Press "Enter" to skip to content

حجج وأمثلة حول قيمة العمل و أخطار البطالة في حياة الفرد و حياة المجتمع – تاسعة أساسي – محور العمل

حجج وأمثلة حول قيمة العمل و أخطار البطالة في حياة الفرد و حياة المجتمع – تاسعة أساسي – محور العمل
قيمــــــــــــــــــــــــــة العمــــــــــــــــــــــــــل في حيــــــــــــــــــــــــــــاة الفـــــــــــــــــــــرد:
العمل يضمن للفرد حياة كريمة و بها يخيط الانسان ثيابا تحميه من برد الحياة و حرها . انه
يقي الانسان من تقلبات الزمن و مصائب الدهر و يحميه ضد الفقر و مآسيه و من البطالة و
اخطارها على الانسان و به يستطيع توفير حاجياته المادية الاساسية كالمشرب و الاكل و
الملبس قال حكيم: ” من لم يحترف لم يعتلف “
و يمكن العامل من تجاوز المحن و الاحداث الحزينة فما اشبه العمل بقارب النجاة لغريق
طوحت به الامواج . و متى ينغمس المرء في عمله يحميه من اخطار الوحدة و الحزن يقول
تيمور: اصبحت معتقدا ان الايمان بعمل ما و الشغف به هو خط الدفاع الذي يحمي المرء من
مكاره اليأس و القلق


بالعمل ينسى الانسان وطاة الشعور بالحزن او بالنقص جراء فقدان حاسة من الحواس و يقول
بيتهوفن الذي عانى من فقدان حاسة السمع و خلد بالمقابل اروع السمفونيات ” لكنه الفن ، نعم
الفن وحده الذي استبقاني و يوفر العمل للعامل هدوء النفس و صفاء الذهن و يوفر له
الاحساس بالطمأنينة و الفرح و يعطي لحياته معنى و يعاونه على تحقيق مطامحه و آماله و
احلامه و هو يطهر النفس من الاحقاد و التفاهة و الشرور يقول محمود تيمور: ” ما العمل الا
استغراق في اعماق الحقائق و عزوف عن التفاهة و الفراغ و بالعمل ينتصر الانسان عن
خوفه من الموت و يوفر له القدرة على التواصل و يشعره بانه عائش بين الناس و يقول
الموسيقي بابلو كاسال من يسأله متى يتقاعد؟ ” و كأنكم تريدون بي ان اقول لكم متى اموت؟؟
يحفظ العمل لصاحبه ماء الوجه و عزة النفس و يحميه من التسول و يحقق استقلاليته و يمكن
صاحبه من احترام ذاته و يقدر عطاءها لذا فبالعمل يكتسب كل الاحترام و التقدير و يصبح
محبوبا بين الناس


يمكن العمل الفرد من الخلق و الابداع و يساعده ان يجسد احلامه و يفتق من خلاله مواهبه و
بفضله يصعد الانسان الى التميز و قصة العشق بين العامل و عمله تظهر في ما ينتج و يصنع
و يكسبه تجربة اجتماعية واسعة و خبرة في التعامل مع الافراد لان العامل المنزوي لا يختلط
مع الناس و لا يفهم مجتمعه فيفشل بالضرورة في اقامة علاقات اجتماعية سوية فالعمل يرقى
بثقافة الفرد اجتماعيا و ينال العامل بعمله رضاء الله و يكسبه محبته فالله عز و جل يحب
الانسان العامل و ينظر اليه بعين الرضا مثلما يتجلى في قوله تعالى: ” و قل اعملوا فسيرى
الله عملكم و رسوله و المؤمنون ” و يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ” ما من مسلم
يزرع زرعا او يغرس غرسا فيأكل منه طير او انسان او بهيمة الا كان له به صدفة “


قيمـــــــــــــــــــة العمــــــــــــــــــل في حيـــــــــــــــــــاة المجتمـــــــــــــــــــــــــــــع :
بالعمل تنهض المجتمعات و ترقى و تتطور و تخرج من بؤرة التخلف فالاوطان لا تبنى الا
بفضل مجهودات ابنائها فاليابان مثلا اضحت قوة اقتصادية عظمى بفضل ايمان افراد شعبها
بقيمة العمل و تقديسهم له و به يحكم الانسان سيطرته على الطبيعة فيقي نفسه من كوارثها و
يمكنه من استغلال افضل خيراتها و يحرر الانسان من منطق الصدفة و يحمي المجتمع من
الازمات المفاجئة باحكام التخطيط و يوحد بين افراد المجتمع اهدافا و مشاعر فالعامل في
مصنعه و الفلاح في حقله و المهندي في مكتبه و المدرس في قسمه و الموظف في الادارة
جميعا يخططون الى رقي مجتمعاتهم و هو يحافظ على توازنه و هو حصن ضد الافات و
الشرور و خج دفاع ضد الجريمة و العنف و التحلل من كل قيمة اخلاقية ينشر الفضيلة و
يصارع ضدالرذيلة و العمل يخلد الشعوب و الحضارات و يقاوم الفناء و العدم و ما
الاهرامات الا شاهد حي على عظمة الفراعنة .
العمل يقوي الاوطان و يدعم استقلالها و يخلصها من التبعية للدول المتقدمة
اخطــــــــــــــــــــــــار البطالــــــــــــــــــــــــــة على الفــــــــــــــــــــــــرد :
يختار البعض البطالة و يجعلونها مذهبا و يفتخرون بما ينتمون به من راحة متعللين بجملة من
التفسيرات إذ يرفض الواحد منهم العمل الذي لا يتلاءم مع قدراته العلمية و شهادته الجامعية و
يتخرج آخرون من امتهان بعض الاعمال التي يرونها حقيرة تحط من كرامته و منزلته و
يزهر البعض الاخر و يفتخر بالانتظار ضربة حظ تجعله يعانق المنى و يكون المحظوظ التي
تمطره السماء ذهبا كالفوز في إحدى المسابقات ذات الربح الوفير و قد ينفر البعض من العمل
الشاب المتعب ذي الراتب الضئيل الذي لا يحقق آمالهالعريضة فتجده بانتظار مهنة تفصل

