شرح قصيدة لهذا اليوم بعد غد أريج لـ المتنبي محور شعر الحماسة في القرنين الثالث والرابع للهجرة للسنة الرابعة آداب – شرح نص لهذا اليوم بعد غد أريج 4 ثانوي باكالوريا آداب تعليم تونس منهجية شرح نص تحليل تقديم شرح المقاطع شعر الحماسة شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا منهجية تلحليل النص الادبي تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص الادبية رابعة ثانوي
شرح قصيدة لهذا اليوم بعد غد أريج
الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
تُعدّ قصيدة “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” من أبرز سيفيات المتنبي، نظمها لتحفيز سيف الدولة الحمداني قبيل معركة ضد الروم. يستهلها بتفاؤل بالنصر، ويُصوّر الممدوح كرمز للبطولة والهيبة، ويُحقّر العدو بأسلوب ساخر. تجمع القصيدة بين الحماسة، والفخر، والمفارقة البلاغية في بناء شعري متين.
الموضوع:
تُصوّر القصيدة بطولة سيف الدولة وتبشّر بالنصر على الروم، مؤكدةً قوة المسلمين وتحقير العدو بأسلوب حماسي ساخر.
التقسيم:
حسب معيار المضمون:
- (1–2): التبشير بالنصر وبثّ الأمن
- (3–4): مدح سيف الدولة بوصفه قائدًا مهيبًا
- (5–8): تصوير هيبة المسلمين وسخرية من العدو
- (9–12): تأكيد القوة والرضا بالحرب والتحدي الصريح
الفهم والتحليل
1- هذه القصيدة استباق لما يحدث، بين ذلك.
نعم، قول المتنبي “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” هو استباق شعري لما سيحدث من نصر، ويعكس قدرة المتنبي على التنبؤ الشعري والتعبئة النفسية قبل وقوع الحدث. إليك كيف يتجلى هذا الاستباق في القصيدة:
الاستباق في القصيدة
العنصر | التوضيح |
البيت الأول | “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” يشير إلى أن يوم المعركة القادم يحمل بشائر النصر، وكأن رائحته الطيبة تسبق وقوعه. |
البيت الثاني | وصف الأمان الذي سيعم بعد النصر، حيث “تبيت بها الحوامن آمنات”، وهو تصوير لحالة ما بعد الحدث قبل وقوعه. |
البيت الثالث والرابع | مدح سيف الدولة بوصفه “الأسد المهيج”، وتذكير بمواقفه السابقة، مما يهيئ المتلقي لتكرار البطولة. |
البيت الثامن | استنكار تهديدات النصارى: “أبالغمرات توعدنا النصارى؟”، وكأن النصر محسوم مسبقًا. |
البيت الأخير | التخيير بين الإقدام والهزيمة، وكأن المعركة قد حُسمت قبل أن تبدأ: “فإن يُقدِمْ، فقد زرنا سَمَنْدُوه، وإن يحجم، فموعده الخليج”. |
دلالة فلسفية
الاستباق هنا ليس مجرد تفاؤل، بل هو بناء نفسي واستراتيجي:
- تحفيز للجيش: عبر تصوير النصر كأمر واقع.
- تحقير للعدو: بإظهار تهديداته كأوهام.
- تأكيد للهوية: المسلمون هم “نجومها”، والنصارى مجرد “بروج”.
2- انفتح القول الشعري بإيقاعات مميزة. استخرجها وبين دورها في بناء نغم خاص.
