Press "Enter" to skip to content

تلخيص قصة عرائس المروج لجبران خليل جبران

تلخيص قصة عرائس المروج لجبران خليل جبران ملخص قصة عرائس المروج

تلخيص قصة عرائس المروج – ملخص جاهز للتعديل والطباعة لقصة عرائس المروج
قصة عرائس المروج من اشهر قصص جبران خليل جبران
توارى النهار و اضمحلّ النور و لمّت الشمس وشاحها عن سهول بعلبك
فعاد عليّ الحسيني )…( امام


قطيعه نحو خرائب الهيكل ، و هناك جلس بين العمـــــــــــــــــدة الساقطة كانها
اضلع جنـــــــــــــــديّ متروك مزقتها الهيجاء و
جردتها العناصر ، فربضت اغنامه حوله مستامنة بانغام شبّابته
انتصف الليل , والقت السماء بذور الغد في اعماق ظلمته ، فتعبت اجفان
عليّ من اشباح اليقظة و كلّت عاقلته
من مرور مواكب الخيلة السائرة بسكينة مخيفة بين الجدران المهدومة
فاتّكا على زنده ، و اقترب النعاس
ولمس حواسه باطراف ثنايا نقابه مثلما يلمس الضباب اللطيف وجه البحيرة الهادئة
فنسي ذاته المقتبسة


والتقى بذاته المعنويّة الخفيّة المفعمة بالحلم المترفّعة عن شرائع النسان
و تعاليمه ، واتسعت دوائر الرؤيا
امام عينيه ، و انبسطت له خفايا السرار ، فانفردت نفسه عن
موكب الزمن المتسارع نحو اللشيء ووقفت
وحدها امام الفكار المتناسقة و الخواطر المتسابقة ، و لوّل مرة في حياته عرف او
كاد يعرف اسباب المجاعة
الروحية الملحقة شبيبته . تلك المجاعة التي توحّد بين حلوة الحياة و
مرارتها . ذلك الظما الجامع بين تاوّه
الحنين و سكينة الستكفاء . ذلك الشوق الذي ل تزيله امجاد العالم و لتثنيه
مجاري العمر . لاوّل مرّة في
حياته شعر عليّ الحسيني بعاطفة غريبة ايقظتها خرائب الهيكل
عاطفة رقيقة هي الذكرى بمنزلة البخور من
المجامر . عاطفة سحريّة قد انعكفت على حواسه انعكاف انامل الموسيقيّ
على صفوف الوتار .. عاطفة جديدة
قد انبثقت من اللشيء ، او من كلّ شيء ، و نمت و تدرّجت حتى عانقت كلّيته
المعنوية و ملت نفسه بشغف
مدنف بلطفه و توجّع مستعذب بمرارته مستطيب بقساوته . عاطفة تولدت
من خليا دقيقة واحدة مفعمة
بالنعاس ، ومن دقيقة واحدة تتولد رسوم الجيال مثلما تتناسل المم من نطفة واحدة
نظر عليّ نحو الهيكل المهدوم وقد تبدّل النعاس بيقظة روحيّة فظهرت بقايا
المذبح المخدّشة و اتضحت اماكن


