Press "Enter" to skip to content

شرح قصيدة رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع – لابن هانئ – محور شعر الحماسة السنة الرابعة شعبة الآداب

شرح قصيدة رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع لـ ابن هانئ محور شعر الحماسة في القرنين الثالث والرابع للهجرة للسنة الرابعة آداب – شرح نص رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع 4 ثانوي باكالوريا آداب تعليم تونس منهجية شرح نص تحليل تقديم شرح المقاطع شعر الحماسة شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا منهجية تلحليل النص الادبي تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص الادبية رابعة ثانوي

نص رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة

تقديم القصيدة:

تصوّر قصيدة “رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع” لابن هانئ مشهدًا مهيبًا لتوديع القائد جوهر وهو يستعد لخوض المعارك، في إطار مدحي سلطاني فاطمي. تنقل القصيدة من الانبهار البصري إلى تصوير القوة والتنظيم، وتُضفي على القائد طابعًا ملحميًا خارقًا. تجمع بين الحماسة والرمزية لتُكرّس صورة السلطة المركزية والبطولة الفردية.

الموضوع:

تصوّر القصيدة مشهدًا مهيبًا لتوديع القائد جوهر، مُمجّدةً هيبته واستعداد جيشه، في إطار مدحي سلطاني يُكرّس القوة والشرعية الفاطمية.

التقسيم:

تقسيم القصيدة وفق معيار التحول في الرؤية الشعورية والبصرية:

  • السطور 1–3: مشهد الانبهار والارتباك أمام الحشد (رؤية من بعيد إلى قريب).
  • السطور 4–6: وصف الجيش كقوة هائلة لا يمكن اختراقها.
  • السطور 7–10: تصوير القائد جوهر كرمز خارق يُحرك الجبال ويقود الخلق.
  • السطور 11–14: إبراز مظاهر الخلافة والشرعية في هيئة القائد.
  • السطور 15–19: استعراض الموكب السلطاني ومظاهر الطاعة والخضوع.

هذا التقسيم يُبرز تصاعد المشهد من الانفعال الشخصي إلى التمجيد السياسي.

الفهم والتحليل

1- ارتسمت في مخيلة الشاعر صورتان لمشهد الوداع : إحداهما فوقية عن بعد والأخرى أفقية عن قرب، تبين حدود كل منهما ثم وضح غرض الشاعر من توخي هذه الطريقة في الوصف.

حدود الصورتين في مشهد الوداع

الصورةالوصفالحدود الفنية
الصورة الفوقية (عن بعد)تظهر في البيت الثاني: “غداة كأن الأفق سد بمثله”، حيث ينظر الشاعر من علٍ إلى الحشد، فيرى الأفق وقد امتلأ بالجيش، وكأن الشمس تعود من حيث طلعت.– منظور كلي شامل<>- تصوير ملحمي للحشد والرهبة<>- يخلق شعورًا بالضياع والدهشة أمام ضخامة المشهد
الصورة الأفقية (عن قرب)تتجلى في البيت الثالث: “فلم أدر إن سلمت كيف أشيع، ولم أدر إن شيعت كيف أُودع”، حيث ينتقل الشاعر إلى موقف شخصي حميم، يتأمل لحظة الوداع عن قرب، ويشعر بالحيرة والارتباك.– منظور ذاتي حميم<>- تصوير وجداني للمفارقة والاضطراب<>- يبرز التوتر النفسي أمام لحظة الفراق

الغرض من توخي هذه الطريقة في الوصف

  • إبراز التناقض الشعوري: بين رهبة المشهد العام وضياع الذات في التفاصيل، مما يعكس اضطرابًا داخليًا أمام حدث جلل.
  • توليد التوتر الفني: عبر الانتقال من الكلي إلى الجزئي، ومن الملحمي إلى الإنساني، مما يمنح النص ديناميكية تصويرية.
  • تجسيد المفارقة بين السلطة والإنسان: فبينما يبدو الحشد كقوة لا تُقهر، يظهر الشاعر كفرد تائه لا يعرف كيف يودع أو يُودع، مما يضفي بعدًا فلسفيًا على العلاقة بين الفرد والجماعة.
  • إشراك القارئ بصريًا وعاطفيًا: إذ يُدعى القارئ أولًا لمشاهدة المشهد من بعيد، ثم يُقحم في تفاصيله، مما يعمق الأثر النفسي.