انفتاح قصيدة المتنبي “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” يتميّز بإيقاعات شعرية متعددة تتضافر لتشكيل نغم خاص يهيّئ المتلقي نفسيًا وجماليًا لما سيأتي من صور ومعانٍ. إليك أبرز الإيقاعات التي يمكن استخلاصها من المطلع، ودورها في بناء النغم:
الإيقاعات المميزة في المطلع
الإيقاع | المثال | الدور في بناء النغم |
الإيقاع الزمني الاستباقي | “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” | يخلق توترًا وتوقّعًا، ويُدخل المتلقي في حالة ترقّب لما سيحدث، وكأن الزمن نفسه يحمل بشائر النصر. |
إيقاع التكرار الصوتي | “أريج / أجيج” | الجناس بين الكلمتين يضفي موسيقى داخلية، ويعزز التوازي بين النصر (الأريج) والنار (الأجيج)، مما يربط الجمال بالقوة. |
إيقاع التوازن التركيبي | تركيب الجملة: اسمية + فعلية | التوازن بين “لهذا اليوم…” و”ونار في العدو…” يمنح المطلع إيقاعًا متماسكًا، ويُشعر القارئ بالثبات والوضوح. |
إيقاع البحر الشعري (الوافر) | تفعيلاته: مُفاعَلَتُنْ مُفاعَلَتُنْ فَعولُنْ | يضفي إيقاعًا قويًا ومترنّحًا يناسب مقام الحماسة، ويمنح القصيدة طاقة تعبيرية عالية. |
كيف يُنتج هذا النغم الخاص؟
- النغم هنا ليس مجرد موسيقى لفظية، بل هو نغم نفسي وفكري:
- يربط بين الزمن والنصر.
- يزاوج بين الجمال والعنف.
- يهيّئ القارئ لتلقّي صور البطولة والتحدي.
3- تشكلت صورة الممدوح من خلال أحواله وأفعاله باستعمال أساليب بلاغية وصور فنية. استخرج عناصر تشكيل هذه الصورة وبين ما فيها من معان حماسية.
عناصر تشكيل صورة الممدوح
العنصر | المثال من القصيدة | المعنى الحماسي |
الصفة الجسدية والرمزية | “أيها الأسد المهيج” | تشبيه مباشر يُضفي على سيف الدولة صفات القوة والهيبة، ويُشحن المتلقي بطاقة حماسية. |
الفعل القتالي | “بغير سيفك لا تعيج” | يُظهر أن الحركة الحقيقية لا تكون إلا بالسيف، أي أن الفعل البطولي هو الأصل في شخصيته. |
الهيبة في الميدان | “عرفتك والصفوف معبآت” | استحضار لحظة المواجهة، حيث يُعرف القائد في قلب المعركة، مما يرسّخ صورة البطل الميداني. |
القدرة على بث الأمن | “تبيت بها الحوامن آمنات” | تصوير رمزي يُظهر أن وجوده يحقق الأمن حتى للكائنات الصغيرة، مما يعكس شمولية أثره. |
التهديد للعدو | “ونار في العدو لها أجيج” | صورة نارية ترمز إلى قدرته على إلحاق الأذى بالعدو، وتُثير الحماسة عبر التهديد المباشر. |
التحقير للخصم | “تحاول نفس ملك الروم فيها” | يُظهر جبن العدو أمام هيبة الممدوح، مما يعزز الفخر والانتماء. |
الرضا بالحرب | “رضينا والدمستق غير راض” | مفارقة بلاغية تُظهر شجاعة المسلمين وتردد العدو، مما يرفع من شأن الممدوح ضمن الجماعة. |
الأساليب البلاغية والصور الفنية
- التشبيه: “كالأسد”، يُضفي صفات الحيوان المفترس على الممدوح.
- الاستعارة: “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج”، حيث يُشبّه النصر بالرائحة الطيبة.
- المفارقة: بين رضا المسلمين وتردد العدو، مما يخلق توترًا دراميًا.
- الجناس: “أريج / أجيج”، يربط بين النصر والنار، ويخلق نغمًا داخليًا.
- التضخيم: عبر تصوير البحر والصفوف، مما يُعلي من شأن الممدوح في سياق كوني.
المعاني الحماسية المتولدة
- التمكين والهيبة: الممدوح هو مصدر الأمن والخوف في آنٍ واحد.
- الاستعداد للمعركة: القصيدة تُهيّئ نفسيًا للقتال، وتُظهر أن النصر قادم.
- الانتماء والافتخار: المتنبي يُشعر المتلقي أنه جزء من جماعة منتصرة.
4- راوح الشاعر بين أسلوبين في النص، حددهما ثم بين أثر المراوحة بينهما في نماء النفس الحماسي.