على مقاسه و من مساوئ البطالة و اخطارها على الفرد :
العجز على توفير مستلزمات العيش الضرورية مما يولد الجوع و الحاجة و التشرد و كذلك
الشعور بالملل و الرتابة و الضجر ” و الضجر يتحلل تدريجيا من قيمه و أخلاقه و قد يدفعه
هذا التحلل إلى ارتكابحماقات عديدة يعاقب عليها القانون على حد تعبير زهير محمود الكومي
المعاناة من الفقر و الشعور بالحرمان و الدونية و العجز عن تغيير الواقع و ضمان الكرامة و
سقوط الفرد فريسة جملة من الامراض النفسية كايأس و الاحباط و الكآبة عندما يفقد الامل في
الحياة و تفقد قيمتها عنده فيرى من العبث التشبث بها و يراها قاتمة و غير منصفة و هي
مشاعر تجعله يلجأ الى العنف بمارسه على ذاتهةانعزالا او جنونا بل انتحارا و قد يمارسه على
المجتمع انحرافا و جريمة و كذلك الشعور بالذل و الهوان و معاناة الدونية جراء شعور
العاطل بأنه مهمل و أن الاخرين لا يحترمونه و انه عالة على اسرته لا فأئدة منه فيفقد بذلك
الطمأنينة و الثقة بالنفس و قد يبحث عن طريقة لفرض احترامه و كثيرا ما تكون غير
مشروعة و ايضا التسكع في الشوارع و السكن في المقاهي و مخالطة اصحاب السوء : شتان
بين من عاش يومه و من قتل يومه بين موجود و مفقود ، بين عاجل باطل خامل ذليل و عامل
فاعل فاضل كريم


الوقوع في شباك الاوهام الزائفة التي تحوك خيوطها باحكام حول ذهنه فتشله و اذا بالواحد
ينسج عوالم خيالية يصدقها و يؤمن بانها ستتحقق ثم يصفعه الواقع و يغرقه الضياع بين طيات ظلمته


اخطـــــــــــــــــــــــار البطالـــــــــــــــــــــــــــة على المجتمــــــــــــــــــــــــــــع :
لا يرقى مجتمع فيه شباب خامل لا يعمل يميل الى الكسل السهل فالشباب كما يقول خليل نعيمة
هوثروة المجتمع فماذا تفعل المجتمعات بثروة مدفونة فوقها غبار الكسل ؟ و كيف تتقدم بعقول
متجمدة كالجبال الرواســــــــــــــــــــــي
عندما يتدين العاطلون بالكسل و يعبدون “الخمل يصيرون في المجتمع كالصخرة التي تسد النبع
فلا تتدفق مياهها و لا يمكن عندئذ تحقيق الازدهار و تفتك البطالة شأنها في ذلك شأن الاوبئة
و الامراض المستعصية بجسد المجتمع و تبقى تنخره حتى يسقط وهي منبع الشرور و الآفات
توتر العلاقات بين الافراد و تفكك وحدتهم و تزرع الاحقــــاد و تغذي الانقسامات فالفقر يرفع
رايته عندما تتفشى البطالة و يتربع على عرش المجتمع هازئا بالمجموعة و الانتاج و الاقتصاد
و هي تفتك بالحلم في تحقيق الاكتفاء الذاتي ومقاومة العجز في الميزان التجاري و هي
تزعزع الامن الداخلي للدولة فنلاحظ كثرة اعمال السرقة و السطو على المحلات و البنوك و
المنازل و تكثر الرذائل و الافات الاجتماعية كالجريمة و السرقة و السطو
الا ترى ان مظاهر الانحراف السلوكي و الانحطاط الاخلاقي تسود الفئات العاطلة عن العمل
اكثر من الفئـــــــــــــــات العاملة ؟

تابع شرح جميع نصوص المحور الاول العمل 9 اساسي من التعليم الاعدادي تونس من هنا