شرح نص المقامة الحلوانيّة محور الفكاهة والهزل في القص العربي القديم تحليل شرح نصوص ثالثة ثانوي
تحضير نص المقامة الحلوانيّة 3 ثانوي مع الاجابة على جميع الأسئلة حجج
شرح وتحليل نص المقامة الحلوانيّة لبديع الزمان الهمذاني من كتاب النصوص
علامات شعب علمية تندرج
ضمن المحور الاول سنة ثالثة ثانوي تعليم تونس
التقديــــــــــــــــــــــــــم
شرح المقامة الحلوانيّة .. بديع زمان الهمداني
الموضـــــــــــــــــــوع
مغامرة عيسى بن هشام في الحمّام و عند الحلاّق
المقاطـــــــــــــــــع
حسب معيار بنية المقامة:
1- حدّثنا… قال: السّند
2- البقيّـــــــــــــــــــة: المتن
مغامرة عيسى بن هشام في الحمّام
مغامرة عيسى بن هشام في دكّان الحلاّق
الاجابة عن الاسئلة
لنتفهم معا
1. قطع النص وفق حركة عيسى بن هشام في المكان مبينا ما اقترن بها من مواقف هزلية.
· السطور 1–2: عيسى بن هشام يعود من الحج وينزل في حلوان، تمهيد هادئ بلا هزل.
· السطور 3–5: يطلب من غلامه حمامًا بمواصفات مثالية، مما يضفي طابعًا ساخرًا على الطلب المبالغ فيه.
· السطور 6–7: دخول الحمام دون استقبال، ثم لطخ رجل جبينه بالطين وخرج، موقف عبثي يوحي بامتلاك الرأس.
· السطور 8–9: دخول رجل آخر يدلكه بعنف ويغمزه ويصفّر، صورة هزلية للجسد المسلوب الإرادة.
· السطور 10–12: شجار بين الرجلين حول “ملكية الرأس”، قمة الهزل والعبث.
· السطور 13–15: تحكيم صاحب الحمام، ثم طلب شهادة من صاحب الرأس نفسه، ثم وصفه بالفضولي، مفارقة ساخرة.
· السطور 20–21: خروج عيسى خجولًا مسرعًا من الحمام، نهاية عبثية تقلب توقعات الراحة إلى إذلال.
2. تقوم المفارقة على الخلل والتناقض في الأفعال والأقوال والأحوال. في النص استخرجها وبين دورها في الإضحاك.
كل مفارقة تكشف خللًا في المنطق وتولّد الضحك عبر قلب التوقعات.
أبرز المفارقات في النص ودورها في الإضحاك:
- طلب حمام مثالي (سطر 4) ثم دخول حمام فوضوي، يضحك من التناقض بين التوقع والواقع.
- تنازع العاملين على ملكية رأس الزبون (سطر 10–12) رغم أنه لصاحبه، يضحك من عبثية المنطق.
- طلب شهادة من صاحب الرأس ثم وصفه بالفضولي (سطر 15–17)، يضحك من خلل السلطة وإنكارها للحق.
- خروج الراوي خجولًا بدلًا من الاسترخاء (سطر 20–21)، يضحك من انقلاب الغاية إلى إذلال.
3. قارن حالة عيسى بن هشام النفسية عند دخوله الحمام بحالته عند خروجه منه.
عند دخوله الحمام (سطر 6)، كان عيسى بن هشام في حالة من الارتياح والتوقع الإيجابي، يبحث عن النظافة والاستجمام بعد عناء السفر، واثقًا في اختيار غلامه.
أما عند خروجه من الحمام (سطر 20)، فقد تحوّلت حالته إلى الخجل والارتباك والذل، بعد أن أصبح موضع نزاع وسخرية، وخرج مسرعًا يلبس ثيابه بوجل.
المفارقة بين الحالتين تعمّق الإضحاك، إذ ينقلب مكان الراحة إلى مسرح عبثي يُفقده كرامته.
لنفكر معا
* لا يخلو الهزل في النص من أبعاد نقدية جادة. استخلصها مبديا رأيك فيها.
الهزل في المقامة الحلوانية يخفي وراءه نقدًا اجتماعيًا وفكريًا عميقًا، يتجلى في عدة أبعاد:
الأبعاد النقدية الجادة:
- نقد منطق التملك والسلطة: يتنازع العاملان على رأس الزبون وكأنه غرض، مما يسخر من منطق الملكية حين يُطبّق على الإنسان نفسه.