في قصيدة “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج”، راوح المتنبي بين أسلوبين بلاغيين رئيسيين هما:
️ الأسلوب الخبري والأسلوب الإنشائي
الأسلوب | أمثلة من القصيدة | الوظيفة الحماسية |
الخبري | “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج”، “تبيت بها الحوامن آمنات”، “رضينا والدمستق غير راض” | يُستخدم لتقرير الوقائع، وبث الطمأنينة، وإظهار الثقة بالنصر، مما يُنمّي الإحساس بالثبات واليقين لدى المتلقي. |
الإنشائي (نداء، استفهام، أمر، توبيخ) | “أيها الأسد المهيج”، “أبالغمرات توعدنا النصارى؟” | يُستخدم لإثارة الانفعال، وتحفيز النفس، وتحقير العدو، مما يُشعل الحماسة ويُحرّك العاطفة القتالية. |
أثر المراوحة بين الأسلوبين
- التوازن بين العقل والعاطفة: الأسلوب الخبري يُخاطب العقل بالثقة، والإنشائي يُخاطب العاطفة بالتحفيز.
- تصعيد نفسي تدريجي: يبدأ المتنبي بإخبار عن النصر، ثم ينتقل إلى التحدي والاستفزاز، مما يُنمّي الحماسة تدريجيًا.
- إيقاع داخلي متنوع: التنقل بين الأسلوبين يُحدث تنغيمًا في النص، يُشبه ضربات الطبول في ساحة المعركة.
- تفعيل دور المتلقي: الإنشاء يُشرك القارئ في التفاعل، والخبر يُرسّخ المعاني في ذهنه.
5- ما الهدف من هذه الحرب ؟ وما القيم التي يدافع عنها الشاعر ؟
في قصيدة “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج”، يتضح أن الحرب التي يتحدث عنها المتنبي ليست مجرد صراع عسكري، بل هي معركة وجودية تحمل أهدافًا وقيمًا تتجاوز ساحة القتال. إليك تحليلًا دقيقًا للهدف والقيم:
الهدف من الحرب
الهدف المركزي هو الدفاع عن الأرض والهوية الإسلامية في مواجهة الروم (النصارى)، الذين يُمثّلون في القصيدة تهديدًا خارجيًا. الحرب هنا ليست عدوانًا، بل ردٌّ على تهديد، وتأكيد للسيادة والكرامة.
يتجلى ذلك في قوله: “أبالغمرات توعدنا النصارى؟ ونحن نجومها، وهي البروج؟” حيث يسخر من تهديدات العدو، ويُظهر تفوق المسلمين عليهم.
القيم التي يدافع عنها الشاعر
القيمة | التوضيح | الأثر الحماسي |
الكرامة والهيبة | يظهر سيف الدولة كرمز للهيبة، لا يُعقل أن يُهدد من ملك جبان | يُعزز الفخر والانتماء |
الشجاعة والإقدام | “عرفتك والصفوف معبآت” – يُعرف القائد في قلب المعركة | يُحفّز النفس على المواجهة |
العدل والرضا بالحكم | “رضينا والدمستق غير راض” – المسلمون يرضون بحكم السيف | يُرسّخ قيمة الحسم والعدل |
التمكين والأمان | “تبيت بها الحوامن آمنات” – الأمن يعم بوجود القائد | يُظهر أثر النصر على المجتمع |
الانتصار للحق | الحرب ليست طمعًا بل ردًّا على تهديد، وتأكيد للحق | يُضفي شرعية أخلاقية على القتال |
دلالة فلسفية
المتنبي لا يرى الحرب مجرد دماء، بل تجلٍ للقيم العليا:
- البطولة ليست في القتل، بل في الدفاع عن الحق.
- النصر ليس غاية، بل وسيلة لحماية الكرامة.
- القائد ليس مجرد محارب، بل حامل لقيم الأمة.
