Press "Enter" to skip to content

شرح قصيدة لأشربنّ بكأس الموت – شرح نص لاشربن بكاس الموت – اولى ثانوي

شرح نص لأشربن بكأس الموت محور التجديد في الشعر العربي تحليل شرح نصوص ثانية ثانوي يندرج ضمن المحور الثاني

من كتاب النصوص عيون الأدب لغة عربية تحضير وتحليل وشرح قصيدة لأشربن بكأس الموت لـ أبي العتاهية

شرح قصيدة لأشربن بكأس الموت – للسنة 2 ثانوي تعليم تونس – محور التجديد في الشعر العربي في القرن الثاني للهجرة

نص لأشربن بكأس الموت مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة

تقديم القصيدة:

قصيدة “لأشربنّ بكأس الموت” لأبي العتاهية تنتمي إلى شعر الزهد، حيث يواجه الشاعر حقيقة الموت ويكشف زيف الدنيا وزوال سلطانها. وهي نص يجمع بين الحكمة العامة والاعتراف الشخصي، ليغدو موعظة وجودية تذكّر الإنسان بمصيره المحتوم.

الموضوع:

موضوع القصيدة هو التذكير بحتمية الموت وزوال الدنيا، والدعوة إلى الزهد والصبر والاعتبار.

فلك

في القصيدة انتقال من العام إلى الخاص ومن الاعتبار إلى الإقرار. هل لك أن تعتمد ذلك الانتقال في تقطيع النص، مبرزا العلاقات التي تربط بين هذين المقطعين، محددا موضوعيهما ؟

  • المقطع الأول (من البيت 1 إلى البيت 5): عام يقوم على الاعتبار، حيث يعرض الشاعر حكمًا ومواعظ عن الناس والملوك وزوال الدنيا.
  • المقطع الثاني (من البيت 6 إلى البيت 10): خاص يقوم على الإقرار، إذ ينتقل الشاعر إلى ذاته معترفًا بمصيره، وواصفًا اغتراره بالدنيا ثم مقرًا بأن الطمع استعباد والصبر خلاص.

* العلاقة: المقطع الأول يمهّد بالعبرة العامة، والمقطع الثاني يترجمها إلى تجربة شخصية.
الموضوعان: الأول العبرة العامة بالموت وزوال الدنيا، والثاني الإقرار الفردي بالضعف والاغترار ثم الزهد.

حلل

1 – انفتحت القصيدة بالحكمة وانتهت بها، ادرسها وبين أثرها في بنية النص.

افتتحت القصيدة بالحكمة في البيت (1) حيث يقرر أن من نافس الناس لا يسلم منهم، واختتمت بالبيت (10) بحكمة الطمع والصبر. هذا الإطار الحكمي منح النص وحدة بنائية دائرية؛ فالحكمة في البداية تهيّئ المتلقي للاعتبار العام، وفي النهاية تُغلق التجربة بالإقرار الشخصي، مما يعزز ترابط المعنى ويجعل القصيدة سلسلة متصلة من الموعظة والتجربة الفردية.

2. في القصيدة أزمنة مختلفة. استخرج القرائن الدالة عليها، ووضح دلالاتها.

  • الماضي: “كما شرب الماضون بالكاس” (بيت 7) → دلالة على سُنّة الموت في السابقين.
  • الحاضر: “وكأس الموت دائرة” (بيت 6)، “أصبحت ألعب والساعات مسرعة” (بيت 8) → دلالة حضور الموت والزمن الآن.
  • المستقبل: “لأشربن بكأس الموت” (بيت 7) → دلالة حتمية الفناء القادم.

* تداخل الأزمنة يبرز شمولية الموت واستمراره عبر التاريخ واللحظة والآتي.

3. لكن بدأت القصيدة هادئة، فإنها سرعان ما تحولت إلى الاضطراب. فما سبب ذلك ؟ وهل أثر ذلك الاضطراب في الأسلوب؟

بدأت القصيدة هادئة بالحكمة والاعتبار، ثم اضطربت حين واجه الشاعر الموت مباشرة وشعر بقرب الفناء؛ فانعكس ذلك في الأسلوب عبر كثرة الاستفهام والالتفات والتكرار، مما أبرز توتره الداخلي وتحول النبرة من هدوء الموعظة إلى قلق الإقرار.

4 استخرج من النص أهم الصور الشعرية وادرسها

  • كأس الموت (بيت 6–7): صورة تشبيهية تجعل الموت شرابًا محتومًا، توحي بعموميته ولا مفر منه.
  • الساعات مسرعة تستقصي الأنفاس (بيت 8): استعارة تجسّد الزمن ككائن يلاحق الإنسان، دلالتها قسوة الفناء.
  • رفع الدنيا من تحت رجليه إلى رأسه (بيت 9): صورة مفارِقة تكشف عبث التعلّق بالدنيا وتقلبها.