- نقد السلطة العبثية: صاحب الحمام يطلب شهادة من صاحب الرأس ثم يسخر منه، مما يكشف خللًا في منطق التحكيم والعدالة.
- نقد التوقعات الاجتماعية: الراوي يطلب حمامًا مثاليًا، لكن الواقع يصدمه، فيسخر النص من الفجوة بين الطموح والواقع.
- نقد فقدان الكرامة في الأماكن العامة: الحمام كمكان يفترض أن يمنح الراحة، يتحول إلى فضاء للإذلال، مما يطرح تساؤلات حول احترام الفرد.
رأيي في ذلك:
هذا النوع من الهزل ليس مجرد ترفيه، بل أداة ذكية لكشف التناقضات في المجتمع. بديع الزمان الهمذاني يستخدم الضحك ليوقظ القارئ، ويجعله يرى الواقع من زاوية أكثر نقدًا ووعيًا. المفارقة هنا ليست عبثًا، بل مرآة لخلل في المنطق والسلطة والكرامة.
الشــــــــــــــــــرح
ظاهرة العنوان-: هذه المقامة تنسب إلى مكان حلوان
العنوان في المقامة من وضع الهمذاني، و هو عنصر ثابت فيها
العنوان خاصيّة من خاصيّات المقامة
المقطــــــــــــــع 1: السّنــــــــــــد
راجع تحليل هذا القسم في النّصين السّابقين المشروحين في المنتدى ( المقامة الحرزيّة – المقامة الموصليّة )
تنبني هذه المقامة على ثنائيّة السّند و المتن، و هي ثنائيّة ترتقي إلى منزلة الثابت في شكل
المقامة. و ذلك مرتبط بذلك التنازع بين ثقافة المشافهة و ثقافة التدوين في ذلك العصر، و
يتساوق مع تلك الرّغبة في الإيهام بواقعيّة الأحداث و في مشاكلة الحديثالنبوي
المقطـــــــــــــــع 2: المتـــــــــــــــــن
لمّا: ظرفيّة زمنيّة
قفلت: عدت
إطار زماني-: عقب موسم الحج
إطار مكاني: حلواان
الشخصيّات: عيسى بن هشام، الغلام، عاملا الحمّام، صاحب الحمّام
الأحداث: قفلت… نزلت: تواتر الأفعال
توفّر مقوّمات القصّ في هذا النص
المقامة ذات بنية قصصيّة
قفلــت- نزلـــت: ضمير المتكلّم المفرد
يضطلع عيسى بن هشام بوظيفتين في هذا النصّ
سرد الأحداث
المشاركة فيها
راو شخصيّة
عيسى بن هشام هو الشخصيّة الرئيسيّة في هذا النـــــــص
المقامة عادة تبدأ برحلة يُنجزها الرّاوي و يُعبّر عنها باختصار شديد و بتكثيف كبير
قلت لغلامي:- نمط الكتابة هو الحوار
أطراف الحوار: المُخاطِب: عيسى بن هشام / سيّد
المُخاطَب: الغلام / عبد
العلاقة بين الطّرفين:- علاقة آمر بمأمور
موضوع الحوار: البحث عن حمّام مُناسب و حلاّق ماهر
طويلا:- مفعول به 2
قد اتّسخ: أداة تحقيق تفيدالتأكيد
اختر – ليكن: أمر في معناه الأصلي / طلب القيام بالفعل على وجه الاستعلاء
الشّروط التّي يجب أن تتوفّر في الحمّام: واسع الرّقعة + النّظافة + طيّب الهواء + اعتدال الماء
شروط الحجّام: خفّة اليد + نظافة الثياب + قليل الفضول + حديد الموسى
الشّروط المثاليّة في الحمّام و في الحلاّق
تكليف —- فقد اتّسخ بدني قليلا / خرج مليّا / عاد بطيّا
هناك مفارقة بين سُرعة الخروج و البطء في العودة
السّبب: صعوبة توفّر تلك الشروط المطلوبة
قد اخترته:- أداة تحقيق تفيد التأكيد
قد اتّسخ / قليلا
الإنجاز:- العثور على المطلوب
يتأسّس الخطاب في بداية هذه المقامة على ثنائيّة التكليف و الإنجاز و الفاعليّة و المفعوليّة
تقوم هذه المقامة في بدايتها على الإضحاك و يتجلّى ذلك في
توسّل تقنية العُدول التّي تعني ” الميل أو تغيير الجهة أو الرأي ” أو الانتقال من شيء إلى شيء