6- يبعث الشاعر رسالة إلى العدو. ما فحواها ؟ وما أثرها ؟
في قصيدة “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج”، يوجّه المتنبي رسالة واضحة ومباشرة إلى العدو، وهي ليست مجرد تهديد، بل إعلان عن تفوق حضاري وعسكري، واستنكار لمحاولة النيل من المسلمين. إليك تحليلًا دقيقًا لفحوى هذه الرسالة وأثرها:
️ فحوى رسالة الشاعر إلى العدو
المضمون | التوضيح |
الاستهانة بتهديد العدو | في قوله: “أبالغمرات توعدنا النصارى؟ ونحن نجومها، وهي البروج؟”، يسخر من تهديدات الروم، ويُظهر أن المسلمين هم الأصل في ساحة المعركة، لا مجرد تابعين. |
إظهار جبن الخصم | “تحاول نفس ملك الروم فيها، فتفديه رعيته العلوج” – يُظهر أن ملك الروم يخشى المواجهة، ويُضحّي به جنوده، مما يُحقّر من شأنه. |
التحدي الصريح | “فإن يُقدم، فقد زرنا سَمَنْدُوه، وإن يحجم، فموعده الخليج” – يضع العدو أمام خيارين: الإقدام والخسارة، أو الهروب والعار. |
الاعتزاز بالقوة الإسلامية | “وفينا السيف حملته صدوق” – تأكيد أن المسلمين يملكون القوة والصدق في القتال، لا مجرد سلاح. |
أثر الرسالة على النفس الحماسي
الأثر | التوضيح |
تعزيز الثقة بالنفس | يُشعر المتلقي أن النصر محسوم، وأن العدو ضعيف، مما يرفع المعنويات. |
إثارة الحماسة القتالية | التحدي المباشر يُحفّز على المواجهة، ويُشعل الرغبة في إثبات الذات. |
ترسيخ الانتماء والهوية | يُظهر أن المسلمين ليسوا مجرد مقاتلين، بل أصحاب قضية وهوية متفوقة. |
تحقير العدو كاستراتيجية نفسية | يُضعف من صورة الخصم في ذهن المتلقي، مما يُسهّل تقبّل الحرب ويُبرّرها أخلاقيًا. |
7- بين مظاهر حضور ذات الشاعر في هذه المدحية، وأبد رأيك في ذلك.
في قصيدة “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج”، تتجلّى ذات المتنبي بوضوح رغم أن القصيدة مدحية في ظاهرها، إذ لا يكتفي بوصف الممدوح بل يُسقط رؤيته الذاتية، وموقفه الفلسفي، ونزعته البطولية على النص. إليك أبرز مظاهر حضور الذات، ورأيي في ذلك:
مظاهر حضور ذات الشاعر
المظهر | التوضيح |
الاستباق والتنبؤ | في قوله “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج”، يُظهر المتنبي ثقته بالنصر، وكأنه يرى المستقبل، وهذا تعبير عن ذاته المتفردة التي لا ترضى بالشك. |
الاعتداد بالانتماء | “ونحن نجومها، وهي البروج” – يُبرز المتنبي ذاته ضمن جماعة المسلمين، ويُعلي من شأنهم، مما يعكس فخره وهويته. |
الاحتكام إلى العقل والوعي | في المفارقة بين رضا المسلمين وتردد الدمستق، يُظهر المتنبي وعيه السياسي، ويُعبّر عن موقفه من الحرب كفعل عقلاني لا مجرد اندفاع. |
التهكم والسخرية | “تحاول نفس ملك الروم فيها، فتفديه رعيته العلوج” – هنا يظهر صوت المتنبي الساخر، الذي لا يكتفي بالمدح بل يُمارس نقدًا لاذعًا للعدو، مما يُبرز شخصيته الحادة. |
التمجيد غير التقليدي للممدوح | لا يمدح سيف الدولة بوصفه سلطانًا فقط، بل بوصفه تجسيدًا للقيم التي يؤمن بها المتنبي: الشجاعة، الحسم، الهيبة، مما يجعل المدح امتدادًا لذاته. |
رأيي في ذلك
حضور ذات المتنبي في هذه القصيدة يُضفي عليها طابعًا فريدًا، فهي ليست مدحًا تقليديًا بل مديحًا فلسفيًا حماسيًا، يُعبّر فيه عن رؤيته للبطولة، والعدالة، والهوية. وهذا الحضور يجعل النص حيًّا، نابضًا، ويمنحه عمقًا يتجاوز الإطراء إلى بناء موقف وجودي.
المتنبي لا يمدح ليُرضي، بل يمدح ليُعلن موقفًا، ويُمارس دورًا تعبويًا وفلسفيًا في آنٍ واحد.
