شرح قصيدة الحدث الحمراء لـ المتنبي محور شعر الحماسة في القرنين الثالث والرابع للهجرة للسنة الرابعة آداب – شرح نص الحدث الحمراء 4 ثانوي باكالوريا آداب تعليم تونس منهجية شرح نص تحليل تقديم شرح المقاطع شعر الحماسة شرح نصوص رابعة ثانوي باكالوريا منهجية تلحليل النص الادبي تحليل نصوص 4 ثانوي باكالوريا منهجية تحليل نصوص الادبية رابعة ثانوي
شرح قصيدة الحدث الحمراءالمتنبي بكالوريا آداب
الشرح والتحليل والاجابة عن الاسئلة
تقديم القصيدة:
قصيدة “الحدث الحمراء” للمتنبي من شعر الحماسة، نظمها بعد انتصار سيف الدولة الحمداني على الروم سنة 346هـ. تُخلّد البطولة الفردية وتُحوّل الواقعة إلى ملحمة رمزية تُجسّد الصراع بين العزم والموت. تجمع بين الحكمة، والصورة الشعرية، والإيقاع الملحمي في تمجيد الفعل البطولي.
الموضوع:
تمجّد قصيدة “الحدث الحمراء” بطولة سيف الدولة في معركة ضد الروم، وتُحوّل الواقعة إلى ملحمة رمزية تُجسّد العزم في مواجهة الموت.
الفهم والتحليل
1- قسم النص إما باعتماد معيار الاستدلال أو باعتماد معيار أطراف المواجهة والقتال. حدد عدد المقاطع وفق المعيار الذي تختاره.
تقسيم المقاطع وفق معيار أطراف المواجهة والقتال
اعتمادًا على معيار أطراف المواجهة والقتال، ينقسم النص إلى 11 مقطعًا، كل مقطع يبرز تحولًا في موقع البطل أو العدو أو المدينة أو الزمن ضمن سياق المعركة.
رقم المقطع | الأبيات | الطرف المركزي | المضمون |
1 | 1–2 | الذات البطولية | تمهيد فلسفي عن العزم والكرامة، يهيئ لدخول البطل |
2 | 3 | سيف الدولة | إظهار قدرته الخارقة في تحريك الجيوش بعزيمته |
3 | 4–5 | الحدث الحمراء | وصف رمزي للمدينة ولونها، وتحولها من مطر إلى دم |
4 | 6–7 | سيف الدولة والحدث | مشهد البناء وسط المعركة، وتحول الحدث إلى ساحة جنون وقتال |
5 | 8–9 | الزمن والدين | استرجاع الحدث من قبضة الدهر، وربطها بالدين والبطولة |
6 | 10 | البطل والزمن | فلسفة الفعل والنية، وسرعة الإنجاز قبل أن يُعاق |
7 | 11–12 | الأعداء (الروم والروس) | وصف محاولاتهم لهدم الحدث، وظهور العدالة في الموت |
8 | 13–14 | العدو | تصوير ساخر للعدو، ثقيل الحركة، غير مميز في القتال |
9 | 15–16 | جيش العدو | وصف زحفهم من الشرق والغرب، وتعدد لغاتهم |
10 | 17–18 | سيف الدولة والجيش | لحظة الحسم، النار تطهر، والفرسان يفرون |
11 | 19–20 | البطل والموت | ذروة البطولة، الوقوف أمام الموت بثبات وابتسام |
2- رسم المتنبي صورة لسيف الدولة أثناء المعركة جوهرها إتيان الأعمال الخارقة استخرجها مبينا الأساليب البلاغية التي وظفها في ذلك.
الأعمال الخارقة لسيف الدولة
- تحريك الجيش بعزيمته وحدها
- البلاغة: كناية عن قوة الإرادة، ومبالغة في تصوير العزم كقوة تفوق الجيوش.
- بناء الحدث وسط المعركة
- البلاغة: صورة مركبة تجمع بين البناء والموت، توحي بقدرة خارقة على الإنجاز وسط الخطر.
- رد المدينة من قبضة الدهر
- البلاغة: استعارة للدهر كعدو، وسيف الدولة كمن يهزمه، مما يضفي عليه طابعًا أسطوريًا.
- الوقوف أمام الموت بثبات
- البلاغة: تشبيه الموت بالنائم، واستعارة تجعل البطل سيد الموقف أمام الردى.
- الابتسام وسط الهزيمة العامة
- البلاغة: مقابلة بين الهزيمة والابتسام، ترمز إلى الثبات النفسي والروحي.
