Press "Enter" to skip to content

شرح قصيدة قبحا لوجهك يا زمان – للمتنبي – باكالوريا شعبة الآداب

شرح قصيدة قبحا لوجهك يا زمان للمتنبي محور شعر الحماسة في القرنين الثالث والرابع للهجرة للسنة الرابعة شعبة الآداب – شرح نص قبحا لوجهك يا زمان 4 ثانوي باكالوريا شعبة آداب
آداب تعليم تونس منهجية شرح نص تحليل تقديم شرح المقاطع شعر الحماسة شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا
منهجية تلحليل النص الادبي تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص الادبية رابعة ثانوي

نص قبحا لوجهك يا زمان مع الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة

تقديم القصيدة:

ترثي القصيدة الفارس أبا شجاع فاتك، وتُصوّره كرمز للبطولة التي انطفأت بموته. يُدين المتنبي الزمان الذي يُبقي الوضيع ويُفني الشجاع، في مفارقة ساخرة تنطوي على احتجاج فلسفي. تمزج القصيدة بين الحماسة والرثاء والهجاء، لتُخلّد الفارس وتُدين الرداءة التي خلفها غيابه.

التقسيم:

التقسيم وفق المعيار الدلالي:

  • الأسطر 1–2: سخط على الزمان واستهلال احتجاجي.
  • الأسطر 3–6: تمجيد المرثي وتصويره كرمز بطولي عالمي.
  • الأسطر 7–9: تصوير الفراغ بعد الفقد وانطفاء أدوات الحرب.
  • الأسطر 10–11: دعاء على الفرسان بالقعود، وإدانة زمن الرداءة.

الموضوع:

تصوّر القصيدة موت الفارس أبا شجاع كفاجعة وجودية تُفقد العالم معناه، وتُدين زمنًا يرفع الوضيع ويُهين البطولة.

الفهم والتحليل

1- البيت الأول قادح للأبيات التي تليه هل لك أن توضح ذلك مع التعليل ؟

نعم، البيت الأول في هذه القصيدة هو بيت قادح، أي أنه يفتح القصيدة بنبرة نقدية حادة ويهيّئ القارئ لما سيأتي من هجاء وسخط، ويؤسس للموقف الشعري العام.:

البيت القادح:

قُبحاً لوجهك يا زمانُ فَإِنَّهُ وجهٌ لهُ من كلِّ قبحٍ يُرفعُ

  • يبدأ المتنبي القصيدة بلعنة صريحة للزمان، ويصف وجهه بالقبح المطلق.
  • ثم يضيف مفارقة ساخرة: أن هذا الوجه القبيح يُرفع ويُعظّم، وكأن القبح صار فضيلة في هذا الزمن.

تعليل فلسفي وأدبي

  • المتنبي لا يرثي فقط شخصًا، بل يرثي العدالة المفقودة.
  • البيت الأول يجعل القصيدة ليست مجرد رثاء، بل احتجاجًا وجوديًا على عالم لا يُنصف الأبطال.
  • هذا البيت يربط بين الحدث الخاص (موت فاتك) والظرف العام (فساد الزمان)، مما يمنح القصيدة عمقًا فلسفيًا.

2- ما وجه العداء القائم بين الشاعر والزمان بوصفه قوة غير منظورة ؟

وجه العداء أن الشاعر يرى الزمان قوة غير منظورة تختل فيها القيم، ترفع القبح وتُهين الجمال، تُبقي الوضيع وتُفني الشريف، وكأنها تتواطأ مع الرداءة ضد البطولة، فيصبح الزمان خصمًا وجوديًا لا مجرد ظرف زمني.

3- يبدو الشاعر متألما متأملا وضح ذلك من خلال الأساليب الفنية والمعاني الواردة في النص.

يبدو الشاعر متألّمًا من فقد الفارس، ويتأمّل في اختلال القيم؛ ويتجلى ذلك في لعنه للزمان بوصفه قوة ترفع القبح وتُهين البطولة، وفي المفارقات الساخرة بين موت الشجاع وبقاء الخصي، وفي تشخيص الأدوات الحربية وكأنها حزنت، مما يعكس ألمًا وجوديًا وتأملًا فلسفيًا في عبثية المصير وانطفاء المعنى بعد رحيل الرمز.