النقاش
– لهذه القطعة خصائصها التي تميزها من قصائد “السيفيات“. ما وجه طرافتها في نظرك ؟
وجه الطرافة في هذه القطعة من “السيفيات” للمتنبي يكمن في أنها لا تكتفي بالمديح العسكري التقليدي، بل تُعيد تشكيل خطاب الحماسة بأسلوب فلسفي ساخر، وتُضفي على الحرب طابعًا وجوديًا يتجاوز السيف والرمح. إليك أبرز مظاهر الطرافة التي تميزها:
وجه الطرافة في نظري
المظهر | التوضيح |
الاستباق الزمني الشعري | يبدأ المتنبي بـ”لهذا اليوم بعد غدٍ أريج”، وكأن النصر له رائحة تُشم قبل وقوعه، وهذا توظيف غير مألوف في المدائح الحربية. |
المفارقة الساخرة | يسخر من ملك الروم الذي “تحاول نفسه”، ويُظهره جبانًا تُضحّي به رعيته، مما يُضفي طرافة على صورة العدو. |
التحقير عبر التنجيم | “ونحن نجومها، وهي البروج” – يُوظف علم الفلك لتحقير النصارى، في صورة طريفة تجمع بين العلم والسخرية. |
التهديد الهادئ | لا يصرخ المتنبي بالوعيد، بل يُقدّم التهديد في قالب شعري رصين، مما يُضفي طرافة على نغمة التحدي. |
المديح غير المباشر | لا يمدح سيف الدولة بوصفه سلطانًا فقط، بل بوصفه ظاهرة كونية تُحدث الأمن حتى للحوام، مما يجعل المديح طريفًا في امتداده. |
رأيي في ذلك
الطرافة هنا ليست هزلًا، بل ذكاء شعري:
- المتنبي يُعيد تعريف البطولة من خلال المفارقة والرمز.
- يُحوّل الحرب إلى مشهد فلسفي، حيث العدو يُهزم قبل أن يُقاتَل.
- يُضفي على المدح طابعًا فنيًا لا يُشبه المدائح التقليدية، مما يجعل “السيفية” هنا أكثر عمقًا وأقل مباشرة.
بمناسبة هذا النص
الحقل المعجمي
استخرج المعجم الحربي والمعجم الديني وبين أثركل منهما في تنمية الغنائية الحماسية.
في قصيدة “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” للمتنبي، يتداخل المعجمان الحربي والديني ليشكّلا نسيجًا شعريًا غنيًا بالغنائية الحماسية، حيث يُوظف كل منهما لإثارة العاطفة، وبناء صورة بطولية للممدوح، وتعبئة النفس لمواجهة العدو.
المعجم الحربي
المفردة أو الصورة | التوظيف في السياق | الأثر الحماسي |
نار / أجيج | “ونار في العدو لها أجيج” | تصوير الحرب كقوة مدمّرة، يُشعل الحماسة ويُرهب العدو. |
السيف / القواضب | “بغير سيفك لا تعيج”، “ما حكم القواضب” | السيف رمز للحسم والبطولة، يُضفي على النص نغمة قتالية. |
الصفوف / المعركة | “عرفتك والصفوف معبآت” | استحضار مشهد المعركة، يُفعّل الخيال الحربي ويُحفّز النفس. |
الدمستق / ملك الروم | رموز للعدو | يُعزز الشعور بالانتماء عبر تحديد الخصم. |
الخليج / سَمَنْدُوه | مواقع استراتيجية | تُضفي واقعية على المعركة، وتُرسّخ التحدي الجغرافي. |
المعجم الديني
المفردة أو الصورة | التوظيف في السياق | الأثر الحماسي |
الحجيج | “وتسلم في مسالكها الحجيج” | ربط النصر بالأمان الديني، يُضفي قدسية على الحرب. |
الدعاء / الضجيج | “ويكثر بالدعاء له الضجيج” | يُظهر أن القتال يحظى بتأييد روحي، مما يُعزز شرعيته. |
العيان / نعوذه | “نعوذه من الأعيان بأسًا” | توظيف ديني للحماية، يُضفي طابعًا إيمانيًا على البطولة. |
الرضا | “رضينا والدمستق غير راض” | يُظهر التسليم بقضاء الحرب، وكأنه قدر إلهي. |
أثر المعجمين في تنمية الغنائية الحماسية
- التكامل بين المعجمين يُنتج نغمة شعرية مشحونة بالعاطفة والقداسة، حيث لا تكون الحرب مجرد صراع، بل فعلًا بطوليًا له بعد روحي.