2- ما العناصر الموصوفة في الصورة الأولى ؟ وما الأساليب الموظفة في بنائها ؟ وما أسباب التقاطها من على؟ وما الذي ترتب على هذه التقنية في التصوير ؟

العناصر الموصوفة في الصورة الأولى (الصورة الفوقية)

تظهر في البيت الثاني: “غداة كأن الأفق سد بمثله، فعاد غروب الشمس من حيث تطلع”

  • الأفق المسدود: تصوير لحشد الجيش وقد ملأ الأفق، حتى بدا كجدار بصري.
  • غروب الشمس العكسي: استعارة تشير إلى كثافة الحشد بحيث يُظلم الأفق، وكأن الشمس تعود أدراجها.
  • الجيش ككتلة كونية: لا يُرى فيه أفراد، بل يُرى كقوة شاملة تسد الأفق.

الأساليب الموظفة في بناء الصورة

الأسلوبالوظيفة الفنية
التشبيه الكلي (“كأن الأفق سد بمثله”)يخلق صورة بصرية ضخمة، ويحول الحشد إلى جدار كوني.
الاستعارة الزمنية (“عاد غروب الشمس من حيث تطلع”)تعكس اضطراب الزمن أمام ضخامة الحدث، وتضفي طابعًا أسطوريًا.
المبالغةتُستخدم لتكثيف الإحساس بالرهبة والدهشة، وتضخيم المشهد.
التضاد الضمني بين “الغروب” و”الطلوع”يخلق توترًا بصريًا وزمنيًا، ويعكس اختلالًا في قوانين الطبيعة أمام هذا الحشد.

أسباب التقاط الصورة من علُ

  • إبراز ضخامة الحشد: المنظور العلوي يسمح برؤية شمولية، تُظهر الامتداد والهيبة.
  • إضفاء طابع كوني: يجعل الحشد يبدو كقوة تتجاوز الإنسان، تكاد تعيد تشكيل الطبيعة.
  • خلق مسافة شعورية: يُبقي الشاعر في موقع المراقب، لا المتورط، مما يعكس انبهارًا وارتباكًا.
  • تمهيد للانتقال إلى الصورة الأفقية: يهيئ القارئ للهبوط التدريجي نحو التفاصيل الشخصية في البيت التالي.

ما ترتب على هذه التقنية في التصوير

  • توليد رهبة ملحمية: يشعر القارئ بأنه أمام مشهد أسطوري، لا مجرد جيش.
  • توسيع أفق التلقي: يُدعى القارئ لرؤية المشهد ككل قبل التورط في تفاصيله.
  • تأكيد المفارقة بين الكلي والجزئي: بين الحشد الهائل والشاعر الحائر، مما يعمق البعد الفلسفي.
  • تأسيس لسلطة شبه كونية: يُهيئ الأرضية لتصوير الخليفة لاحقًا كمن يُحرك الجبال ويسجد له الحفيف.

3- استخرج من النص الصفات والأعمال التي تدل على فذاذة القائد جوهر ثم بين رأيك فيها.