4 الموت والحياة ضديدان ما الوسائل الفنية التي وظفها الشاعر لإبراز هذا المعنى ؟

وظّف الشاعر المفارقة والتضاد والتشخيص لإبراز التناقض بين الموت والحياة؛ فجعل الموت أسرع من الفارس الحيّ، وصوّر الدم وكأنه يتطلّع للحياة، وأبرز خمود السيوف بعد رحيله، مما يعكس أن الحياة فقدت معناها بغياب من يمنحها البطولة، فصار الموت أكثر حضورًا وتأثيرًا من الحياة نفسها.

5 رسم المتنبي للمرثي صورة شخصية، وضحها وبين صلتها بفن الحماسة.

رسم المتنبي للمرثي، “أبي شجاع”، صورة شخصية متكاملة تجمع بين الهيبة الفردية والرمزية البطولية، فجعل منه فارسًا عالميًا يحلّ في كل أمة كأنه سيدها: كسرى في الفرس، وقيصر في الروم، وتبع في العرب. هذه الصورة تتجاوز الرثاء إلى فن الحماسة، إذ تُظهر الفارس في ذروة القوة والقيادة، وتُخلّد صفاته القتالية والزعامة.

الصلة بفن الحماسة:

  • تمجيد البطولة الفردية: كما في شعر الحماسة، يُبرز المتنبي صفات الفارس في الطعن والسرعة والقيادة.
  • تصوير السلاح والفرس: أدوات الحرب تُذكر كامتداد لشخصية المرثي، وهذا من خصائص الحماسة.
  • الأسلوب الخطابي: نبرة عالية، صور قوية، تعظيم للفارس، كلها من سمات الحماسة.
  • تحويل الرثاء إلى تمجيد: لا يبكيه فقط، بل يُخلّده كمثال أعلى للبطولة.

باختصار، المتنبي لا يرثي رجلًا فقط، بل يُحيي فيه نموذج الفارس المثالي، ويجعل من رثائه قصيدة حماسية تُخلّد البطولة في وجه الزمان الرديء.

6- استخلص من النص مبنى ومعنى ومغنى الوشائج الحقيقية بين الراثي والمرثي

المبنى: استخدم المتنبي أسلوب الحماسة والتشخيص والمفارقة، مما يدل على تعلقه العميق بالمرثي كرمز بطولي.

المعنى: المرثي ليس مجرد شخص، بل تجسيد للقيم التي يؤمن بها الشاعر: الشجاعة، الزعامة، والعدل.

المغنى: العلاقة بينهما وجودية؛ فبموت المرثي يشعر الراثي بانكسار المعنى، وكأن جزءًا من العالم الذي يحميه قد انهار.

النقاش

*ختم الشاعر القصيدة بدعاء على غير المرثي من الفرسان بالقعود عن القتال. هل تراه موفقا في ذلك ؟

نعم، كان موفقًا؛ لأن الدعاء بالقعود عن القتال يُبرز فرادة المرثي، ويُظهر أن الفروسية بعده فقدت معناها، فهو ليس رثاءً للفرسان بل إعلان بانتهاء زمن البطولة، مما يعمّق أثر الفقد ويحوّل موت الفرد إلى موت للقيمة.

* مزج الشاعر الرثاء الحماسي بشيء من الهجاء مبررا ذلك. هل تسايره في ما ذهب إليه من تبرير والحال أن عصر الشاعر يحتاج إلى فرسان أفذاذ أمثال المرثي ؟

نعم، أسايره؛ لأن هجاءه لا يستهدف الفرسان عمومًا، بل يفضح من تزيّوا بزيّهم دون أن يحملوا قيمهم، فمزجه بين الرثاء والحماسة والهجاء يُبرز فرادة المرثي ويُدين الرداءة التي تسود بعده، وكأن الشاعر يطالب بفرسان حقيقيين لا مجرد أشباه، وهذا عين الحاجة في عصره.

بمناسبة هذا النص

الكتابة

عد إلى رثاء الخنساء لأخيها صخر وقارن بين طريقتها في توليد المعاني الحماسية في فضاء المرثية وطريقة أبي الطيب المتنبي اكتب نصا في هذه المقارنة.

في رثاء الخنساء لأخيها صخر، ورثاء المتنبي لأبي شجاع، تتجلى طريقتان مختلفتان في توليد المعاني الحماسية داخل فضاء المرثية، تعكس كل منهما رؤية خاصة للبطولة والفقد، وتوظيفًا مميزًا للأساليب الفنية.