العمدة المرتمية و اسس الجدران المتداعية فجمدت عيناه و خفق قلبه ، و
مثل ضرير عاد النور الى عينيه
فجاة فصار يرى و يفكّر و يتامّل- يفكّر ويتامّل- ومن تموّجات التفكر و
دوائر التامّل تولّدت في نفسه اشباح
الذكرى فتذكّر .. تذكّر تلك العمدة منتصبة بفخر و عظمة . تذكّر المسارج
و المباخر الفضيّة محيطة بتمثال
معبودةٍ مهابة . تذكّر الكهّان الوقورين يقدّمون الضحايا امام مذبح مصفح
بالعاج و الذهب .. تذكّر الصبايا
الضاربات الدفوف و الفتيان المترنّمين بمدائح ربّة الحبّ و الجمال
تذكر و راى هذه الصور متضحة لبصيرته
المتكهربة وشعر بتاثيرات غوامضها تحررك سواكن اعماقه
و لكن الذكرى ل تعيد غير اشباح الجسام التي
نراها فيما غبر من اعمارنا ول يرجع الى مسامعنا ال صدى الصوات
التي وعتها اذاننا . فايّة علقة بين هذه
التذكارات السحريّة و ماضي حياة فتى ولد بين المضارب و صرف
ربيع عمره يرعى قطيعاً من الغنم في البرية؟؟
قام عليّ و مشى بين الحجارة المتقوّضة و تذكاراته البعيدة تزيح اغشية
النسيـــــــــــــــان عن مخيّلته مثلما تزيل
الصبيّة نسيج العنكبوت عن بلّور مراتها . حتى اذا ما بلغ صدر الهيكل
وقف كانّ في الارض جاذبـــــــــــــــــــاً يتمسك
بقدميه ، فنظر و اذا به امام تمثال مهشّم ملقى على الحضيض ، فركع
بجانبه على غير هدى وعواطفه تتدفق
في احشائه مثلما يتسارع نزيف الدماء من جوانب الكلوم البليغة ، و
نبضات قلبه تتكاثر و تتهامل مثل امواج
البحر المتصاعدة المنخفضة فخشع بصره و تاوّه بمرارة و بكى بكاءً
اليماً لنه شعر بوحدة جارحة و بعاد
متلف فاصل بين روحه و روح جميلةٍ كانت بقربه قبل مجيئه الى هذه الحياة .
شعر بان جوهر نفسه لم يكن غير شطر من شعلة متّقدة فصلها ال عن ذاته قبيل انقضاء الدّهر .
شعر بحفيف اجنحة لطيفة ترفرف بين اضلعه الملتهبة و حول لفائف دماغه المنحلّة
شعر بالحبّ القوي العظيم يشمل قلبه و يمتلك انفاسه ، ذلك الحبّ الذي
يبيح مكنونات النفس للنفس و يفصل
بتفاعيله بين العقل و عالم المقاييس و الكمّية ، ذلك الحبّ الذي نسمعه
متكلّما عندما تخرس السنة الحياة و
نراه منتصباً كعمود النور عندما تحجب الظلمة كلّ الشياء . ذلك الحبّ
ذلك الله قد هبط في تلك الساعة
الهادئة على نفس عليّ الحسيني و ايقظ فيها عواطف حلوة و مرّة مثلما تستنبت الشمس الزهور
بجانب الشوك .. ولكن ما هذا الحبّ ، و من اين اتى ، و ماذا يريد من فتىً
رابض مع قطيعه بين تلك الهياكل الرميمة ؟ و ما
هذه الخمرة السائلة في كبد لم تحرّكها قط لواحظ الصبايــــــــــــا ؟ و ما هذه الغنية
السماويّة المتموّجة في مسامع بدوي لم يطربه بعد شدو النساء ؟
ما هذا الحبّ ، و من اين اتى ، و ماذا يريد من عليّ المشغول
عن العــــــــــالم باغنامــــــــــه و شبّابته ؟ هل هي نــــــــــواة
القتها محاسن بدويّة بين اعشار قلبه على غير معرفة من حواسه
ام هو شعـــــــــــــاع كان محتجبــــــــاً بالضباب و قـــــــد
ظهر الن لينير خليا نفسه ؟ هل هو حلمٌ سعى في سكينة الليل ليسخر بعواطفه ، ام هي حقيقة كانت منذ الزل
و ستبقى الى اخر الدهر ؟
اغمض عليّ اجفانه المغلفة بالدموع و مدّ يديه كالمتسوّل
المستعطف و ارتعشت روحه في داخله و من