الصفات والأعمال التي تدل على فذاذة جوهر

البيتالصفة أو العملالدلالة على الفذاذة
4-5“الجيش لجة”، “من قد قاده الدهر”قدرته على قيادة جموع هائلة، وكأن الزمن نفسه ينقاد له.
6-7“لم يذق له غرار الكرى”، “عسكر جوهره”جيشه يقظ دائمًا، متميز عن سائر الجيوش، مما يدل على انضباط استثنائي.
8“تسير الجبال الجامدات لسيره”تصوير أسطوري لحركته، كأنها تُحرك الجبال، مما يضفي عليه طابعًا خارقًا.
9“إذا حل في أرض بناها مدائنا”أينما حل، يعمر الأرض، وحين يغادر، تذبل، مما يدل على أثره الحضاري.
10“يقتاد ذا الخلق كله”قدرته على السيطرة على الناس كافة، بطاعة لا تُقاوم.
11-12“يقدمه زي الخلافة”، “يسحب أذيال الخلافة”ارتباطه بالخلافة، وتمثيله لها في الهيئة والجوهر، مما يعزز شرعيته.
13-14“حلل الإكرام”، “برود أمير المؤمنين”تميّزه في اللباس والهيبة، مما يدل على مكانة خاصة ومقربة من الخليفة.
15-16“خيله بسروجه”، “أعلامه منشورة”مظاهر القوة والسلطة، تدل على تنظيم عسكري وسياسي رفيع.
17-18“الأملاك دون بساطه”، “كل يطيع ويسمع”الملوك أنفسهم خاضعون له، مما يعكس تفوقه السياسي والرمزي.

رأيي التحليلي في هذه الصورة

  • الفذاذة هنا ليست مجرد تفوق عسكري، بل هي تفوق رمزي، حضاري، وزمني؛ فجوهر يُصور كمن يُعيد تشكيل الطبيعة والناس.
  • القصيدة تخلع عليه صفات شبه نبوية أو كونية، مما يعكس تصورًا فاطميًا للسلطة كامتداد للقدرة الإلهية.
  • المدح هنا يتجاوز التقليد، فهو بناء شعري متكامل، يُظهر جوهر كقائد لا يُقارن، بل يُؤسس لعصر.
  • من زاوية نقدية، يمكن القول إن هذه الصورة تُسهم في تكريس السلطة المركزية، وتُغيب الفرد أمام القائد، مما يفتح بابًا للتأمل في وظيفة الشعر السياسي.

4- ادرس بعض مظاهر الإيقاع الداخلي في النص وبين مدى مساهمته في جمالية القول الشعري

مظاهر الإيقاع الداخلي

المظهرالتوضيحالأثر الجمالي
التكرار الصوتيتكرار الحروف ذات الجرس القوي مثل “ر” و”ع” في كلمات مثل “راعني”، “رُوْع”، “رادع”، “يتضوع”يخلق توترًا صوتيًا يعكس رهبة المشهد وقوة السلطان
التوازي التركيبيمثل: “فلم أدر إن سلمت كيف أشيع، ولم أدر إن شيعت كيف أودع”يعزز الإيقاع عبر التوازن النحوي، ويُبرز الحيرة والاضطراب
التجانس الصوتيانسجام الأصوات في تراكيب مثل “يسحب أذيال الخلافة رادعا”يمنح النص سلاسة موسيقية ويُضفي فخامة على الصورة
التكرار المعنويتكرار فكرة الطاعة والخضوع في صور متعددة: “كل يطيع ويسمع”، “الأملاك دون بساطه”يُرسّخ المعنى ويُضفي إيقاعًا دلاليًا متصاعدًا
الاستفهام الإنكاري“وكيف أخوض الجيش والجيش لجة؟”يُضفي نغمة درامية ويكسر الرتابة، مما يعمّق التفاعل الشعوري
التوازن بين الأبياتكل بيت يحمل وحدة إيقاعية متماسكة، مع تنوع في القافية والروييُحافظ على الانسجام العام ويمنع الملل، ويُعزز التماسك البنائي

مدى مساهمة الإيقاع في جمالية القول الشعري

  • يعزز التوتر الشعوري: الإيقاع الداخلي يُواكب الانفعال النفسي للشاعر، من الدهشة إلى الرهبة إلى الإعجاب.
  • يُضفي طابعًا ملحميًا: التكرارات والتوازي تُسهم في بناء صورة سلطانية ضخمة، تُشبه الأساطير.
  • يُعمّق المعنى: الإيقاع لا يخدم الموسيقى فقط، بل يُعيد إنتاج المعنى ويُرسّخه في ذهن المتلقي.
  • يُجذب السامع والقارئ: عبر التنويع الصوتي والتوازن التركيبي، مما يجعل النص ممتعًا سمعيًا وبصريًا.