الأساليب البلاغية الموظفة
الأسلوب | الوظيفة |
الكناية | لإظهار القوة دون التصريح بها مباشرة |
الاستعارة | لتحويل المعاني المجردة (الدهر، الموت) إلى خصوم محسوسين |
التشبيه | لتقريب الصورة الذهنية، مثل تشبيه الموت بالنائم |
المقابلة | لإبراز التناقض بين البطل والآخرين (الهزيمة مقابل الابتسام) |
المبالغة | لتضخيم صورة البطل وجعلها خارقة للعادة |
3- ما الصورة التي أخرج فيها الشاعر جيش الروم ؟ وما غايته من إخراجها على ذلك النحو ؟
صوّر المتنبي جيش الروم ككتلة ضخمة بلا فاعلية، تجر الحديد كأنها بلا أرجل، وتتشابه فيها الثياب والسيوف حتى لا تُميز، وتتكلم بلغات متعددة لا تُفهم إلا بالترجمة. هذه الصورة تجمع بين السخرية والتهويل، وتُظهرهم كجسد بلا روح، وكثرة بلا وحدة.
الغاية: تقليل شأن العدو نفسيًا، وإبراز تفوق سيف الدولة النوعي عليهم، فالبطولة لا تُقاس بالعدد بل بالعزم والوضوح والفاعلية.
4- ادرس طبيعة الإيقاع في هذا النص وبين دوره في تكثيف أجواء الحماسة.
الإيقاع في النص ينبني على بحر الطويل، وهو بحر ذو نَفَس ملحمي وإيقاع قوي متماسك، يتناسب مع أجواء البطولة. حرف الروي (الميم) الجهوري يضفي نغمة حازمة، وتكرار الأصوات الصلبة (كالقاف والراء) يعزز الإيقاع القتالي. هذا الإيقاع يُكثّف الحماسة عبر محاكاة حركة الجيوش، ويُضخم أثر الصور البطولية، فيجعل القارئ يعيش المعركة بانفعال داخلي متصاعد.
5- بين العلاقة بين البيتين الأولين والبيتين الأخيرين. ماذا تستنتج ؟
البيتان الأولان يفتتحان القصيدة بفكرة فلسفية عن البطولة والعزم:
1. على قدر أهل العزم تأتي العزائم 2. وتعظم في عين الصغير صغارها، وتصغر في عين العظيم العظائم
أما البيتان الأخيران فيختمانها بصورة سيف الدولة في ذروة البطولة:
19. وقفت وما في الموت شك لواقف 20. تمر بك الأبطال كلمى هزيمة، ووجهك وضاح وثغرك باسم
العلاقة بين البداية والنهاية:
- تمهيد وتنفيذ: البداية تضع مبدأ البطولة المرتبطة بالعزم، والنهاية تُجسد هذا المبدأ في موقف فعلي أمام الموت.
- نظرية وتطبيق: الأبيات الأولى تنظّر للبطولة، والأخيرة تُجسدها في صورة حية.
- تصاعد درامي: من التأمل في العزم إلى تجسيده في لحظة مواجهة الموت بابتسامة.
الاستنتاج:
المتنبي بنى القصيدة على منطق داخلي متماسك: يبدأ بفكرة العزم والبطولة، ثم يُثبتها بالفعل في نهاية النص، مما يمنح القصيدة بنية دائرية ويُضفي على سيف الدولة طابعًا أسطوريًا.
6- ما الفروق بين طريقة كل من الشاعر والمؤرخ في التعامل مع الواقعة ؟ علل جوابك.
يتعامل الشاعر مع الواقعة بوصفها ملحمة رمزية، فيُضخم البطولة ويُجسد المعاني المجردة (العزم، الموت، الدهر) في صور شعرية، موظفًا البلاغة والانفعال لتوليد الحماسة. أما المؤرخ فيعالجها بوصفها حدثًا واقعيًا، فيسرد الوقائع بتسلسل زمني، ويعتمد التوثيق والدقة.
الفرق الجوهري: الشاعر يُعيد تشكيل الواقع ليُلهب العاطفة ويُخلّد البطولة، بينما المؤرخ يُعيد بناءه لفهمه وتوثيقه. فالشعر يصنع الأسطورة، والتاريخ يُثبت الحقيقة.