- المعجم الحربي يُفعّل الخيال القتالي، ويُشعل الحماسة عبر صور النار والسيف والصفوف.
- المعجم الديني يُضفي شرعية أخلاقية وقدسية على القتال، مما يُحوّل الحماسة إلى التزام وجودي.
الإيقاع
أنشد القصيدة إنشادا عروضيا ثم أنشدها إنشادا معنويا. ماذا تلاحظ ؟
الإنشاد العروضي
الإنشاد العروضي يعتمد على تفعيل البحر الشعري، وهنا البحر هو الوافر، وتفعيلاته الأساسية:
مُفاعَلَتُنْ مُفاعَلَتُنْ فَعولُنْ
مثال من البيت الأول:
لهذا اليومِ بعدَ غدٍ أريجُ مُفاعَلَتُنْ مُفاعَلَتُنْ فَعولُنْ
في هذا الإنشاد:
- يُراعى الوزن بدقة.
- يُركّز على التقطيع الصوتي.
- يُظهر انتظام الإيقاع الخارجي.
الإنشاد المعنوي
الإنشاد المعنوي يُركّز على المعنى والانفعال، ويُراعي:
- نبرة التحدي في “ونار في العدو لها أجيج”.
- الدهشة والسخرية في “أبالغمرات توعدنا النصارى؟”.
- الرضا والتحدي في “رضينا والدمستق غير راض”.
هنا:
- تتغيّر النبرة حسب المعنى.
- يُستخدم التلوين الصوتي لإبراز العاطفة.
- يُصبح الشعر خطابًا حيًّا لا مجرد وزن.
الملاحظة الجوهرية
الإنشاد | الملاحظة |
العروضي | يُظهر جمال البناء الموسيقي، لكنه قد يُخفي المعنى إذا أُفرط فيه. |
المعنوي | يُفعّل العاطفة والمعنى، لكنه قد يُشوّه الوزن إذا أُهمل التقطيع. |
الطرافة الحقيقية في قصيدة المتنبي أنها تحتمل الإنشادين معًا: فهي موزونة بإحكام، ومعنوية بعمق، مما يجعلها قابلة للغناء والتعبئة في آنٍ واحد.
البلاغة
المراوحة بين الإنشاء والخبر في النص الشعري ظاهرة متواترة لأنها تولد حركة ونماء وحيوية فيه إذ يجد الشاعر فسحة لتصوير وجدانه وانفعالاته من خلال الإنشاء وينقل ما يجب نقله بواسطة الخبر. اذكر مثالين لكل أسلوب
الأسلوب الخبري
المثال | التحليل |
“لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” | جملة خبرية تُقرّر أن النصر قادم، وتُضفي طمأنينة وثقة على النص. |
“تبيت بها الحوامن آمنات، وتسلم في مسالكها الحجيج” | تقرير لحالة الأمن بعد النصر، يُظهر أثر البطولة في الواقع، ويُعزز المعنى الاجتماعي للحرب. |
الأسلوب الإنشائي
المثال | التحليل |
“أيها الأسد المهيج” | نداء إنشائي يُضفي على الممدوح صفات القوة، ويُعبّر عن انفعال الشاعر وإعجابه. |
“أبالغمرات توعدنا النصارى؟” | استفهام إنكاري ساخر، يُظهر استهجان الشاعر من تهديدات العدو، ويُحرّك الحماسة عبر التحدي. |
أثر المراوحة
- الخبر يمنح النص ثباتًا ووضوحًا، ويُرسّخ المعاني في ذهن المتلقي.
- الإنشاء يُفعّل العاطفة، ويُشعل الحماسة، ويُعبّر عن وجدان الشاعر.
- المراوحة بينهما تُنتج إيقاعًا داخليًا نابضًا، وتُحوّل القصيدة إلى خطاب حيّ متفاعل.