5- ما مظاهر مبالغة كل من المعز في توفير المعدات القائده جوهر والشاعر في تصوير هذه المعدات ؟ وما مقصد كل منهما من هذه المبالغة ؟

مظاهر مبالغة المعز في توفير المعدات للقائد جوهر

  • الجيش الذي يسد الأفق: يدل على ضخامة العدد والعتاد، وكأن المعز لم يترك شيئًا إلا جهزه.
  • الخيل بسروجها والنضار المرصع: تجهيزات فاخرة تدل على عناية فائقة بالتفاصيل، لا مجرد استعداد عسكري.
  • الأعلام والقباب والحجاب: مظاهر تنظيمية وبروتوكولية تعكس سلطة مركزية محكمة.
  • برود أمير المؤمنين: منح جوهر لباسًا خاصًا بالخلافة، مما يدل على تفويض رمزي وسياسي عظيم.

هذه المبالغة من المعز تُظهره كمن يُعد قائدًا لا لحملة عسكرية فقط، بل لتمثيل الدولة نفسها، وكأن جوهر امتداد لسلطة المعز في الميدان.

مظاهر مبالغة الشاعر في تصوير المعدات

  • تسير الجبال الجامدات لسيره: تصوير أسطوري لحركة الجيش، وكأن الطبيعة تنقاد له.
  • يسحب أذيال الخلافة رادعًا: استعارة تجعل من جوهر حاملًا لهيبة الخلافة ذاتها.
  • تحف به القواد، والأمر أمره: يُظهره كمركز للقيادة المطلقة، لا مجرد منفذ للأوامر.
  • المسك من نشر الهدى يتضوع: ربط بين العطر والهدى، مما يضفي طابعًا دينيًا وروحيًا على حضوره.

الشاعر يبالغ ليحوّل جوهر من قائد إلى رمز كوني، يُحرك الجبال، ويُسجد له الحفيف، ويُعيد تشكيل الأرض حيث يحل.

مقصد كل منهما من هذه المبالغة

الطرفالمقصد من المبالغة
المعز– تأكيد شرعية سلطته عبر تمكين جوهر<br>- إظهار قدرته على التنظيم والتخطيط<br>- بناء صورة الدولة الفاطمية كقوة لا تُقهر
الشاعر– تمجيد السلطة الفاطمية عبر شخص جوهر<br>- تحويل الحدث السياسي إلى ملحمة شعرية<br>- إثارة الإعجاب والانبهار لدى المتلقي<br>- تكريس صورة القائد كرمز للعدل والهدى

6- استخلص المعاني الحماسية من مشهد توديع قائد الجيش وهو يستعد لخوض معارك.

المعاني الحماسية في مشهد التوديع

المعنىالتوضيح
الرهبة والانبهاريظهر في قول الشاعر: “رأيت بعيني فوق ما كنت أسمع”، مما يعكس انبهارًا بصريًا وشعوريًا أمام ضخامة الحشد واستعداد القائد، ويُهيئ النفس لحدث جلل.
الاستعداد الكاملتتجلى في وصف الجيش كـ”لجة”، وفي مظاهر التنظيم من الخيول إلى الأعلام، مما يعكس جاهزية تامة تبعث الحماسة والثقة.
الطاعة والانضباطفي قوله: “كل يطيع ويسمع”، يُظهر وحدة الصف خلف القائد، مما يُضفي طاقة جماعية حماسية.
الهيبة الكونية للقائدمثل: “تسير الجبال الجامدات لسيره”، تُضفي على القائد طابعًا خارقًا، مما يُلهب مشاعر الفخر والانتماء.
الرسالة الحضاريةفي قوله: “إذا حل في أرض بناها مدائنا”، يُظهر أن المعركة ليست فقط قتالًا، بل بناء حضارة، مما يُضفي بعدًا تحفيزيًا.
الارتباك أمام العظمةفي البيت: “فلم أدر إن سلمت كيف أشيع…”، يُظهر الشاعر حيرته، مما يعكس ضخامة الحدث ويُثير التوتر الإيجابي.
التمثيل الرمزي للخلافةعبر لباس القائد، وهيئته، ومرافقته للحجاب والأعلام، يُصبح جوهر تجسيدًا للسلطة، مما يُشعل الحماسة السياسية والدينية.