7- ما مقصد الشاعر من حديثه عن سيف الدولة فردا مفردا وعن الروم جيشا جماعة ؟
قصد المتنبي من تصوير سيف الدولة فردًا مفردًا في مقابل الروم جيشًا جماعة هو إبراز تفوق الذات البطولية على الكثرة العددية، وتكريس فكرة أن العزم والبطولة الفردية تفوق الجموع المتفرقة. هذا التقابل يُضخم صورة البطل ويُحول المعركة من صراع جيوش إلى صراع قيم، حيث ينتصر الواحد الواضح على الجماعة المشتتة.
8- استخلص من النص المعاني المدحية ذات البعد الحماسي.
المعاني المدحية ذات البعد الحماسي في النص تتمثل في:
- تفوق العزم الفردي على الجموع: سيف الدولة يُحرك الجيوش بعزيمته، بينما تعجز الجيوش الخضارم.
- الوقوف البطولي أمام الموت: يواجه الردى بثبات وابتسام، وكأن الموت نائم في حضرته.
- رد المدينة من قبضة الدهر: يُعيد الحدث الحمراء للدين رغم جبروت الزمن.
- الإنجاز وسط الخطر: يبني ويقاتل في آنٍ، والمنايا تتلاطم حوله.
- العدالة المنتصرة: لا يعيش ظالم ولا يموت مظلوم في حضرته.
النقاش
* هناك من ينفي عن الأدب العربي وجود ملاحم وأناشيد ملحمية. رد على هذا الموقف بقرائن نصية تستمدها من القصيدة كاملة في الديوان ومن النصوص التمهيدية التي أطرت هذا المحور.
القول بأن الأدب العربي يخلو من الملاحم والأناشيد الملحمية يُجانب الصواب، والقصيدة “الحدث الحمراء” للمتنبي تُعدّ من أقوى القرائن النصية التي تنقض هذا الادعاء، إذ تتوفر فيها عناصر الملحمة بوضوح:
قرائن ملحمية من القصيدة
- البطل الفرد الخارق: سيف الدولة يُصوَّر كمن يُحرك الجيوش بعزيمته، ويقف أمام الموت مبتسمًا، مما يُجسد نموذج البطل الملحمي.
- العدو الجماعي المتعدد: جيش الروم يُصور ككتلة ضخمة متعددة اللغات، مما يضفي طابعًا كونيًا على المعركة.
- الحدث التاريخي المصيري: معركة “الحدث الحمراء” تُقدَّم كصراع وجودي بين الحق والباطل، والدين والدهر.
- اللغة الحماسية والصور البطولية: مثل “تمر بك الأبطال كلمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم”، وهي صورة ملحمية بامتياز.
- الزمن والدهر كخصم: يُجسد الدهر كعدو يُهزم، مما يضفي بعدًا فلسفيًا على الصراع، كما في الملاحم الكبرى.
قرائن من النصوص التمهيدية للمحور
- النصوص التمهيدية تؤكد أن الملحمة لا تُقاس بطول النص فقط، بل بخصائصه: البطولة الفردية، الصراع الكوني، اللغة الحماسية، والرمزية التاريخية.
- المتنبي يُعيد تشكيل الواقعة التاريخية شعريًا، كما يفعل هوميروس في “الإلياذة”، مما يضعه ضمن تقاليد الشعر الملحمي، وإن بصيغة عربية خاصة.
الاستنتاج
القصيدة “الحدث الحمراء” تُثبت أن الأدب العربي يمتلك نماذج ملحمية، وإن اتخذت شكلًا شعريًا مختلفًا عن الملاحم الغربية. فالمتنبي لا يروي فقط، بل يُخلّد ويُؤسطِر، وهذا جوهر الملحمة.
* جعل المتنبي الأمير سيف الدولة صانعا للحدث التاريخي دون الجماعة. ما رأيك؟
رؤية المتنبي لسيف الدولة كصانع منفرد للحدث التاريخي تعكس فلسفة البطولة الفردية التي تُعلي من شأن العزم والفرادة، وتُحول الواقعة إلى ملحمة رمزية. هذا التصور يُضخم أثر البطل ويُهمّش دور الجماعة، مما يجعل النص شعريًا لا توثيقيًا، ويُظهر أن المتنبي لا يسرد التاريخ بل يُؤسطِره ليخلّد البطولة في شخص واحد.
بمناسبة هذا النص
الكتابة
توخى الشاعر في التعريف بمعركة الحدث طريقة سردية مخصوصة هي طريقة (نقل)
توخّى المتنبي في تعريفه بمعركة الحدث طريقة “النقل الشعري“، حيث لم يكتفِ بسرد الوقائع، بل نقل القارئ إلى قلب المعركة عبر صور حسية وانفعالية، مجسّدًا البطولة والموت والدهر في مشاهد رمزية. هذا النقل يُحوّل الحدث التاريخي إلى تجربة شعورية وملحمية، ويُضفي على النص طابعًا دراميًا يتجاوز التوثيق نحو التخليد.