المعجم
ابحث عن معاني الكلمات التالية : أريج / أجيج / سجا / ماج / لج. هل وردت في النص في معانيها الحقيقية ؟
معاني الكلمات
الكلمة | المعنى اللغوي | المصدر |
أريج | رائحة طيبة تنتشر في الهواء، غالبًا تُستخدم لوصف العطر أو الزهر | |
أجيج | توهّج النار وصوت لهبها، وقد يُستخدم أيضًا للدلالة على شدة الحرارة أو الاضطراب | |
سجا | سكن وهدأ، يُقال “سجا البحر” أي هدأ موجه | |
ماج | اضطرب وتحرك بشدة، يُقال “ماج البحر” أي تلاطم | |
لجّ | تمادى في الخصومة أو الغضب، أو أصرّ على شيء، وقد تأتي بمعنى الغور في الشيء أو الإلحاح |
هل وردت في النص بمعانيها الحقيقية؟
الكلمة | السياق في القصيدة | نوع المعنى |
أريج | “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” – رائحة النصر القادمة | مجازي: النصر يُشبّه بالعطر المنتشر قبل وقوعه |
أجيج | “ونار في العدو لها أجيج” – توهّج الحرب في صفوف العدو | حقيقي ومجازي: النار حقيقية، لكن تُستخدم رمزيًا للحرب |
سجا | “إذا يسجو” – البحر حين يهدأ | حقيقي: وصف طبيعي لحالة البحر |
ماج | “فكيف إذا يموج؟” – البحر حين يضطرب | حقيقي: وصف طبيعي لحركة البحر |
لجّ | “وغارته لجوج” – السيف الذي لا يهدأ في القتال | مجازي: يُشبّه السيف بالمُصرّ على الطعن، لا يهدأ |
تحليل قصيدة لهذا اليوم بعد غدٍ أريج للمتنبي
قصيدة “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” لأبي الطيب المتنبي تُعدّ من أبرز قصائد الحماسة التي نظمها في مدح سيف الدولة الحمداني، وهي من “السيفيات” التي امتزج فيها المدح بالحرب، والفخر بالهوية، والسخرية بالبطولة. إليك تحليلًا شاملًا ومختصرًا للقصيدة:
التقديم العام
- المناسبة: قُبيل معركة ضد الروم بقيادة الدمستق، حيث يحمّس المتنبي سيف الدولة ويحقّر العدو.
- الغرض الشعري: الحماسة والمدح، مع توظيف الهجاء والسخرية.
- البحر: الوافر، وهو بحر قوي الإيقاع يناسب مقام الحرب.
البناء الفني والبلاغي
العنصر | التوظيف في القصيدة | الأثر الفني |
الاستباق الزمني | “لهذا اليوم بعد غدٍ أريج” | يُضفي نغمة تفاؤلية، ويُهيّئ المتلقي نفسيًا للنصر القادم. |
المراوحة بين الخبر والإنشاء | خبر: “تبيت بها الحوامن آمنات” – إنشاء: “أيها الأسد المهيج” | تُحدث حركة داخلية، وتُفعّل العاطفة والعقل معًا. |
الصور الفنية | “نحن نجومها، وهي البروج” – “ونار في العدو لها أجيج” | تُضفي رمزية كونية، وتُعلي من شأن المسلمين وتُحقّر العدو. |
المفارقة الساخرة | “رضينا والدمستق غير راض” | تُظهر شجاعة المسلمين وتردد العدو، مما يُعزز الحماسة. |
المعجم الحربي والديني | السيف، النار، الصفوف – الحجيج، الدعاء | يُضفي قدسية على الحرب، ويُحوّلها إلى فعل أخلاقي ووجودي. |
صورة الممدوح (سيف الدولة)
- أسد مهيج: رمز للقوة والهيبة.
- صانع الأمن: حتى الحوامن تنام آمنة بوجوده.
- قائد ميداني: يُعرف في الصفوف، لا في القصور.
- رمز للبطولة الجماعية: لا يُمدح وحده، بل يُجسّد قيم الأمة.
رسالة الشاعر إلى العدو
- السخرية من التهديدات: “أبالغمرات توعدنا النصارى؟”
- تحقير ملك الروم: “تحاول نفس ملك الروم فيها”
- التحدي الصريح: “فإن يُقدِمْ، فقد زرنا سَمَنْدُوه، وإن يحجم، فموعده الخليج”
الرسالة: النصر محسوم، والعدو جبان، والمسلمون أهل بطولة وحق.
رأيي في طرافتها
القصيدة طريفة لأنها:
- تُعيد تعريف الحرب كفعل جمالي وفلسفي.
- تُوظف السخرية في سياق الحماسة.
- تُحوّل المدح إلى خطاب تعبوي ذكي، لا مجرد إطراء.
Comments are closed.