* هذه الصور تعمّق المعنى الزهدي، وتحوّل الأفكار الفلسفية إلى مشاهد حسية مؤثرة.

5 في النص جملة من الإيقاعات إيقاع الحكمة وإيقاع الموت وإيقاع النفس. تبين ذلك، موضحا الأصوات والتراكيب والصور التي نهضت عليها.

  • إيقاع الحكمة: يقوم على الجمل الخبرية الموجزة مثل “ما استعبد المرء كساستعباد مطمعه”، حيث ينهض على التركيب المرسل والإيجاز.
  • إيقاع الموت: يتجلى في صورة “كأس الموت دائرة”، وفي تكرار لفظ الموت، مما يخلق نغمة ثقيلة وحتمية.
  • إيقاع النفس: يظهر في الأفعال المضارعة مثل “أصبحت ألعب” و“ينقصن رزقي”، وفي صور الزمن المسرع، ليعكس اضطراب الذات وقلقها.

* الأصوات المتكررة (الميم، السين) والتراكيب الخبرية والاستفهامية مع الصور الحسية صنعت تنوع الإيقاعات الثلاثة.

قوم

* ما رأيك في لغة هذه القصيدة؟ وما مقصد الشاعر من اعتماد تلك اللغة؟

لغة القصيدة بسيطة مباشرة، تميل إلى الحكمة والزهد أكثر من الزخرف البلاغي، مقصد الشاعر منها أن تصل الموعظة بوضوح إلى المتلقي وتؤثر فيه دون تعقيد، فجعلها أداة للتذكير بالموت وزوال الدنيا.

* هل تجد في هذا النص بعض ما أشار إليه محمود المسعدي في التمهيد؟

نعم، ففي النص حضور واضح لما أشار إليه محمود المسعدي في التمهيد: التأمل في الموت وزوال الدنيا، والانتقال من العبرة العامة إلى الإقرار الفردي، وهو ما يبرز البعد الوجودي والقلق الإنساني الذي شدّد عليه المسعدي في حديثه عن الأدب كبحث عن المعنى.

تلخيص القصيدة في فقرة انشائية

القصيدة تصور رحلة الإنسان بين وهم الدنيا وحقيقة الموت، فهي تبدأ بالحكمة والتنبيه إلى أن الناس في تنافسهم لا ينجون من بعضهم، ثم تكشف أن القيمة الحقيقية في صفاء السريرة والعلم لا في الجاه والمال، وتؤكد أن الملوك والعامة سواء أمام كأس الموت المحتوم. ينتقل الشاعر بعدها إلى ذاته فيقرّ باضطرابه واغتراره بالدنيا، ويصف الزمن وهو يستقصي أنفاسه، حتى ينتهي إلى خلاصة زهدية ترى أن الطمع هو أعظم استعباد، وأن الصبر والبأس هما سبيل الحرية والخلاص. هكذا تتماوج القصيدة بين العبرة العامة والإقرار الفردي، لتغدو موعظة وجودية تجمع بين الحكمة والتجربة الشخصية.