الوقائع)، بطريقة أدبية حرّر نصا تحلل فيه مقومات هذه الطريقة الأدبية.
تعتمد الطريقة الأدبية في نقل الوقائع على تحويل الحدث من مجرد سرد تاريخي إلى تجربة شعورية ورمزية. يُركّز الكاتب على البطل الفرد، ويُضخّم فعله ليُصبح مركزًا للحدث، كما فعل المتنبي مع سيف الدولة. تُستخدم الصور البلاغية والاستعارات لتكثيف المعاني، ويُستبدل التوثيق بالانفعال، فتُصبح المعركة لحظة وجودية لا مجرد واقعة. كما يُجسّد الزمان والدهر كخصوم رمزيين، مما يُضفي بعدًا فلسفيًا على الحدث. الإيقاع الشعري يُعزز الحماسة، ويُحول النص إلى نشيد ملحمي. هذه الطريقة تُخلّد البطولة وتُثير الوجدان، فتجعل القارئ يعيش الحدث لا يقرأه فقط. إنها كتابة تُؤسطر الواقع وتمنحه دلالة تتجاوز الزمان والمكان.
الحقل المعجمي
استخرج معجمي الحرب والفروسية.
يتكوّن معجم الحرب في القصيدة من ألفاظ مثل: الجيش، السيوف، الموت، الردى، الأبطال، المنايا، الهزيمة، الظالم، المعركة، وهي ألفاظ تُجسد الصراع والخطر والدمار. أما معجم الفروسية فيشمل: العزم، الوقوف، الثبات، البطولة، البأس، الوجه الوضاح، الثغر الباسم، وهي ألفاظ تُعلي من شأن البطل الفرد وتُبرز صفاته النفسية والجسدية. هذا التداخل بين المعجمين يُحوّل الواقعة إلى ملحمة تُجسّد البطولة وسط الخطر، وتُخلّد الفعل الفردي في وجه الجماعة.
الحقل الدلالي
انظر في معاني لفظ “هم“
لفظ “هم” يحمل دلالات متعددة تتنوع بحسب السياق:
- ضمير جماعة الغائبين: يدل على الآخر الجمعي، ويُستخدم في التمييز بين الذات والغير.
- الهمّ النفسي: يشير إلى الحزن أو القلق، ويُعبّر عن ثقل داخلي يُقيد الفعل.
- النية والعزم: يُستخدم للدلالة على الإرادة قبل الفعل، كما في “همّ بالأمر”، أي نواه وعزم عليه.
الإيقاع
اقرأ البيت 6 قراءة جهرية مراعيا الإيقاع، وتبين ما هو مأتي النغمية فيه.
مأتـى النغمية في هذا البيت يكمن في:
- تكرار لفظ “القنا” الذي يُحدث جرسًا صوتيًا قويًا ويُعزز الإيقاع الحربي.
- التوازن التركيبي بين “بناها فأعلى” و”وموج المنايا”، مما يُضفي تناغمًا وزنيًا.
- الصور الحركية مثل “يقرع القنا” و”موج المنايا”، تُولّد إيقاعًا داخليًا نابضًا بالحركة والخطر.
- البحر الطويل يُعطي للبيت امتدادًا نغميًا يتناسب مع المشهد الملحمي.
كل ذلك يجعل النغمية نابعة من التوتر بين البناء والقتال، ومن الإيقاع الداخلي الذي يُجسّد صخب المعركة.
البلاغة
أ) ما العناصر الأسلوبية والتركيبية التي جعلت من البيتين الأولين حكمة خالدة ؟
العناصر الأسلوبية والتركيبية التي جعلت من البيتين الأولين حكمة خالدة هي:
- التركيب الشرطي: “إذا غامرتَ…” يُضفي طابعًا منطقيًا وتعليميًا، يُشبه قواعد الحياة.
- التكثيف البلاغي: استخدام المجاز مثل “غامرتَ في شرفٍ مروم” يُحول الفعل إلى قيمة.
- الإيقاع المتوازن: البحر الطويل يمنح الجملة وقارًا ونغمة تأملية.
- التضاد المعنوي: بين الغَمر والنجاة، وبين التردد والمجد، مما يُبرز المعنى ويُرسّخه.