الخنساء: الحماسة من رحم الحزن

الخنساء تولّد الحماسة من الألم الشخصي، فبطولة صخر تنبع من كونه الأخ والسند، وتظهر في صور مثل:

  • “وإن صخراً لتأتم الهداة به”
  • “طويل النجاد رفيع العماد”

تُبرز صفاته القيادية والكرم والشجاعة، لكن من خلال عاطفة الأمومة والأخوة، فالحماسة هنا وجدانية، تنبع من الحنين واللوعة، وتُبنى على الافتقاد لا على المفارقة.

المتنبي: الحماسة من غضب فلسفي

أما المتنبي، فيرثي أبا شجاع بوصفه رمزًا كونيًا للبطولة، ويولّد الحماسة من السخط على الزمان، لا من الحزن فقط. فالفارس عنده:

  • يحلّ في الفرس ككسرى، وفي الروم كقيصر، وفي العرب كتبع.
  • موته يُعطل السيوف، ويُطفئ وهج القتال.

الحماسة هنا فكرية رمزية، تُبنى على المفارقة بين البطولة والرداءة، وتُوظف لأجل نقد الواقع، لا فقط لتأبين الفارس.

البحث

1- الرثاء بالجمع بين الأضداد من بارز في النص. توسع في بيان معانيه وأساليبه ومقاصده

الرثاء في نص المتنبي يتّسم بجمعٍ فنيّ بين الأضداد، وهو أسلوب بارز يُضفي على النص عمقًا دلاليًا وتوترًا شعوريًا، ويخدم مقاصد فلسفية ونقدية تتجاوز مجرد التأبين. إليك توسعًا مختصرًا ومعمقًا في بيان ذلك:

معاني الجمع بين الأضداد

الضد الأولالضد الثانيالمعنى المتولد
الموتالحياةيظهر في مفارقة “أسرع فارس” و”الموت أسرع”، مما يبرز عبثية المصير أمام البطولة.
الشجاعةالخصي الحاسدالمفارقة بين موت البطل وبقاء الوضيع تُدين اختلال القيم.
الحركةالسكونتوقف السيوف والطراد بعد موت الفارس يرمز لانطفاء المعنى.
الرفعةالقبحفي البيت الأول، الزمان يرفع القبح، مما يعكس انقلابًا أخلاقيًا.

الأساليب الفنية الموظفة

  • المفارقة الساخرة: أيموت الفارس ويعيش الخصي؟ هذه المفارقة تُولد نقدًا اجتماعيًا حادًا.
  • التضاد البلاغي: بين “يُرفع” و”قُبح”، “يعيش” و”يموت”، مما يخلق توترًا دلاليًا.
  • التشخيص: الزمان له وجه، والدم يتطلع، مما يُضفي حياة على المفاهيم المجردة.
  • الصور الحركية والجمودية: السيوف التي كانت تلمع توقفت، والفرسان قعدوا، مما يُجسّد غياب البطولة.

المقاصد الفكرية والشعورية

  • نقد الواقع: الجمع بين الأضداد يُظهر أن العالم لا يُنصف الأبطال، بل يُكرّم الرداءة.
  • تخليد المرثي: من خلال إبراز فرادته وسط عالم مقلوب، يصبح الفارس رمزًا لا يُكرَّر.
  • احتجاج فلسفي: الرثاء هنا ليس بكاءً، بل صرخة ضد عبثية الوجود واختلال العدالة.
  • إثارة الوعي: يُراد من هذا التوتر أن يُوقظ القارئ من التسليم للواقع، ويدفعه للتأمل.

-2- قارن بين رثاء المتنبي أبا شجاع فاتكا في هذا النص ورثاء أبي تمام خالدا بن مزيد الشيباني واستخلص ما يمكن استخلاصه من جهة فن الحماسة.

في رثاء المتنبي لأبي شجاع فاتك، ورثاء أبي تمام لخالد بن يزيد بن مزيد الشيباني، تتجلى رؤيتان شعريتان مختلفتان في التعبير عن الفقد، لكنهما تلتقيان في توظيف فن الحماسة كوسيلة لتخليد المرثي ورفع مقامه إلى مرتبة البطولة الرمزية.