ارتعاشاتها المتواصلة انبثقت الزفرات المتقطّعة المؤلفة بين تذلّل
الشكوى و حرقة الشوق ، و بصوت ل
يميزه عن التنهد غير رنّات اللفاظ الضعيفة هتف قائلً :
” من انت ايّتها القريبة من قلبي ، البعيدة عن ناظري ، الفاصلة بيني و بيني
الموثقة حاضري بازمنة بعيدة
منسيّة ، اطيف حوريّة جاءت من عالم الخلود لتبيّن لي بُطل الحياة و
ضعف البشر ، ام روح مليكة الجان
تصاعدت من شقوق الرض لتسترق منّي عاقلتي و تجعلني سخرية بين فتيـــــــــــــــان
عشيرتي ؟ من انت و ما هذا
الفتون المميت المحيي القابض على قلبي ؟ و ما هذه المشاعر المالئة
جوانحي نوراً و ناراً ؟ و من انا و ما
هذه الذات الجديدة التي ادعوها )انا( و هي غريبة عني ؟ هل تجرّعْت
ماء الحياة مع دقائق الثير فصرت ملكاً
ارى و اسمع خفايا السرار ، ام هي خمر وساوس سكرت بها فتعاميت عن حقائق المعقولات ؟
و سكت دقيقة و قد نمت عواطفه و تسامت روحه
فقال : ” يا من تبينها النفس و تدنيها و يحجبها الليل و
يقصيها – ايتها الروح الجميلة الحائمة في فضاء احلمي , قد ايقظت
في باطني عواطف كانت نائمة مثل بذور
الزهور المختبئة تحت اطباق الثلج ، و مررت كالنسيم الحامل انفاس الحقول و
لمست حواسي فاهتزّت و
اضطربت كاوراق الشجار ! دعيني اراكِ ان كنت لبسة من المادة ثوباً
او مري النوم ان يغمض اجفاني
فاراكِ بالمنام ان كنت معتوقة من التراب . دعيني المسكِ
اسمعيني صوتكِ . مزّقي هذا النقاب الحاجب كلّيتي و
اهدمي هذا البناء الساتر الوهيّتي و هبيني جناحاً فاطير وراءكِ الى مسارح المل
العلى ان كنتِ من سكانها او
لمسي عيني بالسحر فاتبعك الى مكامن الجان ان كنت من عرائسها
ضعي يدكِ الخفيّة على قلبي و امتلكيني ان كنت حريّا باتّباعك ” .
كان عليّ يهمس في اذان الدجى كلماته المتناسخة عن صدى نغمة
متمايلة في اعماق صدره و بين ناظره و
محيطه تنسل اشباح الليل كانّها ابخرة متولدة من مدامعه السخينة ، و على جدران
الهيـــــــــــــــــاكل تتمثّل له صور سحريّة بالوان قوس قزح
كذا مرّتساعة و هو فرح بدموعه ، مغتبط بلوعته ، سامع نبضات
قلبه ، ناظر الى ما وراء الشياء كانّه يرى
رسوم هذه الحياة تضمحلّ ببطء و يحلّ مكانها حلم غريب بمحاسنه
هائل بهواجسه ، و مثل نبيّ يتامّل نجوم
السماء مترقّبا هبوط الوحي صار ينتظر ماتي الدقائق و تنهيداته المسرعة
توقف انفاسه الهادئة ، و نفسه
تتركه و تسبح حوله ثمّ تعود اليه كانّها تبحث بين تلك الخرائب عن ضائع عزيز
لح الفجر و ارتجفت السكينة لمرور نسيماته و سال النور البنفسجي بين دقائق
الثير ، و ابتسم الفضاء
ابتسامة نائح لح له في الحلم طيف حبيبته ، فظهرت العصافير من شقوق
جدران الخرائب ، و صارت تنتقل
بين تلك العمدة و تترنّم و تتناجى متنبّئة بماتي النهار ، فانتصب عليّ
واضعاً يده على جبهته الملتهبة و
نظر حوله بطرف جامد ، و مثل ادم عندما فتحت عينيه نفخة ال صار
ينظر مستغرباً كلّ ما يراه . ثمّ اقترب من
نعاجه و ناداها فقامت و انتفضت و مشت وراءه بهدوء نحو المروج الخضراء
سار عليّ امام قطيعه و عيناه
الكبيرتان محدّقتان الى الفضاء الصافي و عواطفه المنصرفة عن المحسوسات
تبيّن له غوامض الوجود و
مستتراته و تريه ما غبر من الجيال و ما بقي منها بلمحةٍ واحدة ، و بلمحةٍ
واحدةٍ تنسيه كلّ ذلك و تعيد اليه
الشوق و الحنين ، فيجد ذاته منحجباً عن روحه انحجاب العين عن النور
فيتنهّد و مع كل تنهيدة تنسلخ شعلــــــــــــة من فؤاده المتقد
بلغ الجدول المذيع بخريره سرائر الحقــــــــــول فجلس على ضفته تحت
اغصان الصفصاف المتدلية الى المياه كانّها