آخر مناقض له. فعيسى بن هشام في بداية المقامة قد أقرّ باتّساخ بدنه بعد رحلة شاقّة، و لكنّه
سُرعان ما تراجع عن كلامه و ذلك باستعمال ” حال ” (( قليلا )) يُخفّف معنى الاتّساخ و كأنّ
اللّغة هنا في صراع داخليّ بين ما هو حاصل و بين ما يجب أن يكون
هذا العدول مُرتبط بطبيعة أركان الخطاب: نحن إزاء خطاب مُوجّه من سيّد لغلامه.هذا السيّد
خاف أن تُخدش مكانته كسيّد و خشي أن تضيع منه مُستلزمات السيادة ( النظافة: نظافة البدن
و الهندام ) فكبحت حركة اللاّوعي لسانه و جعلته يعدل جزئيّا عن كلامه السّابق
اختر / ليكن
إنّ هذا المنحى سيتواصل مع عيسى بن هشام، فهو بسبب هذا الطّارئ (( الاتّساخ )) سيفقد شيئا
فشيئا مُستلزمات سيادته و كأنّه كان يُصارع من أجل أن لا يُفلت زمام الأمور منه و أن تبقى
مكانته الاجتماعيّة. فها هو لسانه يزلّ من جديد فيستعمل فعلا ( اختر ) يُطيح بمستلزمات
سيادته و لكنّه سرعان ما يتدراك أمره باستعمال صيغة أمر ( ليكن ) تهوي بمعنى الفعل الأوّل
قد اخترته // كما رسمت
هذه اللّعبة ( العدول ) نراها تتواصل، و لكن هذه المرّة مع الغلام الذّي اعتقد للحظات أنّه الجهة
التّي تمتلك قرار الاختيار و لكنّه سُرعان ما عدل عن هذا الوهم ليُكرّس تبعيّته و يُدعّم عدم
استقلاليّته
إنّ هذا العدول الذّي يتلبّس الذّات تلبّسا في باطنها و في منطُوقها من أهمّ الوسائل التّي تبعث
على الإضحاك في بداية هذه المقامة، كما أنّ هذا الهزل لا يجب أن يُخفي عنّا ذلك النّقد الذّي
يُوجّهه الهمذاني لهذا المجتمع العربي الإسلامي الذي سيطر عليه التفاوت الطبقي ( ممّا أصبح
يُهدّد وحدة هذا المجتمع)
تحليل المقامة الحلوانية لبديع الزمان الهمذاني
البنية السردية:
- الراوي: عيسى بن هشام، وهو الشخصية الثابتة في معظم المقامات، يروي مغامراته بأسلوب ساخر.
- الحدث: زيارة حمام في حلوان بعد العودة من الحج.
- العقدة: نزاع بين عاملين في الحمام حول “ملكية الرأس” الذي هو رأس الراوي نفسه!
- الحل: تدخل صاحب الحمام ثم انكشاف المفارقة بأن الرأس ليس ملكًا لأحدهما بل لصاحبه الأصلي، الراوي.
السخرية والعبث:
- المقامة تقوم على مفارقة عبثية: يتنازع عاملان على رأس الزبون وكأنه غرض مادي، مما يخلق جوًا من الكوميديا السوداء.
- الحمامي يمثل السلطة التي لا تملك منطقًا، إذ يطلب شهادة من صاحب الرأس نفسه، ثم يسخر منه ويصفه بـ”الفضولي”.
- اللغة مشحونة بالتناقضات: “لطخ جبينه” و”دلك حامله” تتحول إلى حجج ملكية، مما يسخر من منطق التملك في المجتمع.
البعد الفلسفي:
- هل الإنسان يملك جسده؟ أم أن الآخرين يملكونه بخدمتهم له؟
- هل السلطة (الحمامي) تبحث عن الحقيقة؟ أم أنها تسخر من من يطالب بها؟
- المقامة تطرح سؤالًا ضمنيًا حول الهوية والملكية: من يملك الإنسان؟ من يحدد الحقيقة؟ وهل للمنطق مكان في عالم العبث؟
رمزية المكان:
- الحمام ليس مجرد مكان للاستحمام، بل فضاء اجتماعي تتقاطع فيه الطبقات والسلطات.
- حلوان كمدينة تحمل دلالة الراحة، لكن المقامة تقلب هذه الراحة إلى فوضى.
أسلوب بديع الزمان:
- يعتمد على التكثيف البلاغي، والصور الساخرة، والحوار المسرحي.
- يوظف الازدواجية بين الجد والهزل، وبين الواقع والخيال، ليكشف عن خلل في المنطق الاجتماعي.