أثر هذه المعاني في النفس

  • تُولّد شعورًا بالانتماء إلى مشروع كبير.
  • تُحفّز على التضحية والانضباط خلف قائد يُجسّد المجد.
  • تُحوّل لحظة التوديع إلى لحظة انطلاق نحو النصر والبناء.

النقاش

ما رأيك في تركيز الشاعر على وصف قائد الجيش دون سواه ؟

رأيي التحليلي أن تركيز الشاعر ابن هانئ على وصف قائد الجيش جوهر دون سواه هو اختيار فني واستراتيجي يعكس عدة أبعاد متشابكة، منها السياسي والجمالي والرمزي.:

دلالات التركيز على القائد دون غيره

البعدالتفسير
البعد السياسيالشاعر يكتب في بلاط الدولة الفاطمية، وجوهر هو الذراع العسكرية والسياسية للمعز، فتمجيده يُعد تمجيدًا غير مباشر للخلافة نفسها.
البعد الرمزيجوهر لا يُصوَّر كفرد، بل كرمز للسلطة والنظام والانضباط، وكأن الجيش كله يتجسد فيه، مما يُغني عن وصف الآخرين.
البعد الجماليالتركيز على شخصية واحدة يمنح القصيدة وحدة تصويرية، ويُتيح تعميق الصورة وتكثيفها دون تشتيت القارئ بين شخصيات متعددة.
البعد النفسيالشاعر يُسقط انبهاره الشخصي على القائد، فيُصبح جوهر محور الرؤية والانفعال، مما يُضفي صدقًا شعوريًا على النص.

الأثر الفني لهذا التركيز

  • يُضفي على النص طابعًا ملحميًا: فالقائد يبدو كالبطل الأسطوري الذي تُبنى حوله الأحداث.
  • يُعزز الإيقاع الداخلي: إذ تتكرر الصفات والصور حول محور واحد، مما يُنتج انسجامًا موسيقيًا ودلاليًا.
  • يُكرّس صورة السلطة المركزية: حيث يُختزل المجد في شخص واحد، مما يعكس تصورًا فاطميًا للقيادة.

لم اقتصر وصف الشاعر على ما هو خارجي دون ما هو نفسي والحال أن المشهد يعد من مقدمات الحرب ؟

اقتصر الشاعر على الوصف الخارجي لأنه أراد إبراز هيبة القائد وجلال الموكب لا مشاعره، فالمشهد عنده ليس لحظة تأمل نفسي بل عرض سلطوي ملحمي يُرهب العدو ويُبهر المتلقي. كما أن التركيز على المظاهر الخارجية يخدم غرض المدح السياسي، حيث يُصوَّر القائد كرمز للقوة والنظام، لا كإنسان متردد أو قلق. هذه التقنية تُحوّل مقدمات الحرب إلى استعراض للقوة والشرعية بدلًا من لحظة توتر داخلي.

بمناسبة هذا النص

الكتابة

اكتب نصا تجمع فيه معاني الحماسة في قصائد ابن هانئ.

في قصائد ابن هانئ، تتجلى الحماسة في صور ملحمية تُمجّد القادة وتُلهب النفوس. يصوّر الجيوش كبحار هادرة، والجبال تتحرك تحت وقع الخطى، في مشاهد تُضفي على الحرب طابعًا كونيًا. القائد عنده ليس مجرد محارب، بل رمز للعدل والهدى، يحمل أذيال الخلافة ويسجد له الحفيف. تتوحد الصفوف خلفه في طاعة مطلقة، ويغدو الموكب العسكري عرضًا للقوة والشرعية. الحماسة في شعره ليست صراخًا، بل بناء شعري متماسك يُحرّك الشعور ويُرسّخ المجد. بهذا، يتحول الشعر إلى أداة تعبئة وتكريس للسلطة، لا مجرد وصف للمعركة.