تروم امتصاص عذوبتها ، و انثنت نعاجه ترتعي العشاب و ندى الصباح
يتلمّع على بياض صوفها . و لم تمرّ
دقيقة حتى شعر بتسارع نبضات قلبه و تضاعف اهتزازات روحه ، و
مثل راقد اجفلته اشعة الشمس تحرّك و
تلفّت حوله فراى صبيّة قد ظهرت من بين الشجار تحمل جرّة على كتفها و
تتقدّم على مهل نحو الغدير و قد بلّل النّدى قدميها العاريتين .
و لمّا بلغت حافة الجدول و انحنت لتمل جرّتها التفتت نحو الحافة المقابلة
فالتقت عيناها بعيني علي فشهقت
و رمت بالجرّة ثمّ تراجعت قليلً الى الوراء و شخصت به شخوص
ضائع وجد من يعرفه ..مرّت دقيقة كانت
ثوانيها مثل مصابيح تهدي قلبيهما الى قلبيهما مبتدعة من السكينة انغاماً
غريبة تعيد الى نفسيهما صدى
تذكاراتٍ مبهمةٍ و تبيّن الواحد منهما للخر في غير ذلك المكان
محاطاً بصور و اشباح بعيدة عن ذلك الجدول
و تلك الشجار ، فكان كلّ منهما ينظر الى الخر نظرة استعطاف و
يتفرّس فيه مستلطفاً ملمحه مصغياً
لتنهداته بكلّ ما في عواطفه من المسامع ، مناجياً ايّاه بكلّ ما في نفسه
من اللسنة ، حتى اذا ما تمّ التفاهم و
تكامل التعارف بين الروحين عبر عليّ الجدول مجذوباً بقوةٍ خفيّة
و اقترب من الصبيّة و عانقها و قبّل
شفتيها و قبّل عنقها و قبّل عينيها فلم تبدِ حراكاً بين ذراعيه كانّ لذة
العنــــــــــــــــاق قد انتزعت منها ارادتها ،
ورقّة الملمسة قد اخذت منها قواها ، فاستسلمت استسلـــــــــــم انفاس الياسمين
لتموّجات الهـــــــــــواء ، و القت راسها
على صدره كمتعبٍ وجد راحة . و تنهدت تنهدة عميقة تشير الى
حدوث انبساط في فؤاد منقبض و تعلن ثورات
جوانح كانت راقدة فافاقت ، ثمّ رفعت راسها و نظرت الى عينيه نظرة
من يستصغر الكلم المتعارف بين البشر
بجانب السكينة ,,, لغة الرواح ,, نظرة من ل يرضى بان
يكون الحبّ روحاً في اجساد من اللفاظ .
مشى الحبيبان بين اشجار الصفصاف و وحدانيّة كليهما لسان
ناطق بتوحيدهما ، و مسمع منصت لوحي
المحبة ، و عين مبصرة مجد السعادة . تتبعهما الخراف مرتعية رؤوس
العشاب و الزهور ، و تقابلهما العصافير من كلّ ناحيةٍ مرتّلة اغاني السحر!
و لما بلغا طرف الوادي ، و كانت الشمس قد طلعت و القت على
تلك الروابي رداءً مذهباً ، جلسا بقرب صخرة
يحتمي البنفسج بظلّها . و بعد هنيهة نظرت الصبيّة في سواد
عيني علي و قد تلعب النسيــــــــــــم بشعرها كانّ
النسيم شفاه خفية تروم تقبيلها ، و شعرت بانامل سحريّة تداعب لسانها و
شفتيها رغم ارادتها ، فقالت و في صوتـــــــــــــــها حلوة جارحة
قد اعادت عشتروت روحينا الى هذه الحياة كيل نحرم ملذات الحب و مجد الشبيبة يا حبيبي !
فاغمض عليّ اجفانه و قد استحضرت موسيقى كلماتها رسوم حلم طالما
راه في نومه ، و شعر باجنحةٍ غير
منظورةٍ قد حملته من ذلك المكان و اوقفته في حجرةٍ غريبةِ الشكل
بجانب سرير ملقى عليه جثمان امراةٍ
جميلةٍ اخذ الموت بهاءها و حرارة شفتيها ، فصرخ ملتاعاً من
هول المشهد ثمّ فتح اجفانــــــــه فوجد تلك الصبيّة
جالسة بجانبه و على شفتيها ابتسامة محبّة و في لحظـــــــــها اشعة الحياة ، فاشرق
وجهه و انتعشت روحه و تضعضعت اخيلة رؤياه و نسي الماضي و ماتيه
تعانق الحبيبان و شربا من خمرة القبل حتى سكرااا و نام كلّ منهما
ملتفّا بذراعي الخر الى ان مال الظلّ و ايقظتهما حرارة الــشمس
اهم اعمال جبران خليل جبران
هذا الكتاب هو الثاني لجبران بعد الموسيقى
يحتوي على ثلاث أقاصيص
القصة الأولى بعنوان “رماد الأجيال و النار الخالدة”
“قصة حب عابرة للزمن”
القصة الثانية “مرتا البانية”
القصة الثالثة “هي يوحنا المجنون”