شرح نص لوحة غرنكا محور صور ونصوص 3 ثانوي شعب علمية
تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي يندرج ضمن المحور الثاني
من كتاب النصوص علامات مع الاجابة على الاسئلة لغة عربية تحضير وتحليل
نص لوحة لوحة غرنيكا لشاكر عبد الحميد وبيكاسو
شرح نص لوحة غرنكا لشاكر عبد الحميد وبيكاسو من كتاب النصوص علامات يندرج
ضمن المحور الثاني سنة ثالثة ثانوي تعليم تونس
التقديــــــــــــــــــــــــــم
لوحة غرنيكا تعرض مأساة الحرب والمعاناة التي تسببها للأفراد، وقد صارت معلماً
أثرياً، لتصبح مذكراً دائماً بمآسي الحروب، إضافة لاعتبارها رمزا مضاداً للحرب
وتجسيداً للسلام. بعد الانتهاء منها طافت اللوحة في جولة عالمية موجزة العالم
لتصبح من اللوحات الأكثر شهرة كما أن جولتها تلك ساهمت في لفت أنظار العالم
للحرب الأهلية الإسبانية
الموضوع:
موضوع النص هو تحليل لوحة “غرنكا” لبيكاسو من منظور فني وفلسفي، حيث يستعرض الكاتب تفاصيل التكوين البصري للوحة، ويبرز رمزية الأشكال التسعة (النساء، الطفل، المحارب، الثور، الحصان، الطائر)، ويشرح كيف عبّر بيكاسو عن المذبحة باستخدام الأبيض والأسود، دون اللجوء إلى اللون الأحمر أو تصوير الطائرات، مما يجعل اللوحة شهادة إنسانية خالدة على الألم والدمار، تتجاوز الحدث السياسي لتعبّر عن المعاناة البشرية في كل زمان ومكان.
تحليل لوحة “غرنكا” من منظور أرنهايم
النقاط الأساسية
- العدد المحدود للأشكال: رغم أن قرية غرنكا كانت تضم 10 آلاف شخص، فإن اللوحة تحتوي على 9 أشكال فقط، كل منها له دور رمزي مميز.
- النساء كمحرك للحبكة: النساء في اللوحة هن الأكثر حركة وتأثيرًا، بينما الثور والمحارب جامدان، مما يعكس واقع القرية أثناء القصف، حيث غابت الرجال عن المشهد.
- الضوء والظلمة كرموز: رغم أن القصف لم يكن ليليًا، فإن بيكاسو استخدم الضوء والظلمة بشكل رمزي، خاصة من خلال المصابيح التي ترمز للهداية والانكشاف.
- غياب السماء والطائرات: اللوحة لا تصور السماء أو الطائرات رغم حضورها الواقعي، مما يدل على أن بيكاسو ابتعد عن التوثيق السياسي المباشر.
- الثور كرمز غامض: الثور بارز لكنه غير متفاعل، يرمز للثبات وربما للغفلة أو الانفصال عن المأساة، في مقابل المرأة المتهاوية التي تمثل الحاجة القصوى.
- الوحدة البصرية: الأبيض والأسود يوحّدان الكائنات في اللوحة، سواء كانت حية أو ميتة، مما يعكس الألم الإسباني الخالد.
جدول مقارنة رمزي بين عناصر اللوحة
| العنصر | الحركة والدور | الرمزية الاجتماعية | التفاعل مع المأساة | الموقع في التكوين |
| النساء | نشطة، تصرخ، تجري | ضحايا، شهود، رموز الألم | عالية جدًا | مركزية ومتحركة |
| الطفل | ميت، ساكن | براءة مفقودة | سلبي | بين النساء |
| المحارب | نصف تمثال، جامد | قاعدة رمزية | ضعيف | جزء من مثلث الضوء |
| الثور | جامد، بارز | الثبات، الغفلة | غير متفاعل | طرف اللوحة |
| الحصان | متألم، متوتر | الفوضى، الذعر | متوسط | داخل مثلث الضوء |
| الطائر | صغير، غير واضح | الهشاشة | غير محدد | هامشي |
| المصابيح | مضيئة، موجهة | الهداية، الانكشاف | رمزية | مركز الضوء |
| المرأة المتهاوية | ساكنة، منعزلة | الحاجة القصوى | عالية جدًا | مقابل الثور |
لنتفهم معا
1. ملاحظة الصورة
* في اللوحة تسعة أشكال آدمية وحيوانية: أربع نساء وطفل واحد ورجل محارب وثور وحصان وطائر . تبينها ثم أبرز دور كل منها في تشكيل الصورة.