  • بقية الشرح
    من — جملة شرطيّة تلازميّة
    من: العـــــــــــــــاقل
    حتّى: انتهاء الغاية الزمنيّة
    نافس: فعل في صيغة الماضي: الانقضاء
    يُعضّ – يسلم: المضارع: عدم الانقضاء
    أنياب – أفراس: استعارة
    العراقيل و العوائق التّي تحول دون تحقيق الإنسان لطموحاته و مشاريعه
    ( عائق اجتماعيّ ( غدر النّاس
    ( عائق نفسي ( التكبّر
    يستعير الشاعر صورة الحيوان المفترس للإنسان، فكأنّ هذا الإنسان حيوان مفترس سيبطش بأخيه
    الإنسان. و كأنّ العلاقة بينهما هي علاقة تنافس و صراع ينتهي حتما بإلغاء أحدهما للآخر الإنسان
    ذئب لأخيه الإنسان) ” هوبز” )
    هناك دعوة إلى ترك تلك المشاغل الصغيرة التّي تُسيّج حياة الإنسان داخل المجموعة بما أنّها أعمال
    غير مثمرة و لن تثمر أبدا لأنّها ستُكسّر قبل أن تُحقّق في ” حرب الكلّ ضدّ الكلّ ” داخل
    المجموعة الإنسانيّة
    سريرته = نيّته
    لا: النفي
    ما — إلاّ: حصر: يفيد التأكيد
    العلمُ ( استكمال ملكة العقل ) هو الذي يُتيح للإنسان تجنّب غدر أخيه الإنسان، و بمعنى آخر يُمكّنه
    من جعل هذا الغدر أقلّ وطأة إن حدث
    العقل هو الذّي يقوم بأنسنة ذلك المجتمع الذي اقترب من درجة الحيوانيّة في حرب الكلّ ضدّ الكلّ
    العقل – تلك الملكة الممنوحة من الله تعالى – هو الذي أهّل الإنسان للاستخلاف / جعل الله الإنسان
    خليفته على الأرض: يجب أن لا يُفسد فيها و لا يسفك الدّماء
    يُركّز الشاعر على دور العقل في حياة الإنسان، فهو الضامن لحاضره و هو الضامن لمستقبله
    العقل يجعل الإنسان يتسامى عن جراحه و ينسى آلامه، و بهذا يتحقّق ذلك التواصل بين النّاس
    بعد أن انطلق الشّاعر من مثال حسيّ ( غدر النّاس ) انتهى إلى ظاهرة مجرّدة
    ( غدر الزمان = الموت ) و غايته من هذا التدرّج تقريب الصّورة و ترسيخها في الأذهان: يدعو
    الشّاعر إلى الاستعداد لحتميّة الموت و ذلك بالعمل الصالح
    العاقل هو الذّي يعقل سرّ الوجود و هو الذّي يعرف أنّ الحياة الدّنيا ما هي إلاّ معبرٌ للحياة الاخرة
    لذلك سيُعطي هذه الحياة الثانية اهتمامه و ذلك بالاستعداد لها عن طريق العبادة و العمل الصالخ.
    الغافل سيكون بصره قاصرا، لذلك سيتكالب على ملذّات الدّنيا و مغرياتها و
    سيكون مصيره الفناء و لو بعد حين
    مقطع حكميّ بامتياز بما أنّه عصارة تجربة الأوّلين، و هو عبرة لأولي الألباب
    المقطـــــــــــــــــــــع 2: الإقرار
    متى / أين: استفهام
    أسلوب إنشائي
    المنايا = الموت
    مخاتلة: مختفية، متربّصة، مخادعة
    يغرّ // وسواس: معجم دينيّ
    لقد: تأكيد مزدوج
    كأس الموت دائرة: استعارة
    عبّر الشاعر عن غفلته من ظاهرة الموت و إقراره بأنّ هذه الغفلة ناتجة عن مغريات الدّنيا
    الموت حقيقة الحقائق ماثل أمام الإنسان، لا قدرة على تجاوزه. و لكنّ ملذّات الحياة قد تحجب
    الإنسان عن رؤية هذه الحقيقة التّي لا مهرب منها.
    كلّ الشواهد التاريخيّة تثبت هذه الحقيقة لكلّ صاحب نظر و تبصّر
    تشبيه الموت بالسمّ و وجه الشّبه في ذلك هو الأثر و النهاية
    يؤكّد الشّاعر أنّ حياته الماضية هي عبارة عن لهو و لعب: هي مرحلة صبيانيّة
    غاب عنها التفكير السليم و المنظّم
    كان الشّاعر يظنّ نفسه فاعلا في هذا الوجود ) الفاعل الحقيقيّ هو الزّمن )
    ألعبُ: أفعلُ
    ينقصن: يفعلن
    الفاعليّة
    يختم الشّاعر نصّه ببيت حكميّ مداره حول استعباد نزوات الذات للانسان و أنّ طريق الحياة
    الحقيقيّة يمُرّ عبر معبر التسامي عن نزوات الجسد و شهواتها بالصبرر و التجلدواليأس
    الزهديّة مظهر من مظاهر التجديد في القرن الثاني للهجرة , ذلك أنّها استقلّت بذاتها في قصيدة كاملة
    بعد أن كانت أبياتا متناثرة في القصائد السّابقة
    الزهديّة تتأسّس على تقاطع نصّين اثنين: نصّ ظاهر ( نصّ شعريّ ) و نصّ باطن ( النصّ الدينيّ
    أي أنّها اعادة إنتاج للنصّ المقدّس في شكل شعريّ يُعبّر عن نوازع ذات الشاعر و توقها الى
    التحررر من أدران المادّة
    الزهديّة إذن تحمل في ذاتها ملامح هذه الحياة الجديدة التّي ترتكز على العقيدة اولا و أخيرا
    التأليــــــــــــــــف
    يعكس هذا النصّ تقلّب أبي العتاهية بين مرحلتين: مرحلة المجون واللّهو ومرحلة الزّهد و التقوى
    هذا التحوّل ما كان ليتمّ لولا يقظة ملكةالعقل التّيجعلت الشاعريُدرك بُطلان حياته السّابقة من
    ناحية و يُدرك هذه الحقيقة الرهيبة ( الموت ) من ناحية أخرى. و هو ما جعل هذه الزهديّة تتردّد
    بين إيقاع الحكمة و إيقــــــــــــــــــــــــاع النفس و إيقـــــــــــــــــــــــاع الموت