الحقل المعجمي

 استخرج من النص المعجم المتصل بالجيش

من خلال القصيدة، يتضح أن ابن هانئ يوظف معجمًا غنيًا ومتعددًا يرتبط بالجيش، يعكس القوة والتنظيم والرهبة. إليك أبرز الألفاظ والتراكيب المتصلة بالجيش:

المعجم المتصل بالجيش في النص

  • الجيش: ورد بصيغة مباشرة في “الجيش لجة”، دالًا على الكثرة والضخامة.
  • العسكر: في “فلا عسكر من قبل عسكر جوهره”، للدلالة على تميّز هذا الجيش عن غيره.
  • الحشد: “هذا حشد من لم يذق له غرار الكرى”، يوحي بالتعبئة والاستعداد الدائم.
  • المطايا: “تحب المطايا فيه عشرا وتوضع”، إشارة إلى وسائل التنقل والانضباط.
  • الخيل: “خيله بسروجه”، تدل على الفروسية والجاهزية.
  • النضار المرصع: وصف لسروج الخيل، يعكس الفخامة والتجهيز.
  • الأعلام والقباب والحجاب: مظاهر تنظيمية وبروتوكولية عسكرية.
  • القواد: “تحف به القواد”، دلالة على القيادة والتسلسل العسكري.
  • الصوارم: “قد تنكبت صوارمها”، إشارة إلى السيوف، رمز القتال.
  • الطاعة والانضباط: “كل يطيع ويسمع”، تعبير عن وحدة الصف العسكري.

النحو

بين نوع العلاقة التركيبية القائمة بين الأبيات 3 و 4 و 5.

العلاقة التركيبية بين الأبيات 3 و4 و5 هي علاقة سببية متسلسلة تُبنى على الحيرة والانفعال:

  • في البيت الثالث، يعبّر الشاعر عن اضطرابه أمام مشهد الوداع: “فلم أدر إن سلمت كيف أشيع…”.
  • في البيت الرابع، يُفسّر سبب هذا الاضطراب: ضخامة الجيش واستحالة اختراقه: “وكيف أخوض الجيش والجيش لجة…”.
  • في البيت الخامس، يُكمل التفسير: انعدام المسلك والمكان وسط الحشد: “وأين وما لي بين ذا الجمع مسلك…”.

إذًا، البيت الثالث يُقدّم الحالة النفسية، والبيتان الرابع والخامس يُقدّمان أسبابها المادية والبصرية، مما يُنتج تتابعًا منطقيًا وانفعاليًا متماسكًا.

الايقاع

الموازنة

وهي أن تكون ألفاظ الفواصل من الكلام المنثور متساوية في الوزن، وأن يكون صدر البيت الشعري وعجزه متساويي الألفاظ وزنا، وللكلام بذلك طلاوة ورونق، وسببه الاعتدال، لأنه المطلوب في جميع الأشياء، وإذا كانت مقاطع الكلام معدلة وقعت من النفس موقع الاستحسان. ابن الأثير المثل السائر

من “المثل السائر” لابن الأثير يُعد تعريفًا دقيقًا لفن الموازنة، وهو من مظاهر الإيقاع الداخلي التي تمنح الكلام انسجامًا موسيقيًا وجاذبية نفسية.

مفهوم الموازنة عند ابن الأثير

  • هي تساوي في الوزن بين أجزاء الكلام، سواء في النثر أو الشعر.
  • في الشعر: يكون صدر البيت وعجزه متساويين وزنًا وألفاظًا.
  • في النثر: تتساوى الفواصل في الطول والجرس.
  • تُنتج طلاوة ورونقًا، وتُرضي النفس بسبب الاعتدال.
  • تُسهم في جمالية القول وتُعزز الاستحسان السمعي والبصري.

Comments are closed.