- العمومية الزمنية: يخاطب الإنسان في كل زمان، مما يجعل الحكمة قابلة للتداول والتطبيق.
النحو
أكثر الشاعر من استخدام المركب الحرفي بواو بالحال مثل قوله : “بناها فأعلى والقنا
يقرع القنا.
استخرج أمثلة أخرى على ذلك وبين سبب تواترها.
من أمثلة المركب الحرفي بواو الحال في القصيدة:
- “ووجهك وضاح وثغرك باسم”
- “والمنايا تُطرق البابا”
- “وموج المنايا حولها متلاطم”
- “والجيش يركض في البيداء كالذئب”
سبب تواتر واو الحال:
يُكثر المتنبي من واو الحال لإبراز الحالة المصاحبة للفعل البطولي، مما يُضفي على المشهد طابعًا دراميًا وانفعاليًا. فهي تُظهر التناقض بين الفعل والخطر، كالبناء وسط المنايا، أو الابتسام في وجه الموت، وتُكثّف الصورة الشعرية لتُجسّد البطولة في لحظتها الحاسمة. هذا التواتر يخدم الرؤية الملحمية التي تُعلي من شأن البطل الفرد وسط صخب الجماعة والدهر.
التناص
قارن بين طريقة وصف المتنبي للحرب في واقعة الحدث وطريقة وصف أبي تمام لها في فتح عمورية.
من أمثلة المركب الحرفي بواو الحال في القصيدة:
- “ووجهك وضاح وثغرك باسم”
- “والمنايا تُطرق البابا”
- “وموج المنايا حولها متلاطم”
- “والجيش يركض في البيداء كالذئب”
سبب تواتر واو الحال:
يُكثر المتنبي من واو الحال لإبراز الحالة المصاحبة للفعل البطولي، مما يُضفي على المشهد طابعًا دراميًا وانفعاليًا. فهي تُظهر التناقض بين الفعل والخطر، كالبناء وسط المنايا، أو الابتسام في وجه الموت، وتُكثّف الصورة الشعرية لتُجسّد البطولة في لحظتها الحاسمة. هذا التواتر يخدم الرؤية الملحمية التي تُعلي من شأن البطل الفرد وسط صخب الجماعة والدهر.
تحليل قصيدة الحدث الحمراء للمتنبي
قصيدة الحدث الحمراء للمتنبي تُعد من أروع ما قيل في الشعر الحماسي، وقد نظمها بعد انتصار سيف الدولة الحمداني على الروم في معركة الحدث سنة 346هـ. وهي قصيدة تتجاوز المدح إلى بناء ملحمة رمزية تُجسّد البطولة الفردية في وجه الدهر والموت.
التحليل الفني والمعنوي للقصيدة
المكون | التحليل |
الموضوع | تمجيد بطولة سيف الدولة في معركة الحدث، وتحويل الواقعة إلى رمز للصراع بين العزم والمصير. |
الرؤية الشعرية | المتنبي لا يصف المعركة فقط، بل يُؤسطرها، ويجعل من البطل فردًا يتحدى الدهر والمنايا، في مشهد وجودي. |
الأسلوب | يجمع بين السرد الشعري والتكثيف الرمزي، ويكثر من واو الحال لإبراز المفارقة بين الفعل والخطر. |
الصور الشعرية | صور حسية وانفعالية: “يبني القنا”، “المنايا تُطرق الباب”، “الوجه الوضاح والثغر الباسم”، تُجسّد البطولة وسط الموت. |
الإيقاع | البحر الطويل يمنح القصيدة نغمة ملحمية، تُناسب جو المعركة والتوتر النفسي. |
المعجم | معجم الحرب: القنا، المنايا، الجيش. ومعجم الفروسية: العزم، الثبات، الابتسام في وجه الردى. |
الحكمة | في مطلع القصيدة، يقدّم المتنبي حكمة خالدة: “إذا غامرتَ في شرفٍ مروم”، تُلخّص فلسفة المجد والبطولة. |
خلاصة
قصيدة “الحدث الحمراء” ليست مجرد مدح، بل بناء شعري لأسطورة البطولة، حيث يُصبح سيف الدولة رمزًا للعزم في وجه الدهر، ويُحوّل المتنبي الواقعة إلى مشهد ملحمي يُخلّد الفعل الفردي ويُثير الوجدان. إنها قصيدة تُجسّد فلسفة المتنبي في المجد، وتُحوّل التاريخ إلى شعر خالد.
Comments are closed.