تتضمن لوحة “غرنكا” تسعة أشكال: أربع نساء، وطفل، ومحارب، وثور، وحصان، وطائر. النساء يمثلن جوهر المأساة، فإحداهن تصرخ حاملة طفلها الميت، وأخرى تهرب، وثالثة تسقط أرضًا، ورابعة تضيء المشهد بمصباح، وكلّهن يجسدن الألم والفزع. الطفل الميت يرمز إلى البراءة المذبوحة. المحارب الميت بسيفه المكسور يرمز للهزيمة والمقاومة الرمزية. الثور، رغم بروزه، يبدو جامدًا وغير متفاعل، ما يرمز للغفلة أو الثبات السلبي. الحصان يصرخ في مركز اللوحة، معبرًا عن الذعر والفوضى. أما الطائر الصغير المكسور، فيرمز للهشاشة والضعف. جميع هذه العناصر تتكامل لتجسيد مأساة إنسانية شاملة تتجاوز الحدث المحلي.
* قامت لوحة غرنكا على اللونين الأبيض والأسود وغاب عنها اللون الأحمر الشاهد على المذبحة. بم تفسر ذلك؟
اعتمد بيكاسو الأبيض والأسود ليمنح اللوحة طابعًا توثيقيًا صارخًا يشبه الصور الصحفية، ويجردها من العاطفة المباشرة، فغياب الأحمر يجعل المذبحة أكثر صمتًا وعمقًا، ويحول الألم إلى رمز إنساني شامل لا إلى مشهد دموي عابر.
2. تأويل الصورة
* للخطوط والأشكال الهندسية دور كبير في بناء الصورة. استخرج بعضها وبين قيمتها التعبيرية.
استخدم بيكاسو الخطوط الحادة والمكسّرة لتجسيد الفوضى والانفجار، والمثلثات لتكوين الضوء والتوتر، والدوائر الواسعة للعيون لتعبير الرعب، بينما الأجساد المجزأة تعكس التمزق والمعاناة، مما يمنح اللوحة طابعًا دراميًا يوصل الألم بصريًا دون كلمات.
* في الصورة تفاصيل كثيرة لمشهد المذبحة استخرجها واستخلص أبعادها التعبيرية.
تتجلى تفاصيل المذبحة في صراخ النساء، الطفل الميت، الحصان المثقوب، المحارب الممزق، والمصباح المندفع، وكلها تعكس الفزع، الألم، والانهيار. غياب السماء والطائرات يعمّق الشعور بالعزلة، بينما الثور الجامد يرمز للغفلة أو الثبات السلبي. هذه العناصر توصل مأساة إنسانية تتجاوز الحدث إلى صرخة ضد العنف والخراب.
لنفكر معا
* هل أعجبتك لوحة غرنكا ؟ اذكر الحجج على ذلك ثم قارن بين آرائك والآراء الواردة في النص.
نعم، أعجبتني لوحة “غرنكا” لأنها تنقل المأساة الإنسانية بلغة رمزية قوية، وتستخدم الأبيض والأسود لتكثيف الألم بعيدًا عن المباشرة. توظيف الخطوط الحادة والأشكال المجزأة يعمّق الإحساس بالفوضى والرعب. تتفق آرائي مع النص في إبراز دور النساء كمحرك أساسي، والثور كشكل جامد، لكنني أرى أن اللوحة تحمل بُعدًا سياسيًا ضمنيًا رغم تجريدها، بينما يشير النص إلى ابتعادها عن التقرير السياسي المباشر.
التحليل
اللوحة تمت بأسلوب التصوير الزيتي تتكون من الألوان الأزرق الداكن، الأسود
والأبيض بطول يبلغ 3.5 أمتار وعرض يبلغ 7.8 أمتار. وهي معروضة في
متحف مركز الملكة صوفيا الوطني للفنون “Museo Nacional Centro de
Arte Regina Sofia” في مدريد
قراءة في لوحة غرنكا
خلّد الفنان الاسباني بابلو بيكاسو في لوحته الشّهيرة “غرنكا” بلدة صغيرة باسكية
هادئة دفعتها ظروف الحرب الأهلية والحكم الفاشي الاسباني إلى الدخول في
مواجهة ومقاومة باسلة، غير أنها لم تكن قادرة على مصارعة السماء، تلك البلدة
الصغيرة ربما لم يكن العالم يعرف أين موقعها على الخارطة
في تلك الفترة ولا حتى الآن
ولكن الكارثة والمجزرة المهولة فتحت أذهان العالم كله على مدى وحشية النازية
الألمانية التي هرعت مسرعة إلى مساعدة حليفتها الفاشية الاسبانية في عهد
فرانكو. فهل اهتز بيكاسو لتلك البلدة وكاد يبكى أم انه اختزن حزنه العميق
ومشاعره وانفعالاته بقوة لكي يعكسها في تلك الخطوط البيضاء والألوان الرمادية،
نعم لم تستحق اللوحة غير ذلك اللونين .
