف”، وليكن معيارنا في الصحبة هو الوفاء لا العدد، وفي القول هو الصدق لا الكثرة، وفي العيش هو المعنى لا الزينة.
من هو ابن الرومي؟
ابن الرومي هو شاعر عباسي بارز من القرن الثالث الهجري، عُرف بعمق فكره ومرارة تجربته، وأهم أعماله ديوانه الشعري الذي يجمع مدحه وهجاءه ورثاءه وفلسفته.
تعريف ابن الرومي
- الاسم الكامل: أبو الحسن علي بن العباس بن جريج (أو جورجيس).
- المولد والوفاة: وُلد في بغداد سنة 836م (221هـ) وتوفي سنة 896م (283هـ).
- الأصل: رومي من جهة الأب، فارسي من جهة الأم.
- الانتماء الثقافي: عاش في العصر العباسي، وعاصر عدة خلفاء، وكان مولى لعبد الله بن عيسى.
- الطبع الشخصي: عُرف بالحساسية المفرطة، والانطواء، وكثرة التأمل، مما انعكس على شعره بالسخرية والمرارة.
أهم أعماله
- ديوان ابن الرومي: يجمع قصائده في مختلف الأغراض الشعرية، منها:
- الهجاء اللاذع: بأسلوب ساخر وتحليلي، يُظهر ذكاءه النقدي.
- الرثاء: خاصة في رثاء أمه، حيث يظهر الجانب العاطفي العميق.
- المدح: للوزراء وكبار الدولة، رغم تحفظه في العلاقات.
- الفخر والتأملات الفلسفية: في النفس والوجود والناس.
- قصيدة “كم قليل مستطاب“: نموذج لحكمته في العلاقات الإنسانية، وتفضيله النوع على الكم.
تميّز ابن الرومي
- الأسلوب التحليلي: يُحلل الشخصيات والأحداث بدقة نفسية واجتماعية.
- اللغة الغنية: يمتاز بتراكيب لغوية متينة وصور بلاغية مبتكرة.
- السخرية والمفارقة: أدواته في نقد المجتمع والسياسة.