المتنبي: الحماسة بوصفها احتجاجًا فلسفيًا

  • يرثي أبا شجاع بأسلوب ساخط على الزمان، ويصور موته كدليل على اختلال القيم.
  • يوظف المفارقة بين موت البطل وبقاء الخصي، مما يضفي بعدًا فلسفيًا على الرثاء.
  • يجعل من المرثي رمزًا عالميًا للقيادة: كسرى، قيصر، تبع.
  • الحماسة هنا ليست تمجيدًا فقط، بل صرخة ضد الرداءة، وتحويل للفقد إلى موقف وجودي.

أبو تمام: الحماسة بوصفها تمجيدًا أخلاقيًا

  • يرثي خالدًا بأسلوب يمزج بين المدح والرثاء، ويُبرز صفاته القيادية والكرم والشجاعة.
  • يستخدم صورًا تقليدية في الحماسة: السيف، الطعن، الحماية، لكنه يربطها بالفضائل الأخلاقية.
  • الحماسة عنده تُعلي من شأن المرثي بوصفه نموذجًا يُحتذى، لا رمزًا فلسفيًا مجردًا.
  • لا يظهر في رثائه غضب على الزمان، بل وفاء للمرثي وتمجيد لسيرته.

استخلاص من جهة فن الحماسة

العنصرالمتنبيأبو تمام
وظيفة الحماسةاحتجاج على الواقعتمجيد للمرثي
نبرة الرثاءساخطة، فلسفيةوفية، أخلاقية
صورة المرثيرمز كوني للبطولةنموذج أخلاقي وزعامي
الأسلوب الفنيمفارقة، تشخيص، تضادمدح مباشر، صور تقليدية
المقصد الشعريإدانة الرداءة بعد الفقدتخليد الفضيلة في المرثي

كلا الشاعرين يوظف الحماسة، لكن المتنبي يجعلها أداة نقد فلسفي، وأبو تمام يجعلها وسيلة تمجيد أخلاقي، مما يعكس اختلاف الرؤية الشعرية بينهما رغم وحدة الغرض.

الايقاع

أنشد الأبيات التي تتضمن أسلوبا إنشائيا بطريقة تتمايز عن الأبيات التي تتضمن أسلوبا خبريا. ماذا تلاحظ ؟

خاص بالتلميذ

الحقل المعجمي

استخرج معجمي الحرب والفروسية الواردين في النص وقارنهما بما ورد في القصائد التي درستها سابقا.

في رثاء المتنبي لأبي شجاع، يبرز معجمان متداخلان: معجم الحرب ومعجم الفروسية، ويُوظفان لتخليد المرثي وإبراز فرادته، لكن بأسلوب فلسفي ساخط. إليك استخلاصًا ، مقارنة بما ورد في قصائد أخرى:

معجم الحرب في نص المتنبي

  • السيف، الطعن، السوط، الرقاب، القتال، السيوف، الطراد، السياط
  • تُستخدم هذه المفردات لتصوير ساحة المعركة، لكنها تظهر في حالة خمود بعد موت الفارس، مما يعكس أن الحرب فقدت معناها.

معجم الفروسية في النص

  • الفارس، الطراد، الركوب، اقتحام، الإقدام، القيادة، كسرى، قيصر، تبع
  • تُستخدم لتصوير المرثي كفارس عالمي، لا مجرد محارب، وتُبرز صفاته القيادية والرمزية.

مقارنة مع قصائد رثائية أخرى

الخنساء في رثاء صخر

  • معجم الفروسية: طويل النجاد، رفيع العماد، تأتم الهداة به
  • الحماسة هنا وجدانية، تُستمد من الحزن الشخصي، وتُبرز الفروسية بوصفها سندًا عائليًا.

أبو تمام في رثاء خالد الشيباني

  • معجم الحرب: السيف، الطعن، الحماية، الغزو
  • الحماسة أخلاقية تمجيدية، تُظهر الفارس كمثال للفضيلة والكرم، لا كرمز فلسفي.

استخلاص دلالي

العنصرالمتنبيالخنساءأبو تمام
وظيفة المعجمنقد الواقع بعد الفقدالتعبير عن الحزنتمجيد الفضيلة
نبرة الحماسةفلسفية ساخطةوجدانية حنونةأخلاقية رصينة
صورة الفارسرمز كونيأخ وسندقائد كريم

المتنبي يُوظف المعجم ليُدين الرداءة ويُخلّد البطولة، بينما الخنساء وأبو تمام يُوظفانه لتأبين الشخصية وتمجيدها ضمن سياقها الاجتماعي.