ولكنها أبرزت العنف والوحشية للغزاة إزاء أبرياء من النساء والأطفال والشيوخ،
وهم يتطلعون بعيونهم لتلك الوحشية، فماذا فعل بيكاسو وهو يهز مشاعر العالم في
تلك اللوحة لتصبح لوحة عالمية خالدة تطارد الضمير العالمي وهو يقف حائرا
ومتسائلا، وفي ذات الوقت يكتم غضبه واحتجاجه على تلك المجزرة الكبرى؟
إنها صرخة الاستغاثة والاستجداء نحو سماء ووحشية لا ترحم لأم تحتضن وليدها
من تستوقفه اللوحة أو يقف أمامها حائرا يشعر من أول لحظة بمدى الحزن
والانفعال الداخلي والقوة والعنف النافر، ليس في ذلك الخنجر المغروس في عنق
الحصان ولا في قلب الإنسان وهو يواجه عنفا متعددا، وفي قرون الثور المتوثب
ذلك الرمز الدائم للعنف والدم والموت في ثقافة اسبانيا» لتلك الأفواه المفتوحة
وهي تصرخ بقوة في عالم محاط بالسوداوية والرماد القادم من القنابل والقذائف
والرصاص بحيث لم ترحم أحدا في مشروع فاشي خفي
لإبادة البلدة برمتها وإحالتها إلى ركام
كل الوجوه نحو السماء في نفق ارضي تنبعث منه الإضاءة الباهتة كحياة يومية، إذ
يخاف الناس الخروج إلى الشارع، الجميع في اللوحة يصرخ ويبكي في لحظة
الموت الأخيرة، في تلك الأيادي المفتوحة للسماء الأيادي المستجدية بالاستغاثة
المستحيلة في عالم الحرب والموت والوحشية. كل شيء لحظتها في اللوحة يبعث
على اليأس والخوف والعنف والدم والقتل وكل رموز الوحشية. فماذا تبقى لنا من
تلك الخطوط الكئيبة التي في عمقها تمنحنا سرا بقوتها الإنسانية حتى في لحظة
أخيرة من وداع بلدة بكاملها من الخارطة.
شيء واحد تركه لنا بيكاسو وظل مثار نقاش لدى النقاد الأسبان والعالميين وحاروا
حوله. ما الذي كان يرمز إليه الفنان في تلك النافذة في زاوية اللوحة العليا من
اليمين، بقعة يدخل منها الضوء في عالم معتم يختبئ متحاشيا الموت، إذ يبحث
الجميع عن المخابئ اليائسة فلا شيء إلا التشبث بالبقاء في لحظة
صراع بين الحياة والموت
الجميع وجد في تلك النافذة التعبير المتبقي عن الأمل المفتوح والضوء القادم من
هناك، حتى وان عاشت جرنيكا ساعات الرعب، فمن تحت الرماد والركام تولد
الحياة. لم تكن غزة في أيامها السوداء بالأدخنة الفسفورية البيضاء إلا جرنيكا
عالمية معاصرة تنهض من قبرها المتوحش بعد عقود من نسيان العالم المأساة
الاسبانية، وكأن الحياة تستعيد كوارثها ومآسيها دون توقف «تنتزعنا من سعادتنا
العابرة، سعادتنا المتطلعة للسلام والطمأنينة والأمان
ولكن من أين يأتي ذلك الأمان وورثة القتل مازالوا أحياء يتناسلون من ثدي الموت
لذة متناهية، حتى وان استغاث الأطفال والنساء والمدنيون الأبرياء بهم في لحظة
عجزهم عن المواجهة، فليس العزل من السلاح قادرين على القتل ولكن كل ما
يملكونه في تلك اللحظة هو استغاثة الغضب والنداء لسماء
رمادية ولعالم ما زال ضميره حيا
ربما تبدو هذه اللحظة لمن لا يفهم عمق الحياة وأبعادها وشفافية الكون أن ريشة
الفنان ليست مهمة كسيارة إسعاف ولا حتى إبرة طبيب أو قطعة خبز ولحاف، تبدو
الإجابة بنعم من حيث اللحظة ولكن القيمة العظمى هي التي تجعلنا أحياء على قيد
الحياة دائما، ففي رؤى الفنان للحياة ديمومة أطول وحياة أبعد من لحظة الخبز
والدواء، فما يبقى في الذاكرة حاضرا ولأجيال عديدة هو ذلك
العمل الفني الخالد الذي يفضح الوحشية