الحقل الدلالي

 انظر في معاني الأفعال قر / تصالح / عفا / ولى وبين منطق تتاليها في النص

الأفعال : قَرَّ / تصالح / عفا / وَلَّى، تتوالى في النص وفق منطق دلالي يرسم مشهدًا لانطفاء البطولة بعد موت الفارس، ويُظهر كيف تحوّل العنف إلى خنوع، والهيبة إلى فراغ.:

معاني الأفعال وسياقها

الفعلالمعنىالدلالة في السياق
قَرَّسكن وهدأسكون السيوف بعد أن كانت تلمع وتضرب، دلالة على توقف القتال.
تصالحاتفق بعد خصامتصالح السياط مع الظهور، أي لم تعد تُستخدم، مما يرمز إلى خضوع الرقاب.
عفازال الأثرزوال أثر الطعن، أي لم يعد هناك من يطعن أو يُطعن، موت الفروسية.
وَلَّىذهب وانصرفانصراف الطراد (المطاردة)، أي غياب الحركة والبطولة.

منطق التتالي

  • يبدأ بالفعل “قَرَّ” ليُشير إلى السكون بعد الصخب، ثم “تصالح” ليُظهر انقلاب العلاقة بين الأداة والضحية.
  • يتبع ذلك “عفا”، في دلالة على محو الأثر، وكأن البطولة لم تكن.
  • ويُختتم بـ “وَلَّى”، ليُعلن رحيل زمن الفروسية.

هذا التدرج يُجسّد انحدارًا من الفعل إلى الفراغ، ومن الهيبة إلى الخنوع، ويُبرز كيف أن موت الفارس لم يُخلّف فقط فراغًا بشريًا، بل فراغًا رمزيًا في العالم.

الصرف

صيغة التفضيل تنطوي دائما على شيء من التجريد أو قل إن التجريد هو أساسها حتى حين تخلو من معنى التفضيل وتكتسب المعنى المطلق للصفة على ما لاحظه النحاة. ولعلنا لا نخطئ إذا قلنا إن صيغة التفضيل تحتفظ في هذه الحالة بخاصية التجريد وإن خلت من دلالة التفضيل، ذلك أن التعبير عن صيغة التفضيل يقتضي تجريد الصفة من موصوفين أو أكثر لتمكن الموازنة بينها. فحيثما عدل القائل عن الصفة المشبهة إلى أفعل التفضيل كان المقصود إبعاد الوصف من المعنى المألوف أو المحس. شكري محمد عياد صيغة التفضيل في شعر المتنبي الأفلام العراقية ع، كانون الثاني سن 15 صص 87-88

ما أورده شكري محمد عياد حول صيغة التفضيل في شعر المتنبي يُعدّ ملاحظة دقيقة وعميقة في آن، إذ يربط بين البنية النحوية والبعد الفلسفي للتعبير الشعري.

صيغة التفضيل والتجريد

  • يرى عياد أن صيغة “أفعل لا تقتصر على المفاضلة بين شيئين، بل تنطوي على تجريد الصفة من المحسوس، لتصبح أقرب إلى المطلق.
  • حين يقول المتنبي مثلًا: “أسرع من الموت” أو “أكرم الناس”، فهو لا يقارن فقط، بل يُجرّد الصفة من سياقها المعتاد، ويُضفي عليها طابعًا رمزيًا أو فلسفيًا.

في شعر المتنبي

  • المتنبي يستخدم التفضيل ليُعبّر عن فرادة الشخصية أو الحدث، لا فقط عن تفوقه.
  • مثلًا، حين يقول عن أبي شجاع: “أسرع من الطعن”، فهو لا يصف سرعته فقط، بل يُجسّد مفهومًا مجردًا للبطولة.
  • هذا الاستخدام يُبعد الوصف عن المحسوس، ويُقرّبه من الأسطورة أو النموذج الأعلى.

المقصد البلاغي والفلسفي

  • التفضيل عند المتنبي ليس أداة نحوية فحسب، بل وسيلة لتكثيف المعنى، وتحويل الصفة إلى قيمة مجردة.
  • وهذا يتماشى مع رؤيته الشعرية التي تمزج بين الذات الفردية والرمز الكوني، حيث يصبح الفارس أو الزمان أو الموت مفاهيم تُعاد صياغتها شعريًا.

More from شرح نصوص الباكالوريا رابعة ثانوي بكالورياMore posts in شرح نصوص الباكالوريا رابعة ثانوي بكالوريا »

Comments are closed.